البرهان: لا تفاوض أو مساومة مع من حمل السلاح ضد الدولة

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، الخميس، أنه “لا تفاوض ولا مساومة مع من حمل السلاح ضد الدولة والشعب”، مشدداً على استمرار القتال حتى “تطهير البلاد من قوات الدعم السريع”. وجاء ذلك خلال تفقد البرهان منطقة أم درمان العسكرية غربي العاصمة الخرطوم، وفق بيان صادر عن الجيش، حيث أكد أنّ القوات المسلحة “لن تتخلى عن كل من قاتل إلى جانبها في حرب الكرامة، وسيكونون شركاء في أي مشروع سياسي بالبلاد”.

وفي الأثناء، تتواصل المعارك في الخرطوم، حيث يواصل الجيش تقدمه للسيطرة على وسط العاصمة الذي يضم القصر الرئاسي. وأفاد شهود عيان وكالة الأناضول بحدوث انفجارات قوية وارتفاع أعمدة الدخان وسط المدينة. كما أحرز الجيش تقدماً في منطقة سوبا جنوبي الخرطوم، بهدف السيطرة على الجسر الرابط بين شرق النيل والخرطوم.

من جانبها، أعلنت قوات “درع السودان”، بقيادة أبو عاقلة كيكل، التي تقاتل إلى جانب الجيش، أنها تخوض معارك عنيفة للسيطرة على جسر سوبا، بوابة الدخول إلى الخرطوم.

إلى ذلك، أعلن جهاز المخابرات العامة السودانية عن ضبط مصنع تابع لقوات الدعم السريع لإنتاج حبوب الكبتاغون المخدرة في المنطقة الصناعية بمدينة بحري، شمالي الخرطوم. وأوضح الجهاز، في بيان، أن “المصنع كان مخفياً داخل مبنى قيد الإنشاء مكوّن من ثلاثة طوابق، عثر بداخله على كميات كبيرة من المواد الخام بقيمة تقدر بثلاثة ملايين دولار، تكفي لإنتاج 700 مليون حبة مخدرة، بمعدل إنتاج يصل إلى 100 ألف حبة في الساعة”.

وأشار البيان إلى أن “المخدرات كانت تُستخدم لتحفيز مقاتلي الدعم السريع في المعارك، بالإضافة إلى الترويج المحلي والتهريب إلى الخارج لتمويل العمليات العسكرية”.

في سياق آخر، وجّه وزير الخارجية السوداني علي يوسف رسالة خطية إلى مجلس الاتحاد الأفريقي، دعا فيها إلى إعادة عضوية السودان التي جُمّدت منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأفادت الخارجية السودانية، في بيان، بأنّ الرسالة، التي سُلّمت إلى وزراء خارجية الاتحاد قبيل اجتماع المجلس في أديس أبابا، دعت إلى إعادة تقييم موقف الاتحاد الأفريقي تجاه السودان في ضوء المستجدات الأخيرة.

وأوضحت الرسالة أن قوات الدعم السريع “نفّذت محاولة انقلابية وشنّت حرباً شاملة بدعم من قوى إقليمية”، مطالبة بإعادة السودان إلى “مكانه الطبيعي في المنظمة القارية”. يذكر أن الاتحاد الأفريقي كان قد جمّد عضوية السودان في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، عقب قرارات البرهان بحلّ الحكومة الانتقالية وإعلان حالة الطوارئ.

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل/ نيسان 2023، خلفت الحرب أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. في حين قدرت دراسة لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

(العربي الجديد، الأناضول، رويترز)