مقالات وآراء

مقتل ضابط..!

عثمان شبونة

* حتى لو كان لدينا رأى جهير في بعض قيادات الجيش (كالبرهان) وغيره من الأشباه الذين تطاردهم لعنة الدماء الحرام وعار (الكوزنة)؛ إلّا أن ذلك لا يمنع القول بأن الذين يقاتلون في الحدود الشرقية يظلون في الآخر هم (الجيش السوداني) الذي نتمنى إصلاحه اليوم قبل الغد؛ وأن يشرفنا كجيش وطني ولائه للسودان العريض؛ ويتخطى بقية الجيوش القومية التي تفاخر بها بعض دول العالم.
* من النِعم الكبرى أن تكون في الدولة قوة عظمى مهابة اسمها الجيش.. قوة لا توازيها (مليشيا) تحت أي مسمَّى.. والفرق بين الجيش والمليشيا (فرق عقيدة).. ويمكننا القول (هو كالفرق بين الذين يدافعون عن الحدود السودانية ويقاتلون فيها وبين الذين يقاتلون لصالح دول أخرى كمرتزقة).. ولا خلود لمرتزِق أو لِمَن يقاتل باسم جماعة كما ظل الحال إبان حكم الإسلامويين.. إنما الخلود والعِزة لحُماة التراب من أطماع الدول الأخرى؛ فهم الشهداء إذا نال العدو أو المحتل منهم.. وقد ظلت (حلايب) محتلة (إحتلال رسمي) لا شبهة فيه؛ ولا يلقي عليها أمثال البرهان (نظرة)..!
* رحم الله شهداء الجيش السوداني الذين يقاتلون في الحدود الشرقية.. فهُم يقومون بصون الأرض وتطهيرها؛ وقد ظلت مستباحة لعقود من قبل العصابات الأثيوبية.. وطوال سنينهم كان السفلة من قوات المتأسلمين (تجار الدين) يقاتلون باسم الجهاد (الكذوب) في جنوب السودان؛ ويبيدون أبناء شعبنا في جهات متفرقة.
* بمناسبة سيرة الجيش والقتال شرقاً؛ فقد استوقفني خبر نشرته (المواكب) أمس؛ جاء إستهلاله كالآتي: (هاجمت قوات أثيوبية فرقة استطلاع للجيش السوداني بمنطقة جبل حلاوة؛ مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة ملازم أول كان يقود الفرقة).
* رحمه الله وجعل مقامه مع الشهداء؛ والعزاء لأهله ورفاقه.
* الملاحظ؛ أنه في جميع المواقع لم أعثر على اسم الضابط أو منطقته.. ولعل الإعلام الرسمي بحاجة إلى (حساسية) يدرك بها أن بعض الأشياء التي يعدها صغيرة مثل إغفال الاسم؛ هذه الأشياء ليست كذلك.. ولنا قدوة في بعض الدول القريبة مِنا وهي تحتفي بالشهداء (إسماً ومكاناً) لا تفرق بين لواء أو جندي.. فمن حق أمثال هذا الضابط (الملازم أول) أن نحتفي بهم وبمناطقهم وأن نكرمهم ونجلّ أفعالهم.. وأيّ فعل جليل يُضاهي الفناء دفاعاً عن الوطن؟!
* هذا الضابط (الشهيد بإذن الله) لم يكن يقاتل في الحدود بين دولتين عربيتين.. ولم يكن أجيراً لأصحاب (السمو والفخامة) من ملوك الريال والدرهم..!
أعوذ بالله
ــــــ
المواكب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..