الجو .. جو.. فول مصلح

ومناسبة هذا العنوان،ما يسمي بالإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي لا يهتم بها أي أحد في السودان باستثناء المفوضية والمؤتمر الوطني،وأفراد يدورون في فلكه،طبعوا أوراق (a4)،وعلقوها علي بعض أعمدة الكهرباء،من أجل أن يقال لاحقاً أن الإنتخابات شهدت منافسة حادة .
أما الجو العام الذي يشهد عليه الكافة فيتمثل فيما يلي من وقائع نراها بالعين المجردة،ومنها استمرار اعتقال بعض زعماء المعارضة ومن بينهم فاروق أبوعيسي وأمين مكي مدني،وفرح عقار علي خلفية توقيع نداء السودان،بالقلم وليس بالبندقية .
ويحظر المؤتمر الوطني علي كافة الأحزاب والتنظيمات المعارضة أي ندوات أو تجمعات خارج دورها،وفي العديد من المناسبات تقوم السلطات الأمنية التابعة للمؤتمر الوطني بفض الندوات بالقوة،كما حدث في دنقلا مؤخراً.
وتحصي أجهزة الأمن علي الصحافة أنفاسها وتصادرها إن (هبشت)المؤتمر الوطني أو تحدثت عن فساده،ويقف الصحفيون أمام المحاكم متي ما انتقدوا النظام القائم،ويعتقلون ويضربون وهم يؤدون واجبهم الصحفي .
ويعدل المؤتمر الوطني الدستور(علي كيفو)،وصلاحيات رئيسه تزداد،وجهاز أمنه يصبح قوة عسكرية،وأراضي السودان تحت تصرفه،وبترول السودان وذهبه في خبر كان.
وتحكم المحاكم علي قادة الجبهة الثورية بالإعدام،ويسجن المعارضون علي خلفية أعمالهم السياسية،وتستعر الحرب في 30% من السودان،لأن المؤتمر الوطني يريده صيفاً ساخناً.
ولو تظاهر أهالي الشجرة والحماداب سلمياً،ضربوا حتي الموت بالرصاص،وإن تظاهر أهل الحلفاية ضربوا أيضاً واعتقلوا وهم يطالبون بحقهم في أرضهم .
وفي كل حين يهاجم الجنجويد القري والمدن فيقتلون وينهبون وتسجل الجرائم ضد مجهولين .
وعندما يعترض الأهالي في كل مكان،علي نزع أرضهم لصالح أي مستثمر،قتلوا رمياً بالرصاص كما في ام دوم،ثم لا يتورع السدنة عن تعديل القوانين،بحيث لا يقف المستثمرون أمام أي محكمة ولو ظلموا الناس وأكلوا حقوقهم .
والجوع والغلاء سيد الموقف،والفقر ينتشر في كل مكان،والملايين من الخريجين في دنيا العطالة يهيمون.
هذه هي مناظر المشهد الإنتخابي،الذي سيؤدي بنا للصناديق(المخجوجة)،وأرقام مطبوخة تقول أن فلان الفلاني حصل علي 86% من الأصوات.
وفي غمرة هذه المناظر،تظهر (كراكة)مهمتها تسطيح الشوارع الترابية في أحياء بحري والخرطوم،كيما تظهر إنجازات السدنة عشية الإنتخابات(المضروبة).
فاز الإمام المخلوع النميري في آخر استفتاء علي رئاسة الجمهورية بنسبة 99.9% من أصوات الناخبين،وكانت أيضاً الصناديق مخجوجة،فظهر في التلفزيون المايوي ليقول شكراً للذين صوتوا بنعم،وشكراً للذين صوتوا بلا،بينما كان المغني يصدح (نقولها نعم ليك يا القائد الملهم)،وعشية الإنتفاضة عندما خرج الملايين للشارع،لم يجد السفاح المأفون ولا حتي 99.9 شخص يدافعون عن نظامه،فذهب إلي مزبلة التاريخ وسلة المهملات،والعاقبة لكم يا أيها الكيزان في الملمات،ومعناها الثورات والإنتفاضات.
جو فول بس؟؟ والا فى اشياء قبل الفول؟