المعارضة السودانية وليلة الرابع من فبراير: هل تمكنت من إنتزاع بعض حقوقها المهضومة؟‎

قال الشاعر الفذ الثائر أبوالقاسم الشابي:-م
إذا إلتفَ حول الحقِ قومٌ فانه ***يصرمُ أحداثُ الزمان ويبرمُ
هو الحقُ يَغفِى ثم ينهضُ ساخطاً***فيهدمُ ما شادَ الظلامُ ويحطمُ

لم أر منذ سنوات طوال، صنيعاً سياسياً وإدارياً متقناً وعلى مستوى عالٍ من التنظيم والتصميم والأداء الرائع، والحماس المنقطع النظير مثلما رأيت وسمعت من رموز وقواعد المعارضة السودانية فى ليلة الرابع من شهر فبراير 2014م بدار الحزب الأمة القومى بأمدرمان، وذلك فى مستهل حملتها لمقاطعة الإنتخابات القادمة.
مخطئُ من يظن أن هذا الحراك الكبير، والحشد الكثيف للمعارضة، لا يقلق مضاجع المؤتمر الوطنى، أو يربك حساباته السياسية والأمنية، وقاصرُ النظر من يعتقد أنَ هذه البداية الجادة للمعارضة،لا تحرك ساكناً لأجهزة الحكومة وخاصةً الأمنية منها،ولا يقرأ الواقع السياسى والإجتماعى قراءةً صحيحة ودقيقة من يطوف بخياله بأن المعارضة السودانية كسابق عهدها(لا بتهش ولا بتنش)وغير مدركٌ لحال السواد الأعظم من أهل السودان والذين لا ينضوون تحت لواء الحزب الحاكم ومعاناتهم من حيث النواحى الإقتصادية والإجتماعية والأمنية،من يقول أن البلاد سيكون حالها بعد الرابع من فبراير كسابق أيامها وشهورها وسنواتها المنصرمة.
إنَ جميع قادة المعارضة الذين تحدثوا فى الندوة المذكورة أعلاه،شددوا على أن يكون حل مشاكل السودان بواسطة أهل السودان،ولعمرى هذه هى قمة الوطنية والحكمة،من رجالٍ يقيمون أنفسهم تقييماً حقيقياً من حيث الوعى والنضج السياسى،والمعرفة التامة بمجتمعات السودان وبمختلف مشاربها وعاداتها وتقاليدها،فالحل من الداخل أفضل من الحلول الوافدة والتى وبلا شك تأتى بأجندتها الخاصة،والتى حتماً ستكون خصماً من كرامة شعبنا الأبى ،ووطننا الحبيب.
فلأهل المؤتمر الوطنى نقول:إنَ المعارضة أفلحت فى إنتزاع بعض حقوقها وخاصةً حق التعبير وهذا الحق وبلا شك مقدمة لأخذ بقية حقوقها المسلوبة وعلى سبيل المثال لا الحصر،السياسية ،والإجتماعية والإقتصادية ،فعليكم أن تحكموا عقولكم وتعقدوا العزم وذلك بالجلوس مع المعارضة بشقيها السلمى والمسلح من أجل التوصل لحلول جذرية لمشاكل الوطن المعقدة ،وكلما يمر يوم من غير إيجاد حلول يتفق عليها الجميع ستزداد الأمور داخل وطننا الحبيب تعقيداً وتأزيماً،فربع قرن من الزمان كان يمكن أن نكون فيه فى مقدمة الدول الأفريقية والعربية،ولكن نسبةً لفشلكم الذريع فى إدارة الدولة،والمكابرة التى تتصفون بها بالرغم من حال البلد المتردى وفى كل المجالات والذى لا يسر أى إنسان على وجه هذه البسيطة،فنرجو أن تحكموا عقولكم ،وتجمعوا أولو الألباب منكم وبكل شجاعة لكى تجلسوا مع المعارضة بشقيها السلمى والمسلح،من أجل إنقاذ البلاد والعباد من الأزمة الحادة ،فما هو متاح لكم اليوم قد لا تجدونه غداً.
والله الموفق

د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..