ترامب : قد يكون الوحيد القادر على إنهاء حرب السودان

أبوبكر عبدالله
في مقال نشره الكاتب الأمريكي كاميرون هدسون بتاريخ 24 يناير 2025م ، ناقش فرضية أن الرئيس الأمريكي الحالي ، دونالد ترامب ، قد يكون الوحيد القادر على إنهاء الحرب الأهلية المستمرة في السودان. استند هدسون في ذلك إلى تجربته السابقة مع السودان ، بما في ذلك دوره البارز في “اتفاقيات أبراهام” وإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، حيث يرى أن ترامب يمتلك المفاتيح اللازمة لإنهاء هذه الحرب.
كما تناول الكاتب الأحداث الجارية ، مشيرًا إلى أنه منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023م ، شهدت البلاد أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، مع وجود 30 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة و12 مليون نازح. إلى جانب انهيار الحكومة الانتقالية السودانية ، التي كانت نتيجة للثورة الشعبية في 2019م ، وتصاعد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا. في هذا السياق ، يعتبر هدسون أن التدخل الأمريكي تحت قيادة ترامب قد يمثل فرصة حقيقية لإنهاء هذا المأزق.
كذلك أشار إلى دور القوى الإقليمية في الصراع ، مؤكدًا أن الأزمة السودانية لا تحدث في فراغ. موضحاً دور الإمارات ، في دعم قوات الدعم السريع ، واستخدامها لهذه القوات لتحقيق مصالحها العسكرية في اليمن وليبيا. في المقابل ، تحدث عن دور دول مثل مصر والسعودية وقطر التي تسعى لتعزيز نفوذها في السودان ، بينما تستغل كل من روسيا وإيران الفراغ الأمني لتوسيع وجودهما العسكري والاقتصادي في مناطق استراتيجية ، مثل البحر الأحمر. ويرى هدسون أن هذه الديناميكيات الإقليمية تجعل دور ترامب أكثر أهمية في هذه المرحلة.
مؤكدًا أن ترامب هو الشخصية الوحيدة القادرة على إحداث تغيير حقيقي، كما أشار هدسون إلى علاقات ترامب الشخصية مع قادة الإمارات والسعودية ومصر. هذه العلاقات قد تمنح ترامب القدرة على الضغط على هذه الدول لوقف دعمها العسكري للأطراف المتنازعة في السودان ، وبالتالي خلق بيئة مناسبة للتوصل إلى اتفاق سياسي يعيد الاستقرار إلى البلاد. حيث يرى هدسون أن قدرة ترامب على إبرام صفقات “صفقة مقابل صفقة” قد تكون العامل الحاسم في دفع الأطراف المتنازعة نحو التسوية.
ومع ذلك ، نوه إلى أن نجاح هذه المحاولة ليس مضمونًا. فالصراع في السودان ليس مجرد نزاع بين الجنرالين ، بل هو صراع إقليمي على النفوذ والموارد. كما أن التركيز على المصالح الاستراتيجية قد يغفل الجوانب الإنسانية للأزمة ، فضلًا عن أن المبادرات الإفريقية والشعبية السودانية قد تُستبعد من المعادلة. ويعتقد هدسون أن تجاهل هذه الأبعاد قد يعرقل فعالية الحلول المطروحة.
ختامًا، ورغم التحديات العديدة التي قد تواجه ترامب ، يرى هدسون أنه يمتلك الأدوات والعلاقات التي قد تساعده في تحقيق السلام في السودان. ولكن السؤال الأهم هو : هل سيكون قادرًا على التوفيق بين المصالح الاستراتيجية والمخاوف الإنسانية؟ . الأيام القادمة وحدها هي التي ستكشف عن الإجابة.