البديل لرعوية النور حمد – التأخر السلالي في السودان (1)

ما يميز الأجناس في العالم الآن ليس الاختلافات الظاهرية في الشكل التشريحي واللون , وإن كانت هي مدار ما تدرسه علوم السلالات والأنثربولوجيا , وإنما أيضا درجة التقدم الحضاري , ومستوى المدنية , ولا تتمايز هذه الأجناس المختلفة التي قسمها العلم إلى القوقازية والزنجية والأسيوية في إنتاج التقدم والارتقاء وحسب وإنما أيضا في قبول الحضارة وتمثلها وجعلها منهجا للحياة . وسنسأل في السودان لماذا نعجز في تمثل واستعمال الأفكار الحضارية الإنسانية التي تأتي إلينا من أوربا كالديمقراطية كممارسة شعبية وحقوق الإنسان ؟ وإذا كنا لا ننتج الحضارة فلماذا نعجز عن تبنيها ؟ هل الأسباب تكمن في السلالات الموجودة عندنا في السودان أم في الدين ? وهو هنا الدين الإسلامي ? وهذا السؤال هو من أقدم الأسئلة التي بحثت في علم الأجناس حيث لاحظوا أن الأجناس لا تختلف في المظهر وحسب , وإنما كذلك في مستويات التقدم والتطور العقلي والاجتماعي , حيث تتمتع بعض الأجناس في العالم بكل خيرات المدنية المتقدمة , بينما تخلف البعض ببون شاسع بعض الأحيان وبدرجات متفاوتة عن هذا المستوى , وإذا كانت هذه الحقيقة هي منبع كل نظريات التفرقة العنصرية التي بنتها بعض العقول الأوربية منذ لحظة الاكتشافات الجغرافية وما قبل ذلك أيضا إلا أن هذه الحقيقة مازالت ماثلة اليوم بعد التحرر من الاستعمار ولذلك سنسائلها ليس بالعقلية الأوربية المستعمرة وإنما بالعقلية المحلية الباحثة عن التنمية والتطوير ومعرفة العلل والعقبات .
ننطلق من المسلمة القديمة نفسها التي انطلق منها الفيلسوف الإغريقي أرسطو حينما أراد أن يبرر طموح الإغريق إلى السيادة على العالم فنادى بنظريته القائلة بأن بعض الناس يولدون ليكونوا أحرارا بالطبيعة , والبعض الآخر يولدون ليكونوا في صفوف العبيد , ونختلف عنه بأن المولودين كعبيد أو المولودين في بلدان يسودها الانحطاط الثقافي يمكن لهم أيضا أن يصبحوا سادة وأحرارا وفي المستوى الأعلى من الرقي البيولوجي والعقلي إذا ما وضعوا في البيئة الصحيحة , وذلك إذا ما وصلوا تقدمهم البيولوجي والسلالي بلا أي عقبات , ونذهب مع شيشرون الروماني القائل ” الناس يختلفون في المعرفة , ولكنهم جميعا يتساوون في القدرة على التعلم , وأنه لا يوجد جنس من الأجناس لا يستطيع الوصول إلى الحكمة ” .
نحن نعتقد بأن درجة التطور السلالي يؤثر على درجة التطور العقلي , فحسبما يكون التطور هنا يكون التطور في العقل , ويؤثر على نوعية المعتقدات والخرافات التي يتبناها شعب ما , ودرجة رؤيته للعالم ووجوده الأرضي , فمشاعر الإنسان مربوطة بدرجة تطوره البيولوجي .
الشعوب التي تقود العالم العقلي الآن لم تكن متطورة هكذا في الزمن القديم , فنفس الملامح التي تحدث عنها الرحالة عندما زاروا إفريقيا المغلقة في ظلامها , وما كتبه جوزيف كونراد في روايته قلب الظلام عن إفريقيا البدائية , هي نفس ما لاحظه الرومان الذين أقاموا حضارتهم على البحر الأبيض المتوسط , فنبلاء روما عندما كانوا يجوبون بريطانيا قبل آلاف السنين كانوا يصابون بالغثيان من شدة انحطاطها وبدائيتها ,فما الذي جعل بريطانيا تتقدم اليوم وتقبل الحضارة وتشارك في المدنية العالمية ومنعنا نحن ؟ . هل للدين دور من ناحية الحرية والاستبداد أم للتحسن المستمر في جينات سلالاتهم وأنجالهم ؟ .
هل هناك انحطاط تسببه الوراثة وعقليات غير منطقية وغير علمية تقود إلى التوحش ومعارضة المبادئ الإنسانية ؟ نعم , ولكن هناك طرق اجتماعية تقود أيضا إلى التخلص من هذا الانحطاط الوراثي ,وتخلق سلالات متطورة قادرة على مجاراة الحضارة بل وإلى المشاركة فيها كما حدث للسكسونيين الذين ازدراهم الاستعمار النورمندي لسنين عددا .
التطور الحضاري الآن يتسارع ومعه تتسارع وتائر تطورات سلالية ووراثية في كل أنحاء العالم المتقدم مما سيؤدي إلى نتائج رهيبة إن لم يتم تدارك الأمر وهو أن تتحول بعض الشعوب وخاصة في إفريقيا المسلمة إلى أنصاف بشر أو إلى شعوب درجة ثانية . فمزج التطور العلمي بتطورات سلالية سكانية سيجعل الفجوة غير قابلة للردم لقرون طويلة .
مفكرون كبار رفضوا وحدة الطبيعة البشرية , أو المساواة المطلقة لبني البشر , ومن أمثال هؤلاء ديفيد هيوم الذي قال : ” إنني أميل إلى الاعتقاد أن الزنوج أحط من حيث الطبيعة من العناصر البيضاء ” . وكان رينان من أولئك الذين رفضوا التسليم بنظرية تساوي البشر التي جاءت بها المسيحية وفرطت فيها اليهودية التي عززت الفوارق البيلوجية حينما أكدت بأن الإله ( يهوه ) عقد عقدا مع إبراهيم ونسله . كما أنكر غيرهم أن الإغريق والبرابرة , والهندوس ورجال النهضة متساوون في البشرية , ولكننا نزيد عليهم بأن ما لاحظوه لم يكن سوى مرحلة تاريخية محددة يمكن تجاوزها بتخطي الظروف الموضوعية التي جعلت من المكدونيين وهم جنود الأسكندر الأكبر برابرة , وجعلت من الهندوس مستعبدين للأجناس السكسونية حتى أوائل القرن العشرين .
كانت مبادئ الثورتين الفرنسية والأمريكية من أخطر ما حاق بشعوب العالم الثالث حيث دعت إلى الحرية والمساواة للجميع ولم تفعل شيئا ذا جدوى للمجتمعات البعيدة سوى أنها عطلت الرؤية الحقيقية لضرورة تطور السلالات وترفيع التراكم الوراثي , وذلك بإدعائهما لمبادئ عالمية عامة جعلت الكثير من الشعوب المتخلفة اجتماعيا منذ قرون تبحث عن أسباب تخلفها العقلي والحضاري في الاستعمار الذي لم يفعل شيئا سوى أن أنار لها الطريق الذي لا تستطيع أن تراه , وتبحث في انعدام التقنية , والاضطرابات الداخلية , وانعدام الموارد , والخبرة التعليمية بين المواطنين , والدكتاتوريات العسكرية , دون أن تتوغل قليلا وبشجاعة في لمس المؤثرات السلالية والتوارث النفسي للصفات والقدرات بين مجموعات سكانية منغلقة منذ بدء التاريخ ومازالت . وكان على محاربي الرق المدفوعين بأسباب سياسية واقتصادية أنتجتها اكتشاف الآلات الزراعية والصناعية ودورة رأس المال وتكاليفه ألا يحاربوه بقوانين ومواقف سياسية , وإنما بتفعيل الإرادة الطبيعية والسلالية في المجتمعات أولا أو على الأقل الإشارة إلى ذلك لولا عنصرية الحرب العالمية الثانية , حتى تتحقق حرية طبيعية تنجم من رفع المستوى السلالي للسكان أولا . وهذه هي الأسباب التي جعلت من الرؤية العالمثالثية عاجزة عن معرفة جذور تخلفها الحقيقي حتى اليوم .
من الأسئلة المهمة التي تدور كثيرا دون أن نقتفي أثارها في السودان والمستعمرات القديمة سؤال أهمية الاستعمار , فكثيرا ما نسأل أو نسمع عن هل الوقت الذي خرج فيه الاستعمار كان وقتا ملائما لنا , ولماذا لم يبق الاستعمار أكثر في بلادنا حتى نخطو في طريق الحضارة والتمدن , وهو سؤال يكشف عن ضعفنا الإداري وفشلنا العقلي والثقافي الذي نعاني منه إلى اليوم فنتجه مرة إلى الدين ومرة إلى أنواع أخرى من الأيدلوجيات , ويكشف هذا السؤال أيضا عن تأخر السلالات التي تحكم نفسها بنفسها فلا تستطيع أن تخطو في طريق المدنية والتطور والتنمية .
هناك الكثير من الخرافات في موضوع السلالات بعضها يتدثر بالعلم والبعض الآخر يتدثر بالسياسة وأمنيات الغلبة . وإساءة استخدام مصطلحات كالبقاء للأصلح والذي نشره دارون , وذلك عندما أدخله هربرت اسبنسر في علم الاجتماع لأول مرة , أو دافع به البعض عن نظرية نيتشة في السوبرمان أو الإنسان المتفوق لا يعفينا من النظر مجددا لهذه النظرية بيلوجيا واجتماعيا , والايمان بصحتها وتطابقها مع أحداث وتاريخ التطور البيولوجي والاجتماعي ) .
وعلي الآن كمبادئ أولية أن أشير إلى بعض الأفكار التالية :
( التفوق العلمي والإنساني هو في حقيقته المخفية عنا بذرائع سياسية ومخاوف اجتماعية هو تفوق بيولوجي , وتوفق عناصر أرقى استطاعت ببعض حيل الحرية أن تسمو بمزاياها وصفاتها السلالية , ولكن هذا التفوق لا ينحصر في أجناس بعينها تتبادل صفاتها الوراثية وهي تأخذ بأسبابه , وتسلك طرقه , وإنما تفوق مقصود به كل النوع البشري الذي تتنافس سلالته بالبروز والتفوق أو الضمور والانحلال , كنتيجة لتلاقح منظم وسريع يقوم على الحرية ) .
( هناك اعتراف علمي واسع يؤمن أن وراثة المظاهر النفسية والعقلية كالذكاء والميول والاعتدال والجنوح للجريمة تؤثر على السلوك الإنساني وبالتالي الحضاري بعد أن تأكد للعلماء أن الجينوم البشري يحتوي على جينات ذكاء لا مجال لإنكارها . مع أن هناك محاولات من البعض لهز هذه المسلمة بالإشارة إلى أن وراثة السلوك يتم فرديا ولا يمكن تحصر به جماعة أو شعب بكامله , إلا أن الكثيرين يلاحظون أن المجتمعات البشرية تتميز عن بعضها البعض بسلوك معينة تميزها وبقدرات وإمكانيات تتغير من سلالة إلى أخرى )
( كل ما دار من صراعات حول البقاء للأصلح اجتماعيا في أيام الاستعمار أو في أيام اللوثات القومية لا يثنيا أن نعترف أولا بضعف السلالات لدينا التي عجزت عن التطور مرحلة بعد أخرى بما يتواكب مع السلالات المتطورة في بعض أنحاء العالم ثم محاولة تطوير أنفسنا بآليات مدروسة وموجهة في السنوات القادمة ,وهذا كبديل لذلك الاتهام من دعاة الوحدة الإنسانية ورقي النوع البشري بطبيعة خلقه الأولى الذين درجوا على إزجاء التهم بأن من يعترفون بضعف بعض السلالات وتأثير ذلك على عقلها وسلوكها البشري إنما يؤيدون الاستعمار والعبودية وينادون بإفناء جماعات بشرية بعينها بحجة انحطاطها كما نادى من قبل غزاة أمريكا بانحطاط الهنود الحمر الذي قاد إلى إبادتهم وعلى العكس من ذلك فإن من يرفضون اليوم تصنيف أو فهم أن الوراثة التي يدعمها جهاز كامل في عمق التكوين البشري مكون من أحماض وبروتينات وشفرات غاية في الدقة أو فهم أن السلالة تؤثر على السلوك الجماعي أيضا وليس الفردي تحديدا إنما يؤيدون انحطاط الشعوب ويدعمون عدم يقظتها وبهذا يساعدون في إفنائها بالتدريج . )
( لا نتجه في بحث السلالة في السودان إلى جماعة بعينها ,وإذا اتجهنا فإنما نتجه إلى السلالات التي أثرت في تاريخ البلد , وهي ولا شك السلالات المسيطرة , ولكننا نقول إن كل الشعوب في السودان تحتاج إلى إعادة نظر في تكويناتها السلالية والنفسية والعقلية التي لا تقبل الحضارة , وتستبدلها بالدين انسجاما مع درجتها السلالية , ولذلك لابد من وضع سياسات من أجل تحسين النسل والوصول به إلى مستواه الحقيقي والطبيعي وتقييد نزوع السكان إلى الزواج الداخلي وتقييد حرية المرأة . )
( التفوق الأوربي الجنسي علينا واضح جدا رغم أننا كابرنا ونكابر في هذا الأمر كثيرا , فنحن على الأقل لا نستطيع أن نقبل التقنية بكلياتها , و لا نحسن التعامل معها , بل نختار منها ما يلائم طبيعتنا السلالية والعقلية المتدنية , ونفشل في إدارة الأجهزة الدقيقة , والإضافة إليها , وإدارة وتشغيل المصانع عالية التقنية والمزارع متعددة الإنتاج و ( الإنتاجية ) , والتجارات الاستثمارية الكبيرة على نطاق محلي أو دولي , و لا نستطيع ولو لمجرد المحاولة تصنيع السلع الرأسمالية والتقنية بل نقوم باستيرادها جملة وتفصيلا وننظر إليها برؤية غير شاملة كثيرة العياء والخمول والتردد , ولا نستطيع مجاراة الشعوب المتطور سلاليا في الأبحاث الزراعية والحيوانية على اتساع رقعتنا الزراعية والوفرة الحيوانية بشكل مذهل رغم الجامعات المتمددة شرقا وغربا , ولا نستطيع حتى نخبتنا المتعلمة قبول وهضم الأفكار الفلسفية في السياسة والاجتماع وعلوم النفس بل ولم نشارك منذ قرون في انتاج علم واحد من العلوم الكثيرة التي خلقت من عدم , وفي كل ذلك نتذرع بأسباب الدين والتحريم أو نلجأ إلى أمجاد التاريخ التليد , ونخفي خلف ذلك بعلم أو جهل ضعفنا السلالي كأجناس لا تقبل الحضارة والمدنية مع أننا أجناس بشرية متساوية عقليا مع غيرها أو هكذا يجب أن تكون مع الأجناس الأخرى المنتجة للتقنية والمعرفة .
العقل الذي يحرك حياتنا , وحياة النخبة التي توجه حياة الجميع , ليس عقلا رعويا , وإنما عقل تتحكم في أسسه نوازع وقدرات سلالية متدنية وفي ذات الوقت قابلة للتطور , ولكنها لم تفعل ذلك حتى الآن .
لا يمكن تطوير هذه السلالات , ومنحها حقا متساويا مع جميع شعوب المعمورة إلا بالديمقراطية .
[email][email protected][/email]
هذا المقال المتناقض الغريب هو نكتة الموسم
الهراء والعنصرية هو ماتبادر الى ذهني قبل ان اتوقف عن القراءة
هل التفوق العلمي هو تفوق بيلوجي؟
هل يدعو الكاتب الى نظرية لمبروزو التي تحدثت عن شناة وقبح المجرمين بالطبيعة!!!
هل يدعو الكاتب الى نظرية تحسين النسل السودانية الشهيرة كسبيل للنهضة ههههه
ويبدو ان الكاتب خجل في النهاية فتراجع عن مجمل الهراء الذى قدمه وحاول ان يظهر وكأنه يقصد ان المتأخرين سلاليا يمكنهم النجاة ايضا ان وجدوا بيئة ديمقراطية
لا بالله
أتفق معاك ان الديمقراطية هى المخرج من تخلفنا الحضارى ولكن لا اتفق معك فيماسقته فى حديثك عن تفوق او تطور سلالات على اخرى او اختلاف فى ذكاء سلالة على أخرى وانما الأرجح عندى فى تقدم شعوب وتخلف شعوب أخرى يرجع الى طريقة التفكير والتى أقصد بها الثقافة السائدة والعادات والتقاليد المرتبطة بهاوالاعتقادات والعقائد الدينية للشعوب تشكل بنية وعيها الغيبى الذى يؤثر فى تفكيرهاوتبنيها للقضايا فمثلا قضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لاتمثل هم بالنسبة لكثير من المتعلمين وخريجى الجامعات ومنسوبى الخدمة المدنية ونخبة المهنيين والفنيين ليس لنقص فى ذكائهم وقدراتهم العقلية وانما لاعتقادات دينية أو اجتماعية راسخة فى ثقافتهم كمثال لها التصوف ومافيه من انقياد اعمى للشيوخ والقبائلية والانقياد لشيوخ القبيلة او الطائفة وهذاهو المجتمع الرعوى ..واوربا نفسها رزحت تحت نير الجهل والتخلف الحضارى عندما كانت تحت رحمة الكنيسة والانقياد الاعمى للطوائف والقبائلية ..فالمسألة لها علاقة بتحرر العقل والفكر من الخرافات والافكار السالبة وليس فى درجات ذكاء وتفوق سلالات فطريقة التفكير السوية والسليمة تستلزم فكر حر واعى من الثقافة الرعوية البدوية المصرومة بالتقاليد والاعتقادات البالية التى تكبلها وتقيدها …والبيئة والمناخ الرعوى تغيب الوعى فى كثير من القضايا المرتبطة بحقوق الانسان (عندنا المسامحة فكثيرا مانسامح فى الاعتداء على حقوقنا محكومين بقيم الجودية والعادات والتقاليد ) والحرية والعدالة الاجتماعية وننظر لهذه القضايا بأنها ترف وبذخ ونتجاهل أنها هى نقطة الانطلاق الصحيحة ..ونحن شعب السودان كانت بداية الحكم الوطنى بداية غير سليمة باشخاص غير كفؤيين وجهوا البوصلة بطريقة خاطئة من الاساس ولم يقدر الوطنيين المؤهليين من بعدهم من اعادة توجيهها التوجيه السليم لانوا البيئة الرعوية التى تتحكم فى عقول الشعب تسيطر عليه بمفاهيم واعتقادات متخلفة ورجعية وليس لقلة ذكاء الشعب او تدنى سلالته .
التطور الحضاري الآن يتسارع ومعه تتسارع وتائر تطورات سلالية ووراثية في كل أنحاء العالم المتقدم مما سيؤدي إلى نتائج رهيبة إن لم يتم تدارك الأمر وهو أن تتحول بعض الشعوب وخاصة في إفريقيا المسلمة إلى أنصاف بشر أو إلى شعوب درجة ثانية
…………………………..
وكان على محاربي الرق المدفوعين بأسباب سياسية واقتصادية أنتجتها اكتشاف الآلات الزراعية والصناعية ودورة رأس المال وتكاليفه ألا يحاربوه بقوانين ومواقف سياسية , وإنما بتفعيل الإرادة الطبيعية والسلالية في المجتمعات أولا أو على الأقل الإشارة إلى ذلك لولا عنصرية الحرب العالمية الثانية , حتى تتحقق حرية طبيعية تنجم من رفع المستوى السلالي للسكان أولا . وهذه هي الأسباب التي جعلت من الرؤية العالمثالثية عاجزة عن معرفة جذور تخلفها الحقيقي حتى اليوم .
………………………….
ولماذا لم يبق الاستعمار أكثر في بلادنا حتى نخطو في طريق الحضارة والتمدن , وهو سؤال يكشف عن ضعفنا الإداري وفشلنا العقلي والثقافي الذي نعاني منه إلى اليوم فنتجه مرة إلى الدين ومرة إلى أنواع أخرى من الأيدلوجيات , ويكشف هذا
السؤال أيضا عن تأخر السلالات التي تحكم نفسها بنفسها فلا تستطيع أن تخطو في طريق المدنية والتطور والتنمية .
…………………………..
ل الشعوب في السودان تحتاج إلى إعادة نظر في تكويناتها السلالية والنفسية والعقلية التي لا تقبل الحضارة , وتستبدلها بالدين انسجاما مع درجتها السلالية , ولذلك لابد من وضع سياسات من أجل تحسين النسل والوصول به إلى مستواه الحقيقي والطبيعي وتقييد نزوع السكان إلى الزواج الداخلي وتقييد حرية المرأة . )
………………………………….
ونخفي خلف ذلك بعلم أو جهل ضعفنا السلالي كأجناس لا تقبل الحضارة والمدنية مع أننا أجناس بشرية متساوية عقليا مع غيرها أو هكذا يجب أن تكون مع الأجناس الأخرى المنتجة للتقنية والمعرفة .
…………………………………………
ما بالأعلي كتبه خالد بابكر ابو عاقلة
أرجع الكاتب اسباب الأستبداد و إنعدام التنمية و تدهور الخدمات في السودان و دول أخري لخصائص وراثية و تدني سلالي يعني انحطاط و تدهور في الصفات الوراثية للسودانيين و شعوب أخري خاصة الفئات الحاكمة.هذا الكلام كلام عنصري و إستعلائي خطير و الغريب أن المشكلة الوراثية هذه بالنسبة للكاتب ستحل بالزيجات العابرة للعرق و الثقافة و بإشاعة الديمقراطية و كفالة حرية المرأة.
التزاوج العابر للعرق و الثقافة حادث في السودان منذ زمان بعيد يا استاذ و لا تحتاج إلا لمعرفة القوميات السودانية المتنوعة و طري معاشهاو اختلاطها.
انت ببساطة اسود من دعاة الإستعلاء العرقي للإنسان الأبيض (القوقازي).
التخلف الإقتصادي و الإستبداد و انعدام الديمقراطية نتاج للصراع الطبقي ليس أكثر و الصراع الطبقي بمستوياته العديدة فيما يتعلق بالرأسمال المحلي و الآخر المرتبط بالدوائر الأجنبية و الإحتكارات الدولية.كلام محزن و بائس جداً. أرجو من المشرفين علي الراكوبة حذف هذا المقال الحاط من قدر السودانيين و المهين. إما انت أيها الكاتب فتحتاج لمراجعة افكارك فانت ببساطة عنصري
كلام غايه فى الغرابه ولن تجد من يؤيدك عليه . العلماء الذين حاولوا ارجاع الفوارق الحضاريه لاسباب جينيه او سلاليه كما تقول رد عليهم علماء مثلهم واقنعوهم بخطل اراءهم . اولا المسلمون سلالات عديده زنجيه وقوقازيه واسيويه مع ذلك فهم متخلفون اذا السبب هو العامل المشترك بين هذه السلالات وهو الاسلام لانه ببساطه يصادر العقل الذى به يكون التطور ويعادى المنطق فمن تمنطق تزندق ويحبس المؤمنون به فى زنزانة النصوص الضيقه والغارقه فى بحر الخراف والتخلف .الانحطاط فى البيءه التى تعيش فيها هذه السلالات والدليل على ذلك ان اى من افراد هذه السلاله يجد فرصه لمغادرة هذه البيءه المنحطه يبداء بالتطور الفورى وكذلك ابناءه مما يؤكد ان العامل البيولجى ليس له وجود لانه لا يمكن حدوث طفرات بيولوجيه بهذه السرعه ويكفى ان البروفيسور اسامه عوض الكريم من نفس سلاله عمر البشير . بلاش احباط للناس ياخى حرام عليك
هذا استعراض تنظيري اجوف
لا علاقة له بطرح د. النور حمد
النتيجة التى انتهيت إليها لا تتفق مع المقدمات التى سقتها .والحاصل أن الخلاصة صحيحة والمقدمات بخلاف ذلك.نعم الديمقراطية هي المخرج…
وهي تستلزم الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية.وهذه المعانى والقواعد هي عين ما دعا إليه دين الله تعالى ونصوصه.فقط الناس لا يستطيعون الدين كممارسة حقيقية كما أمر وأنزل الله.
للأسف لا اجد في المقال ولا في الرد عليه الا جدلا سفسطائيا لاجديد فيه ,
بل الادهى ان الأفكار منسوخة من كتابات أخري حتى الرد كان عبار عن
إقتباسات مبتورة .
يا أدباء وكتاب السودان لقد انتهت تلك الفترة الضبابية في انتاج
الادب والشعر والرواية والقصة قصيرة كانت او طويلة …فكل أدب
الستينات والسبعينات كان منحولا … ويريد الآن كتاب مابعد الالفية
الثالثة الاستمرار علي ذات المنوال رغم التطور الهائل في وسائل
الاتصال والكشف السريع لكل ما هو زائف في نوافذ الابداع …
نحتاج الى ]عتصام أدبى حقيقى أمام ما ينتح الآن من بعض كتاب السودان
وللأسف بينهم أسماء كبيرة قد تفاجأ بوجودهم ضمن هؤلاء الذين لا أجد لهم
تسمية غير أدعاء المعرفة في غير زمانها ومكانها …
الاخوان أسامة على وشكري عبدالقيوم لكما التحية والتقدير
أنا لم اتناول المقال في محتواه العلمى … هناك في الفلسفة م يطلق
عليه فلسفة العلم … ليس لها علاقة بالمادة العلمية وانما بمنطق
الأشياء وبالشكل العام وتناسق المقدمات مع النتائج والاهم ان كان وراء
المحتوي فلسفة فكرية ام هو قول بلا قاع .. انا قصدت الأخير بان المقال
في شكله الادبى سفسطائي … ومنه وجدتها فرصة ونافذة تخص أدباء السودان
فالمقال مهما كان موضوعه فهو في النهاية ابداع علمى كان او أدبى ..
والذى يجمع المقال مثار النقاش وبقية الاجناس الأدبية هو وجود الأرضية
المشتركة بينهم جميعا وهو عدم الاصالة والاقتباس المشين … يا تري
قد شرحت لكما ما كنت أقصده ؟
لو كان إهتمامى بالمادة العلمية والرأي الفني في المقال لاختلف الوضع
تماما ,,,
الصديقان شكري واسامة انا لم اركب الحافلة الخطأ ولكن انتما من
قرأ خط سير الحافلة بالخطأ …
لكما ودى وحبى وتقديري وانا سعيد جدا عندما يكون الحوار علي تلك
الشاكلة من الذوق الرفيع …..
ما هئا يا راكوبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نرجو أن تكون هذه آخر الكفاوي
يبدو أن الكاتب غير متابع لما كتب في هذه المسألة,اي مسألة التخلف الني تعيشها شعوب ما يسمونه الدول النامية.و هي تسمية مهذبة,إذ هي في حقيقة الأمر شعوب متخلفة إقتصاديآ و إجتماعيآ و سياسيآ.
كان الغربيون وضعوا بعض النظريات فسروا بها هذا التخلف الذي تعيشه هذه الشعوب. و من هذه النظريات ,نظرية الأجناس إذ إدعوا أن تقدم الشعوب البيضاء يعود إلي تمتعها بالذكاء,بينما تخلفت الشعوب الملونة بسبب ضعف مستوي الذكاء لدي بنيها.
لكن دحضت هذه النظرية و أصيب الغربيون بالذهول حينما حقق الطلاب الذين بعثوا إلي أوربا و من الدول المتخلفة حققوا نتائج علمية مذهلة,بل تفوقوا ?لي أقرانهم الأوربيين.كان ذلك في بداية الخمسينات من القرن العشرين.كان أن إنتهجت الدول الغربية سياسة إستقطاب العقول Brain drain,إذ عملت حكومات هذه الدول علي إستقطاب هذه العقول المتميزة و توفير البيئة المناسبة لها للإبداع و الإنتاج العلمي.كان أن خسرت شعوب الدول النامية مرتين.مرة بفقدانها لعقول أبنائها و أخري بإستيراد تكنولوجيا لا تناسب بيئتها.و هي تكنولوجيا سلهم أبناء هذه الدول في تصنيعها!
و الطريف أن هناك إقتصادي هندي آمن بهذه النظرية,و من ثم قام برسم خريطة و لون الجزء الذي تقع فيه الشعوب المتقدمة باللون الأبيض,بينما لون الجزء الذي تقع فيه الشعوب المتخلفة باللون البني في إشارة إلي تخلفها نتيجة لضعف قدراتها العقلية.
و هناك نظرية العوامل الطبيعية و الجغرافية التي إدعت أن لعوامل الطبيعة من حر و أمطار و غابات و أحراش دور في إنتاج التخلف.
و هناك نظرية العوامل الإجتماعية و الدينية و التي إدعت أن للعوامل الإجتماعية و الدينية دور في إنتاج التخلف و أشير إلي الدين الإسلامي و الديانات الأخري مثل الهندوسية و أن أديان تعمل علي تخلف معتنقيها بما تحمله و بما تيشر به من قيم التواكل و السلبية و غيره.
لكن دحضت هاتين النظريتين الأخيرتين أيضآ,بعد أن تقدم العلم و كشف عن كثير مما كان خافيآ.هذا إضافة إلي أن مفهوم التنمية ذاته قد شهد تحولآ ملموسآ في السنين الأخيرة بفضل التحولات السياسية و الإقتصادية و التكنولوجية و علاقة العالم الرأسمالي بالعالم الثالث و إنهيار المنظومة الشيوعية و غيره من العوامل.
قصدت أن أشير إلي أن تناول هذه المسألة البالغة التعقيد علي هذا النحو هو تناول خاطئي. و الموضوع في حاجة إلي التناول من مختلف الجوانب الإجتماعية و الأنثربولوجية و الإقتصادية و السياسية و الثقافية.
إقتباسات:
“فما الذي جعل بريطانيا تتقدم اليوم وتقبل الحضارة وتشارك في المدنية العالمية ومنعنا نحن ؟ . هل للدين دور من ناحية الحرية والاستبداد أم للتحسن المستمر في جينات سلالاتهم وأنجالهم ؟ .”
“حتى تتحقق حرية طبيعية تنجم من رفع المستوى السلالي للسكان أولا ”
“ولكننا نقول إن كل الشعوب في السودان تحتاج إلى إعادة نظر في تكويناتها السلالية والنفسية والعقلية التي لا تقبل الحضارة”
أتساءل يا أبو عاقلة إن كنت تستوعب معنى الزمن في كلامك عن السلالات .. مثلاً كم من الزمن تحتاج السلالات لتتغير من متدني النوعية إلى نوعية أرقى ؟؟ يقال أن الإنسان أصله قرد ثم تطور وصار إلى الإنسان الحالي .. كم من الزمن إحتاج القرد ليتحول إلى الإنسان؟؟
كلامك في الإقتباس الأول من مداخلتي هذه يدلل على أنك لم تستوعب موضوع الزمن في طروحاتك هذه البتة .. بل أن وعيك لا يشمل الزمن .. وأعني بهذا كلامك عن اليونانيين والبريطانيين .. كم المدة بين الحضارة اليونانية والحضارة الحالية التي بدأت بالثورة الصناعية في بريطانيا؟؟
صار اليوم من شبه المؤكد أن الشعب الذي أقام الحضارة الفرعونية ليس شعب قوقازي بل شعب أسود البشرة .. فماذا تقول في هذا؟؟
مملكة مروي سميت بيرمنجهام أفريقيا لتطورها في صناعة الحديد .. شعب مروي شعب كوشي أصيل ..
حضارة شعوب المايا بأهراماتها ذات الهندسة الأسطورية في أمريكا الوسطى وحضارات شعوب الإنكا في أمريكا الجنوبية .. ماذا تقول فيها؟؟
تخلف شعب السودان يعود ربما للعقل الرعوي الذي طرحه د. النور حمد في الشهور الفائتة ولأسباب آخري ليس من بينها عامل السلالة .. وربما كانت حكاية العقل الرعوي أول كشف تنظيري حقيقي للشخصية السودانية خصوصاً شخصية النيل الأوسط .. وظاهرة العقل الرعوي لا تقف عند سكان وسط السودان .. بل تعم كل السودانيين في الجنوب وفي الشمال ..
ثم أنك تناقض نفسك بالإقتباس التالي:
“أو نلجأ إلى أمجاد التاريخ التليد”
والحال كما تقول، ما هي تلك الأمجاد التليدة التي نلجأ إليها؟؟!..
هناك الكثير الذي يمكن أن يقال في أفكارك هذه أعمق وأبلغ من مداخلتي .. وهي – على كل حال – أفكار عنصرية تلقفتها من العلماء الأوربيين الذين برروا للرق والإستعمار بتلك المقولات المضروبة .. ربما بسبب إنسداد أفق الفكر لديك .. وبالمثل يمكن أن تقال جملة واحدة في مقالك .. ولكن ندعوك إلى قراءة ثانية لأفكارك هذه .. فربما كتبتها على عجل أو في لحظة إحباط .. وما أكثر عوامل الإحباط التي تواجه السوداني .. وعلى كل حال لا أتصور أن اليأس يدفع ببني السودان لتبني أفكار مدمرة ويائسة كهذه ..
الاخوان أسامة على وشكري عبدالقيوم لكما التحية والتقدير
أنا لم اتناول المقال في محتواه العلمى … هناك في الفلسفة م يطلق
عليه فلسفة العلم … ليس لها علاقة بالمادة العلمية وانما بمنطق
الأشياء وبالشكل العام وتناسق المقدمات مع النتائج والاهم ان كان وراء
المحتوي فلسفة فكرية ام هو قول بلا قاع .. انا قصدت الأخير بان المقال
في شكله الادبى سفسطائي … ومنه وجدتها فرصة ونافذة تخص أدباء السودان
فالمقال مهما كان موضوعه فهو في النهاية ابداع علمى كان او أدبى ..
والذى يجمع المقال مثار النقاش وبقية الاجناس الأدبية هو وجود الأرضية
المشتركة بينهم جميعا وهو عدم الاصالة والاقتباس المشين … يا تري
قد شرحت لكما ما كنت أقصده ؟
لو كان إهتمامى بالمادة العلمية والرأي الفني في المقال لاختلف الوضع
تماما ,,,
الصديقان شكري واسامة انا لم اركب الحافلة الخطأ ولكن انتما من
قرأ خط سير الحافلة بالخطأ …
لكما ودى وحبى وتقديري وانا سعيد جدا عندما يكون الحوار علي تلك
الشاكلة من الذوق الرفيع …..
ما هئا يا راكوبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نرجو أن تكون هذه آخر الكفاوي
يبدو أن الكاتب غير متابع لما كتب في هذه المسألة,اي مسألة التخلف الني تعيشها شعوب ما يسمونه الدول النامية.و هي تسمية مهذبة,إذ هي في حقيقة الأمر شعوب متخلفة إقتصاديآ و إجتماعيآ و سياسيآ.
كان الغربيون وضعوا بعض النظريات فسروا بها هذا التخلف الذي تعيشه هذه الشعوب. و من هذه النظريات ,نظرية الأجناس إذ إدعوا أن تقدم الشعوب البيضاء يعود إلي تمتعها بالذكاء,بينما تخلفت الشعوب الملونة بسبب ضعف مستوي الذكاء لدي بنيها.
لكن دحضت هذه النظرية و أصيب الغربيون بالذهول حينما حقق الطلاب الذين بعثوا إلي أوربا و من الدول المتخلفة حققوا نتائج علمية مذهلة,بل تفوقوا ?لي أقرانهم الأوربيين.كان ذلك في بداية الخمسينات من القرن العشرين.كان أن إنتهجت الدول الغربية سياسة إستقطاب العقول Brain drain,إذ عملت حكومات هذه الدول علي إستقطاب هذه العقول المتميزة و توفير البيئة المناسبة لها للإبداع و الإنتاج العلمي.كان أن خسرت شعوب الدول النامية مرتين.مرة بفقدانها لعقول أبنائها و أخري بإستيراد تكنولوجيا لا تناسب بيئتها.و هي تكنولوجيا سلهم أبناء هذه الدول في تصنيعها!
و الطريف أن هناك إقتصادي هندي آمن بهذه النظرية,و من ثم قام برسم خريطة و لون الجزء الذي تقع فيه الشعوب المتقدمة باللون الأبيض,بينما لون الجزء الذي تقع فيه الشعوب المتخلفة باللون البني في إشارة إلي تخلفها نتيجة لضعف قدراتها العقلية.
و هناك نظرية العوامل الطبيعية و الجغرافية التي إدعت أن لعوامل الطبيعة من حر و أمطار و غابات و أحراش دور في إنتاج التخلف.
و هناك نظرية العوامل الإجتماعية و الدينية و التي إدعت أن للعوامل الإجتماعية و الدينية دور في إنتاج التخلف و أشير إلي الدين الإسلامي و الديانات الأخري مثل الهندوسية و أن أديان تعمل علي تخلف معتنقيها بما تحمله و بما تيشر به من قيم التواكل و السلبية و غيره.
لكن دحضت هاتين النظريتين الأخيرتين أيضآ,بعد أن تقدم العلم و كشف عن كثير مما كان خافيآ.هذا إضافة إلي أن مفهوم التنمية ذاته قد شهد تحولآ ملموسآ في السنين الأخيرة بفضل التحولات السياسية و الإقتصادية و التكنولوجية و علاقة العالم الرأسمالي بالعالم الثالث و إنهيار المنظومة الشيوعية و غيره من العوامل.
قصدت أن أشير إلي أن تناول هذه المسألة البالغة التعقيد علي هذا النحو هو تناول خاطئي. و الموضوع في حاجة إلي التناول من مختلف الجوانب الإجتماعية و الأنثربولوجية و الإقتصادية و السياسية و الثقافية.
إقتباسات:
“فما الذي جعل بريطانيا تتقدم اليوم وتقبل الحضارة وتشارك في المدنية العالمية ومنعنا نحن ؟ . هل للدين دور من ناحية الحرية والاستبداد أم للتحسن المستمر في جينات سلالاتهم وأنجالهم ؟ .”
“حتى تتحقق حرية طبيعية تنجم من رفع المستوى السلالي للسكان أولا ”
“ولكننا نقول إن كل الشعوب في السودان تحتاج إلى إعادة نظر في تكويناتها السلالية والنفسية والعقلية التي لا تقبل الحضارة”
أتساءل يا أبو عاقلة إن كنت تستوعب معنى الزمن في كلامك عن السلالات .. مثلاً كم من الزمن تحتاج السلالات لتتغير من متدني النوعية إلى نوعية أرقى ؟؟ يقال أن الإنسان أصله قرد ثم تطور وصار إلى الإنسان الحالي .. كم من الزمن إحتاج القرد ليتحول إلى الإنسان؟؟
كلامك في الإقتباس الأول من مداخلتي هذه يدلل على أنك لم تستوعب موضوع الزمن في طروحاتك هذه البتة .. بل أن وعيك لا يشمل الزمن .. وأعني بهذا كلامك عن اليونانيين والبريطانيين .. كم المدة بين الحضارة اليونانية والحضارة الحالية التي بدأت بالثورة الصناعية في بريطانيا؟؟
صار اليوم من شبه المؤكد أن الشعب الذي أقام الحضارة الفرعونية ليس شعب قوقازي بل شعب أسود البشرة .. فماذا تقول في هذا؟؟
مملكة مروي سميت بيرمنجهام أفريقيا لتطورها في صناعة الحديد .. شعب مروي شعب كوشي أصيل ..
حضارة شعوب المايا بأهراماتها ذات الهندسة الأسطورية في أمريكا الوسطى وحضارات شعوب الإنكا في أمريكا الجنوبية .. ماذا تقول فيها؟؟
تخلف شعب السودان يعود ربما للعقل الرعوي الذي طرحه د. النور حمد في الشهور الفائتة ولأسباب آخري ليس من بينها عامل السلالة .. وربما كانت حكاية العقل الرعوي أول كشف تنظيري حقيقي للشخصية السودانية خصوصاً شخصية النيل الأوسط .. وظاهرة العقل الرعوي لا تقف عند سكان وسط السودان .. بل تعم كل السودانيين في الجنوب وفي الشمال ..
ثم أنك تناقض نفسك بالإقتباس التالي:
“أو نلجأ إلى أمجاد التاريخ التليد”
والحال كما تقول، ما هي تلك الأمجاد التليدة التي نلجأ إليها؟؟!..
هناك الكثير الذي يمكن أن يقال في أفكارك هذه أعمق وأبلغ من مداخلتي .. وهي – على كل حال – أفكار عنصرية تلقفتها من العلماء الأوربيين الذين برروا للرق والإستعمار بتلك المقولات المضروبة .. ربما بسبب إنسداد أفق الفكر لديك .. وبالمثل يمكن أن تقال جملة واحدة في مقالك .. ولكن ندعوك إلى قراءة ثانية لأفكارك هذه .. فربما كتبتها على عجل أو في لحظة إحباط .. وما أكثر عوامل الإحباط التي تواجه السوداني .. وعلى كل حال لا أتصور أن اليأس يدفع ببني السودان لتبني أفكار مدمرة ويائسة كهذه ..