كيف تقلع عن (التدخين )و(التمباك )و( القهوة )وكل المنبهات

في ظل هذه الظروف وضغوط الحياة الصعبة يلجأ الكثير من الناس الفقير والغني الكبير والصغير وخاصة الشباب إلى المنبهات بشتى أنواعها وإلى أشياء أخرى لا يعلمها إلا الله هربا من ضغوط الحياة وصدماتها … لكن كلها أوهام وتخيلات فهي كالمستجير بالرمضاء من النار …
أقلع عنها قبل أن تصبح إدمانا … !!!!
لكن كيف الإقلاع ؟؟ !!!
فهل جملة مضر بالصحة أو حرام شرعا كافية لترك هذه العادات السيئة ؟؟؟

فعن تجربتي …
لم ألاحظ أي تغيير طرأ على الدنيا بعد أن إختفت السيجارة والتمباك (السفة ) من فمي منذ أربعة عشر سنة … وتعاطي إستمر إثنى عشرة سنة متواصلة … وقتها كان عمري إحدى وعشرون سنة … فالسماء في مكانها والأرض في مكانها , وكذلك أنا في مكاني من كل حاجة الناس والأشجار والأحجار والأرض والسماء .. ولا أزال أمشي على قدمين وأرى بعينين ولم أتحول إلى رجل بدائي أخطف السجائر من أفواه الناس وأضعها في فمي أو أدوسها بقدمي .. ولم أشم رائحة التمباك ويسيل لعابي … صدقوني لم يتغير في الدنيا أي شئ كل شئ في مكانه

تخيلت إنني عندما أترك السجائر أو التمباك لا أستطيع أن أمشي على الأرض بقدمين وكنت أتخيل إنها هي التي كانت تساعدني على المشي وعلى الكلام والتفكير وحتى على التنفس ولكن كانت كلها أوهام وأحلام وتخيلات .

لم يكن الإنسان قبل ظهور السجائر والتمباك في الدنيا حيوانا ثم تطور وأصبح بها إنسانا متحضرا

فتذوقت حلاوة الإمتناع … فإمتنعت حتى عن شرب الشاي كنت أشربه بمتعة لا معقولة في كل إتجاهات الدنيا وفي حلي وترحالي .. فكنت معلما في طبخه وأستمتع بذلك منذ صغري فكنت أعلم حتى أخواتي في كيفية عمل الشاي ..وكنت أسخر من الذين لا أجد شاي عندهم مظبوطا حتى من ناحية اللون والطعم والرائحة وإتخذت لنفسي وظيفة الأستاذ والمعلم لأصول صناعة الشاي فكنت أقول بأستاذية : يجب أن يغلي الماء مرة واحدة ولمدة نصف دقيقة وبعدها يضاف إليها الشاي وتتركه ثلاث دقائق وتصبه في الأكواب ذهبي وذو رائحة وقوي الطعم ولكل نكهة طبختها الخاصة بها بالقرفة أو النعناع أو الجنزبيل
وفجأة وجدت نفسي أن أتخلى عن الشاي وعن هذه العبودية فتحررت منها وتخليت حتى من أستاذيتها وبعد أسبوع واحد فقط من التخلي عن الشاي وطلاقه من حياتي لم ألاحظ أيضا أي تغير في الدنيا لا بالنسبة لي ولا بالنسبة للناس ولا الأرض ولا السماء فكان كل شئ في مكانه الأرض هي الأرض والسماء هي السماء والناس هم الناس وإكتشفت أيضا إنها كانت خدعة وأوهام

وعندما أشار الطبيب إلى القهوة ترجيته على ما أذكر وقلت له أرجوك يادكتور إلا القهوة لم يتبق لي غيرها فقال لي إن الضغط لديك غير منتظم وتعاطيها قد يؤذيك .. وعندما علم مديري في العمل بقصتي مع القهوة حرض عامل البوفية بأن لا يقدم لي القهوة تضجرت وغضبت فكنت كالطفل الذي لا يعلم أين مصلحته .. لكن تخليت عن القهوة ولم يتغير أي شئ في دنياي وحياتي لا حياة الناس ولا السماء ولا الأحجار ولا الأشجار فكان كل شئ في مكانه .

وفي حياتنا أشياء كثيرة تراها ضرورية مع إن من الممكن الإستغناء عنها فإذا إستغنيت عنها إعتدت عليها وعلى الحياة بدونها فليس كل الناس يدخنون ولا كل الناس يسفون التمباك وليس كل الناس كييفي قهوة وشاي

ولا أعرف الآن طعم الدنيا عندما أعود إلى القهوة وإلى الشاي وإلى السجائر وأشياء أخرى لا يعلمها إلا أنا والقليل منكم . من المؤكد أن الدنيا لن تتغير وسيظل كل شئ في مكانه والناس والسماء والأرض والشمس والقمر .

فحرروا عقولكم من العبودية والأوهام فالحياة قصيرة جدا عيشها كما هي ولا تفسدها بممارسات خاطئة ومؤذية قاتلة

فكونوا إيجابيين ودمتم موفقين
[email][email protected][/email]