ظروف أم تطور… المرأة والمطبخ…انهيار (القدسية)..!!

الخرطوم : رحاب فريني
حتى وقت قريب كان للمطبخ قدسية عند سيدة المنزل وكانت بعض النساء لا تسمح بمشاركتها في مطبخها، وكانت سيدة المنزل تعرف متى تصنع طعامها وماذا تصنع لهذا اليوم، ونجد كذلك أن رب الاسرة كان يأتي بالمستلزمات فقط، لكن الملاحظة التي رصدتها (السوداني) في الفترة الاخيرة هي تخلي سيدة المنزل عن (قدسية) المطبخ واتجاهها للوجبات السريعة والخفيفة أو (التيك اوي)، حيث حلت تلك الوجبات مكان الصينية، (السوداني) حاولت البحث والتنقيب عن غياب (قدسية) المطبخ لدى المرأة السودانية والاسباب التي دعتها لذلك..؟
سندوتشات وكدا:
طه أحمد حسن صاحب إحدى المطاعم الشعبية قال لـ(السوداني) إن عددا كبيرا من النساء صرن لا يرغبن في الدخول إلى المطبخ، واضاف أن ايقاع الحياة اصبح سريعا وان معظم ربات المنزل اصبحن عاملات وان بعض الاسر صارت تدمن على السندوتشات، وهذا مكلف جدا، اما الطبيخ فتكلفته بسيطة اذا قورن بالسندوتشات والوجبات الجاهزة.
وجبات جاهزة:
ربة المنزل جواهر التاج قالت لـ(السوداني):(توجد ظروف تجعل الانسان مجبراً على شراء الوجبات الجاهزة من ضمنها ظروف العمل والاطفال والمواصلات وكل هذه الظروف تجبر ربات المنزل على شراء الوجبات الجاهزة ولكن هذا لا يمنعها أن تعد وجبة لأسرتها ولو مرة في الاسبوع).
اوضاع اقتصادية:
(الاوضاع الاقتصادية اختلفت كثيراً عن السابق)…هكذا ابتدرت الطالبة الجامعية هناء عثمان حديثها لـ(السوداني): وأضافت: (أصبحت ربة الاسرة تبحث عن اقل تكلفة لصنع الطعام ،وهذا ربما تسبب في انهيار (قدسية) المطبخ بحيث صارت لا تدخله الا في أوقات متباعدة.
غير مكلف:
الحاجة خديجة قالت ضمن استطلاعنا عن انهيار قدسية المطبخ لدى المرأة السودانية: (نعم…اختفت ظاهرة كانت جميلة في مجتمعنا وهي تبادل الجيران للطعام في الوجبات المختلفة..)…وأضافت رفيقتها عائشة الصادق وقالت: (في رأيي أن الاكل الجاهز أصبح الإقبال عليها بكثرة وخاصة من قبل الموظفات اللاتي لا يجدن وقتا للطبيخ حيث أصبح العديد من المطاعم تتوفر فيها شتى أنواع الطبائخ بالإضافة إلى الكسرة لذلك أصبحت الموظفة لا تتعب كثيراً عند الرجوع إلى منزلها وأنا أرى انه من ناحيه اقتصادية غير مكلف ولا يأخذ زمنا).

السوداني

تعليق واحد

  1. في رأيي المتواضع و لا واحد من الذين تمت محاورتهم ذكر السبب الفعلي لعدم دخول المرأة للمطبخ بالرغم من الكلام الفضفاض ( ظروف الحياة و أيقاع الحياة و الضائقة المعيشية ) ..

    حقيقة أن كل ذلك يدفع المرأة لأن تتواجد في المطبخ و أن ( تطبخ) على الأقل مرة أسبوعيا و أن تحضر وجبة الإفطار لأبناءها و لزوجها و لنفسها إن كانت تعمل و ما يدفعها و بقوة هو الضائقة المعيشية لا العكس ..
    فإن كانت الأسرة تعاني فمن أين لها ثمن الوجبات ( الجاهزة) ؟؟ و بالتأكيد من مطاعم مستواها على الأقل جيد …

    المرأة العاملة ( أصلا هي شريك في تدبير المعيشة) و لا يمنعها إلا ( الشديد القوي) من الدخول للمطبخ.

    لكن ما يمنع المرأة حقيقة من دخول المطبخ هو أن المطبخ أصبح ( لا فائدة منه) بسبب غلاء السلع و القطوعات الكهربائية المتكررة ( بالرغم من الجمرة الخبيثة) و لا يوجد أنسان عاقل يهدر المال في خضار و لحمة و مجهود في التحضير و ضغط لميزانية الأسرة ( لزوم التوفير و التدبير المنزلي) ليفاجأ بأن الأكل ( عفن أو قطن ) بسبب عدم إستقرار التيار الكهربائي ..

    الدولة ساهمت لأقصى حد في النهج الإستهلاكي للمواطن ( و طبعا كله صناديق و دين) …

    لم تهجر المرأة المطبخ إلا لهذه الأسباب و حتما ستعود و بقوة عندما تستقر الكهرباء بدون قطوعات مبرمجة أو فجائية و أن تضع الدولة يدها على مقاليد الإقتصاد في البلد بدلا من تركها نهبا للعنقالة و السماسرة و القياديين من أهل ( الدفاع بالنظر و المواجهة بالسواطير و الرد العنيف على أسرائيل)..

    التحية للمرأة السودانية ( من بنات) هذا الجيل اللائي كتب عليهن الماكبدة مع الرجال خلاف أمهاتهم اللاتي رفلن في ( عز ) أزواجهن عندما كان ( للرجال عز) …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..