المنظومة البائدة تتحفظ على التسوية ظاهرياً وتدعمها من وراء حجاب

مثلما تغرق الآن الوسائط الإعلامية في أخبار عودة رموز النظام البائد الهاربين في الخارج، مثل الحديث عن تحضيرات تجري في شمال السودان وفي محلية مروي تحديداً لاستقبال مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، صلاح قوش، والمتواجد حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، فضلاً عن حديث آخر يتحدث عن تحضيرات لعودة عبد الحي يوسف – أحد رجالات الدين الداعمين لنظام المخلوع البشير- من تركيا، وكذلك عودة مرتقبة لرئيس اتحاد الصحافيين السودانيين، الصادق الرزيقي، وقد سبق ذلك عودة حقيقية لآخر رئيس وزراء لحكومة البشير، القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، محمد طاهر أيلا وتم استقباله جماهيرياً على مرأى وأسماع السودانيين، في الوقت نفسه بدأت تعود تصريحات قيادات الحزب المحلول في الساحة السياسية وتتناقلها الصحف والوكالات الإخبارية، بينما تًحدث مصادر عليمة لـ(الجريدة)، بأن رموز النظام البائد يتحركون داخل المؤسسة العسكرية الحالية من خلال ضباط منسوبين لهم ويدينون بالولاء للتنظيم الإخواني، بغرض التأثير على البرهان وحميدتي في ضرورة السير قُدماً مع تحركات الدول الرباعية – الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات لتجهيز الملعب عبر تسوية سياسية مُسيطر عليها من قبل المؤسسة العسكرية ، تكون أولى مهامها ضرورة الاعتراف بحكومة تنفيذية مدنية لا تضع محاربة النظام البائد ضمن أولوياتها ، كما أنها يكون بوسعها الاستفادة من تلقي الدعم الدولي لإنقاذ المرحلة الانتقالية من العزلة الدولية والضائقة الاقتصادية. إلا أن مصادر (الجريدة) تقول بأن عدد من رموز النظام البائد تتحفظ على التسوية بحسبان أنها تضع دستور المحاميين مرجعاً لها وفي هذا مغامرة غير معلومة المآلات مستقبلاً فيما يتعلق بمصير تمكين النظام البائد في مفاصل المؤسسة العسكرية والاقتصاد وهياكل الدولة، إلا أن نافذين داخل المنظومة البائدة يقللون من خطورة التسوية بأنها مهما يكن من أمرها فهي ستكون تسوية لا تُسيطر عليها القوى الثورية التي تكن عداءاً استراتيجياً لتنظيمهم، وهو ذات الأمر الذي يجعل من الممكن تجهيز الساحة لعودة النظام البائد بعدد من الواجهات الجديدة، فضلاً عن أن الطريق الوحيد للخلاص من قوات حميدتي، لن يتم إلا عبر تسوية تعمل على تفكيك قواته وتذويبها داخل الجيش الذي تُسيطر عليه قيادات منسوبة لتنظيمهم !!.
الجريدة