صحافي يرد على “كمال عبد المعروف”.. ما هكذا يا سعادة الفريق..!

بقلم – طارق عثمان
… أقسم بالله العظيم أن أنذر حياتي لله والوطن وخدمة الشعب في صدق وأمانة وان أكرس وقتي وطاقتي طوال مدة خدمتي لتنفيذ الواجبـات الملقاة علي عاتقي بموجب الدستور وقانون القوات المسلحة أو أي قانون آخر أو أي لوائح سارية المفعول وان أنفذ أي أمر مشروع يصدر إلي من ضابطي الأعلي براً أو بحراً أو جواً وأن أبذل قصاري جهدي لتنفيذه حتي لو أدى ذلك للتضحية بحياتي ) …
ما من مؤسسة قومية تجد القبول والإحترام من قبل عامة الناس في هذه البلاد مثل مؤسسة قوات الشعب المسلحة، ورغم ما مس قشرتها من شوائب بفعل الثلاثين عاما من حكم الجبهة الاسلامية إلا أن مساحات التقدير لأدوارها الوطنية لم تتراجع، فالتاريخ والحاضر يقفان شاهدا على ذلك،،
قال الفريق أول كمال عبد المعروف رئيس أركان الجيش إن القوات المسلحة سوف تتصدى بالقانون والملاحقة القضائية لكل الألسن والأصوات المشروخة والاقلام المأجورة التي أساءت إليها، وجزم بأن القوات المسلحة لن تسلم البلاد إلى شذاذ الأفاق من قيادات التمرد المندحرة ووكلاء المنظمات المشبوهة بالخارج، و لن تتوانى في التصدي لهم مهما كلفها من تضحيات..
أراد عبد المعروف أن يظهر ولاءه الكامل للرئيس البشير وهذا من حقه وحق التراتبية العسكرية عليه، ولكن يبدو أن الرجل بالغ في محاولة التقرب للرئيس، وقدم ولاءه له على ما سواه حتى ولو كان الولاء الذي أقسم على أن ينذر حياته له – الولاء للشعب .. نعم تحدث عبد المعروف وقلنا ليته سكت، فدون أن يدري زجّ بمؤسسة الشعب القوية في صراعات الحكم والسلطة، فالجميع يدرك ومن لم يدرك فهو يطمح في أن تظل القوات المسلحة في محل الحياد، وبين المساحات المتساوية تتدخل في حدود مهامها التي لم يُشهد لها فيها تقصير أو تخاذل، تحمي الجميع وتحافظ علي إستقرار البلاد بأركانها الاربعة .
لا أحد ينكر أو يزايد على تضحيات القوات المسلحة طوال تاريخها فرجال الجيش ظلوا ولا زالوا يقدمون أغلى ما لديهم ويحملون أرواحهم على أكفهم، في سبيل أن تظل البلاد آمنة،، وان وُجه للقوات المسلحة بعض من نقد فهو حتما ليس من باب الاساءة أو الانتقاص من شأنها، وإنما هو من باب العشم الذي لم ولن ينقطع في رجالها البواسل .. ولا يمكن لأحد أن يزايد على مواقف الجيش المشرفة، وما موقف اللواء محي الدين أحمد الهادي ورجاله في الفرقة الثانية واللواء الرابع مشاة بالقضارف ببعيد ، فحينما أشتد البطش والتنكيل بأهل القضارف إبان تظاهرات الشهر الماضي كان لتدخل الجيش دوره المهيب في حقن دماء ناس القضارف التي حصدت آلة القتل خيرة شبابهم في أقل من ساعة زمن .. والجميع شاهد مدى الفرحة التي عمت المتظاهرين رغم الألم عندما وجدوا اللواء محي يتوسطهم مخاطبا ومهدئا من روع ما شاهدوه في ذلك اليوم الملحمي في تاريخهم، وما إلتفاف المحتجون من أهل القضارف حول رجال الجيش وإنصياعهم لتوجيهات اللواء محي الدين إلا تجسيدا للحب والتقدير المتجذر في النفوس لتلك المؤسسة الراسخة،،
وأيضاً حينما شقت سيارات الجيش جموع المتظاهرين في مدينة عطبرة أستشعر الجميع الأمن وهتفوا مهللين (الجيش معانا وما همانا)، وإلا كيف يقف المحتجون الى جانب (عساكر) الجيش ويلجأوون الى جوارهم عندما يشتد عليهم بطش القوات الأخرى على ظهور السيارات مجهولة الهوية التي تضرب وتنكّل بهم .. نعم يلجأوون لإرتكازات الجيش والتي لم تخيب ظنهم في الحماية، والجميع شاهد ورأى كيف حمى أفراد الجيش المرابطون بقيادة السلاح الطبي شباب التظاهرات السلمية ..
الناس يا سعادة الفريق تعشمت في رجال الجيش وهم بلا شك قدر العشم حينما رأوا مستقبلهم من الشباب الحالم بالتغيير تحصدهم آلة الموت أمام أعينهم دون رحمة ويتساقطون على الطرقات الواحد تلو الآخر، مبكياً على ربيع أعمارهم، وهم عُزل لا يحملون من الأسلحة سوى إيمانهم بالتغيير السلمي .. تعشم في رجال الجيش أهل السودان عندما أشتدت عليهم المحن وسُد أفق من يجلسون على كراسي الحكم، تعشم الناس فيكم لإنقاذ السفينة الى برِ الأمان بعد أن نهش فساد القطط السمان هياكلها وأوشكت على الغرق، تعشموا فيهم حينما حاصرهم الوعيدُ بقطع الرؤوس، والترهيب بكتائب الظل … هؤلاء ليسوا شذاذ آفاق كما ذكرت، وأراك قد جانبك الصواب، فمن خرجوا في الشوارع محتجين هم فلذات أكبادنا الذين ولدوا وترعرعوا في ظل واقع لا يرحم وأوضاع كل يوم تزداد سوءا، فثورة الرفض يا سعادة الفريق دخلت حتى بيوت كبار قادة هذه الحكومة،، ولم يعد من المفاجأة يا سعادة الفريق أن يهتف طفلك بأعلى صوته بشعار .. تسقط بس …
فيسبوك
DOGs are made for bite & bark