
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الاثنين، أن رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك التقى الأحد في فرنسا، زعيم أحد أبرز تنظيمات المتمرّدين في دارفور عبد الواحد نور، مشيراً إلى تخطّي “مرحلة أساسية” في المساعي نحو إقرار السلام في البلاد التي تعيش نزاعاً دامياً منذ عام 2003.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده في قصر الإليزيه مع رئيس الحكومة السودانية، قال ماكرون “لقد ساعدنا في عقد اللقاء الذي جمع البارحة رئيس الحكومة حمدوك بعبد الواحد نور، الموجود في بلادنا… قراركم بالموافقة على عقد هذا اللقاء قرار جيد، وأعتقد أن المرحلة التي جرى تخطيها بالأمس هي مرحلة أساسية”، مضيفاً أن “السودانيين يستحقون العيش بسلام وأمان”.
فرنسا تقدّم 60 مليون يورو
كما أعلن ماكرون أن فرنسا ستقدّم للسودان 60 مليون يورو، منها 15 مليون ستُعتمد خلال الأسابيع المقبلة عبر الوكالة الفرنسية للتنمية. وأشار إلى أن بلاده ستعمل جاهدة لإقناع الإدارة الأميركية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ممّا سيسهم في تطبيع علاقات الخرطوم مع المؤسسات الدولية.
وفيما أكّد الرئيس الفرنسي سعي بلاده لإعادة جدولة ديون السودان الخارجية، كشف عن نية باريس تنظيم مؤتمر للمانحين لدعم الخرطوم، محدّداً ثلاث أولويات ستدعمها فرنسا، وهي تحقيق السلام والمساهمة في الاستقرار الاقتصادي وتحقيق نظام مدني ديمقراطي عبر انتخابات بحلول عام 2022. كما أضاف أن بلاده ستدعم أيضاً منظّمات المجتمع المدني والقطاعات الشبابية.
“فرنسا البلد الوحيد القادر على جمعنا”
حمدوك، بدوره، شكر فرنسا على دعمها ووقوفها إلى جانب السودان وإشادتها بثورة ديسمبر (كانون الأول)، في خطاب الرئيس الفرنسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال إنه “بفضل دعم أصدقاء على غرار الرئيس ماكرون، أعتقد بأننا نخطو حالياً الخطوات الأولى في الاتجاه الصحيح نحو هذا السلام. وفرنسا هي البلد الوحيد القادر على جمعنا، والدليل على ذلك، اللقاء الذي قمتم بتنظيمه مع عبد الواحد نور”.
وتجدر الإشارة إلى أن عبد الواحد نور يعيش في فرنسا ويتزعّم حركة تحرير السودان، التي تقاتل القوات الحكومية في دارفور منذ عام 2003، في نزاع أوقع أكثر من 300 ألف قتيل وتسبّب بنزوح نحو 2,5 مليون شخص، حسب الأمم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء السوداني “أجرينا محادثات معمقة جداً. اعتقدت أن الاجتماع سيستغرق نصف ساعة فقط، لكننا في الواقع بقينا نتحادث طيلة ثلاث ساعات. تطرّقنا إلى جذور الأزمة السودانية وإمكانات الحل ومعه (ماكرون)، سنضع المداميك الأولى للسلام”.
اندبندنت عربية