البرلمان: «لقيتوني كيف»!ا

البرلمان : «لقيتوني كيف»!!

حيدر المكاشفي

بعد أن أسقط البرلمان الزيادة على سعر البنزين وتمسك بقراره بل وأكد على نهائيته التي لا عودة بعدها للزيادة، لا بعد حين ولا بعد عقد، كأني به اليوم وقد رفع رأسه عالياً من بعد طول انحناء وطأطأة ووقف شامخاً رافعاً أنفه التي كثيراً ما «جدعتها» الحكومة حتى صارت أحاديثه مجرد «نخنخة»، يقف الان مزهواً بقراره هذا كازدهاء الطاؤوس بريشه ليقول للشعب «أها لقيتوني كيف»، وهذا سؤال اعتاد الشباب على طرحه حين يُحسن أحدهم صنعاً وهو واثق انه لن يسمع غير أحسنت في الحد الأدنى من عبارات الاطراء والتقريظ، أو «عفن» في حدها الأعلى وفق? للغة الشبابية، ولكنني شخصياً لا أجد إجابة على السؤال الافتراضي هذا أنسب من حكاية المسطول الذي سبق الامام واعتلى المنبر ذات جمعة ووقف في المصلين خطيباً وصلى بهم وبعد نهاية الصلاة هرع إلى صاحبه يسأله «لقيتني كيف»، قال صاحبه «والله كويس بس عندك غلطات كده، اولا المنبر دا عندو سلّم ما كان في داعي تتلب، وبعدين حكاية السيجارة البين الخطبتين دي شنو، وعلى فكرة ما في صحابي اسمو تامر، وبالنسبة لابي جهل صحيح انو كافر وكدا بس كلمة ود الحرام دي ما كان في ليها داعي». وعليه سنقول للبرلمان «والله كويس بس في حاجات كتيرة ك?ا لسه عايزه مواقف قوية زي دا، وكمثال فقط قضية المناصير الحاضرة الآن وبشدة ووقائعها المؤلمة والمؤسفة تجري أمام مرأى ومسمع البرلمان ولكنه حتي اللحظة يتعامل معها بنظرية لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، لم يتفضل البرلمان على المناصير المعتصمين امام مقر حكومة ولاية نهر النيل لنحو شهر في ظروف بالغة القسوة ولو بزيارة علاقات عامة على سبيل «تر اللوم»، لن تكلف البرلمان شيئا غير رهق السفر بالفارهات ولكنها ستسر المناصير.
الواقع أن البرلمان ظل شريكاً أساسياً للحكومة في كل افعالها وقراراتها وقوانينها الخاطئة والمعيبة بل الاحرى انه ظل «الباصم» الاكبر على كل هذه المعايب من لدن المجلس الوطني الانتقالي الذي انشئ بمرسوم رئاسي في العام 1991 وإلى ما قبل يوم من قراره برفض الزيادة في اخريات العام الجاري 2011م، ومن نكد الدنيا على البرلمان انه شريك فقط في الاخطاء والخطايا بينما تستأثر الحكومة وحدها بالانجاز ان أنجزت، ولهذا بدا قرار رفض الزيادة مثل بيضة الديك حيث يقال ان الديك يبيض بيضة كاذبة مرة واحدة في عمره لا يكون لها اخت فأصبحت بيض?ه هذه مضرباً للمثل على الشئ يكون مرة واحدة لا ثانية لها، والواقع ايضا ان البرلمان كي يكون برلمانا بمعنى الكلمة وبحق وحقيقة ويأخذ النيابة بحقها ومستحقها ما زال ينقصه الكثير ليكون للمواطنين نصيرا ويحتاج كذلك للكثير لتعزيز دوره في إدارة الدولة، وحين يبلغ هذا المقام حق له بعدها أن يسأل «لقيتوني كيف»، فنجيب «الصدق في أعمق تجلياته والبهاء في أفضل حالاته والشجاعة في أسمى درجاتها والشفافية في أدق تفاصيلها».. أما الآن فلا برلمان.

الصحافة

تعليق واحد

  1. برلمان الحيرة .. الحمد لله انهم ماصفقوا … النكتة ضحكتنى لمن المعاى شكك فينى اضحك الله سنك وخففت على من وجع البرلمان ووجع الرئيس والوزراء .. لك الود ياظريف

  2. والله اضحكتنا والظاهر انو المسطول دا اخير من ناس هئية علماء السلطان لو لقيت ليك واحد رسلوا لينا جامعنا ما فيه خطيب

  3. والله يا المكاشفى ضحكتنى لاول مره اعرف ان الديك ببيض …وبيضة البرلمان دى جات بعد اكثر من عشرين سنه وهى بيضه واحده وتلقاها جات بايعاز من البشير .تفتكر ديل حا اخاطرو بى منصب زى ده عربات فارهه ومرتبات ومخصصات عشان خاطر الشعب السودانى .؟قانون الطوارى ده عملو لى شنو ؟قرار واحد من البشير والمجلس كلوامشى الشارع ؟؟؟؟

  4. اخى المكاشفى
    هذه مسرحية موزعة الادوار فى مسرح العبث السياسى
    فسلطة البرلمان التشريعية مستمدة من السلطة التنفيذية والسلطة التنفيذية هى السلطة الحزبية الحاكمة
    البرلمان عليه اولا – عرض مخصصات رئيسه واعضائه واعضاء اللجان – كم يتقاضى كل عضو وكم يتقاضى رئيسه ؟ ثم بعد ذلك ان يجيز الميزانيه او يقف ضد زيادة الاسعار – فالشعب لا يصدق برلمان يتقاضى اعضائه ورئيسه ورؤساء لجانه مبلغ وقدرة 27,024 مليار جنية سنويا غير المخصصات الاخرى من بدل سكن وسفر واتصال وكهرباء ومكافأت خدمة وغيرها( حسب ما كتبه بروف الطيب بان رئيس البرلمان يتقاضى 31 مليون جنيه شهريا )
    انها مسرحية ضعيفة الاخراج

  5. رفض الزيادة ليس من أجل عيون الشعب الرفض خوف من فقدان المناصب أي ما يسمي بعضوية البرلمان والله البرلمان دها فيهو ناس ما بيعرفو يفكوا الحرف … قال برلمان قال ياجماعة الناس دي ناس خايفة تفقد ملايين الجنيهات خايفة علي المخصصات فقط … أتحدي أي برلماني يطلع يعمل مقارنة بين دخله الشهري ودخل أي موظف في الدولة ظل يخدم هذه البلد أكثر من 35 عاماً, يا عالم الناس دي عرفت وخافت وأتذكرت سقوط جبروت مبارك وبن علي " لقد هرمنا من كذب الإنقاذ والتمثيليات البايخة " وبعدين تعالوا عليكم الله شوف العجب عليكم الله تابعوا الراجل المخرف الأسمو " مافي داعي " رئيس الشلة وتصريحاته للصحف في الأيام الفائتة وعطفوا علي وزير المالية …. والله الشعب المسكين دها وأنا منهم ما عندو إلا أن يتضرع للمولي عز وجل أن يرفع البلاء عن هذا البلد … ورب العالمين يعلم بالبلاء …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..