ليكتب من يكتب من غير السودانيين .. فلماذا الغضب !

لكل شعب دون جدال خصوصياته الإجتماعية وعاداته الموروثة التي يجب إحترامها..وأحياناً مظهرياته التي يتحسس من مجرد النظر اليها بتمعن من طرف الآخرين ، فهي سمات خاصة لاشأن للآخرين التحقق منها بالقدر الذي يضايق أو يسخر أو يستفز.. !
نحن أهل السودان خرجنا في العقود الأخيرة الى العالم حتى المحيط بنا متأخرين إلا ما ندر من المبعوثين والطلاب في سالف الأزمان ..!
و لكن سرعان ما إندمجنا في ثنايا الجاليات وعرفنا أهل الديار وقد باتت كل الجنسيات تنادينا بيازول و ألفت بل واستطابت لهجتنا وطُرفتنا و أعتادت على أطعمتنا و منظر شلوخنا وجلابية أم جكو وكيس الصعوط ومحتوياته تتناثر من خلف الشفاه مع قسم الطلاق بالثلاثة إصراراً بالمجابدة والتدافع على دفع الحساب في المطاعم بالصوت العالي فيلفت ذلك نظر الحضور بابتسام وإعجاب ، مثلما يصفق ويرقص معنا الكثيرون أثناء طريقة تشجيعنا الفريدة في الميادين ..تارة بعصبية وأخرى بالظرافة !
بل لا يخفي الكثيرون لا سيما نساء الآخرين الإعجاب برائحة عطور نسائنا البلدية وحشمة ثوبنا السوداني .. بينما البعض يمازحوننا وهم يقيسون معنا أمتار العمامة التي تعلو برؤسنا وتشمخ بها الرؤوس !
وحينما تنطلق زغاريد الفرح في الغربة لا يستطيع من هو غريب أن يميز أهل الفرح عن المعازيم وسط الزحام الذي تستجلب له دوريات تنظيم حركة المرور أمام الفنادق وصالات الأفراح!
وعندما نخرج وراء جنازاتنا في بلاد الغير عملاً بسنة إذا مات فاتبعه التي نتبعها منذ الآزل ولن تموت فينا بإذن الله حيثما كنا، و ترتفع الأيادي وتهمهم الألسن بالفاتحة في مقر سرادق العزاء أو صالات دور الجالية ، فالكل يقف عند المنظر مشدوهاً ..وفي بعض البلاد ربما يخرج فقط أهل المرحوم من غير السودانيين وراء سيارة دفن الموتى !
الأن السودان بات معروفاً بالإضافة الي كل ذلك بجراحات نزفت حتى دلقت رائحة الدماء خارجه في كل مكان وباتت مشاكلنا السياسية والإجتماعية والإقتصادية شاناً مشاعاً للطرح منشوراً في كل الصفحات وبراحات العيون فجعلنا ذلك مشدوين مابين التدخلات و الوساطات والشماتة و التعاطف والوصاية المرتبطة بالدعم أو المقاطعة المقرونة بالتنازلات المذلة ..وهو كله بسبب نظام الإنقاذ الذي شوه الصورة وقلبها في إطارها المهشم بحذائه و جعل منا فرجة في شاشات العالم التي تنقل مناظر الموت والجوع و ازدياد جموع النزوح واللجوء والشتات التي فاقت النصاب في كل بقاع العالم !
وهاهي مياه غضبنا في الداخل قد بلغت الزبى وهدت حاجز الصبر.. وليس لدينا أدوات إعلامية خارجية خاصة بنا حتى الآن نستطيع أن نؤجج بها شرارة الثورة نفخاً في الفضاءات والأوراق.. وهاهم الكتاب العرب ينشطون معنا من خلال إدراكهم لحجم العطب الذي أحدثه هذا النظام في قاطرة مسيرتنا على مدى خمسة وعشرين عاما من اللعب بارواق مشروعه الخاسر تجريباً في ارضنا ووحدتنا وسلمنا و فتكاً بأجسادنا و أزهاقاً لأرواحنا واستخفافاً بعقولنا وكرامتنا و استهانة عفة ظهور حرائرنا بسياط ما يسميها عدالة شريعته أو النظام العام !
فلماذا يغضب بعضنا وهم يسبون الكاتب أو الكاتبة قبل أن يكملوا سطوره ويتدبروا فحواها فقط لأنه غير سوداني !
ولعل واحدة من خباثات مايسمى بالدجاج الإلكتروني لهذا النظام الفاشي هو من يسيء الى أولئك الكتاب بغرض تنفيرهم عن نقد هذا النظام أو دعوته للتنحي لتجنيب البلاد مآلات بعض الدول التي إستجارت برمضاء عواقب الربيع العربي بعد أن أطفأت نيران النظم المخلوعة التي ظلت أثارها رماداً تحت صفيح المشهد الحالي في تلك البلدان ..!
وهذا مخطط بل وملعوب يجب الوقوف حياله جيداً والتصدي له بكل الوسائل !
وأولئك المسخّرين لهذا الهدف غير النبيل تذرعاً وزعماً بعدم قبول أى سوداني الكتابة في شئون بلده الخاصة ويمهرون تلك التخرسات باسماء مستعارة ويصيغونها بلهجة المعارضين للنظام حتى يمرروا سمها مابين عسلها، هم الذين يستهدفون حقيقةً تلك المساحات الغالية التي وفرها بسخاء كل الذين يكتبون في الشان السوداني متضامنين مع ثورتنا ومؤيدين لإستعادة حقنا المسلوب..حرية وديمقراطية وكرامة إنسانية ومعيشية وآوبة ظافرة ليجتمع شملنا بعد أن عبث بعقدنا النضيد هؤلاء الحكام الطغاة الجهلة وهو الذي كان منظوماً في خيط التكافل داخل الوطن فبتنا منثورين نستجدي العيش في فجاج الأرض !
فمن يتحدث في شأننا عبر الإعلام بكل صنوفه أياً كانت جنسيته العربية وغيرها ليدفع معنا بهذا الدب العجوز الى مقبرة النفايات ينبغي أن نشكره لا ننكر عليه ذلك الحق وهو بالطبع ليس مضطراً للإسئذان من أحد ليكتب ما يراه ويؤمن به من منطلق موقعه كصحفي أو محلل او كاتب رأى أو معقباً بصوته وصورته .. طالما أن لاأحد كان قد أنكر علينا أن نقحم أقلامنا وأصواتنا في شئؤ ن الغير.. !
وقد فعلناها !
مادام ذلك يحدث من منطلق حسن النية وسمو الهدف ..والأمور هنا ينبغي أن تؤخذ بظواهرها وليس استباقاً بتأويل المزاجية الذاتية.. !
فلماذا إذن نستنكر ذلك او نمنع غيرنا أو نشتمهم !
ونفعل مثل الذي أخفى المحافير عمن جاءوا ليساعدوه في دفن جثمان أبيه !
يا هدانا الله وإياكم.. وإلا فسنكون تماماً مثل الدجاج الإنقاذي الذي يخشى نتف الريش القبيح أوإزالة الهيم والقراد عن جسده ولا يحتمله !
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
تعودنا دائما وابدا فى هذه الراكوبه (الحنينه)ان نقرا مقالات كثر ومختلفه سياسيه وفنيه وصحيه وغيره … قارئ الراكوبه انسان واعى وصاحب ثقافه عاليه ويعرف ماذا يريد وكيف يعبر ومتى …و الكاتب ايضا يكتب كيفما يشاء وعليه ان يتوقع ثناء او ربما انتقاد ..هذا بديهى ودرجنا على روح هذه الديمقراطيه فى ظل هذه الراكوبه ….ما اردت التحدث عنه الاحداث التى تمر على السودان دفعت الكثيرين من غير السودانيين للكتابه وباعتقادى هذه المقالات تكون ذات قابليه وماده دسمه للقارئ لانه يكون متشوقا لمعرفه الاخر (غير السودانى )ما هى رؤيته للسودان وللاحداث الجاريه وايضا كيف يرى المواطن السودانى ولا نستطيع ان نحصر انفسنافى نطاق الزول ابو جلابيه ام جكو (؟) وكل تلك الصفات التى ذكرتهالتكون هى التشبيه الابلغ للانسان السودانى الاصيل …
نتمنى ان يكتب الجميع وتكون صدورهم رحبه وواسعه ايضا لكل التعليقات جميلها وقبيحها…ونتمنى ان ترقى كل التعليقات لانها تعبر عن سودانيتنا اولا واخيرا …هذه هى الصحافه الالكترونيه استاذى الفاضل
اسفه للاطاله
رسالة خاصة للأستاذ محمدعبدالله برقاوي
أستاذي / بعد السلام
بإختصار جداً، إتصلت على مجموعة من أقاربي بالشمالية و عندما سألتهم عن عدم خروجهم في مظاهرات ضد الظلم و البغي كانت إجابتهم و للأسف أنهم ضد التخريب و النهب و السلب و أنهم لن يؤيدوا الثورة التي تخرب و أضافوا أن الحكومة و عدت خيراً بالإجراءات الإقتصادية الأخيرة…
جُملة القول:من خلال إحتكاكي العام بمجموعة من السودانين الطيبين وجدت أن السجية الطيبة لقطاع كبير من الشرائح السودانية المختلفة قابلة للخداع و التعتيم عليها كما يمكن استخدامها دون وعي منها بأنها تخدم خط بعينه و لو كان جلادها و السبب في ذلك بجانب الفقر المدقع الذي تعيشة الأغلبية و المهمشة، فإن دور الإعلام المضاد يكاد يكون صفراً لولا تقنية الإنترنت و التي تتفاعل معها شريحة الشباب و قلة من الفئات العمرية الأخرى و التي جميعها كانت تتواصل عبر الفيسبوك، تويتر، واتساب ألخ… هذا بالإضافة بالإطلاع على بعض المواقع الكاشفة لعورات النظام و منها بلاشك راكوبتنا الحبيبة… و على ما أعتقد أن نسبة هولاء جميعاً لا تتعدى 20% من جملة الإنسان السوداني العاقل و البالغ و الراشد كمان… وعليه، كما أنني لا أود الخوض في موضوع طرحوه الكثير من الفطاحلة من قبلي، تنبري حقيقة حتمية وضرورة وجود قناة فضائية و التي بلا شك سوف تجذب نسبة مشاهدة بأكثر من 100% و ستعمل على توعية هولاء المساكين الذين لا يعلمون أنهم مضللين من قبل النظام الغاشم و ستسهم ليس فقط في إسقاط النظام البائس الحالي بل ستعمل على تقويم الحكومات الديموقراطية القادمة بإذن الله… لا أدري لماذا توسمت فيك الخير ولكن عسى و لعل أن يفتح الله بك الخير لهذه الأمة المنتهكة في عرضها و شرفها و مجدها بأن تتطرق هذا الباب الذي طال انتظاره…
الفضائية هي الخيار الأمثل لتوعية الشعب و الخروج به من مأزق الفاشيستية و القمعيةو الضلال الممنهج من قبل حكومة العسكر و الكيزان قاتلهم الله أنى يؤفكون…
الفضائية من أجلنا جميعاً لكشف الفساد وٌلإحكام ضمير الأمة و لتنظيم طريق الأحرار…
فالقنوات الحكومية كما الجيفة لا تصدر إلا رائحة نتنة، زكمت أنوفنا….
على المرء أن يسعى، و ليس عليه إدراك النجاح…
و أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة…
ومعا من أجل وطن يتسع للجميع…
وشكراً
طائر النورس…
ياسلام عليك يازول يا اديب ياراقي احساسك علي هذا الحديث المرتب الجميل بك وبامثالك يتشرف السودان ولاعليك غدا تشرق الانور وتعود الحقوق الي اهلها وتفتح الابواب للتواصل بين السودان وشعوب الدنيا ونتبادل معهم المصالح ونتواصل معهم عبر الفنون والاداب وكرة القدم بعد ان ينصلح حالنا.
الغضب للوطنيين فقط ، اما غير ذلك فاكيد لايعنيه ولا يهمه الامر في شىء
رأي فيه قدر من الموضوعية لكن أرجوا أن نتعلم كسودانيين كما تربينا علي أحترام بعضنا حتى جاء النظام القبيح وحرمنا من هذه الخصلة ضمن خصال كثيرة أن نتعلم كيف نحترم عقول بعضنا وآراء بعضنا البعض ونتجادل بالحسنى وقوة المنطق لا بلغت التخوين لشرفاء من ابناء الشعب أخذتهم الحمية لوطنهم في الغالب وأنت يا كاتب المقال نتمنى أن تحسن الظن بإخوانك السودانيين أهلك وعشيرتك كما أحسنت الظن بالغريب لماذا الغضب ولك مني فائق الأحترام
أي ثورة تلك التي تطلب العون من الخارج؟ أي عون من أي نوع؟ مجرد ما طلبت العون يا طيب فأنت متآمر ولست بثائر. ثم ألم تر كيف ُفعل التدخل والمال العربي في سوريا؟ أنت كم يقول لجاره تعال ساعدني في تأديب زوجتي.