صحافي يتحدث عن "سذاجة الجامعة العربية"..خبراء يشككون في استقلال وحياد المراقبين العرب في سوريا

أكد عضو فريق خبراء حقوق الانسان العرب التابع للجامعة العربية سابقا، طالب السقاف، من عمان، أن "بعثة المراقبين إلى سوريا تفتقر إلى الاستقلال لأن أعدادا منهم تنتسب إلى سلك الأمن في العديد من الدول ما يضفي ظلالا من الشك على عملهم"، وقال إن "الشكوك تمتد إلى حياد بعض المراقبين ونزاهتهم"، مشيرا إلى أن "الإيمان بالهوية العربية ليس حكرا على حزب البعث السوري"، وجاء ذلك في حديثه لبرنامج "بانوراما" على شاشة "العربية" اليوم السبت.
ومن الكويت، قال وزير الزراعة السوري الاسبق، أسعد مصطفى، "إننا لا نريد التشكيك سلفا في المراقبين، وأن حيادهم ونزاهتهم لا علاقة له بمهنتهم بل بسجلهم السياسي"، مضيفا أن "الأطراف المختلفة يجب أن تفترض في المراقبين حسن الأداء رغم الشكوك التي تحيط بمهمتهم"، مشددا أنه "لا أحد يستطيع القفز فوق دماء الشعب السوري".
وذكر مدير تحرير صحيفة "الاهرام"، أمين محمد أمين، "أن الجامعة العربية لم تعد المراقبين إعدادا كافيا قبل إرسالهم إلى سوريا، وأن الجامعة طلبت من كل دولة عربية إرسال عشر مراقبين بعد 48 ساعة فقط من موافقة النظام السوري على توقيع البروتوكول".
وأوضح الكاتب الصحافي، عبد الوهاب بدرخان، من لندن، أن "الجامعة العربية كانت من السذاجة بمكان لتعتقد أن موافقة سوريا على البروتوكول ودخول المراقبين سيوقف عمليات القتل والقمع في الشوارع".
مهمة شائكة
ومنذ اللحظة التي وطئت فيها أقدام المراقبين العرب سوريا، انطلقت سهام التشكيك بآلية تعيينهم وصولا لشخصياتهم وانتماءاتهم السياسية من الطرفين: النظام السوري الذي يرفض من يعارضه، والمعارضة التي ترفض مؤيدي النظام.
وأصبح البحث في قوائم المراقبين بين التشكيك والنزاهة خصبا خلال الايام الماضية، حيث كانت كل دولة عربية تقوم بتنسيب أعضاء بعثتها للجامعة العربية، ولا يخلو ذلك التعيين من سياسة هذه الدولة أو تلك ضد ما يحدث في سوريا، الامر الذي يعكس شكل بعثتها.
ويحمل مراقبون في داخلهم انتماءات سياسية تجعل بعضهم يعيش حالة انفصام سياسية بين تأييد النظام وعدم قدرته على التعبير عن ادانة قتل النظام للمدنيين، وآخرون يحملون فكر المؤامرة الذي يستند إليه نظام بشار الاسد في مواجهة الاحتجاجات التي تطالب بإسقاطه.
وبدأت الشكوك حول بعثة المراقبين العرب في سوريا برئيسها المدير السابق للإستخبارات السودانية الفريق أول أحمد الدابي، الذي تحاصره اتهامات بالضلوع في جرائم في إقليم دارفور، إضافة إلى السمعة السيئة التي تحيط بالإستخبارات السودانية، تبعاً لمحللين.
وتجاوزت الشكوك الدابي إلى أعضاء بعثته على الرغم من اشتمالها على أسماء ذات سيرة ناصعة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ومواقف تتصف بالحياد والنزاهة،
فالقائمة تضم أيضا دبلوماسيين وناشطين تم إرسالهم رغم تاريخهم المزري في مجال حقوق الإنسان واتجاهاتهم السياسية القريبة من أيدلوجيا النظام السوري، بحسب مراقبين، فالأردني صبر الرواشدة، الذي يتأهب للإلتحاق بالبعثة، انتمى منذ شبابه المبكر لصفوف البعث قبل أن يغادره قبل نحو 15 عاماً.
والمغربي طالع السعود الأطلسي ناوشته الصحافة أيضا بأنه منسوب لليسار المغربي بصلاته التاريخية بدمشق، بالإضافة إلى أسماء أخرى تقول المعارضة إنهم من مؤيدي فكرة المؤامرة التي يرددها النظام السوري.
العربية