رفع الحظر.. عن المكابرين أيضاً

أرى أن هناك نوعاً من الجبن السياسي لدى كثير من النخب المعارضة وعدم توفر الشجاعة اللازمة لتقديم المواقف الموضوعية والصحيحة تجاه الأحداث والتطورات السياسية في حال تقاطعها أو تناقضها مع توجهاتهم أو مزاعمهم أو تحليلاتهم الخاصة.
وهذه الفكرة لا تحتاج إلى مزيد من الشرح حتى تكون واضحة المعنى فأنا أتحدث عن نوع من المكابرة السياسية ومحاولة إنكار جهود دبلوماسية وحقائق واضحة بخصوص تطورات ملف العلاقات السودانية الأمريكية.
ففي الوقت الذي حققت فيه الدبلوماسية السودانية انتصاراً كبيراً بقدرتها على تغيير موقف الإدارة الأمريكية وتبديد مخاوفها التي كانت قد جعلتها تضع اسم السودان ضمن قائمة الدول المحظور دخول مواطنيها للولايات المتحدة الأمريكية تجد أن هناك من يحاولون المكابرة والمنازعة في الإقرار بحقيقة واضحة أن الخطوة الأمريكية الجديدة برفع الحظر عن سفر السودانيين لأمريكا هي في المبدأ خطوة يستفيد منها الشعب السوداني قبل الحكومة السودانية بل قد تستفيد منها قطاعات واسعة من غير المنتمين ولا المناصرين للحكومة أكثر من استفادة أتباع النظام وأبناء التنظيم الحاكم منها.
وهي بالتأكيد ترتبط بقناعات جديدة توفرت للإدارة الأمريكية بخصوص ارتفاع درجة الثقة الأمريكية في دولة السودان وشعبها، لأن ترامب حين أصدر مرسومه الأول بحظر دخول مواطني عدد من الدول برر إصداره بمنع من يسميهم الإرهابيين الإسلاميين من دخول الأراضي الأمريكية.
وكذلك حين أضاف في مرسومه الأخير الذي سحب فيه اسم السودان من القائمة أضاف ثلاث دول جديدة برر إضافته لهذه الدول بوجود تقصير أمني فيها ما يعني أن إزالته لاسم السودان من هذه القائمة بمثابة إقرار أمريكي عملي بالثقة اليقينية بعدم وجود دعم أو رعاية من النظام السوداني لأي مشروعات إرهابية يقوم بها السودانيون داخل أو خارج أمريكا.
هي شهادة براءة للسودان تسبق موعد القرار الأمريكي المنتظر لكنها تزيد من مؤشرات التوقع برفع العقوبات عن السودان في 12 أكتوبر، وهي في نفس الوقت شهادة براءة للمواطنين السودانيين يستفيد منها جميع حملة جواز السفر السوداني فهل نكابر ونصر على أن مثل هذه الشهادة ليست نتاجاً لجهود دبلوماسية وطنية ناجحة وخالصة لمصلحة البلد؟.
طالعت بعض التصريحات المكابرة يتحدث أصحابها بلغة مغالطة تقول إن هذا القرار لا علاقة له بأي جهود دبلوماسية أو سياسية سودانية بل هو يرتبط فقط بالسياسة الداخلية لإدارة ترمب التي كانت قد وعدت الناخبين في الانتخابات بالحد من الهجرة لأمريكا ولا أدري هل الهجرة لأمريكا كانت حصراً على ست أو سبع دول يقول صاحب القرار نفسه إنه اختارها لأسباب خاصة بالإرهاب..؟!!
عموماً نبارك للسودان هذه الخطوة وهذه البراءة ونبارك لبروف غندور انتصاره الدبلوماسي الذي يستفيد منه كل السودانيين بلا فرز ولا تحديد.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..