مقالات وآراء سياسية

الحزب الشيوعي السوداني … مخترق أم مختطف؟ (9)

عاطف غبدالله
ضعف فكري أم سوء تقدير

قبل انعقاد المؤتمر السادس ظن الكثيرون أن الحزب سيمضي قدما في التغيير وأنه سيخرج أكثر تماسكا وتوحدا فكريا وتنظيمياُ ، وأن الطريق سيكون ممهداً أمامه كي يتحول إلى حزب جماهيري ويعيد بناء ما تهدم من تنظيمات الجبهة الوطنية الديمقراطية من شباب وطلاب ونقابات ، كان من المتوقع تغيير اسم الحزب على أساس أن الشيوعية مرحلة متقدمة من التاريخ وأن الحزب بتصدره للاسم الآن يصادر حق أصيل للأجيال القادمة في اختيار الاسم الذي يتناسب مع الشكل التنظيمي الذي يناسبها. وأنه بتغيير اسم الحزب يكون قد جرد خصومه أهم وأمضى أسلحتهم ، وفوق كل تلك العلل والأسباب فأن تغيير الاسم كان متوقع حسب رغبة الأغلبية حيث إن أكثر من 80% من عضوية الحزب كانت مع التغيير (هذه النسبة تقديرية من الكاتب حيث لم يجر أي استفتاء وسط العضوية وهو استنتاج من واقع المعايشة والمتابعة للمناقشة العامة وللآراء وسط الشيوعيين).

لكن ما حدث كان على العكس تماماً، خرج الحزب وهو متشظي ومتضعضع، حيث عملت المجموعة المتكتلة داخل القيادة ، على إعادة كلّما تجاوزته اللائحة في المؤتمر الخامس وحسمت أمره المناقشة العامة. فصارت الوحدة الفكرية تقوم على المركزية اللاديمقراطية كما أسلفنا ، بدلاً عن دستور وبرنامج الحزب. وهذا أدهى من كلّما مضى ، حيث جعل قرارات المركز هي أساس الوحدة الفكرية ، ما يرسخ للشمولية ودكتاتورية المركز ، هذا البند يساء استخدامه بشكل مفرط في ظل الظرف الراهن في ظل الحرب، حيث لم تعقد أي دورة للجنة المركزية منذ عام ونيف ، وصارت السكرتارية أو اللوبي المتحكم يقوم بمهام اللجنة المركزية ويصدر القرارات ويقمع أي رأي مخالف.

كما أعيد التأكيد على أن الحزب في بنائه الطبقي وممارسته يستند إلى مبادئ النظرية الماركسية والتأكيد على أنه تنظيم ماركسي يمثل مصالح الطبقة العاملة ، وذلك بالإنابة عنها لأن الواقع يؤكد إن الحزب منذ 1971م أضحت حاضنته الأساسية هي شريحة من المثقفين الثوريين من البرجوازية الصغيرة ولا وجود للطبقة العاملة في تركيبته سواء على مستوى القيادة أو القاعدة بعد تلاشي الطبقة العاملة على السودان بِرُمَّته.

لم يكتف التيار المتشدد بتلك التحولات القيصرية ، بل مضى بجرأة يحسد عليها في التخلص من كافة دعاة التغيير. وتخلص عملياً من معظم المختلفين معه في الرأي ، ولم يأمن حتى بعض الذين كانوا معه على نفس الخط الفكري ، لكنهم شيوعيون ملتزمون باللائحة والإجراءات الحزبية السليمة في اتخاذ القرارات خاصة التي تتعلق بالفصل من الحزب ، من الأقصاء إما بالتهميش أو بالفصل ، هذا ليس اتهاما جائرا ، بل حقيقة ساطعة يدركها كافة أعضاء الحزب خاصة القريبون من العمل القيادي.

على المستوى الجماهيري ظل الحزب في حالة انحسار لا يحسد عليها ، وعلى المستوى التنظيمي في حالة ضمور، حيث ابتعد كثير من الأعضاء الذين آثروا تجميد نشاطهم الحزبي. ولأول مرة في حالات المَدّ الثوري خلال ثورة ديسمبر 1918م لم يستطع الحزب أن يلاحق الأوضاع ويلعب دوره الريادي كقوة طليعية ينتظر منها الشارع الكثير! ويعيد بناءه الداخلي وبناء التنظيمات الديمقراطية كما حدث خلال انتفاضة أبريل 1985م . حيث انشغلت قيادة الحزب بمعارك جانبية وثانوية مع القوى المدنية الأخرى وحلفائها في الحرية والتغيير على حساب المعركة الكبرى ضد قوى الثورة المضادة التي كانت لا تألو جهداً في تكسير مجاديف الانتقال المدني الديمقراطي وتفكيك التمكين وإخراج البلاد من عزلتها الدولية. وكانت كل أسلحته موجهة ضد من أسماهم قوى الهبوط الناعم مما أدى لانقسام الرأي داخل الحزب بصورة لم تحدث من قبل … ووضح جلياً تأثر الحزب برحيل قيادته التاريخية الممثلة في محمد إبراهيم نقد ، الذي كان يمثل البوصلة التي ترسم وتحدد الخط العام للحزب الشيوعي ، وكانت أفكاره ورؤاه ومعالجاته سواء وسط أو يمين أو يسار تمثل الوحدة الفكرية التي يلتف حولها كل أعضاء الحزب. والأكثر إقناعا لإنسان الشارع العادي ربما بفضل وعيه وقراءته السليمة للواقع السياسي السوداني والإقليمي بكل تعقيداته ، ولقربه من المزاج العام فقد حظي باحترام كافة ألوان الطيف السياسي حتى الذين اختلفوا معه كانوا يحترمونه ويقدرونه. وخير دليل على ذلك تلك الحفاوة التي وجدها خطاب المعارضة الديمقراطية حول الميزانية الذي ألقاه في البرلمان في يوليو 1986م .

بعد نشوب حرب الجنرالين، وهي في الأساس حرب موجهة ضد التحول المدني الديمقراطي وقوى الشارع ومكتسبات ثورة ديسمبر ، توقعنا أن يسعى الحزب لإعادة بناء الجبهة المدنية العريضة مع لجان المقاومة وتجمع المهنيين والقوى المدنية في تحالف الحرية والتغيير ، مع تحالف التغيير الجذري ، إلا أنه ظلَّ على اشتطاطه متمسكاً بمطالب تحالف التغيير الجذري “الكلّ أو العدم”. عند تأسيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدّم” التحالف الموسع الذي شمل قطاع واسع من ألوان الطيف السياسي بهدف وقف الحرب وتوصيل المساعدات للمنكوبين بالحرب ، وتحقيق الانتقال المدني الديمقراطي للسلطة ، توقعنا أن يكون الحزب أحد مكوناتها بهدف إيقاف الحرب كأولوية قصوى للشعب السوداني الآن. إلا أن قيادة الحزب رفضت حتى مجرد الجلوس مع وفد تقدم لبحث طلباته وشرح وجهة نظرها معلنة تمسكها غير الموضوعي ، إنها لن تقبل، إما كل شيء أو لا شيء ، دون أي رؤية واقعية لتوازن القوى بين المدنيين العزل والجيش والمليشيات المسلحة. ولم يقدم الحزب مشروع عملي قابل للتطبيق في أرض الواقع ، فقط أطلق حزمة من الشعارات … وهو بتمسكه بتلك المطالب غير الممكنة في تلك المرحلة ، مثل حل المليشيات المسلحة، تقديم قيادتها وقيادة الدعم السريع للمحاكمة ، والسيطرة على أموال شركات الدعم والجيش إلخ … مع علمه بأن تحالف الجيش والدعم السريع والحركات والمليشيات المسلحة لم يهزم بعد ولم يجرد من أسلحته ، وهو ظلَّ ، منذ سقوط البشير وبشكل يومي ، يحصد في أرواح خيرة شبان وشابات الثورة دون أن يردعه رادع أو يحكمه وازع ، ويطلب منه أن يستسلم لتنظيمات مدنية ولشارع أعزل، ويسعى لحتفه بظلفه أمر غاية في السخرية! وحتى الآن ، بكل ما استجد في الساحة ، والوطن على حافة الضياع والملايين فقدت كل شيء وآلاف الأطفال والمرضى يموتون كل يوم ، والبقية مهددة بالموت جوعا ، ومناطق النزوح ضاقت على وسعها ولم يعد فيها متسع لقادم. لم تراجع قيادة الحزب موقفها وظلّت على شططها تتشدق بذات المطالب وترفض مجرد المشاركة في أي مجهود سواء داخلي أو خارجي لوقف الحرب ، فأضحت هي والفلول صنوان ويا للعجب!! .

الحزب لم يكتف بعدم المشاركة في التحالفات المدنية الرافضة للحرب ، بل قمع أي مساعي أو مبادرات حزبية للعمل مع القوى السياسية الأخرى المناهضة للحرب ، حتى لو كان هذا التلاقي للتعبير عن موقف وإصدار بيان يشجب الحرب – مجرد بيان – مثلما جرى في التنصل عن البيان المشترك الذي صدر في 11 يناير 2024 م بين أحزاب الأمة القومي والبعث العربي الاشتراكي (الأصل) وممثلين من المكتب السياسي واللجنة المركزية في الحزب الشيوعي بقيادة سكرتير لجنة الاتصال السياسي المهندس صديق يوسف الذين وقعوا على بيان مشترك تناول الأوضاع المتردية في مجمل الحياة السودانية جرّاء الحرب اللعينة واتفقوا على النقاط التالية:

1.      ضرورة العمل علي الوقف الفوري للحرب الدائرة في السودان منذ 15 أبريل 2023م.

2.      التأمين على ضمان وحدة السودان شعباً، وأرضاً، وسلامة أراضيه، واستقلاله.

3.      إدانة الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين من قبل قوات الدعم السريع والقصف العشوائي المدفعي والجوي على منازل المواطنين من قبل الجيش السوداني … والاعتقالات المتكررة للمواطنين والناشطين السياسيين ولجان المقاومة من قبل طرفي الحرب.

4.      إدانة التصعيد لخطاب الكراهية والعنصرية ومحاولات التحشيد اليائسة بتسليح المدنيين.

5.      التأكيد على ضرورة العمل في الجانب الإنساني في ظل خطر المجاعة التي تهدد السودان وفق التقارير الميدانية الواردة من منظمات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة العاملة في السودان وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لكل ولايات السودان.

6.      شكر المجتمعون دول الجوار التي استقبلت السودانيين في هذه المحنة الكبيرة التي يمرون بها بسبب الحرب.

7.      مقابلة السلطات في جمهورية مصر العربية وتقديم الشكر لها لاستضافتها لأعداد كبيرة من السودانيين وتوضيح الصعاب التي يواجها السودانيين … والدعوة لتذليلها وتسهيل سير إجراءات تواجدهم النظامي بالتنسيق مع السلطات في مصر.

للأسف قوبلت هذه المبادرة الإيجابية بالرفض من قبل العصبة المسيطرة على الحزب قائلة في بيان لها بأن الهدف من البيان المشترك هو جرجرة الحزب الشيوعي نحو مشروع التسوية والهبوط الناعم مذكرة بأن خط الحزب السياسي وتحالفه الأساسي هو التغيير الجذري.

حينما شرع الحزب في تكوين التحالف الجذري في يونيو 2021م تحت ظل أوضاع تنظيمية غير موائمة داخلياً ، وحالة يرثى لها لحلفائه الاستراتيجيين في الجبهة الوطنية الديمقراطية من مهنيين وشباب وطلاب ونساء ، وخارجياً الحزب في حالة انحسار جماهيري عميق ، وفي ظل ظروف موضوعية ، كل الطبقات والفئات الجذرية نفسها تعيش أسوأ أوضاعها التنظيمية والسياسية و الحياتية ، كما ذكر الدكتور أحمد طراوة في تعقيب له بعنوان (سرديات أم لبوس) التي جاء فيها أن أكثر من ثمانين في المئة من العاملين بأجر لا يصرفون مرتبات ، وستون في المئة فقدوا وظائفهم ، والطبقة الوسطى برمتها فقدت الاستقرار والقدرة على الفعل ، وأكد أن من الصعوبة بمكان أن تبني تحالف طبقي جذري في ظل ظروف لا يوجد فيها ثيرموميتر نشيطٌ لقياس درجة غليان المجتمع ، هذا الثيرموميتر هو الحركة الطلابية ، سريعة التنظيم، وذات الحراك المتواتر الفعال كلما ضاق المجتمع وتذمر ، هذا الثيرموميتر هو طبقياً الأقسام المتقدمة من حركة الموظفين والمهنيين والطبقة العاملة المنظمة ، كما أكد أن من الصعوبة جداً انك تبني حركة جماهيرية جذرية في بلد لا يوجد فيها فلاحين يناضلون من أجل الأرض …

بالرغْم من ذلك لم يستنكر الدكتور أ. طراوة مقدرات الشعب السوداني وقابليته للتغيير الجذري والقدرة على اكتساب الوعي الثوري بمعدلات كبيرة وسريعة ، بعد أن أكد بسالته خلال الخمس سنوات الماضية بعد الثورة.

وأقول للصديق الدكتور أحمد طراوة نعم الشعب أثبت وعيه وظل على الدوام يصدق وعده ، والشوارع لا تخون ، ولكن ، هل ما زالت هناك شوارع وجسور تسع المسيرات المليونية؟ وماذا تبقى من تلك الملايين بعد النزوح؟ والأهم من كل ذلك هل الحزب الشيوعي ، بوضعه الراهن ، قادر على قيادة ما تبقى من شوارع؟  وفي البال السؤال المؤرق هل الحزب مخترق فقط … أم أيضاً مختطف؟

وللحديث بقية …

في اللقاء القادم (10) المعالجات المقترحة

‫12 تعليقات

  1. الحزب الشيوعي بتاعك دا اعضاؤه و مؤيدوه لا يبلغون تعداد حارة من حارات الثورة او المهدية
    النسا في شنو و انت في شنو

  2. تحياتي استاذ عاطف
    اتابع ما تكتب واستفيد من معرفتك بما يحدث داخل دهاليز ذلك الحزب وهي شيء اجهله أنا وربنا يجهله الكثير من الناس .
    اسجل اختلافي معك حول فكرة ان الموتمر الخامس للحزب الشيوعي قد استطاع ان يحدث نقلة كبيرة نحو الإصلاح الديمقراطي، وقولك ان ذلك الموتمر قد احدث قطيعة مع المبدأ التنظيمي الذي يحكم الحياة الداخلية للحزب الشيوعي، وهو المركزية الديمقراطية ، مع اتفاقي معك في ضعف القيادة الحالية مقارنة بقدرات الراحل محمد إبراهيم نقد عليه رحمة الله.
    والحقيقة التي احاول تأكيدها هنا كما فعلت في تعليق سابق، هي ان الموتمر الخامس نفسه كان كارثة لانه ابقي علي المركزية الديمقراطية ودستور الحزب في جوهره كما هو دون تغيير يذكر ، وهنا اتفق مع النقد الذي كان قد وجهه المرحوم الخاتم عدلان خلال ما عرف ب المناقشة العامة علي اثر سقوط النموذج السوفيتي ، وذلك في دراسته الشهيره ” آن اوان التغيير” والتي افرد فيها فصلا كاملا في نقد المركزية الديمقراطية وشرح فيها نواقصها وعيوبها ليصل الي نتيجة مفادها ان العيب في المبدأ نفسه وليس في تطبيقه كما يدعي عدد مقدر من الشيوعيين .
    للخاتم وصف شهير لها حينما وصفها ، اي المركزي الديمقراطية ب “داء الحزب العضال ” .
    للأسف ما فهمته من سلسلة المقالات رغم قيمتها المعرفية ، انك تستند الي تلك الحجة التي تقول ان العيب ليس في مبدا المركزية الديمقراطية انما في كيفية “تطبيقها ” الذي ظهر في تكتل القيادة الحالية وفشلها بالتالي في اتخاذ موقف عملي من وقف الحرب والعمل مع الآخرين لوضع حد لهذه المأساة الوجودية التي يتعرض لها الشعب الان بسبب الموت والجوع والمرض والنزوح بسبب الحرب.

  3. عفوا
    اود ان أضيف حقيقة ان الطغيان القيادي ليس استثناء عند تبني المركزية الديمقراطية لتنظيم الحياة الداخلية لاي حزب سياسي ، ستالين وبول بوت ودكتاتور كوريا الشمالية الخ الخ هم القاعدة ليسوا استثناء ولكنهم ظواهر ارتبطت بشكل لا انفصام عنه مع المركزية الديمقراطيه ويمكننا ان نطرح التساؤل التالي :
    ما هي الآليات التي يمكن ان تمنع الطغيان القيادي ؟
    الإجابة ببساطه هي : لا توجد اي ضمانات عملية يمكن ان توفرها المركزية الديمقراطية لمنع طغيان القيادة.!
    بل اعتقد ان هذه الثقافة السياسية التي دشنها الحزب الشيوعي قد اضرت اكثر مما نفعت خاصة حينما تبناها تنظيم الاخوان المسلمين بمختلف مسمياتهم في السودان والمنطقة واللذين لا ينكرون مدي استفادتهم وانبهارهم بالتجارب التنظيمية للأحزاب الشيوعية بما في ذلك طبعا تجربة الحزب الشيوعي السوداني.

    1. المانعك شنو أنك ترد عليها وتناقشها؟؟؟؟
      أكثر من ٩٩ في المية من القراء لم يسمعوا بإنقسامات الحزب السابقة
      وربما كان المنقسمون علي الحزب علي حق
      إن كان هذا هو حال الحزب الذي أنقسموا عليه

  4. ما بين التصفية -تغيير اسم الحزب- والانكفاء الجذري والعزلة خيط متين وكلي الموقفين يؤديان الي ذات النتيجة … وهي نهاية الحزب الشيوعي اما علناً ومباشرة بتغيير الاسم .. او بالانحسار وتراجع تدريحي لنفوذ وفعالية الحزب سياسياً وجماهيراً اذا استمر حال الحزب في عزلته المجيدة الراهنة …
    فيا استاذنا الاديب الثوري عاطف عبد الله الدعوة الي تغيير اسم الحزب كمدخل لنهوض جماهيري للحزب او كما ذكرت بتغيير اسم الحزب سيكون الطريق “ممهداً أمامه كي يتحول إلى حزب جماهيري ويعيد بناء ما تهدم من تنظيمات الجبهة الوطنية الديمقراطية من شباب وطلاب ونقابات” هذا التفائل ليس له ما يسنده في الواقع او التاريخ … المشكلة ليست في الاسم ولكن في المواقف !!
    وبذات القدر فأن المواقف الانعزالية المتعالية علي تحالفات الحد الادني موقف خاطئ وخاصة في اخطر مرحلة تواجهها البلاد التي ترزح تحت نيران حرب مصيرية مدمرة …
    التاريخ وذاكرة الشعب لن تنسي او تغفر او ترحم دعاة الجذرية والنقاء الثوري والبلاد تدمر وتقتلع من جذورها !!
    الحل هو ان يقف الشيوعيون والحزب الشيوعي السوداني الموقف الشيوعي الصحيح المتسق مع تاريخ الحزب ونضالاته وتاريخه وتاريخ تضحيات شهداءه الباذخ اخلاصاً وتمسكاً بالدفاع عن الديمقراطية الموقف الاسلم هو ان يصتف مع القوي الداعية والعاملة والفاعلة من اجل وقف الحرب والسكات صوت المدافع والبنادق وان يضغ يده في يد القوي العاملة من اجل استعادة المسار الديمقراطي.

    1. اتفق معك تماماً يااخ همام عبد المنعم …
      لا التصفية العاجلة للحزب باسقاط اسمه .. هي المخرج …
      ولا التصفية المؤحلة التي حتماً ستفضي اليها الكنكشة والعصلجة الجذرية هي الحل ..
      اعتراف علني جماهيري شجاع امام قوي الثورة بلا جدوي طريق الجذري المسدود وخطل المواقف السابقة من قحت وتقدم ..
      الانضمام الفوري لتقدم وتصعيد كادر مقتنع ومقنع بضرورة توحيد الجهود والصفوف من اجلاء وقف الحرب وتلافي تمزق البلاد ودمارها بحيث تستعصي علي الرتق والاصلاح !!

    2. أعجبني التعبير الأدبي (العزلة المجيدة)
      وأيضا: اقتباس: التاريخ وذاكرة الشعب لن تنسي او تغفر او ترحم دعاة الجذرية والنقاء الثوري والبلاد تدمر وتقتلع من جذورها.
      واتفق معك ان الاسم لم يكن يومًا سببا لأي مشكلة بل الأفكار والأفعال.
      لكن ما أخشاه ان سر المواقف الصادمة للحزب ليس الضعف الفكري فحسب.. فحتي المتخلف عقليًا لا يقبل استمرار الحرب ويعمل ضد من يدعو لوقفها. هذه مواقف تجاوزت العقول الدوغمائية التي نعرفها في بعض الزملاء لشئ أبعد من ذلك.
      وكل الأمر يجب فقط العودة لعنوان السلسلة للكاتب الأخ عاطف: وتعديلها: اهو (اختراقًا أم اختراق)
      كما ذكر الكاتب في مقاله الأول ربما من قاموا بحل حزبهم في ذاك اليوم وشربوا الأنخاب وكل مضي في حال سبيله كانوا اكثر توفيقًا من تيار الإصلاح والترقيع. فحزب بتاريخ ومكانة الشيوعي السياسية صار الان سلاحًا فعالا في يد الد اعدائه. هذا ما اراه يحدث الان واضحًا. هم الان يحاربونا بنا. يهدمون ما تبقي من السودان وعبد الخالق عن يمينهم ومحجوب شريف عن يسارهم. بعد ان قامت الحرب صمت الحزب دهرا وما نطق الا كفرا عند تشكيل (تقدم) منتقدًا. أهذا شئ طبيعي؟

  5. لكن ما أخشاه ان سر المواقف الصادمة للحزب ليس الضعف الفكري فحسب.. فحتي المتخلف عقليًا لا يقبل استمرار الحرب ويعمل ضد من يدعو لوقفها. هذه مواقف تجاوزت العقول الدوغمائية التي نعرفها في بعض الزملاء لشئ أبعد من ذلك . فحزب بتاريخ ومكانة الشيوعي السياسية صار الان سلاحًا فعالا في يد الد اعدائه. هذا ما اراه يحدث الان واضحًا. هم الان يحاربونا بنا. يهدمون ما تبقي من السودان وعبد الخالق عن يمينهم ومحجوب شريف عن يسارهم.

  6. الملاحظ هنا هروب الشيوعيين من هذا البوست او الرد عليه وهذا اكبر دليل علي ان الحزب مختطف ومخترق واعضائه لايستطيعون الدفاع عنه وعن الحقائق الساطعة كالشمس في رابعة النهار

  7. الحزب الآن مشتت الذهن ومشغول البال بين جبهتين
    الأولي جبهة ضيقة للثوريين وأصدقاءهم إسمها التغيير الجذري
    وخطابها المعلن هو إقتباس من برامج أحزاب إشتراكية تسعي لثورة إشتراكية
    والجبهة التانية جبهة عريضة لوقف الحرب وحاجات تانية لسه ما محددة بدقة
    مصيبة الجبهة التانية إنها ممكن تضم عبد الواحد وحركته والحلو وحركته
    لكنها محرمة علي باقي القوي السياسية والمهنية التي توحدت في تقدم
    سبب الرفض المضحك جدا إنه ديل ناس هبوط ناعم وما ناس تغيير جذري
    شفتو الجوطة دي كيف ..؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..