الطبيبة المرتدة

ما قبل النطق بالحكم:
اعتذر للطبيبة التي تحاكم بالردة والزنا مرة اخرى، فالازمة التي تعيشها تعكس الواقع السوداني وما تم توريثه لنا من النخب السابقة، فتلك النخب للاسف لم تحاول ان تكلف نفسها وتجتهد من اجل الانسان السوداني ولكنها لجات الى الفكر المعلب فاصبح الواقع السوداني مطية لافكار وقيم ومفاهيم الاخر العربي والغربي، فما فعلته النخب التي تنتمي للفكر العربي وتسمي نفسها بالاسلامية هو فرض ذلك الفكر وقيمه على الواقع باعتباره رسالة الهية، بل واصبحت تزايد على الاله بالابادة والقتل والغش والخداع والتزوير والسرقة لتقول لالها ذلك بانها تسعي الى تمكين دينه في الارض، وهي في الحقيقة تسعي الى فرض فكرها القاصر ليس غير، فكل تلك الجرائم هي حلال اذا كنت تنتمي الى جماعة الفكر الاسلامي ويكفي ما اعترفوا به من انفسهم (جماعة الوالى والاقطان نموذجا). فشكرا للحركة الاسلامية فقد انكشف الهكم الداعي الى القتل والزيف والخداع والكيل بمكيالين.
اما جماعة الفكر الغربي فالماساة اكبر، فهم كالغرباء في وطنهم، يحيون كما الغراب الذي ظن انه طاؤوس فلا اصبحوا سودانيين ولا صاروا غربيين، يتحدثون عن المدنية والحداثة ويانفون ان يتحدثوا عن الواقع السوداني والقيم والعادات فهي في نظرهم عبارة عن تقاليد بالية يجب ان تتغير بالتقاليد الغربية. بل ويساعدون جماعة الفكر العربي المسمين انفسهم بالاسلاميين عند حديثهم عن الدين، فلا مقارعة من جانبهم للفكر العربي بل عندما ياتي الحديث عن الدين نجدهم يرددون كالببغاء خلف امة جوامعهم نصوص لا يدركون ابعادها طالما ان تلك النصوص لا تمسهم، فاصبحوا مثل جحا لا يدركون هول الفكر العربي المسمي اسلامي رغم الحرب والدمار الا عندما يصلهم داخل بيوتهم. ونتحسر اين البيانات التي تخرج في ابسط الاحداث من جانب الاحزاب واين ما يعرف بمنظمات المجتمع المدني. للاسف فقد اخرسوا انفسهم خوفا من فكر ومن اشخاص وليس من اله. فكثيرون يرون ان محاكمة الطبيبة هي خطا من الاساس ولكن من يستطيع ان يجاهر بهكذا قول!!!
الى النخب الصاعدة:
يجب على النخب الصاعدة ان تدرك ان لا بديل عن الفكر السوداني الا الفكر السوداني، وان النخب السابقة لم تترك لنا فكر يمكن ان نبدا به بل هي تنتمي الى فكر وقيم لا علاقة لها بالواقع وقد ادمنت ذلك الفكر وتلك القيم حتى صارت تعتقد بها، ويجب ان لا نتخوف من ايدولويات الفكر العربي والغربي المتمثلة في الدين والعلم، فالثقافة العربية احاطت نفسها بالرسالة الالهية اما داخل تلك الرسالة فعبارة عن قيم ومفاهيم وفكر عربي لا غير، والثقافة الغربية احاطت نفسها بالعلم الطبيعي اما القيم والمحددات فهي ثقافية، فعلينا ان نفرق بين الرسالة وبين محمولها الثقافي وكذلك بين العلم الطبيعي وما داخله من قيم ثقافية. وعلينا ان نقبل بالرسالة الارشادية وبالعلم الطبيعي وفق قيم ومفاهيم الثقافة السودانية.
اخيرا مع الطبيبة:
نتمني من الطبيبة ان لا تحزن وهو امتحان للكل السوداني وليس لك فقط، ولان النخب التي تستلم زمام الامر الان لا تفكر الا في نفسها وخوفها على مكانتها، فعليك ان تعلمي ان الاله الذي يقبل ان تنتمي اليه باللسان فقط ليس اله حقيقي فهو اله يقبل الرشوى وهو مطمئن، فاتمني ان ترشيه وترشى قبله اولئك الكهنة عبادي اصنام الفكر العربي وهم لا يعقلون. وعزرا اخيرا للاله المتعالي الذي هو اقرب من حبل الوريد والذي يرى النية قبل الفعل ولا يقبل بفعل دون نية.
واخيرا معا في مقالات قادمة لهدم معبد اصنام الفكر العربي المسمي اسلامي على راس كهنته

[email][email protected][/email]