مقالات سياسية

سودولوقيا فانتاستيكا

هذا الاسم ليس لدولة ولا لشخص ولا هو بالاسم العلمي لحشرة أو كائن حي أو نبات كما يوحي للوهلة الأولى، ولكن هي ظاهرة مثيرة في أعراض وعلامات الاختلال الدماغي والذهنيز. وكامة (سودو) تعني كاذب أو خادع، وكلمة (لوقيا) تعني المنطق، وأما (فانتاستيكا) فواضح أنها تعني الروعة أو الألق والجودة والجمال، كما نقول إن هذا الشيء (فانتاستيك).

ونجد في هذه الحالة الشخص وهو يبحر في الكلام المعسول والمنداح والمفعم بالأمنيات والشعور بالعظمة وخلط الواقع بالأحلام والممكن بالمستحيل والحقيقة بالخيال وأحلام اليقظة والأحلام والترهات الوردية، ويكون سعيداً بذلك الوهم أيما سعادة، ويصدق تلك (الفانتازيا) العقلية ويعيش (في نعيم) !

وإذا خرجنا من المجال الطبي لوجدنا أن (السودولوقيا) ضاربة بأطنابها في كل منحى ومنعرج من حياتنا اليومية، ونعيشها ونشاهدها بصورة دائمة ومتواترة. ففي المجال الرياضي مثلا نجد أن بعض قادة واداري المنتخب الوطني قد (ضربوا ۹ السودولوقيا وهم يصرحون بأن منتخبات مثل ساحل العاج وغانا تخشى منتخبنا (لله يديهو العافية) وأن مهاجمين من أمثال دروغبا وسلومان كالو يجدون صعوبة في تخطي دفاعنا الفولاذي وأنهم بصدد التدرب بسرية تامة لعدم كشف(الخطط العبقرية) للمنتخب، وأما في المجال الفني فنجد أن العديد من المطربين (الكهول) والذين يصرون على أنهم ما زالوا شباباً بل ومن (نجوم الغد) أيضا، ومعهم العديد من (المغنيات) من فئة (الصفقة مالا تعبانة والما بتصفق ما معانا، مع الخيانة)، نجد هؤلاء الأشخاص يتطاولون على القمم الفنية ويقارنون أنفسهم بأهرام فنية مثل (إبراهيم عوض و(وردي) بل وحتى أم كلثوم والسيدة فيروز والرحباني، ويعتقد الكثيرون منهم أنهم أروع من إسحق الموصلي وذرياب المغني، ويعيشون في ذلك الوهم وحياة النجوم المصطنعة والتصريحات الجوفاء وتضخيم الذات وازدراء الآخرين.

وليس ببعيد عنا عالم الاقتصاد والأسعار المرتفعة والتي تواصل الارتفاع كل ثانية ومع ذلك يصر البعض أن (الوضع تمام التمام) وأن الأسعار في متناول الجميع، وما معروف الجميع ديل قاصدين بيهم منو؟ بل وحتى في الإرصاد الجوي وتنبؤات الطقس فنجد أنه عندما يتدافع الغبار و(الكتاحة) والأعاصير المختلطة بالأمطار والرعد والبرق، يصر مقدم النشرة على أن الجو صحو والسماء زاهية وصافية ولا يتوقع هطول أمطار أو أية زوابع رعدية !! وأما في مربط الفرس في المجال السياسي وواقع الفرقاء السياسيين فنقول: دي السودولوقيا ذاتا!

‫2 تعليقات

  1. ( سودولوقيا فانتاستيكا ) .. محاولة تفسير: المنطق الكاذب السعيد او تبني هذا الاتجاه .. و اظن اختصارا الفال في غير محله او المخادع و المقنع لصاحبه.؟؟ و لا ما ياهو بروف ناس النفرة الخضراء و السد السد و الزارعنا غير الله يجي يقلعنا الخ…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..