أخبار السودان

تظاهرات الخـرطـوم في اختبار الإشارات الضوئية..المعارضة اعتبرتها (فزاعة) وخبراء عدوها (روتيناً)

تقرير: علوية مختار:

حالة استنفار غير معلنة تلبست كل الاجهزة الحكومية سواء كانت سياسية او امنية او اقتصادية، في محاولات مضنية لمحاصرة استياء السودانيين من الغلاء الذي استفحل وملأ جنبات حياتهم، ولم تبدِ قيادات «الانقاذ» في السابق اي اكتراث لتهديدات المعارضة بالنزول الى الشارع لكن يبدو انها تهاب عوام الناس المغلوبة على امرها جراء غول الاسعار.
واثار تحديد السلطات لثلاث اشارات ضوئية افتراضية «خضراء وصفراء وحمراء» للتعامل مع التظاهرات كثيراً من التساؤلات حول مدى تعامل الحكومة مع الامر بجدية، حتى تجعل كل اجهزتها الامنية «الشرطة والأمن والجيش» على اهبة الاستعداد، وفق كل اشارة ضوئية على حدة.
وكانت سلسلة مظاهرات ولاية الخرطوم في مناطق مختلفة «الخرطوم والخرطوم بحري وام درمان» تندد بارتفاع الاسعار وجميعها مظاهرات عشوائية وتتم في ساعات متفرقة من اليوم نهارا وليلا، وحتى الآن لم تعلن جهة محددة الوقوف خلف تلك المظاهرات برغم اتهامات مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع للحزب الشيوعي بتدبير وإدارة التظاهرات التي خرجت في حي بري العريق شرقي الخرطوم بغية التنديد بالغلاء وارتفاع الاسعار.
وانعقد الاسبوع الماضي اجتماع مشترك برئاسة الشرطة ضم والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر ووزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد ووزير التخطيط العمراني الى جانب مدير عام قوات الشرطة الفريق أول هاشم عثمان الحسين، وبحث الاجتماع كيفية تأمين العاصمة والاطمئنان إلى وضع القوة وإمكاناتها ومشروع النجدة وفقًا للرؤية الفنية العلمية والوصول لطالبها خلال 4 دقائق إلى جانب توفير كل المعينات اللازمة لبسط الأمن والاستقرار بالولاية.
وبربط الاجتماع الذي يبدو انه ناقش تفاصيل لم تخرج الى فضاء الاعلام مع التصريحات التي نشرتها صحيفة «الانتباهة» ونسبتها الى مصدر شرطي، يتكشف ان السلطة التنفيذية عبر سياسييها وعسكرها ترصد «ثيرمومتر» الشارع بكثير من الدقة والاهتمام، فعدة انظمة من التي لا تهاب شعوبها ولا تحسب لها اي حساب راحت ضحية غفلتها وعدم قراءة الواقع ببصيرة. المصدر الشرطي كان كشف للصحيفة عن خطة وضعت من ثلاث مراحل للتعامل مع المظاهرات حددت بالالوان حيث اللون الاخضر ويرمز لتدخل قوات الشرطة لفض التظاهرة والأصفر لتدخل قوات جهاز الأمن والمخابرا?، واخيرا الأحمر لتدخل الجيش، قبل ان يؤكد المصدر ان الشرطة لديها ثلاثون مجموعة لمكافحة الشغب بالخرطوم.
وبالعودة ايضا لتصريح آخر لمدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء شرطة أحمد علي الذي قال فيه إن خروج عدد من المواطنين في التظاهرات ببعض المناطق بالولاية في الأيام الماضية لم يكن فيه أي تأثير على الوضع الأمني بالخرطوم نجد ان الحكومة تخشى من ان تتطور المظاهرات من خانة الاحتجاج على الغلاء الى احلام الاطاحة بالنظام برغم ان بعض تلك التظاهرات بدا عفويا، لكن من يدري فربما تتلغف المعارضة القفاز وتمضي مع تحرك الشارع الى غايات انتظرتها لاكثر من عقدين من الزمان.
ويبدو ان ذلك ما دفع نافع لأن يقر بشكل مبطن بحق المواطنين في الضغط على الحكومة بشأن الضائقة المعيشية المرتبطة بارتفاع الاسعار ويتضح ذلك من المطالبة الواضحة للمواطنين بالتعرف على أدوات الانتقاد والضغط على الحكومة «دون أن يكونوا أدوات في يد الغير ـ على حد تعبير نافع ـ الذي اضاف ايضا «لن نستغفل في قوتنا ولكن لابد من معرفة الخطوط الفاصلة»، ووجه نافع مطالبة رسمية للقطاع النسوي بحزبه والذي كان يخاطبه بالخروج من الفنادق والصالات المكيفة إلى أقاصي البلاد لتمليك المواطنين التحديات السياسية التي تواجه البلاد بصورة ?كثر تفصيلاً.
الخبير العسكري الامين العباس يقول لـ»الصحافة» ان الخطة الممرحلة ذات الالوان الثلاث التي وضعت تعد اجراءا عاديا، لكن الجديد في الامر افتراض الالوان الثلاثة لاسيما ان الطبيعي اشتراك الامن والشرطة معا لمواجهة اعمال الشغب، وزاد «هي اصلا كانت موجودة» واكد انها خطة تدريب مهمه ليعرف كل طرف مهامه الامنية في اطار القانون والدستور ورفض تماما ربطها بالتخوفات من مد الربيع العربي الذي انتظم البلدان العربية. واكد ان اللون الاحمر والخاص بدخول القوات المسلحة لا يتم الا اذا اخذت التظاهرات الشكل العنيف بضرب المنشآت الرئيسية ?فشلت الشرطة في حسمها مضيفا «ان تتدخل القوات المسلحة فهذا يعني استخدام القوة».
اما الخبير الامني حسن بيومي فيقول ان الخرطوم كعاصمة هي العمود الفقري للامن القومي ودائما ما تسقط الانظمة من العواصم قائلا ان من حق الحكومة ان تؤمن العاصمة لاسيما وان اخطر ما يواجه الانظمة الخروج للشوارع. واعتبر بيومي الخطط الموضوعة عبارة عن اجراءات تحوطية موضحا ان الخطط عادة تضعها اللجنة الفنية للامن وهي من توزع الادوار للقوات النظامية «الشرطة والامن والجيش» واضاف لـ»الصحافة» «عادة ما تكون الخطط التأمينية للعاصمة معدة مسبقا ولكن تتطور بحسب المستجدات» واكد ان استخدام الجيش في فض التظاهرات دائما ما يكون الخ?ار الاخير لانه ينزل بالاسلحة، وقطع بان استخدام القوة المطلقة لا يتم دستوريا الا بامر القاضي لفض التظاهرة واتفق بيومي مع العباس قائلا ان من وضع الخطة لم يأتِ بجديد وكل ما اضيف هي الالوان والتي تعد تحصيل حاصل.
لكن الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبدالسلام يؤكد ان الخطة المرحلية لمواجهة المظاهرات تعبر عن خوف الحكومة من التظاهرات السلمية التي تخرج مندده بارتفاع الاسعار واعتبر الخطة بمثابة خطوط حمراء وتهديداً تبعث به الحكومة للمعارضة، وتحدى الدولة لادخال القوات المسلحة لفض المظاهرات مؤكدا ان ذلك سيمثل نهاية النظام واضاف «على الحكومة ان تبدأ باللون الاحمر». وقال عبدالسلام ان الحيثيات الموجودة للخروج للشارع مباحة ولاتخيفهم كمعارضة تلك الاشارات الضوئية سواء كانت حمراء او غيرها واكد ان المعارضة طرحت استرات?جية لاسقاط النظام. واعتبر القيادي في المؤتمر الشعبي الاشارات الضوئية الثلاث مؤشراً على عدم قدرة الحكومة على ايجاد علاج للاسباب التي دفعت الناس للتظاهر والمتمثلة في الازمة الاقتصادية الخانقة.
ووفقا لما يلقيه مسؤولو الحكومة يبدو ان الحكومة دقت ناقوس الخطر بشأن الازمة الاقتصادية المتفاقمة والمراقب لا تخفى عليه التحركات المحمومة، والتي بدا عليها شيئ من العجلة، داخل اروقة الدولة على اعلى مستوياتها للتقليل من حجم ازمة ارتفاع الاسعار وامتصاص غضب الشارع عبر اتخاذ اجراءات صارمة وسريعة. فمن الواضح ان الخطة التي وضعت لفض التظاهرات ـ بحسب قراءة مراقبين ـ مؤشر لان الدولة تتوقع اسوأ الفروض وربما يعكس عجزها في ايجاد معالجات حال لم تتمكن سياسات الطاقم الاقتصادي في الحكومة من ايجاد حلول سريعة وجذرية لمسألة ارت?اع الاسعار !.

الصحافة

تعليق واحد

  1. بدلا من اضاعة الوقت في التنظير و اعداد الخطط لمواجهة الاعراض الجانبية للمرض

    المتمثلة في المظاهرات العشوائية ,يا حبذا لو بذل نصف هذا المجهود في معالجة

    جرثومة المرض الا و هي الاسباب التي ادت الى الضائقة الاقتصادية التي نمر بها الان

    ,قديما قيل درهم وقاية خير من دينار علاج!

    الانتاج و اللوائح و البيئة المشجعة على الانتاج هي الحل الوحيد و لكي يكون هذا الحل ناجحا لا بد من ضبط الانفاق .

  2. المشكلة انو العقلية الامنية مسيطرة علي كل شي بدل أن تحل المشاكل بصورة علمية ومدروسة يتم وضعها في الاطار الامني و العسكري بالله ده حكومة…انحنا ذاتنا بقينا ماعارفيين عايشيين في حامية عسكرية ولا في مدينة ذي مدن الله التانية
    أسال الله رب العرش العظيم أن
    يفرق جمع الحكومة ويبتليهم في انفسهم ويرفع عنا البلاء و الغلاء ويصبرنا علي معيشة الزل يـــــــــــــــــــا رب

  3. ما معني الحرية !!!
    :
    :
    :
    ………
    :
    :
    :
    يعني كل المدن تثور ….
    وبكاء بشبش في مسجد الغارف بالله ….
    في انتظار المصير

  4. شئ طبيعى ان يتصدى لصوص البشير للانتفاضه الشعبيه بشئ من الاستماته لانه اذا تم القبض عليهم بعد سقوطهم فسوف يعدمهم الشعب انتصارا للمظلومين وان استطاعوا الهروب من السودان فلا بلد تستضيفهم واوكامبو بالمرصاد وان لم يسقطوا وظلوا يحكموا الشعب لاخر اعمارهم فالموت سوف ياخذهم الى الذى حرم الظلم على نفسه والذى ان تك مثقال حبه من خردل اتى بها عز وجل وهو اسرع الحاكمين وسوف تقودهم اعمالهم المنكره وظلمهم الى جهنم .
    كده كده خربانه يالبشر فاين المفر يا قائد اللصوص؟؟؟؟

  5. الناس بتطلع عندما تجوع وعامة الناس لايهمها من يحكم وكيف يحكمون , يهمهم لغمة العيش والحياة الكريمة

  6. صوت الشعب اقوى من هدير المدافع …..عندما ياتى وقت الزحف لن تنفعكم قواتكم الفاشلة ولا اجتماعاتكم ……… ولكم عبرة فى حسن مبارك وزينالعابدين بن على والان بشار الاسد هل الامن السودانى اقوى من هؤلا ؟ ما اظن

  7. حكومة الفساد دى لو اجتمعوا عشان يحلوا مشكلة الاسعار و ضخ الاموال التى سرقها البشكير و عائلته و وزراء النهب المصلح ما كان افضل من كبت الشارع … الشارع طلع و ما فى شخص يقدر يوقفه …

  8. قول لى ناس الحكومه ,, ختوا فى بطنكم بطيخه صيفى وأرقدوا قفا ,, والله شباب أغانى وأغانى ,, ويا بلال عليا ,, ديل كان سويتوا فيهم أى شئ , لن يتحركوا ,, لانهم صاروا , بلا شعور , ولا إحساس ,, صاروا زى النعاج ,, ,, سيروا , وأفعلوا ما تشاؤون والله الحبه ماتجيكم ,, ديل شباب وهم ,, لمن يتغلب الهلال يعتصموا فى الاستاد, ولمن يجوع الناس , لايهمهم شئ ,, ديل كرور ياعمى نافع بختكم

  9. هيييييع عفارم عليكم يا ناس الخطط الامنية الخضراء و الصفراء و الحمراء و يا الخبراء العسكريين و الامنيين و الشرطيين!! كدى خلى بعد دا اى طيارة اسرائيلية او دول اجنبية تعتدى على حدودنا والله تلقى الخطط الامنية جاهزة للتعامل معها!!! مش ياهو دا قصدكم ولا انا فاهم غلط و ان الجماعة الذكرتهم ديل ما هم الاعداء و لكن العدو هو المعارضة الخاينة العميلة؟؟؟!!! كسرة: كدى هسع انتوا بفراستكم و ملاحظتكم مش ملاحظين ان اكثر الانظمة انبطاحا و انكسارا قدام اسرائيل و الغرب و الاجانب مش هى اكثر الانظمة شراسة و شجاعة و بطولة قدام شعوبها الما مسلحة زيها؟؟؟!! و الامثلة كتيرة فى العالم العربى و المستعرب و المستغرب لان فى فكرهم المريض و المنحرف ان الطريق لمقاتلة اسرائيل و الغرب يمر عبر مقاتلة شعوبهم اولا و يجوا بعد داك و بكل وقاحة و صفاقة يتهموا طالبى الحرية و الكرامة بالعمالة و الخيانة!! صحيح الاختشوا ماتوا!!!!

  10. الحكومة ساقطة تاريخ وجغرافيا و الكلام بتاع الشباب الميتان برضو ماصح . البلد دي أتغيرت من توقيع نيفاشا وتوابع الزلازل بتاعت انفصال الجنوب و فقدان ال75 من الميزانية مع ذهاب البترول . السؤال منو ومتتين وكيف ؟ مسالة زمن .

  11. النزول للشارع من كافة المغلوب علي أمرهم ليس بالأمر الصعب وبمكن حدوثه في أي لحظة ولكن بعد أن تتجمع الصفوف ولابد من عمل منظم يقوده شياب الفيس بوك كما قاده المصريين, ان المتتبع للحالة التي وصلت اليها الأسواق وما صاحبها من ازدياد في الاسعار يكاد يكون خرافيا ما هو الا بداية كي يتحود الشباب ومعهم قيادات الاحزاب للنزول للشارع وساحة الشهداء أمام القصر سوف تشهد التجمعات المهيبة وسوف يتصدي الناس كل الناس لكلاب الانفاذ فالتغيير قادم لا محالة, اللهم جنب بلادنا الفتن واهدي حكامنا لما فيه خير البلاد والعباد,

  12. حقيقة زيادة اسعار السلع الاستهلاكية مشكلة وعب على كاهل المواطن السودانى لذلك لابد من الحكومة متمسلة فى الكم الهايل من المستشارين القتصادين وال وال وال وال وال من حل هذة المشكلة او على الاقل تمليك المواطن المعلومة الصحيحة عن الوضع فى بلدة ماذا والا سوف يقع مالاتحمد عقباة وهذا هو الذى لا نتمناة لهذة البلد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..