لحظات العيد في امدرمان

لحظات العيد في امدرمان
خالد بابكر ابوعاقلة
[email][email protected][/email]
يا عيد عد .
جميعنا في انتظار
يا قلب نم
مازال في الليل بقية كلام
ها قد ضبطنا القلب على لحظة الشروق
ستكون الشمس اكبر من شموس بقية السنة
وستملأ أشعتها الأطباق والعيون المتلهفة
ها قد ضبطنا القلب على لحظة بين العيد وبقية الأعياد
بين الذي كنا فيه وبين الذي سيبدأ بعد قليل
ستسمع السماء صياح الميكروفونات في الفجر
الله اكبر
الله اكبر
ولله الحمد
ها قد ضبطنا الشوك على وردة ستشرق على كل الصباحات
و أعالي الشمس المحملة بالعيد
ما أكبر العيد بهامته الضخمة وبقامته المديدة وبروحه العتيدة
هذا الشيخ الهرم الذي لا يشيخ ولا تذبل ابتسامته
انه لا يفتأ يذكرنا بايام الطفولة وبقفزات الصبا في أيام العيد
بلحظات الشراء من سوق امدرمان
باحذية لاركو اللامعة
و بناطلين الكوردرايت المخططة
وبدكان (ابوسلامة ) المضيء حتى الصباح وأجزخانة ابونخلة تغفو في الزحام
الجامع الكبير ينتظر الصباح و جامع البرير يغطس في الليل
محطة البوسطة تعج بباعة الخبيز
وشارع الدكاترة يمتلئ بباعة القاشات والقمصان والساعات
وشباب في مقتبل العمر يحدقون في الفتيات ولا يقولون شيئا
سينما امدرمان تفتح ابوابها ويخرج الدور الاول
كلهم ذاهبون الى صروح الآباء التي بنوها في ا لعيد
الى الشمس المحملة بالهدايا والأناشيد
بعد الصلاة في القبة و المساجد
تقرع كنائس الاقباط اجراسها
تأتيك الاصوات من ناحية المسالمة . من تلك الانحاء التي ضعت فيها في طفولتي
وتتشتت الاجراس في كل الاحياء من حي المظاهر الى حي العرب . الافق يبتلع الاصوات .
كل الاجواء فرحة
وكل القلوب في انتظار
ايام تلحق اياما
أيام تلتصق بايام
الطفولة مع الكهولة كالعصافير في فم التمساح
هكذا تستيقظ حي العرب من سباتها كما استيقظت قبل الف عام
وتزورها الشمس كما زارت أهل الكهف
فتجد الاجراس تحدق
وتجد المآذن تغمض
يا عيد عد .
جميعنا في انتظار
يا قلب نم
مازال في الليل بقية حكمة
ها قد ضبطنا الجفون على لحظة محملة بالعيد . على لحظة اكبر من طفرات الدموع .
ستكون الشمس فيها اكبر من شموس بقية العمر
وستملأ أشعتها البيوت وساحات الانتظار
ها قد ضبطنا القلب على لحظة بين العيد والعيد