لماذا يتحرش نظام المؤتمر الوطنى بدولة الجنوب؟

لماذا يتحرش نظام المؤتمر الوطنى بدولة الجنوب؟
فى الوقت الذى ظل فيه الشرفاء من هنا وهناك فى (السودانين) يعملون جاهدين لرتق الفتق فى جسد العلاقات الشماليه الجنوبيه، و لمد جسور التواصل، والتئام الجراح، قبل أستقلال الجنوب وبعده، يفاجئ العالم نظام القتل والأ بادة من وقت لآخر بتصريحات عدوانية وبتحرشات واستفزازات وادعاءات كاذبه يدق من خلالها طبول الحرب ضد دولة الجنوب، فما السبب فى ذلك ياترى بعد أن وصلت درجة المهانة بالنظام أن يكن العنصرى (الطيب مصطفى) فى مقدمة الناصحين لقادته، ممنيا نفسه بمقعد فى سودان الغد بعد التغيير الذى ما منه بد؟

الحقيقة التى لا تخفى على أحد أن نظام (المؤتمر الوطنى) الذى عاد لمربعه الأول نظاما (للجبهة الأسلامية القومية) بعد عودة (الأصل) فصيل (المنشية) للفرع، فصيل (القصر)، بأن احواله الأقتصاديه متدهورة وسيئة للغاية خاصة بعد استقلال الجنوب وفقدان النظام للكثير من عائدات النفط، اضافة للفساد المالى الذى ضرب كآفة مؤسسات الدولة منذ فرض (شريعة) التمكين والأحتكار ، والتضييق على المستثمر الأجنبى والمحلى الا من رحم ربى أو من استطاع أن يتعاون مع (كفيل) من رموز النظام.

ذلك وحده كان سببا كأفيا لبحث النظام عن حرب خارجية أو كما يقال فى علم السياسة (عدو) خارجى، بالطبع لن تكون تلك الحرب في اتجاه الشمال واستعادة (حلائب) أو حتى مجرد تصعيد قضيتها للفصل فيها امام (محاكم دولية) لأنها سوف تؤدى الى نهاية التظام، فعن طريق مصر اكتسب النظام شرعيته ونال اعتراف العالم العربى والغربى وعن طريقها يمكن أن يزول باثارة قضايا نائمه مثل محاولة أغتيال (مبارك) في أديس ابابا عام 1995،التى كان من ضمن اغراضها ضرب المستثمرين السودانيين (غير الأسلامويين) في ذلك البلد،كما يمكن لمصر أن تضغط على النظام اذا اثار قضية (حلائب) باعلانها التعاون مع الشرعية الدولية والمحكمة الجنائيه، خاصة بعد القرارات التى اتخذها المدعي العام لتلك المحكمه باعادة ملفها (لمجلس الأمن) والمطالبه بأعتبار النظام السودانى مثل الليبى غير متعاون مع المحكمه.

جمعتنى الصدفه بمسوؤل مصرى، فقلت له أنتم وأعلامكم تستفزون الشعب السودانى كله وتحصدون كراهيته لا النظام فى قضية (حلائب) وسعيكم لضمها بالقوة، واضفت اذا كنتم متأكدون من أنها مصريه، فلماذا لا تقبلون بالتحكيم؟ ففأجأتنى اجابته حينما قال لى: ولماذا لا يقدمها نظامكم لمحكمة وما الذى يمنعه من ذلك، وهل لكى تقدم قضية الى محكمه لابد من أن يوافق على دلك الطرفان المتنازعان؟

عندها قلت له، لقد قهمت الآن سر هرولة كافة الأحزاب والحركات المصرية بما فيها الليبرالية نحو الخرطوم وملاقاة (عمر البشير) بعد نجاح ثورة 25 يناير وقبل وبعد أن يصل الأخوان المسلمون للسلطة، فمصر دائما ? وللأسف – تريد نظاما ضعيفا في السودان تحقق من خلاله مصالحها وأجندتها فى وقت وقف فيه الشعب السودانى (الحر) كله معكم بمشاعره في الثورتين خاصة الأخيرة وكأنها حدثت في السودان و(أجتثت) الأخوان من وجه الأرض.

الشاهد في الأمر ان ذلك التدهور الأقتصادى المريع، اضافة الى توحد الجبهة الداخلية مع المعارضة فى الخارج ضد النظام، خاصة بعد اعلان (نداء السودان) وأجهاض (الوثبه) من خلال احدى المجموعات المتصارعه داخل المؤتمر الوطنى، وشعور النظام بالعزلة فكان لابد له من افتعال معركة خارجية (محدودة) لا تطيح به لكتها وعن طريق (الحشد) الأعلامى وخداع المغرر بهم والمهووسين، تعيد له ولعدد من الايام ? وفق سياسة رزق اليوم باليوم – شئ من البريق والأحساس بالتحام الجماهير معه كما حدث ايام (هجليج) و(ابو كرشولة) وغيرهما من معارك، وهم لا يدرون بأن القطار قد فاتهم.

لقد عجبت لرئيس التظام وهو يتحدث عن المرتزقة والأرتزاق، وسألت نفسى هل ياترى كان حاضرا ذلك الحديث (احمد بلال عثمان) و(الدقير) و(عثمان الشريف)، لا داعى لذكر البقية (المقهورة) حتى لو كانوا في درجة نائب رئيس أو مساعد رئيس أو وزيرة دولة أو غير ذلك من مناصب لا يملك شاغليها غير أن يخطبوا ويهتفوا وينافقوا (الفرعون) متناسين محكمة التاريخ.

سبب آخر يرهق النظام ويتعبه ويجعله يدق طبول الحرب، ذلك حينما يرى ويسمع أن السودانيين في مكان ما يعيشون آمنين ويمارسون حياتهم الطبيعية وتجارتهم كما يحدث الآن بين اخوانهم الجنوبيين، والنظام منهجه واستراتجيته أن يبقى اى سودانى خارج عباءته محتاجا ومنهكا وضعيفا يملئ عليه ارادته دون أن يرفض أو يعترض.

أخوتى في الجنوب هذا النظام لا يمثل الا نفسه ومن يتحرش بكم ويدق طبول الحرب لا السودان أو شعبه وانما نظام (المؤتمر الوطنى) الذى عاد لمسماه القديم (الجبهة الأسلامية القومية).
تاج السر حسين – [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا استاذ تاج السر دولة الجنوب حكومة وشعب لايحفظون لنا اي مقدار من الود والعشرة التي كانت!! وهم لايجمعون علي شي بقدر اجماعهم واتفاقهم بأننا اعدائهم ولسنا أهل ثقة يتساوي عندهم ان حكمنا (البشير) أو (ياسر عرمان) وسيزول نظام الكيزان قريبا يأذن الله وسيتضح لك صدق كلامي ولك التحية.

  2. الجنوبيين ليسوا سذج لهذه الدرجة .الجنوبيون يعلمون ان عدوهم الاول والاخير هم الشماليين سواء بحكم الانقاذ اوغيره لان السودان الشمالى لم يبلع حتى الان انفصال الجنوب ويعتبر ذلك نقص منه وعدم مقدرة على مسك زمام البلد الخراب واهانة وذلة فى نفس الوقت كما يعتبرونه قميص عثمان والذى على اساسه سوف تنفصل معظم الولايات ولن يتبق غير الخرطوم المهلهلة وتوابعها.فالعدو اللدود هو الشمال ولن يتغير هذا اطلاقا وما يحدث من تهدئة ما هى الا غش ونفاق وانا اعلم جيدا ان الجنوبيين يريدون اولا ان يقفوا على ارجلهم وينهوا مشاكلهم الداخلية ومن ثم يفيقون للشماليين وسوف يرونهم العين الحمراء وللاسف توجد بلدان كثيرة خدعنا بها نحن السودانيون السذج من حولنا تؤيدهم وتؤازرهم وهم يتحينون الفرصة كالاسود والنمور والضبعان المنتظرة لوقوع الفريسة وهى الشمال حتى ينقض الجميع عليها وينهش فيها بمخالبه بكل عزم حتى ينال اكبر كمية منها وللاسف نحن فى الشمال كسابق عهدنا كسالى واغبياء ولا نعرف ما يحاك ضدنا ومنتظرين حتى تقع الفاس فى الراس

  3. إذا قام نظام المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بأي عمل عدواني ضد الشعب في جمهورية جنوب ، فستكون الرد قاسياً جداً و مؤلم ، و سيتم الإطاحة بالنظام في الخرطوم ، لأن الجنوب صارت دولة و بامكانها التحالف مع اي دولة لرد عدوان النظام الحاكم في الخرطوم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..