البحيرة الآسنة

كلما أمعنت التفكير في قضايا الفقر والغلاء، والضائقة المعيشية والبطالة وتراجع عجلات الإنتاج المحلي، وتخلف مشاريع التنمية الاقتصادية، وتدهور الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ونحوهما، أجد كل خيوط تلك الكوارث تتصل بشكل مباشر بضعف الإرادة السياسية، بمعنى أن هذه الأخيرة هي منبع الدم الفاسد الذي يغذي كل الجسد الحكومي بما يكفي لظهور كل تلك التشوهات وبؤر الطفح التي أشرتُ إليها في استهلالي لهذا المقال…
وفي رأيي أن العنوان الأبرز لضعف الإرادة السياسية يتجلى في الأوجه التالية:
/1 الترضيات السياسية، والتوازنات القبلية والجهوية، ومن أبرز نتائج هذا الوجه، إفساد الحياة السياسية، وكذلك وجود جيش عرمرم من الدستوريين جاءت به قوافل الترضيات والموازنات حينما غيبت معايير الكفاءات.. وقد أدى ذلك بلا أدنى شك إلى ترهل قاتل في الجسد الحكومي على مستويات الحكم الثلاثة مركزياً وولائياً ومحلياً، وبذلك تصاعد الصرف الحكومي على حساب التنمية والخدمات بصورة مخجلة وغير مقبولة إذ تحولت الدولة إلى دولة جبايات وحسب، دولة أصبح همها الأول تحقيق أكبر ربط من تحصيل الرسوم والجبايات لمقابلة الصرف على دستوريين يفوق عددهم شعر الرأس…
/2 ومن مظاهر ضعف الإرادة السياسية، غياب الرقابة والمحاسبة ونتيجة لذلك تمدد نفوذ نَهَبة المال العام، واستكبر لصوصه الحقيقيون واحتموا بالقوانين والقلاع المحصنة بينما تبدو الدولة عاجزة عن محاسبتهم وتقديمهم للعدالة، مما يشير إلى فساد كبير في منظومة الحكم على نحوٍ يبرز حجم غياب الإرادة السياسية القادرة على المحاسبة وتنفيذ القانون بكل صرامة على الوزير قبل الخفير، وعلى الشريف قبل الضعيف…
/3 ومن أوجه ضعف الإرادة السياسية، استشراء الفوضى، وظهر ذلك في سياسة التجنيب والصرف خارج الموازنة، وانفلات السوق والمضاربات والنشاط الطفيلي وبروز اقتصاد موازٍ للاقتصاد الرسمي، وتهريب المنتجات المحلية وغسيل الأموال وتهريب البشر وتدفق سيل المخدرات (بالحاويات وكدى)..
/4 ويتجلى ضعف الإرادة السياسية في التردد والخوف من إطلاق الحريات خاصة حرية الإعلام، وكذلك الخوف من التحول الديمقراطي الحقيقي الذي يكشف الأوزان الحقيقية إذا ما اقترن بحرية الصحافة..
واستناداً على ما سبق أستطيع القول بالفم المليان إن المنبع الحقيقي لكل الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية هو ضعف الإرادة السياسية المتمثل في الأوجه الأربعة التي سبقت الإشارة إليها…. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة




ولو عملت “فوكص” إضافي يا أستاذ يوسف التاي لاكتشفت أن خلف ضعف هذه الإرادة السياسية ضعف في التربية الوطنية، وعقد نفسية متأصلة عند أهل “الحل والعقد” وغياب للضمير وضعف في التأهيل الأكاديمي والديني وتغليب لمصلحة الحزب على مصلحة الوطن واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير واتباع النفس والهوى.
ولو عملت “فوكص” إضافي يا أستاذ يوسف التاي لاكتشفت أن خلف ضعف هذه الإرادة السياسية ضعف في التربية الوطنية، وعقد نفسية متأصلة عند أهل “الحل والعقد” وغياب للضمير وضعف في التأهيل الأكاديمي والديني وتغليب لمصلحة الحزب على مصلحة الوطن واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير واتباع النفس والهوى.