لقاء الإدارة الأهلية بأعضاء وفد الاتحاد الأفريقي هل حقق الهدف

بسم الله الرحمن الرحيم
الثلاثاء 5/11/2013م تحرك وفد الإدارة الأهلية من المجلد إلى منطقة الدائر شمال أبيي لمقابلة وفد الاتحاد الأفريقي الزائر وتم اللقاء بتاريخ 6/11/2013م والذي كان من ضمن أهداف اللقاء بالمسيرية ودينكا نقوك معرفة رأي الطرفين بعد استفتاء دينكا نقوك ، وهل بالإمكان إقناع قيادات نقوك بعدم شرعية نتيجة الاستفتاء الأحادي . والركون إلى التعايش السلمي بين الطرفين .
والمهم في هذا معرفة رأي المسيرية التي رفضت منذ البداية قيام الاستفتاء ، لأن هنالك تجربة غنية وعميقة في تاريخ المسيرية لمجابهة القرارات الدولية وخاصة عندما جابهت المسيرية قرار محكمة التحكيم الدولية لاهاي في 22/7/2009م بمؤتمر الستيب 5/10/2009م والذي استطاع تعطيل تلك القرارات إذن هذه التجربة لا يمكن تجاوزها لأن تجاوزها يفرض ظروف معقدة تؤدي إلى توتر دائم في المنطقة أو قد يقود الدولتين لحرب طالما أي منهم متمسك برأيه . وفي نفس الوقت قراءة موضوعية جديدة للواقع السياسي والاجتماعي المرتبط ارتباط كلي بالثروة الحيوانية التي تشكل الاقتصاد الحيوي ليس للمسيرية فحسب بل لكل السودان وبالتالي المسيرية لا يمكن أن تجازف بأرضها وثرواتها الطبيعية والحيوانية وخاصة مصادر المياه من أجل البترول ، فالمجازفة بهذه الأرض والموارد الطبيعة ومصادر المياه يعني المخاطرة بالحياة الإنسانية والحيوانية مع فرض خيارات جديدة قد لا تستطيع المسيرية التعايش معها مثل .
1- فقدان الأرض للمسيرية يعني ترك الأرض واللجوء إلى أرض أخرى وقد لا تتوفر .
2- فقدان الثروة الطبيعية ومصادر المياه إلى الأبد .
3- التخلص من الثروة الحيوانية والتوجه إلى الاستقرار في المدن
4- جيران المسيرية لن يرضوا باستضافة المسيرية في أرضهم خوفاً مما جرى لأبيي
5- لا تستطيع المسيرية العيش في الخرطوم أو في أي عاصمة من عواصم الولايات وهي لا تمتلك مهنة غير الثروة الحيوانية .
6- المسيرية لا تستطيع أن تخاطر بأرضها لإرضاء المؤتمر الوطني لأن كل الحكومات زائلة إلا الوطن
هذه الخيارات صعب هضمها في ظرف يتشظا فيه السودان
لذا كان لقاء الاتحاد الأفريقي من الناحية النظرية هو قراءة للتجربة السابقة في ظروف التوتر الحالي فقراءة التجربة السابقة لمؤتمر الستيب 5/10/2009م ورفض المسيرية لقرار محكمة التحكيم مهم لظروف المستجدات الجديدة ، وكيف تقابل المسيرية هذه المتغيرات السياسية والاجتماعية على الصعيد المحلي والأفريقي والدولي في ظل وجود القوات الأممية ،
والهدف الثاني هو حث الطرفين على حل قضية أبيي بالطرق السلمية ، وخلق بيئة صالحة للاستقرار الأمني والتعايش السلمي في هذه المنطقة والالتزام بكافة الاتفاقيات الموقعة بين حكومة السودان وحكومة جوبا .
وقد قررت المسيرية أن يكون استقبال الاتحاد الأفريقي بروح طبية عكس ما جرى له من طرف دينكا نقوك وقد نجحت الإدارة الأهلية في إدارة المعركة التي خسرتها قيادات دينكا نقوك التي حاولت فرض موافقة الاتحاد الأفريقي على نتيجة الاستفتاء بالقوى، وعندما فشلت في ذلك أدارة معركة خاسرة مع وفد الأفارقة .
إن الوفد بعد عودته سوف يقيم نتائج زيارته لأبيي وتصرفات قيادات دينكا نقوك معه . وهذا قد يشفع للمسيرية بعض الشيء ، حيث قيادات نقوك في الحركة الشعبية لم تضع في حساباتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتطلب الحكمة في قيادة السفينة إلى شاطي الأمان علاقات دولة الجنوب الأكثر حوجة للأفارقة .
إن لقاء وفد الاتحاد الأفريقي بالمسيرية يوم 6/11/2013م في منطقة الدائر يعكس ثلاثة احتمالات .
الاحتمال الأول أن يكون اللقاء جس نبض لمعرفة الجانب النفسي والمعنوي للمسيرية وربط ذلك مع أسوء الاحتمالات إذا ما وافق مجلس السلم والأمن الأفريقي على تلك النتيجة بناءاً لمقترحه السابق بإقامة الاستفتاء في أكتوبر 2013م وما هو رد فعل المسيرية المتوقع .
الاحتمال الثاني هل المسيرية مستعدة للالتزام بالاتفاقيات والتعايش السلمي وخلق استقرار سياسي واجتماعي وأمني مستقبلا بعيداً عن نبرة الحرب وترك القضية للنظامين جوبا والخرطوم لحل المشكلة بالأطر السلمية على غرار وساطة ثامبو أمبكي رغم الاستفتاء الأحادي من طرف دينكا نقوك .
والاحتمال الثالث إذا تقدم الوفد الزائر بمقترح جديد ؟ هل يمكن أن تقبل المسيرية به أم هنالك رؤى أخرى .
إذ بعد اللقاء الذي جرى يوم 6/11/2013م قيادات المسيرية لم تستطع أن تقرأ نوايا وأهداف الوفد ولم تستطع أن تقييم وتحلل ما وراء اللقاء أو بعد عودتها تنور المجتمع بما خرجت به ، ولم تكن لها رؤية واضحة إذا ما تطورت الأحداث بعكس ما تم في اللقاء، بل أكتفت برفض الاتحاد الأفريقي لنتائج استفتاء نقوك الأحادي وفق البند 8 من ميثاق الاتحاد الأفريقي والمسيرية لم تعير أي اهتمام للضغوط الدولية وخاصة الاتحاد الأوربي ومجلس الأمن الدولي وفق السياسة الدولية التي لا ترتكز إلى أي مبادئ تحكم المعايير السياسية والقانونية كما حصل في العراق 20/3/2003م رغم رفض الأمم المتحدة ومجلس الدولي للتدخل في العراقي إلا أنها لم تستطع أن تمنع تصرفات أمريكا وبريطانية الانفرادية لدخول العراق ، حيث أنها في أخر المطاف أصبحت سياسة تبنتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي فالسياسة التي لا تحكمها مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية من المؤكد تفتقر لأبسط قواعد العدالة الدولية وبالتالي لا يمكن الرهان عليها .
المهم إذا تم الضغط على الاتحاد الأفريقي من التكتلات الدولية وعندئذ انحرفت المعايير السياسية وفق مقتضيات ومستجدات جديدة أدت إلى موافقة مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي بهذه النتيجة . ما هي الخطوات التي تتبعها المسيرية لحل المعضلة أو ما هي أهداف المسيرية خلال المرحلة القادمة التي تسبق أي متغيرات سياسية أو تحديات يمكن أن تجبر المسيرية على التراجع ، حتى المتغيرات على الصعيد الداخلي التي تشكل تحدي كبير وخطير لنظام الإنقاذ ، إذا شعر نظام الإنقاذ بأثر الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية عليه من قبل المجتمع الدولي ووافق على نتيجة الاستفتاء ،ماذا تفعل المسيرية التي لا تتفاعل مع الأحداث الدولية من حولها . أعتقد أن المسيرية لا تمتلك خطوة أو هدف واضح لمجابهة التحديات إذا ما حصلت .
1- هنالك مؤشرات خطيرة على صعيد نظام جوبا ألا وهي لقاء أبناء نقوك في الحركة الشعبية برأس نظام جوبا ووعود سلفاكير لقيادات نقوك بعرض النتيجة على مجلس الوزراء بالتأكيد بعد ذلك ستعرض على برلمان الجنوب وإذا وافق الطرفان مجلس الوزراء والبرلمان على تلك النتيجة سوف تتغير موازين القوى وحينئذ تصبح هذه السياسة ضمن سياسة دولة الجنوب بدلا من قبيلة نفوك وهذه الخطورة التي يجب أن تنتبه إلىها المسيرية ، إذا تحولت كسياسة لدولة الجنوب ، إذ من المؤكد العلاقات الدبلوماسية لوزارة الخارجية لدولة الجنوب سوف تلعب دور مؤثر مع الدول الأفريقية والمجتمع الدولي قد تؤدي إلى تثبت حق نقوك في الانضمام إلى دولة الجنوب وفق خيارات نيفاشا 2005م التي أعطت ذلك الخيار بالإبقاء في الشمال أو الانضمام إلى بحر الغزال .
2- قال سلفاكير سيبعث مبعوث خاص إلى البشير لمناقشة نتيجة الاستفتاء وهذا هو المؤشر الثاني في حلبت الصراع والقادر على تغيير الخارطة السياسية في وجه المسيرية .
3- المسيرية لم تخرج من لقاء وفد الاتحاد الأفريقي بأي ضمانات لا تؤدي إلى تأييد الاستفتاء إذا تبنت دولة الجنوب ذلك .
4- المسيرية حتى هذه اللحظة لا تعرف موقف نظام الإنقاذ بشكل رسمي حيال التطورات المتسارعة في قضية أبيي
5- إن المسيرية حتى الآن لم تأخذ أي ضمانات من نظام الإنقاذ ونظام جوبا إذا ما تعرجت السياسة الدولية نحو منعطف خطير .
إن المسيرية حتى هذه اللحظة أفكارها مبعثرة ومشتتة بسبب التطورات الجارية على الأرض بالإضافة إلى عدم وحدة المسيرية في الهدف السياسي والاجتماعي وطرح قضية أبيي كخيار لا يمكن التراجع أو الحياد عنه ، حيث أن السبب الذي جعل أفكار المسيرية مبعثرة هي تصرفات بعض أبناء المسيرية في الخرطوم الذين يدلون بتصريحات متناقضة ومتضاربة وغير متوازنة في بعض الأحيان وخاصة عدم الكنترول على هذه التصريحات عبر وسائل الإعلام والفضائيات التي تخدم سياسة نظام الإنقاذ من قبل قيادات المسيرية في الخرطوم هذا الأمر أودى بضبابية تجاه القضية .
حسين الحاج بكار
[email][email protected][/email]