أخبار السودان

واستمروا في الحملات

أسماء محمد جمعة

بعد حادثة مستشفى بحري التي استطاع خلالها مُواطن أن ينقل لنا بثاً حياً لمشهد لا يُمكن أن يحدث ولا حتى في بلاد تحكمها ?الشواطين?، خرجت وزارة الصحة تبرِّر للأمر بأعذار أقبح من الذنب، ثم شكّلت وزارة الصحة لجنة تحقيق وتم إيقاف مدير المستشفى، رغم أنّ الحدث يستحق أن يقدم وزير الصحة استقالته ويرحل وإن لم يفعل يجب أن يُقال! ولكن يبدو أنّه فوق الحساب والعقاب والإقالة والاستقالة، الغريب في الأمر أن وزارة الصحة قرّرت أن تُقاضي المُواطن لأنه قام بتنبيهها بدلاً من أن تسكت وتختشي على خيبتها.. فشل وقُوة عين!! تردي الخدمات الصحية وعدم الاهتمام بالمرضى في المستشفيات الحكومية قاعدة وليس استثناءً، فهي أصلاً لم تُهيأ لتقوم بدورها الطبيعي في أدنى مُستوياته حتى أن الحكومة لا تَمنحها شيئاً يُذكر من ميزانية الدولة التي تذهب لمُؤسّسات دورها أدنى من الصحة بكثيرٍ.
رداً على قرار الوزارة بمُقاضاة المواطن، نشر ناشطون العشرات من الصور والفيديوهات لعددٍ من المستشفيات في أجزاء مختلفة من السودان تكشف حالة مُرعبة لا يمكن تصديقها، فالمستشفيات التي يفترض أنها أنظف الأماكن، اتضح ان الشوارع بكل ما تحمله من نفايات وفوضى أفضل منها، بل وصلت مرحلة أن أصبحت مَرتعاً للقطط والحيوانات الضالة، وهي نتيجة طبيعية لأداء حكومة أدمنت الفشل في كل المَجَالات، والمُؤسف جداً هو أنّ كل القطاعات المُهمّة للمواطن تُعاني من نفس الإهمال مثل التعليم، فالمدارس وهي أيضاً ليست بأفضل من المستشفيات.

مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، قاد ناشطون على وسائل التواصل حملة أخرى لفضح وزارة التربية والتعليم أُسوةً بحملة وزارة الصحة، وانتشرت عشرات الصور والفيديوهات التي تعكس أوضاعاً سيئة لعدد كبير من مدارس السودان، وكأن البلد ليست بها وزارة تربية وتعليم، وأيضاً الموضوع ليس استثناءً، فأغلب مدارس السودان اسم على غير مسمى كما المستشفيات.
حملة التصوير والتوثيق لما آل إليه وضع المستشفيات والمدارس ليست جديدة، بل هي مُستمرة نقوم بها جميعاً منذ أن وصلت هذه الحكومة إلى السلطة قبل ثلاثة عُقُودٍ، بل ونقدم ومعها نصائح وإرشادات وحلولاً ناجعة لكل مشاكل القطاعيْن اللذيْن أثبتت الحكومة بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تضعهما في اهتماماتها السطحية.. والكارثة الأكبر هي أن الحكومة لا تنوي أن تفعل شيئاً للمستشفيات والمدارس الحكومية التي يبدو أنها تريد التخلص منها نهائياً.
الآن لم يعد فضح الحكومة أمام الشعب والعالم أمراً يخجلها.. فليس هناك ما هو أكثر خجلاً من أن تحاكم الوزارة من يستحقون الشكر والتقدير.
حقيقةً لا يُمكن السُّكوت على الحال المُزري الذي وَصَلت إليه المَدارس والمُستشفيات، ومعروفٌ أنه من دون التعليم والصحة لا يُمكن أن تتحقّق نهضةٌ ولا تحضُّرٌ، ولذلك لا يجب أن يسكت المُواطن ولا بُدّ من إيجاد طُرق أخرى للضغط على الحكومة، فهي لم تعد تختشي من الفضائح، وعليه لا يُمكن أن نتوقّع منها أن تصلح الصحة والتعليم. إذا أردنا أن نقيس نجاح أيِّ حكومة وأمانتها ونزاهتها وتقديرها لشعبها فننظر إلى التعليم والصحة، وإذا نظرنا إليهما في السودان سنعرف عمق مأساته التي تستحق حملات أخرى من أجل المدارس والمستشفيات فاستمروا ولا تتوقّفوا أبداً.

المدراية

تعليق واحد

  1. “Hospitals if they are to do anything must not spread disease”
    Florence Nightingale

    هذه المقولة لرائدة التمريض الحديث فلورنس نايتينجيل الملقبة بسيدة المصباح أو السيدة حاملة المصباح (1820– 1910)
    ومعنى المقولة(إن كان هناك شيء واحد يجب أن تقوم به المستشفيات هو ألا تنشر المرض.

  2. نعم نشر الوجه القميء الذي أحدثته حكومة الجبهة في كل المجالات ولا سيما الصحة والتعليم هو الجهاد الأكبر ضد هذا الطاغوت الذي جثم على صدر بلادنا طويلا وقضى على الأخضر واليابس…

  3. المشكلة إنو الناس دي كلها رامين لوم وسخ المستشفيات علي مديري المستشفيات. السؤال الذي يطرح نفسو من أين أتت هذة الأوساخ؟ جابا مدير المستشفي من بيتو ورماها في المستشفي؟ أنا دخلت مستشفي أمدرمان قريب الصباح في كمية من عاملات النظافة خلوا الأرض دي تلمع ,رجعت الضهرية الوسخ زي ما كان, المشكلة تقع علي عاتق المرضي وزويهم هم سبب الوسخ و البلاوي دي كلها. مفروض كمان ناس الكيبورد يوجهوا الكيبورد لتوعية المواطنيين, الحكاية ما كلها تقصير من المسئوليين فقط.

  4. حكومة اللصوص لا تصرف علي المستشفيات والمدارس وتصرف علي المليشيات وما يسمي زورا جهاز الأمن أضعاف ذلك ولكن نحن أيضا كشعب أاثبتت الصور مدي البؤس والسلوك المشين من خلال أبسط مقومات الحياة وهي النظافة فلينظر كل منا إلي سلوك اي شعب في العالم البعيد والقريب فلن يجد مثل تلك الصور المقززة والبشاعة أيها القوم تعلموا طباع البشر ولكم أجر المحاولة.

  5. “Hospitals if they are to do anything must not spread disease”
    Florence Nightingale

    هذه المقولة لرائدة التمريض الحديث فلورنس نايتينجيل الملقبة بسيدة المصباح أو السيدة حاملة المصباح (1820– 1910)
    ومعنى المقولة(إن كان هناك شيء واحد يجب أن تقوم به المستشفيات هو ألا تنشر المرض.

  6. نعم نشر الوجه القميء الذي أحدثته حكومة الجبهة في كل المجالات ولا سيما الصحة والتعليم هو الجهاد الأكبر ضد هذا الطاغوت الذي جثم على صدر بلادنا طويلا وقضى على الأخضر واليابس…

  7. المشكلة إنو الناس دي كلها رامين لوم وسخ المستشفيات علي مديري المستشفيات. السؤال الذي يطرح نفسو من أين أتت هذة الأوساخ؟ جابا مدير المستشفي من بيتو ورماها في المستشفي؟ أنا دخلت مستشفي أمدرمان قريب الصباح في كمية من عاملات النظافة خلوا الأرض دي تلمع ,رجعت الضهرية الوسخ زي ما كان, المشكلة تقع علي عاتق المرضي وزويهم هم سبب الوسخ و البلاوي دي كلها. مفروض كمان ناس الكيبورد يوجهوا الكيبورد لتوعية المواطنيين, الحكاية ما كلها تقصير من المسئوليين فقط.

  8. حكومة اللصوص لا تصرف علي المستشفيات والمدارس وتصرف علي المليشيات وما يسمي زورا جهاز الأمن أضعاف ذلك ولكن نحن أيضا كشعب أاثبتت الصور مدي البؤس والسلوك المشين من خلال أبسط مقومات الحياة وهي النظافة فلينظر كل منا إلي سلوك اي شعب في العالم البعيد والقريب فلن يجد مثل تلك الصور المقززة والبشاعة أيها القوم تعلموا طباع البشر ولكم أجر المحاولة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..