( الراجل بربطو من لسانو والعبلانج بربطو من صلبو )

(الراجل بربطو من لسانو والعبلانج بربطو من صلبو)
من غناء وثراء أمثلتنا الشعبية السودانية أنها طالت حتى لسان الرجل وصلب القرد.. بالأمس وفي خطابه الجماهيري بحاضرة النيل الأبيض، أتى الرئيس البشير على ذكر مثل (الراجل بربطو من لسانو) في معرض تعهده بمواصلة مشروعات التنمية، حين قال (نحنا ما بنقول كلام ساكت في الهوا، دا برنامجنا الانتخابي ولن نتراجع عنه، والراجل بربطو من لسانو)، ومؤدى هذا المثل الذي استشهد به الرئيس يعود للزمان الذي كانت فيه البيوع والمبايعات والاتفاقيات والمعاهدات والمعاملات تتم بين الرجال بكلمة شفاهية، ولم يكن الناس مضطرين ومجبرين على كتابة وتوثيق ما يتفقون عليه أو ما يتعهدون به، كانت تكفي فقط كلمة الرجال، فالرجولة عندهم تقتضي أن لا تتبدل المواقف مهما كان، حتى أطل علينا زمان التلون واللولوة ولحس الكلام والغش والطمع والخداع الذي لا توفى فيه حتى المواثيق والعهود المكتوبة والموثقة، إنه زمن بيع الكلام واللعب بالمشاعر واللعب على الدقون واللعب بـ(التلات ورقات)، زمن شعاره تكلم كما تشاء وأطلق القول على عواهنه (هو الكلام بفلوس)…
والمثل بالمثل يذكر، وقد ذكرني مثل الرئيس بالمثل الدارفوري القائل (قرد برقبتو بربطو من صلبو مالو)، وفرادة هذا المثل تتمثل في أن القرد هو الحيوان الوحيد الذي يُربط من خاصرته (صلبه)، كل الحيوانات المستأنسة تُربط حين يُراد ربطها من أعناقها إلا القرد، ولعله بسبب هذا التفرد الذي انفرد به القرد جادت قريحة أهلنا بدارفور بهذا المثل الذي ارتبط بـ(الأبلاي) بحسب اللهجة الدارفورية، و(العبلانج والككو وأبو حليمة) بحسب لهجات أخرى، وكل هذه أسماء محلية للقرد أو النسناس، ومغزى المثل ومقصده واضح لا يحتاج لكثير اجتهاد أو إفاضة في الشرح والتوضيح، فهو ببساطة يقول مادام أن للقرد رقبة مثل غيره من الحيوانات، فلماذا يُربط من خاصرته على غير المعتاد، وهذا التساؤل الاستنكاري لا يهدف إلا لكشف ذلك المانع الذي يحول دون ربط القرد من رقبته، والمثل بتساؤله الاستنكاري يصلح أن يضرب لمن يتصدى ويتقدم لفعل شيء، وبدلاً من أن يأتيه من أقرب الطرق لكنه للمفارقة يتكبد مشاق السير على الطريق الطويل، تماماً مثل الطفل الغشيم في محاولاته الأولى للتعرف على أعضاء جسمه، فحين يُسأل (أضانك وينا) يحني رأسه ويمد يده اليمنى ليضعها على أذنه اليسرى، فرغم أنه قد وفق في معرفة الأذن إلا أنه كان يمكن أن يفعل ذلك بأسرع وأقصر الطرق..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا مكاشفي سويتا شترة…يعنى كيفن بشةود الحاجة هدية…تقلبو (ككو..عديل من قبيلة السعادين…بما يثبت انو الانسان أصلو قرد) وكمان تربطو من صلبوا…أها عاد كيفن يهوزز جعباتو( ولا يا ربي نحنا فهمنا المثل والاشارة غلط!!!)…زي صاحبنا أفريكانو رقاص ال GMH زمان الخرطوم بي خيرا ..غايتو دي ما بفوتوها ليك…وربنا يستر!!لو بشة فهما…أصلو مشكلة بشة دا …دايما فهمو من زمن الخرطوم القديمة متأخر حبتين!!!

  2. الراجل فى زمن الأتقاذ بربطوهو من حتة تانية(طبعا رجل الأنقاذ الشجاع ألهميم الذى متبرئ من لسانو)

  3. الراجل فى زمن الأتقاذ بربطوهو من حتة تانية(طبعا رجل الأنقاذ الشجاع ألهميم الذى متبرئ من لسانو)

  4. أتى الرئيس البشير على ذكر مثل (الراجل بربطو من لسانو) في معرض تعهده بمواصلة مشروعات التنمية، حين قال (نحنا ما بنقول كلام ساكت في الهوا، دا برنامجنا الانتخابي ولن نتراجع عنه، والراجل بربطو من لسانو)،
    اللهم اقطع لسانة من لغاليغوا السؤال الاهم لماذا دمر المشاريع القومية الكانت متوارثة من حكومة لحكومة التي خطط وصمم ونفذها الانجليز بفضلها تعلم منها وتعالج لماذا لم يحافظ او يزيد عليها وماذا شيد هو وبني غير المنشآات الدعاية المواسير النفط فرط فية بفصل الجنوب ده لسانو كذوب وجعجاع ف الفاضي وخسارة تكتب عن هذا النكره المعتوه لا يشبه الرؤساء والرجال حتي ح يبني ب شنو 48 مليار ديون حق الدقيق م عنده غير بيع المواقف التي لا تسمن او تغني حكومتة فقط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..