كساد وتلاشي إمبراطورية الكاسيت

الخرطوم: محمدعمردفع الله:

في أول ظهورها كوسيط ناقل وحافظ للاعمال الفنية اكتسحت اشرطة الكاسيت الأسواق واصبحت سمة بارزة لاعلان الفنانين لاعمالهم في بداية السبعينيات ونهاية الثماينيات.. حيث اشتهرت بها شركات الانتاج الفني بالخرطوم وكانت مكان تنافس بين الفنانين من حيث انتاج الأعمال الجديدة والاحتفاء بها كباكورة انتاج مع مطلع السنة.. ولكن الشاهد ان هذه الامبراطورية قد بدأت تتلاشى في أثر ظهور التقنية الحديثة من الوسائط الالكترونية المتمثلة في الذاكرة الرقمية التي اصبحت اسرع وأكبر محتوى من الشريط الكاسيت ذو «06» دقيقة وعدد قليل من الاغنيات وانزوت بعيداً في المكتبات الغنائية.. وحلت الذاكرة الرقمية والاسطوانات المبرمجة

يقول أحمد الأمين صاحب محل إن اشرطة الكاسيت مازالت تحافظ على هيبتها رغم أن الطلب قليل ولكن ما زال هنالك رواد للكاسيت خاصة الأشرطة النادرة للفنانين الاوائل الرواد مثل الكاشف و أبو داؤود وعثمان حسين ومدائح أولاد البرعي والخطب الدينية وهؤلاء الزبائن أصحاب ذوق خاص.. أما الشباب فخيارهم الذاكرة الرقمية والحاسوب لملأها من المواقع الغنائية على الانترنت.. ونجد ان الاكثر مبيعاً كما قلت اغنيات الفنانين الرواد وكذلك اغاني البنات والاشرطة التي تحتوي محاضرات، وخطب دينية خاصة الشيخ محمد حاج ويضحك قائلاً ما زلنا صامدين رغم هجوم التقنيات الحديثة.

الحاج علي عثمان يقول التطور في الحياة يجعل من الجديد هو المطلوب! والقديم ذكرى وتراث، وهذه طبيعة الاشياء وقال رغم انزواء عالم الكاسيت في العاصمة الخرطوم لكن هناك اقبال عليها في الولايات والمناطق النائية حيث الناس ما زالوا يحرصون على استخدام المسجلات سواء في السيارات أو المنازل ويبقى الكاسيت علامة بارزة في الوسائط التي تنقل المنتج الغنائي في العالم وتقاوم الاندثار بفعل التقنيات الحديثة.
اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..