في يوم وقفة عيد الفطر ١٩٩٠م : “ياسيادتك وقِّعْ .. الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص”

بكري الصائغ
هذه المقالة هدفها تنشيط ذاكرة من نسي تلك الأحداث الجسام التي وقعت في اواخر ايام شهر ابريل- رمضان من عام ١٩٩٠م، ومحاولة الأنقلاب العسكري وفشلها، وما جري فيما بعد من مهازل المحاكمات العاجلة والصورية الخالية من ابسط حقوق المتهمين في محاكمات انسانية عادلة، والاعدامات السريعة ودفن الجثث في مقابر جماعية تم الكشف عنها بعد سقوط النظام السابق، هي ايضآ مقالة نهديها لابناءنا جيل ما بعد عام ١٩٩٠م والذين لم يعاصروا هذه الأحداث المؤلمة، ليعرفوا كيف كانت تسير الأمور في زمان حكم الجبهة الاسلامية والأنقاذ العسكري والمستمرة حتي اليوم.
ونبدأ في السرد المختصـر للاحداث:- قرر عددآ من ضباط القوات المسلحة وبرتب عسكرية مختلفة القيام بانقلاب ضد نظام الجبهة الأسلامية والذي يحكمه العميد عمر البشير، والضباط وهم:- -الفريق الركن طيار خالد الزين علي نمر. – اللواء الركن عثمان ادريس صالح. – اللواء حسين عبدالقادر الكدرو. -العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار. -العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار. – العقيد محمد أحمد حاتم. ا لعقيد الركن عصمت ميرغني طه. العقيد الركن صلاح السيد.العقيد الركن عبدالمنعم بشير مصطفى البشير. – المقدم الركن عبدالمنعم حسن على الكرار. – المقدم بشير الطيب محمد صالح. – المقدم بشير عامر ابوديك. – المقدم محمد عبدالعزيز. رائد طيار أكرم الفاتح يوسف. – نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي. – الرائد معاوية ياسين. – الرائد بابكر نقد الله.
– الرائد بابكر نقد الله. -الرائد أسامة الزين.الرائد سيد أحمد النعمان حسن. – الرائد الفاتح الياس. – النقيب مدثر محجوب. – الرائد عصام أبو القاسم. – الرائد نهاد اسماعيل. – الرائد تاج الدين فتح الرحمن. -الرائد شيخ الباقر – الرائد الفاتح خالد.
يقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه الذي قام بتاليفه تحت عنوان (الجيش السوداني والسياسة) عن الرئيس عمر البشير : (وقبيل سويعات من محاولة الأنقلاب): أما رئيس النظام، الفريق عمر حسن أحمد البشير، فهو كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة تقع عليه مسئولية تحقيق العدالة والالتزام بالقانون العسكري واللوائح في كل قضايا القوات المسلحة. وهذا ما لم يحدث طوال مراحل إجراءات التحقيق مع ضباط «حركة أبريل» وحتى تنفيذ أحكام الإعدام، ومن غرائب الأمور أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالهروب إلى العيلفون عند بدء التحركات ليختبئ في منزل عضو الجبهة الإسلامية «الطيب النص».. ترك كل مسئولياته القيادية ليديرها ضباط أصاغر، ولم يعد إلا في اليوم التالي .. بعد فشل المحاولة!!)، فشلت محاولة الأنقلاب لانها افتقدت اهم عناصر نجاحها الا وهي الترتيب المنظم والدقيق، ضمان تاييد القطاعات العسكرية كلها وعدم وجود قوة عسكرية مضادة، سرعة اعتقالات الضباط المناؤيين والقادة السياسيين واعضاء الجبهة الاسلامية وجنرالات (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)، وماكانت هناك مقاومة تذكر من قبل الضباط وقبيل اعتقالهم بعد ان تلقوا وعدآ بمحاكمة عادلة. وقعت حادثة واحدة مؤسفة عندما اشتد الجدل بين اللواء طيار محمد عثمان حامد كرار الذي كان اعزلآ تمامآ من السلاح مع العقيد محمد الأمين خليفة، فقام العقيد محمد وبكل خسة ودناءة طعنه ب(السونكي) في جانبه الأيمن في التاسعة من صباح يوم الاثنين 23 أبريل، عندما رفض اللواء كرار استسلام المدرعات وطالب اللواء الكدرو بالاستمرار في المقاومة. وظل ينذف بلا علاج او تقديم عون!! .
يقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه (الجيش السوداني والسياسة) :
(أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام عمر البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام حتى صباح اليوم التالي، حين دلف إليه حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثلاثاء ٢٤/ أبريل ١٩٩٠م العقيد عبد الرحيم محمد حسين والرائد إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود أن الرائد إبراهيم شمس الدين قال للفريق عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد: «يا سيادتك وقِّعْ .. الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص».. فوضع الفريق ـ الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم ـ يديه على رأسه للحظات، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس، وقام بمهر قرارات الإعدام التي تم تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير!!).
جرت محاكمة عاجلة للضباط بعد فشل انقلابهم، وتشكلت لهم محاكم (صورية) بكوادر الجبـهة الإسلامية في السجن الحربي ب(كرري) وعلي رأسها: ١/- محمد الخنجر، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الأولى.
٢/- سيد فضل كنّه، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الثانية.
٣/- صديق الفضل،عضو المجلس الأربعيني، وعضو المحكمة الصورية الأولى.
٤/- سيف الدين الباقر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
٥/- الجنيد حسن الأحمر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
٦/- محمد علي عبدالرحمن، ضابط الاستخبارات العسكرية ممثل الاتـهام في الصورية الثانية.
صـدرت الاحكام بالاعدامات، وتم التنفيذ فور صدورها، أما مجموعة التنفيذ التي قامت بإطلاق النار، فقد كانت تحت قيادة الرائد محمد الحاج من أمن النظام، ومعه مجموعة مكونة من عشر كوادر، تم اختيارهم بعناية، ويتبعون جميعاً لأمن الجبهة الإسلامية، وكانوا يعملون في ذلك الوقت في جهاز أمن الدولة تحت القيادة المباشرة للدكتور نافع على نافع. المصـدر : العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه (الجيش السوداني والسياسة )، هنالك حدث جدير بالتسجيل والتوثيق، وهو الحالة التي كان عليها المقدم بشير الطيب حينما أُعدم، فكل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح.. برغم ذلك أُعدِمَ المقدم بشير وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة، ونورد أدناه ما كُتب في إحدى المجلات العربية: «أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة. رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد.»، اما عن عمر البشير فانه لم يتدخل بأي شكل كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة.. لم تتدخل قيادة القوات المسلحة بدءًا برئيس هيئة الأركان ونوابه.. لم يكن هنالك أي دور لفرع القضاء العسكري المناط به التحقيق القضائي وصياغة لوائح الاتهام في أي جريمة تقع داخل القوات المسلحة .. أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام.
لم تكن محاكمات عادلة علي الاطلاق، فقد كانت اوامر واضحة للقضاة العسكريين وان يسرعوا باصدر احكامهم بالاعدام بسرعة تميهدآ للتنفيذ، واكبر دليل دامغ علي نية المحكمة اصدار احكامها بالاعدامات رميآ بالرصاص، وان الفرقة التي ستقوم باطلاق الرصاص علي الضباط كانت جاهزة وقبل صدور الاحكام!!!، وبعد ان صوب الجنود المكلفون بتنفيذ حكم الاعدام واطلقوا رصاصاتهم كالمطر الغزيز علي الضباط المنهوكيين وسقطوا علي الارض بعد ان تلقوا الرصاصات في صدورهم، كان هناك بعض من الضباط وهم علي الأرض مازالت قلوبهم تنبض بالحياة، وكان المفروض في هذه الحالة- وبحسب القوانين العسكرية- ان يتم اطلاق (رصاصة الرحمة) عليهم لتنهي عذاباتهم وتريحهم من الألام، ولكن جاءت الاومر بان يدفنوا وهم احياءآ مع الأخرين بالقبور الجماعية، وبالفعل بعد تنفيذ الاعدامات، تم جرهم علي الارض بصورة مهينة، وكومت اجسادهم دخل عربة ماجروس التي انطلقت مع مجموعة من العسكر (الحفارين) ليدفنوا في منطقة جبل المرخيات بامدرمان!! هنالك حدث جدير بالتسجيل والتوثيق، وهو الحالة التي كان عليها المقدم بشير الطيب حينما أُعدم، فكل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح .. برغم ذلك أُعدِمَ المقدم بشير وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة، ونورد أدناه ما كُتب في إحدى المجلات العربية: «أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة. رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد» .
سؤال يبحث عن اجابة … هل كان الدكتور على الحاج، وتحديدا في يوم الأعدامات، حاضر بنفسه التصفيات، ورأى بام عينيه كيف انهمر الرصاص الغزير على صدور الضباط والجنود؟ …ولاياتي هذا السؤال اعتباطآ، فقد نشرت جريدة (الحياة) اللندنية، والتي توزع يوميا نحو نصف مليون نسخة عربية مقالة كتبها السيد عبد العظيم حسن كرار (شقيق الشهيد المقدم أ.ح عبد العزيز حسن كرار، والذي اعدم مع (٢٧) اخرين في هذا اليوم) يتهم في بالمقالة وبالتحديد د.علي الحاج، والعقيد (وقتها) بكري حسن صالح، والرائد شمس الدين، بانهم وراء عمليات الاعدامات والتصفيات الجسدية التي لحقت بشقيقه عبد العزيز والاخرين، وبان هؤلاء الجنرالات، ومعهم علي الحاج هم الذين اشرفوا اشرافا مباشرا على عمليات الاعدامات رميا بالرصاص على الشهداء … وهنا اسأل بعد اطلاعي على هذه المقالة الحزينة بالجريدة ، ماهوالدور الذي قام به علي الحاج في هذه التصفيات الجسدية؟… هل كان علي الحاج (بحكم انه طبيب بشري) قد وقع على عاتقه معاينة الجثث وان كانت كلها قد فارقت الحياة … وان كانت هناك واحد من المصابين لم يلحق ربه بعد … فيعالجونه برصاصة الرحمة؟!!، هل كانت مهمة د.علي الحاج (المدني الوحيد بين كل الضباط الموجودين)، وان يكون وجوده في ساحة الاعدامات كنوع من المؤازرة الحزبية والاسلامية للضباط القتلة؟!!… نسأل علي الحاج بصفته شاهد عيان (حسب كلام السيد عبد العزيز، كاتب المقالة في الجريدة)، هل تمت دفن الجثث بدون اي معاينة طبية وبصورة عاجلة،… وهل حقيقة ما قاله بعض الجنود، والذين حضروا الاعدامات ونقلوا اخبارها بالتفصيل الى الخارج، ان بعض من الضباط المعدومين، كانوا احياءآ بعد اطلاق الرصاص عليهم، ولكنهم ومع سبق واصرار الرائد شمس الدين دفنوا احياء؟!!.. نسأل علي الحاج، لماذا لم ينفي ما ورد في المقالة المنشورة في جريدة (الحياة)…ان لم يكن ماود بالجريدة صحـيحأ?!! .
قصاصات قديـمة تحكي عن وقائع
واحداث انقلاب رمضان ١٩٩٠:-
١/- نزل خبر الاعدامات علي الناس كنزول الصاعقة ،وراحوا يتلفتون بذهول واستغراب شديدين في كل الاتجاهات عسي وان يجيئهم مبشر وينفي الخبر الشـؤم، ولكن وبعد تاكيد الخبر بشكل رسمي ، نسي الناس امور الاستعدادات للعيد وتركوا كل سؤال عن احتياجات الاسر ومتطلباتها والنزول للاسواق الاسواق لسترة الاهل ومظاهر العيد، وكان كل بيت سـوداني في كل الارجاء يعتبر بيته محل عزاء علي ارواح الشهداء. وكان باقيآ علي إنتهاء شهر رمضان اقل من 48 ساعة ، راحوا فيها الناس ويبتهلون للة تعالي في الشهر الكريم وان ينزل جام غضبه وسخطه علي القتلة الذين لم يراعوا ابسط حقوق المتهمين المعتقلين في محاكمة عادلة، وخصوصآ وان الانقلابييون لم يطلقوا طلقة واحدة في اتجاة السلطة، وإرتضـوا بالاستسلام بعد اتفاق (جنتلمـان) مابينهم وسوار الدهب، توجهت الملايين في هذين اليوميين للصلاة بالجوامع كالعادة في كل شهر رمضان وحتي الانتهاء من صلاة التراويح، الاانهـم خصصـوا كل دعواتهم في ان يقتص الله تعالي من الانقاذ ويـحرق نسلهم ويوقف نطفتهم ويذيقهم في الدنيآ عذاب الأخرة ويجعل نهاية كل واحدآ فيهـم اسوآ من نهايـة هتلر وجنرالاته.
٢/- راح الرائد شمس الدين وبحرسه الـمدججون بالسلاح يطوفون علي منازل اسـر الشهداء ليمنعهـم من اقامة اي عزاء او اي مظهر من مظاهر الحزن، وارهب الناس لابقوته او بشخصـيته العسكرية وانـما بالعشرات من حرسه وبحجم وكثافة عربات القوات المسلحة التي كانت تحت امرته وترافقه في شكل مظاهرة عسكرية تجوب الشوارع طولآ وعرضآ بشكل استفزازي لمشاعر الاسر المكلومة. لـم يـكن عـيد الفطر في ذلك العام 1990م عيــدآ، بل يعتبـر ومازال ويعتبر منذ ذلك اليوم والي الأن واحدة من أسوأ الاعياد التي مرت في تاريخ السودان بعد الاستقلال (بجانب يوم وقفة يوم الأضحي عام 1998م ومجزرة العيلفون). كان عيــدآ مـرآ حامضـآ الاعنـد أهل الأنقاذ القتلة، تم دفن الضباط بعد تنفيذ احكام الاعدام فيهم بمنطقة (المرخيات) في مقابر جماعية مجهولة الأثار، وترفض وزارة الدفاع منذ عام 1990م وحتي اليوم اخطار أهالي الشهداء باماكن قبورهم!!، قامت هذه الأسر المكلومة بتقديم عرائض للمسئوليين الكبار بالدولة ووزارة الدفاع بمساعدتهم في معرفة القبور الا ان كل هذه العرائض لم تجد الاهتمام من احدآ، وقاموا ايضآ بمظاهرات امام الامانة العامة لمجلس فقمعت المظاهرة بعنف!! .
٣/- الدلالة على تورط كل قيادات الجبهة الإسلامية في جريمة ومذبحة «أبريل/رمضان»، نورد حادثة موثقة لها شهود.. فقد اتصل مساء ذلك اليوم أحد قيادات جهاز الأمن هاتفياً بالسيد أحمد سليمان المحامي في منزله بحضور شاهد تلك الواقعة.. لم يدرِ الشاهد هوية المتحدث على الطرف الآخر من الخط، لكنه عرف أن الحديث يدور عن محاولة الانقلاب العسكري التي جرت صباح ذلك اليوم (الاثنين 23 أبريل) .. سمع الشاهد أحمد سليمان وهو يقول بوضوح تام لمحدثه قبل أن ينهي المكالمة: «أحسَنْ ليكُم تَنْتَهُوا مِنَّهُمْ كُلَّهُم الليلة دِي .. لو إنتَظَرْتُوا بِيهُم الصباح، تَجِيكُم الأجاويد والوَاسطات من جُوه وبَرَّه!!» .
٤/- لم تستغرق محاكمات السجن الحربى أكثر من ساعة تمت خلالها محاكمة 29 ضابطا بالأعدام وبالتالى لم يحظ أى من المحكومين سوى يدقائق معدوده، تم خلالها تلاوة صحيفة الأتهام ثم سؤال المتهم (هل أنت مذنب أم غير مذبب) … وترد المحكمه بأنها وجدت المتهم مذنبا وعليه تصدر حكمها بالأعدام رميا بالرصاص، وقد شهد على ذلك الضابط رقم (29) الذى أفلت من تنفيذ حكم الأعدام العقيد طيار حسن عبدالله العطا .. ولايزال حيا يرزق .. وستبقى شهادته للتاريخ. وتم بعدها مباشره تنفيذ حكم الأعدام فى جبال كررى وسط هتافات الشهداء “عاش كفاح الشعب السودانى”، – وصدرت الأوامر لسائق البلدوزر بدفن الخندق الذى تكومت فيه الجثث الطاهره .. أحد حضور المذبحه ذكر أنهم كانوا يسمعون أنينا هنا وهناك من داخل الخندق حينما كان البلدوزر يقوم بردمه …. لكن ذلك لم يحرك شعره فى جسد أى من الواقفين … بلاشك أن بعضا من الشهداء دفن حيا!!، فى ذلك اليوم قطع التلفزيون القومى برامجه ليذيع بيانا بأنه تم التحقيق مع الضباط المشتركين فى المحاوله الأنقلابيه وتمت ادانتهم والحكم عليهم بالأعدام وتنفبذ الحكم.
تجئ هذه الايام الاخيرة من شهر مارس ٢٠٢٥م الذكري ال(٢٥) علي فشل محاولة الانقلاب التي وقعت في يوم ٢٣/ ابريل- رمضان ١٩٩٠م، وتـم تنفيـذ حكم الاعدامات ليلة وقفة عيــد الفطر!!، ولا يجب ان ننسي ان مجزرة معسـكر (العيلفون) وقعت في ليلة وقفة عـيد الأضـحي عام ١٩٩٨م … قمة المهزلة والمهانة ان الاعدامات قد تـمت ليلة وقفة عيد الفطر ، بل انه توقيت اتخذ بعناية شديدة وسادية مفرطة لكي يحـيلوا عيد الفطر في السودان كله الي مأتم واحزان.
استاذنا الفاضل/ بكري الصايغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن ننسى هذه الجريمة ونحن منذ عام ١٩٩٠ نبكي على هولاء الابطال
جريمة لا تقتفر ابدا مهما طال الزمن ولا تسقط بالتقادم
ولا زال السوال قايم (من اين أتى هولاء )
لم تحياتي وتقديري
الحبوب، ابوقرجة.
تحية طيبة.
١-
رد علي تعليقك الكريم -(لن ننسى هذه الجريمة ونحن منذ عام ١٩٩٠ نبكي على هولاء الابطال.).، والله يا حبيب غلبتنا الحيلة ما عافين نبكي منو ونخلي منو؟!!… اخر احصائية تقريبة عن عدد القتلي في دارفور من عام ٢٠٠٣ وحتي عام ٢٠٢٢ وصل الي نحو مليون قتيل!!
٢-
ونواصل تجميع ما يمكن
تجميعه عن مجزرة اعدام الضباط:
عائلات سودانية تروي نضالها للعثور على رفات ضباط أعدموا على يد نظام البشير قبل 30 عاما.
https://www.youtube.com/watch?v=3873GkvdvNI
٣-
العثور على مقبرة جماعية بالسودان قد تكون لرفات ضباط رمضان.
https://www.youtube.com/watch?v=-YYyrwGNDe4
كيف حال القتلة: بعد (٣٥) عام من اعدامات
ضباط محاولة انقلاب ابريل – رمضان ١٩٩٠؟!!
تقرير خطير عن صحة البشير وعبدالرحيم حسين ومحمد الخنجر.
المصدر- موقع “النيلين”-2024/05/10-
تحصلت على التقرير الطبي الخاص بالحالة الصحية للمشير عمر البشير والمعتقلين معه ،فريق أول بكري حسن صالح، فريق أول عبد الرحيم محمد حسين، لواء ركن (م) محمد الخنجر الطيب، عميد ركن (م) يوسف عبد الفتاح.. اطلعت على توصية اللجنة الطبية التي تم تشكيلها بتاريخ 31 مارس 2024 برئاسة لواء طبيب إبراهيم عبد الله إدريس حسن استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي، طلب من اللجنة كشف وكتابة تقرير طبي بخصوص المذكورين.. وبالفعل خضعوا للكشف بواسطة اللواء طبيب امير عادل أمير طه استشاري الجراحة العامة بمستشفى وادي سيدنا العسكري، تفاصيل التقرير الذي اعد خطيرة للغاية حيث يعانوا من نقص في العلاج لعدم توفره في منطقة وادي سيدنا العسكرية.. وهو مكان اعتقال البشير واخوانه حاليا .. بعد معاناتهم لعدة شهور في مستشفى علياء.. الذي كان يتعرض لهجوم وقصف متواصل من مليشيا الدعم السريع.. التي فشلت في تحقيق نصر زائف باغتيال البشير واخوانه.. وتمت عملية الاجلاء من علياء بعد انتصارات ام درمان الباهرة، وجميعهم يعانون من اوضاع صحية صعبة.
واوصت اللجنة الطبية.. بتحويلهم لتكملة الفحوصات اللازمة ومقابلة الأخصائيين المعنيين بمستشفى مروي.. مع ان ماحواه التقرير يرقى للتوصية للعلاج بالخارج.. حالة يوسف عبد الفتاح خطيرة وحرجة للغاية وتصدرت الصفحة الاولى للتقرير بغرض التنبية.. جاء في التقرير ان يوسف (يعاني من ورم بالقولون حيث أن حجم الورم في ازدياد وهناك تخوف من إنتشاره.. من الضروري إجراء الفحوصات اللازمة له بأسرع ما يمكن).
طالبت اللجنة باخضاع يوسف لعمل صورة مقطعية ملونة للجهاز الهضمي.. وعمل منظار للقولون مع أخذ العينة.. وتحويله لمقابلة إستشاري الجهاز الهضمي والمناظير ومتابعة العلاج.
¤ بالنسبة للمشير البشير .. شخصت اللجنة موقفه الصحي بحوجته لموجات صوتية للقلب.. وفحص وظائف الرئة.. وان الفحوصات غير متوفرة بالمنطقة.. واوصت بتحويله لمقابلة إستشاري الباطنية والقلب والصدرية..اما بكري حسن صالح اكدت اللجنة حوجته لموجات صوتية للقلب.. ومراجعة برمجة جهاز تنظيم ضربات القلب الذي تم تركيبه له قبل سنتين . ويحتاج ايضا لفحص وظائف الرئة.. ونبهت اللجنة من يهمهم الامر كما عنونت تقريرها.. عدم توفر هذه الفحوصات بمنطقة وادي سيدنا .. واوصت بتحويله لمقابلة إستشاري الباطنية والقلب والصدرية.
وبشان المهندس عبد الرحيم حسين.. فهو يحتاج صورة رنين مغناطيسي للدماغ.. وفحص تخطيط الدماغ.. ويحتاج كذلك موجات صوتية للقلب.. وفحص مراقبة ضربات القلب المستمر في 24 ساعة (Holtter) .. واكدت اللجنة ان الفحوصات المذكورة غير متوفرة بالمنطقة واوصت بضرورة تحويله.. لمقابلة إستشاري المخ والأعصاب والباطنية والقلب ومتابعة العلاج، اما اللواء الخنجر .. يحتاج موجات صوتية للقلب ومتابعة أنزيمات القلب.. وذات اقرار اللجنة بشأن اخوانه.. عدم توفر الفحوصات والتوصية بضرورة تحويله لمقابلة إستشاري الباطنية والقلب. خلاصة التقارير الطبية أعلاه ان اسرة مستشفى وادي سيدنا لا تملك إمكانيات العلاج ولا المتابعه الطبية وبالتالي اخلت مسؤوليتها الطبية مثلما فعل مدير مستشفى علياء اللواء طبيب عزمي الشيخ.
التقارير الطبية تم اعدادها يوم 17 ابريل الماضي.. والوضع الصحي ليوسف عبد الفتاح حرج جدا من أواخر رمضان.. وهناك شكوك طبية حول الورم.. ويعاني من الام مبرحه متقطعه.. تم دق ناقوس الخطر بشأن حالته الحرجة دون استجابة.. وتم الاستعانة بلواء متقاعد غادر الى مدينة بورتسودان لانقاذ يوسف.. وفشل في مقابلة أي مسؤول !!.
ليست المرة الاولى التي يعاني فيها المعتقلين الاهمال حتى الموت.. كما صدم النائب العام الاسبق تاج السر الحبر ، ابناء المعتقلين الذين التقوه (لن يغادروا السجون الا الى المقابر).. وحققوا هدفهم في شقيق الرئيس د. عبد الله البشير والشريف بدر وابوهريرة حسين حتى لقوا حتفهم – لهم الرحمة والمغفرة – وحملوا على اربعة.. في ظروف متفاوتة.. بدا ابوهريرة يفقد نعمة البصر جراء مرض السكري.. وعندما ذهب للاستشفاء بعد تدخل الراحلة نجوى قدح الدم ، تفاجأ بقرار الاطباء بضرورة خضوعه لعملية زراعة كلية.. لم يحتمل اثار زراعتها بسبب الامراض التي نهشت جسده النحيل وتدهورت حالته الصحية حتى لاقى ربه.
¤ ومهما يكن من امر.. ماذا تنتظر الحكومة بعد رأي الاطباء.؟!!
يا استاذ بكري هناك الان عشرات الالاف من المرضى الذين لا يجدون سبيلا للعلاج بسبب فقرهم أو بعدهم عن اماكن توفر العلاج و لا أحد يهتم بهم كأنهم ليسوا مواطنين أو بشرا يستحقون الرعاية الطبية مع أنهم لم يسيئوا الى أحد
حال هؤلاء المساكين مثلما قال أبو العلاء المعري : هذا ما جناه ( نخبة بلدي ) علي و ما جنيت على أحد
خبر له علاقة بالمقال:
العثور على رفات 28 ضابطا أعدموا
عام 1990 لمحاولتهم الانقلاب على البشير
المصدر- موقع “مونت كارلو الدولية”- 24/07/2020-
عثرت السلطات السودانية في مقبرة جماعية بمدينة أم درمان الواقعة قبالة العاصمة الخرطوم على رفات 28 ضابطاً أعدموا في 1990 لتنفيذهم محاولة انقلاب فاشلة ضدّ الرئيس في حينه عمر البشير، بحسب ما أعلنت النيابة العامة ليل الخميس 23 يوليو 2020. وقالت النيابة العامة في بيان إنّها “تمكّنت من العثور على مقبرة جماعية، تشير البيّنات إلى أنّها من الراجح أن تكون هي المقبرة التي ووريت فيها جثامين الضباط الذين تمّ قتلهم ودفنهم فيها بصورة وحشية”، مشيرة إلى أنّ تحديد مكان هذه المقبرة تمّ “عقب جهد استمرّ لمدة ثلاثة أسابيع”. بعد اشهر من استيلاء عمر البشير على السلطة في حزيران/يونيو 1989 بمساندة من الإسلاميين، قام ضباط من مختلف وحدات الجيش السوداني بمحاولة للانقلاب عليه، لكن بعد ساعات من سيطرتهم على بعض الوحدات العسكرية في العاصمة فشلت محاولتهم، وأحيلوا إلى محاكمة عسكرية حكمت على 28 منهم بالإعدام وعلى آخريم بالسجن لفترات مختلفة.
نبش الرفات:
وأوضح بيان النيابة العامة أنّ لجنة التحقيق التي شكّلها النائب العام تاج السرّ الحبر في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت للتحقيق في مقتل الضباط “ستقوم بكلّ ما يلزم لاستكمال إجراءات النبش بعد أن تم تحريز الموقع وتوجيه الجهات المختصّة في الطب العدلي ودائرة الأدلة الجنائية وشعبة مسرح الحادث لاتخاذ كافة الاجراءات وتحرير التقارير اللازمة”. وأكّد النائب العام أنّ المقبرة الجماعية وضعت تحت حراسة عسكرية “لمنع الاقتراب من المنطقة إلى حين اكتمال الإجراءات”. ومنذ إعدام الضبّاط لم تكفّ أسرهم تطالب السلطات بالكشف عن مكان قبورهم. وفي تشرين الأول/أكتوبر الفائت سلّم ممثّلون عن هذه الأسر رئيس مجلس السيادة عبد الفتّاح البرهان مذكّرة تطالب بالكشف عن قبور أبنائها.
وفي 15 حزيران/يونيو الماضي أعلن النائب العام العثور على مقبرة وفي 1998 قتل عشرات المجندين، وفق شهود، أثناء محاولتهم الفرار من معسكر تدريب للجيش في العيلفون (40 كيلومتراً جنوب شرق الخرطوم )، غير أن النظام السوداني أعلن آنذاك أن 55 شاباً قضوا غرقاً في النيل. جماعية لمجنّدين تعود إلى العام 1998، من دون أن يوضح عدد المجنّدين الذين دفنوا فيها. وكان الجيش السوداني يجند آنذاك الطلاب الشباب لإرسالهم إلى جبهات الحرب مع المتمردين الجنوبيين قبل أن ينتهي النزاع بإبرام اتفاقية سلام عام 2005 مهّدت الطريق لاستقلال الجنوب بعد استفتاء لتقرير المصير أجري عام 2011.
سبحان الله، يا لغرائب الصدف!!
١- اعدامات الضباط ال(٢٨) كانت في ابريل ١٩٩٠.
٢- انفجار طائرة ابراهيم شمس الدين كان في ابريل ٢٠٠١.
٣- نهاية حكم عمر البشير واعتقاله كانت في ابريل ٢٠١٩.
٤- اعتقال عبدالرحيم حسين ووضعه في سجن كوبر، كان في ابريل ٢٠١٩.
– من مكتبتي في صحيفة “الراكوبة”-
قصة الانقلاب من بدايته.. وحتي النهاية المؤلمة:
اليوم… ثلاثين عام على اعدام ضباط محاولة انقلاب ابريل ١٩٩٠.
https://www.alrakoba.net/31388686/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%B6%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84/
ولازال الرجرجة والدهماء من الشعب السوداني الغلبان يهتفون جيش واحد شعب واحد وهم لايعلمون ان الجيش جيش الكيزان يا أخى بكرى للاسف، نحن شعب مغيب بلا عقل وبلا ذاكرة لذلك نستاهل ما يجرى لنا.
الحبوب، الكردفانى:
تحية طيبة.
مرفق شريط فيديو وثق الحدث:
بعد 29 عاما من البحث.. فك لغز مقبرة شهداء “28 رمضان” بالسودان.
https://www.youtube.com/watch?v=HivAJV4nS7s
كلهم سيقف أمام مليك مقتدر …
الحبوب، مهدي يوسف.
تحية طيبة.
هل تصدق يا حبيب ان الاحتلال البريطاني الذي حكم البلاد من الفترة ١٨٩٩ وحتي ١٩٥٥- اي طوال مدة (٥٦) سنة لم يرتكب مجازر مثلما وقعت في سنوات ما بعد الاستقلال؟!!
كيف لك – كموثًق- ان تسقط أسمى اللواء بلول والعقيد قاسم الًذين شكلا مع اللواء خالد الزين مركز العملية الانقلابية ؟؟؟
الحبوب، قاضى.
تحية طيبة.
كنت اتمني يا حبيب في تعليقك الكريم ان تلقي الاضواء وتكتب لنا عن خفايا واسرار علي ادوار اللواء بلول والعقيد قاسم… صراحة لم اقصد تجاهلهما ولكن كتبت بما عندي من وثائق.
شريط فيديو كشف حقيقة هامة:
الكشف عن مقبرة جماعية لجنود سودانيين قرب الخرطوم..ما علاقة البشير بها؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=xtOitFbX3HM
رحمهم الله رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته. لكن طالما الاسلامين نفذوا توصية احمد سليمان المحامي الشيوعي سابقا باعدامهم سريعا قبل تدخل الاجاويد يكون الشيوعي والشيوعيين قد اعدموا اعادامات جماعية ضباط القوات المسلحة مرتين مرة مع انقلاب هاشم العطا ومرة مع انقلاب رمضان بنفس المنهجية ونفس الأسلوب وان كان الأول أكثر قسوة ووحشية وعددية.
الحبوب، علاء الدين بلال.
تحية طيبة.
يا حبيب، من سنة ١٩٥٤ الي يومنا هذا والسودان ابتلي بكوارث لا تحصي ولا تعد بالمجاز والاغتيالات والتصفيات الجسدية ارتكبتها الاحزاب والجيش والتنظيمات المسلحة، كان اخر هذه المجازر ما وقع بالامس الاثنين ٢٤/ مارس الحالي ٢٠٢٤، فقد نشرت صحيفة “الراكوبة” خبر مؤلم ومحبط تحت عنوان “مجزرة مروعة.. مقتل المئات إثر قصف طيران الجيش سوق طرة بشمال دارفور”، وبدون الدخول في تفاصيل هذه العمل البربري ارجو ان تطالعه في الصفحة الرئيسية بالصحيفة.
ليس الحزب الشيوعي وحد – بحسب وجهه نظرك- ارتكب مجزرة، فهناك مجزرة حزب الامة عام ١٩٥٤، ومجزرة توريت عام ١٩٥٥ التي قام بها بعض جنود تابعين لـ(قوة دفاع السودان)، مجزرة الضعين في زمن حكم الصادق المهدي، مجزرة معسكر الشجرة عام ١٩٧١، مجزرة دار الضيافة عام ١٩٧١، مجزرة فض الاعتصام عام ٢٠١٩، مجزرة معسكر العيلفون عام ١٩٩٨…. وما خفي اعظم.
يا حبيب،
كلنا بلا استثناء-( شعب، مجلس سيادة، برلمانات، حكومات، مؤسسة عسكرية، احزاب علمانية ودينية، ورؤساء الاحزاب، وجهاز الخدمة المدنية والعسكرية، والسلك الدبلوماسي، والمعارضة، والتنظيمات المسلحة، والاعلام، والصحافة، والجامعات والمعاهد التعليمية، والعدل والقضاة و المستشارين ، والاقتصاديين)… شاركنا في خراب البلد.
شريط فيديو له علاقة بالمقال:
اكتشاف مقبرة جماعية في السودان
لضباط حاولوا الانقلاب على البشير.
https://www.youtube.com/watch?v=sREZnVcvyws
عندي نقطتان:
١. لقد قلت مراراً وتكراراً إن هذا الجيش منذ صرخة ميلاده عام ١٩٠٢م ظل جيشاً عاطلاً ولم يخدم سوى الإدارة الاستعمارية التي أسسته وذلك في الحربين العالميتين لذا لا يجيد إلا الانقلابات والانقلابات المضادة لصالح هواة السلطة من المدنيين الحزبيين والعسكريين.
٢. ضباط انقلاب أبريل ١٩٩٠م ارتكبوا خطأً كبيراً بركونهم إلى المساومة مع خصومهم انقلابيي ١٩٨٩م، فالانقلاب الهادف يجب ألا تكون فيه مساومة بل المضي به إلى نهايته فإما نصراً وإما ميتة بكرامة لكن يبدو أن انقلابيي ١٩٩٠م لم يكن لديهم برنامج وطني بل هي مجرد غيرة من رفقاء السلاح دفعتهم للاستيلاء على السلطة بمنطق (هم ما أرجل مننا) لذا راحوا ضحية مساومتهم العجولة وعلى أهلها جنت براقش.
الحبوب، نصير المدنية.
تحية طيبة.
كتبت في تعليقك الكريم (. ضباط انقلاب أبريل ١٩٩٠م ارتكبوا خطأً كبيراً بركونهم إلى المساومة مع خصومهم انقلابيي ١٩٨٩م، فالانقلاب الهادف يجب ألا تكون فيه مساومة بل المضي به إلى نهايته فإما نصراً وإما ميتة بكرامة.).، وتجدني يا حبيب اوافقك علي هذا الرأي وان الضباط ال(٢٨) ارتكبوا خطأ كبير وجسيم اودي بحياتهم.
يا نصير المدنية، ارجع بك الي مقال من مكتبتي في صحيفة “الراكوبة” وله علاقة بتعليقك، ونشر في يوم ٢٢/ ابريل ٢٠١٤:
23 أبريل 1990: والذكري
ال24 علي اغرب انقلاب في السودان!!
(اختلف المؤرخون العسكريون حول المحاولة الانقلابية التي وقعت في يوم 23 ابريل من عام 1990 وان كانت هي المحاولة الانقلابية رقم 17 ام انها تحتل الرقم 19?!!..وراح كل فريق من المؤرخيين العسكريين ويدلي بدلوه في بحر المعلومات والحقائق، ويفند اراء الاخرين حول مكانة رقم انقلاب 23 ابريل- رمضان من بين الانقلابات الكثيرة التي عرفتها البلاد ، وحتي الأن لم يستقروا علي قرار ثابث وواضح ، ولكنهم اتفقوا جميعآ علي ان محاولة الانقلاب التي كانت بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء الطيار محمد عثمان حامد في ابريل 1990 تعتبر وبكل المقاييس العسكرية أغرب عملية محاولة انقلاب عرفها السودان!!، تمر غدآ الاربعاء 23 ابريل الحالي ذكري مرور 24 عامآ علي محاولة انقلاب الضباط ال28 والتي دخلت التاريخ العسكري كواحدة من أغرب عملية انقلاب، وهذا التعليق ليس من عندي، فقد سبق ان قاله احد الخبراء العسكريين السودانيين وابدي دهشته الشديدة من الطريقة البدائية التي تمت بها المحاولة، والتي – وبحسب خبرته العسكرية- انها ماكانت ستصمد اكثر من يومين بسبب عدم اشتراك فروع عسكرية هامة تابعة للقوات المسلحة والتي فوجئت بالمحاولة الانقلابية!…وبعدم التنسيق والتشاور مع كبار الجنرالات والضباط الاخرين. وابدي الخبير العسكري سخريته الشديدة من الانقلابيين الذين تحركوا للانقلاب دون وان يقوموا باعتقال قادة الاجهزة العسكرية والأمنية والسياسيين ورؤساء الاحزاب، وهي اشياء ضرورية لنجاح اي عملية انقلابية!!
علق الخبير العسكري وقال، ان الضباط الانقلابيين كانوا يعرفون مسبقآ أهمية اعتقال الرؤوس الكبيرة في البلاد ضمانآ لنجاح حركتهم، وانهم عندما شاركوا في انقلاب 30 يونيو لمسوا هذه الأهمية عن قرب وبالتجربة …فكيف بالله نسيوها عند محاولة انقلابهم هذه الأهمية البالغة القصوي ، وتركوا البشير وقادة “المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ” احرارآ بلا اعتقال او رقابة عسكرية?!!، وقال الخبير العسكري ايضآ، ان اكبر خطأ ارتكبه ضباط الانقلاب انهم لم يضعوا الخطط المناسبة لتامين المحاولة، ولا كانت عندهم البدائل في حالة الانتكاسة، لقد كانوا اشبه بفريق كرة قدم عليه ان يلعب مباراة كبيرة دون ان يكون مستعدآ لها.. لا لياقة.. ولا قوة..بل ولا حتي عنده الفكرة عن قوانين كرة القدم!!
الحبوب، نصير المدنية.
تحية طيبة.
ونواصل جمع الجديد من معلومات عن مجزرة فض الاعتصام:
فض اعتصام القيادة العامة –
فيديو واضح واعترافات للقوات والأفراد الذين شاركوا في الجريمة:
https://www.youtube.com/watch?v=qCeP5CkIcKY
قصاصات صحفية وثقت لحظات الاعدامات:
١-
من ضمن المواقف التي حدثت اثناء احضار الضباط الذين نفذ فيهم حكم الاعدام ، ابلغ العقيد بكري حسن صالح العقيد صلاح السيد بوفاة والده ، وطلب الشهيد ان يسمح له بمواساة الاسرة الا ان بكري حسن صالح قال له (لن تحتاج لذلك).
٢-
روي شاهد عيان (نمسك عن ذكر اسمه الآن) ان الاعدامات نفذت بصورة وحشية حيث تمت في شكل مجموعات كل مجموعة مكونة من خمسة افراد اوثقوا معا وتم اطلاق النار من الخلف ولم يتم كشف طبي للتأكد من وفاتهم قبل ردم المقبرة المعدة لهم ! هذا بالطبع يخالف القواعد العسكرية المتبعة في تنفيذ حكم الاعدام ، كما يخالف ايضا تقاليد وموروثات شعبنا البطل.
٤-
تعليق من قارئ:- بخصوص الشهيد الطيار محمد عثمان حامد كان يحمل نوط الشجاعة لمواقفه البطولية،وقد حكي لي خالي (كان برتبة عقيد واحيل للتقاعد) أن من يحمل نوط الشجاعة لا يعدم حسب القوانين والأعراف العسكرية لأن نوط الشجاعة يعفي حامله حتي من الإعدام، ولكن لخوف الجماعة استعجلوا تنفيذ الاحكام قبل توقيعها من الرئيس.
ربنا يرحمهم جميعا المقتولين والقتلة…اظن ان الانقلابيبن كانو سيفعلوا نفس الامر لو نجح انقلابهم عشان كده مافي داعي للنواح الكربلائي ده كلهم طينة واحد كيزان وشيوعبين وبعثيين …أسوأ شئ للعقل الأدلجة.
(٥٧) دقيقة مع شريط فيديو بعنوان:
سلسلة بيوت الأشباح – شهداء 28 رمضان أبريل 1990
https://www.youtube.com/watch?v=eejCcyoeppg
اتفق معك الأخ بكرى الصائغ.