ستظل الكلمة الأخيرة لدى شعب السودان

الموقف الواضح الذي أعلنته جماهير شعب السودان ضد نظام الانقاذ تم ترجمته في المواقف الصلبة والدم العزيز الذي أهدر وغطى شوارع العاصمة وبقية المدن، والشعار الذي لا زيف فيه ولا إلتفاف هو إسقاط النظام سيظل هو خيار الحزب الشيوعي السوداني الذي سعى بكل قواه لبناء جبهة عريضة من كل قوى المعارضة لإسقاط نظام الانقاذ .

حزب الأمة القومي اختار أن ينسحب من تحالف قوى الإجماع الوطني في هذا الوقت الدقيق والحساس في زمن المقاومة المتصاعدة والممهورة بالدم بأسباب واهية، إلا أن القصد من الموقف إضعاف قوى المعارضة ولصالح بناء تحالفاته لتحقيق ما أطلق عليه النظام الجديد. ذلك خيار حزب الأمة لكننا نختار وننحاز لخيار شعب السودان الذي واجه الموت في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وفي مناطق السدود وفي قلب العاصمة في سبيل أن ينال حريته وفي سبيل تأسيس دولة المواطنة الديمقراطية.

معركتنا مع نظام الانقاذ لن تفتر بسبب موقف من حزب أو فئة .سنظل نقاوم وسنظل مع الجماهير ومن قلب تحالف قوى المعارضة سنعمل دون هوادة حتى يتم تحقيق هدف إسقاط النظام وكنس جذوره وتحقيق العدالة والسلام والديمقراطية . البعض يرى ذلك بعيدا ونراه قريباً لأننا نؤمن بالجماهير ونؤمن بقدراتها على إبتداع أشكال المقاومة وقدرتها على طرح المبادرات فمن الجماهير نتعلم كيف يكون الصمود والاصرار على تحقيق الغايات مهما كانت التضحيات.

كلمتنا لشعب السودان إن قوى الإجماع الوطني ستمضي في مسيرتها فهي تكتسب كل يوم دماء جديدة وتتولد لديها طاقات وأفكار لأجل الوصول للتغيير الجذري وليس التغيير الفوقي الذي يراعي المصالح الحزبية والطبقية ويتجاهل مصالح أغلبية شعب السودان. ستمضي مسيرة الشعب مستلهماً تراثه الثوري العتيد الذي جابه به الأنظمة القمعية وننظر لفجر الديمقراطية الذي لاح في الأفق.

الميدان