انهيار النفط يتحول من نعمة إلى نقمة على الولايات المتحدة

انطوني كوردسمان يرى أن انهيار أسعار النفط سيمنع إيران من تحقيق عوائد كافية لإنعاش الاقتصاد حتى لو بلغت الأسعار 40 دولارا للبرميل.
العرب
نيويورك ? يمكن أن يتحول انهيار أسعار النفط إلى خطر يزعزع استقرار الولايات المتحدة، بعد أن كان بمثابة نعمة عليها، وأدى إلى متاعب كبيرة لخصومها السياسيين مثل روسيا وإيران وفنزويلا.
وأدى تراجع أسعار الطاقة إلى خفض اعتماد واشنطن على واردات النفط وخفف من عجز ميزانها التجاري بعد أن وضعها إنتاج النفط الصخري بين كبريات الدول المنتجة للنفط في العالم.
وكانت الأسعار المنخفضة نعمة للأفراد والشركات المستهلكة لكنها كانت مؤلمة للشركات الأميركية المرتبطة بقطاع إنتاج الطاقة. كما أنها ألحقت أضرارا بالغة بدول مناوئة لواشنطن.
وقال يان كاليكي من مركز ويلسون للبحوث إن روسيا تعاني من ضغوط كبيرة بسبب انخفاض أسعار النفط وتعثر اقتصادها، وهو ما دفعها إلى الإمعان في سياساتها في أوكرانيا وسوريا لتحويل انتباه شعبها عن صعوباته الاقتصادية.
ويرى انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن انهيار أسعار النفط سيمنع إيران من تحقيق عوائد كافية لإنعاش الاقتصاد حتى لو بلغت الأسعار 40 دولارا للبرميل.
وأضاف أن رفع العقوبات لن يكفي لإنعاش الاقتصاد الإيراني، ومن المرجح أن يفاقم الصراع الداخلي على السلطة من أجل المال والحاجات المدنية مقابل العسكرية.
وأوضح كوردسمان لوكالة الصحافة الفرنسية أن أسعار النفط المتدنية ?ستؤثر على قدرة إيران على استيراد المعدات العسكرية، ودعم سوريا أو لعب دور عسكري في الخليج، لكن المشكلة هي أن ذلك سيضر أيضا بالبلدان العربية الحليفة للولايات المتحدة? مثل السعودية والدول النفطية الأخرى في الخليج.
وقال كاليكي إنه ليس من الواضح قطعا أن الاستقرار سيتحسن في ظل أسعار النفط المنخفضة بل إن تدهور العائدات النفطية يمكن أن يؤدي إلى تغذية التطرف الإسلامي المرتبطة ببطالة الشباب والفقر وركود المشاريع الاقتصادية.
وأشار على أن الانهيار الحالي في أسعار النفط يمثل في نهاية المطاف خطرا على اقتصاد الولايات المتحدة نفسها وعلى اقتصاديات بعض من أقرب حلفائها مثل كندا والمكسيك اللتين تعدان أيضا من البلدان المنتجة للنفط.
ويحذر مصرفيون من أن يؤدي تبخر قيمة أسهم وسندات شركات النفط الصخري، التي تصل إلى مئات المليارات من الدولارات إلى أزمة مالية عالمية.