مقالات وآراء سياسية

هل تكتفي الحركة الإسلامية بحكم النهر والبحر؟

إسماعيل عبد الله

 

إنّ انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم دون مواجهات عسكرية، ينبئ عن انعقاد اتفاق تحت الطاولة بين الجيشين المتحاربين، ومن ورائهما المحورين الإقليميين الداعمين لكل منهما، كما ذهب تحليل عرّاب مشروع النهر والبحر – مثلث حمدي، وأجدني مرجحاً لكفة هذا التحليل على كفات التحليلات الأخرى، لما فيه من شيء من الواقعية، وللغموض الذي ضرب جوانب العملية العسكرية الكبيرة، التي لم يحدث مثلها منذ اندلاع الحرب، وما يزيد هذه التكهنات معقولية هو انزواء إعلام الطرفين وعدم الخوض العميق في تفسير ما تم في الظلام، ما يؤكد أن هنالك أمر ما يجري الترتيب له في الخفاء، كما جرى لاتفاق سلام جوبا الذي كان في حقيقته اتفاقان – احدهما تحت الطاولة، كما اعترف بذلك زعيم أحد الأطراف الموقعة عليه، ومعلوم أن أنصار الجيشين لن يتقبلوا أي اتفاق ينهي الحرب دون قضاء أحد القوتين العسكريتين على الأخرى، وقد عرفت الميديا الاجتماعية أنصار القوة التي يرأسها قائد الجيش باسم (جماعة البل)، ففي حال اعلان أي نوع من هذه الاتفاقيات سيثور المناصرون للجهتين، لأن سقوف طموحاتهم كانت الأعلى ولا يرضون بغير النجوم، ومن هنا يمكن للناس تلمس مسارب ضوء السر العظيم الذي أخفته القيادتان، فيأتي فك شفرة الانسحابات المتتالية لقوات الدعم السريع منذ مدة ليست بالقصيرة، مع الأخذ في الاعتبار التضييق الدولي والإقليمي على الحركة الإسلامية في نسختها الأخيرة.

الحرب أشعلتها نسخة الحركة الإسلامية الأخيرة التي يقودها علي كرتي، وصبت زيت نارها على مدى سنتين، لاعتمادها على علاقاتها مع بعض البلدان الإسلامية مثل إيران وتركيا، وتنسيقها لوجستياً مع بعض التنظيمات الإسلامية كحماس والحوثي وحزب الله، وهذه العلاقات الاستراتيجية للحركة الأم التي أسسها حسن الترابي ثم ورثها العرّاب الجديد، استغلها في تكريس استمرار الحرب عشماً في استرداد الملك المنزوع بأمر الله وجهد السودانيين، ولكن يبدو أن طموح الحركة في العودة لحكم كامل الأراضي السودانية قد تضاءل، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على غالب أرض الدولة، واستحالة إخراجها بأدوات الحرب المتقدمة من طائرات مسيّرة وطيران مؤجّر، لذا قررت الحركة اللجوء إلى التفاوض السري مع القيادة العليا لقوات الدعم السريع، عبر المستشارين المؤلفة قلوبهم الذين تجمع بينهم شعرة معاوية التنظيم الأم المنشطر، ففضلوا اتباع نظرية ثلث المال لا عدمه (المال تلته ولا كتلته)، والوصول لمثل هذا الاتفاق لابد وأن يكون برعاية السادة أصحاب المصلحة الدوليين والإقليميين، والمباركة حينما تأتي من اليد العليا ما على الخادمين إلّا التنفيذ، وفي هذا الخضم سيكون الرابح الأول لمخرجات الصفقة الحركة الشعبية لتحرير السودان – عبد العزيز آدم الحلو، والخاسر الأكبر حركات دارفور المساندة لجيش الحركة الإسلامية، ذلك لأن القادم لا مجاملة فيه لأحد.

الحركة الإسلامية تنظيم لئيم ومتجذر إقليمياً ودولياً ولا يجب الاستهانة به، وقد قاتل قوات الدعم السريع بالإعلام العربي المسخّر لأجله، و لمصلحة بعض الدول العربية التي ليست بذلك العداء السافر له، وباستقطابه لسكان وسط وشمال السودان بالدوافع الجهوية، وهو يعلم قبل غيره بتفاصيل الفسيفساء الاجتماعية السودانية، لذلك اعتمد منذ البدء على الحضن الاجتماعي للنهر والبحر، ويئس من الحواضن الاجتماعية للدعم السريع والحركة الشعبية الشمالية، فقوات الدعم السريع لن تنال رضا سكان النهر والبحر ولو اطعمتهم الحلوى، وفي آخر المطاف العرجا لمراحها، وكذلك الحركة الإسلامية الجهوية في نسختها الأخيرة بقيادة ابن الأحجار الكريمة، لن تجد موطئ قدم في الجغرافيا التي ليس لها فيها كادر لا ينتمي لمشروعها الجهوي، وفي البال ذهاب الجنوبيين جنوباً بفعل الدعم الاجتماعي والسياسي الذي حظيت به الحركة، وإلّا لما انفصل الجزء العزيز من الوطن، فتفكيك المعطيات الواقعية لسيرورة حكم الجماعة الإسلامية يؤكد أن تمكنها لأكثر من ثلاثة عقود على مقاليد السلطة، لابد وأن يكون مسنوداً بنفس النخب السياسية التي كشفت عن وجهها الحقيقي الذي كان رائفاً ومنافقاً، بعد أن جد جد بناء دولة المواطنة، ومن أمثال رموز هذه النخب التي نافقت الحركة الإسلامية في نسختها الأخيرة، محمد جلال هاشم والواثق كمير وعبد الله علي إبراهيم وأمجد فريد وآخرين، ولحقهم بعد (تحرير القصر) ياسر عرمان ابن الجزيرة الخضراء، فقرص الشمس لا يغطى بالغربال، وما تم سرّاَ لو أعلن جهراً سيجد من المؤيدين ما لا يخطر على قلب سوداني، لأن السودانيين يغلب عليهم الولاء الجهوي.

 

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. اقتباس ؛
    (فقوات الدعم السريع لن تنال رضا سكان النهر والبحر ولو اطعمتهم الحلوى، ).

    .لم تكمل, لماذا لن تنال قوات الدعم السريع رضا سكان النهر والبحر ؟؟؟.

    …واؤكد لك ان قوات الدعم لن تنال رضا كل اهل وقبائل دارفور وان اطعمتهم الحلوي.
    ..ولن تنال قوات الدعم السريع رضا نوبة الجبال وان اطعمتهم الحلوي..
    …لن تنال قوات الدعم السريع الرضا في كل ارجاء السودان ،عدا حواضنهم من العطاوة والفلاته التلس،
    والسبب لا يخفي علي احد ، .
    كشفت حرب طي الخرطوم، المخفي والمستور عنه منذ غزوة جنجويد التعايشي الذين غزوا بلاد النيلين والجرائم والفظائع التي ارتكبوها في بلاد النيلين ،والتي تغاضي عنها ساسة ذلك الزمن الاغبر من أجل مكاسب سياسة .بحتة.

    اكتفي اهلنا في أرض النيلين، تحت ضغط من الساسة ، بالتباعد الاجتماعي من اهل الغرب، بدلا من الانتقام،وبالامثال والاقاويل التي كانت تعبر عن ما يجيش بدواخلهم من الم ومرارات ، مثل :
    ….زي كتلة المتمه،
    …قايلين الدنيا مهديه..
    …البجي من الغرب ما بسر القلب..
    …نسوانا الحرات وقعوا البحر حتي لا يمسهم أي من جنجويد التعايشي..
    ..ولعل قصائد الشاعر الفذ الحردلو وشقيقه عبدالاله كانت بمثابة التوثيق لحقبة جنجويد التعايشي ، وما حاق باهل السودان من مسبغة، وظلم ومذلة.

    …لقد تأخر كثيرا قرار فك ارتباط بلاد النيلين من دارفور ، وان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي،

    ..بعد حرب طي الخرطوم لن يسمح اهلنا ، ببقاء الدارفوريين مجددا بين ظهرانيهم ،ولسان حالهم يقول، (اذهبوا فانتم الطلقاء).

    … التقسيم سمح…

  2. اثبتم للعالم اجمع ياجنجويد انكم ناس متخلفين جهلة مساكين ماعندكم مخ بي تعريفة قاموا بالضحك عليكم والتغرير بكم بكل سهولة واللعب عليكم بدغدغة حلم سرمدي لدبكم في ان تحكموا السودان عبر بوابة القبيلة ظانين ان البلد محكومة قبليا وهذا خطا شنيع فدمرتم قبائلكم وابدتم شبابكم في محرقة دواس انتم اصلا ما قدره وفي الاخر اتضح انكم جبانين وخوافين وشردتوا وعردتوا وانسحبتوا هربا من الموت في محارق الخرطوم جيش دولة ٥٦ ما بداوس يا وهم ثم عرجة مين لمراحها وين؟ انت قايل مراحك القديم بتاع دارفور الجيته نازح بترجع تقعد فيه مطمئن وآمن بعد الجرائم النكراء العملتوها في الوسط والعاصمة كضبا كاضب والله دارفور تبقى ليك نار منقد وتنطرد منها لتعود تشاد بلدك الذي اتيت منه مثل الكلب الاجرب وكراعك فوق رقبتك كل قبائلكم غير سودانية واتت نازحة من تشاد

  3. سلطنة دارفـــــــــــــور (1916/1642) هكذا الحقت سلطنة دارفور بسودان وادي النيل في 1916 دون مشورة احد وهذا كان اكبر خطأ يرتكبه الانجليز في حق سودان وادي النيل. يخطئ السودانيون ان ظنوا بخلاف ان ما يحدث في السودان سببه سلطنة دارفور.. ( كل من يظن ان دارفور ليست هي سبب فيما يحدث الان في البلاد وان دارفور بمشاكلها المعقدة المستعصية هي ادخلت البلاد في هذا المأزق فهو واهم ساذج ) فهذه السلطنة كانت دولة اخرى بنظامها وانسانها وثقافتها وتاريخها كيفت تدمج في دولة اخرى بدون استشارة او استفتاء !؟ لقد صعب واستعصى على سودان وادي النيل هضم واستيعاب سلطنة دارفور في داخله والنتيجة ما نراه اليوم .. سلطنة دارفور ليست سودان وادي النيل ولم تكن جزء منه ذات يوم وعلى السودانيين ان يعترفوا بهذا الواقع وينحلوا من الرباط الانجليزي رباط 1916 وكل يذهب حال سيبله ويعمل لمصلحة وطنه.. سؤال عرضناه على كثير من ابناء دارفور فتهربوا من الاجابة .. لماذا يصر ابناء دارفور ان يكونوا من سودان وادي النيل؟ وهم الذي لا يزالون يرددون فاشر السلطان والسلطان علي دينار ؟ هل السلطان علي دينار من وادي النيل؟ هل كان سلطانا على السودان؟ لماذا يتهرب ابناء دارفور من الحقائق التاريخية ويهربون لوادي النيل؟ لماذا لا يعتزون بماضي وتاريخ بلدهم دارفور؟ لماذا لا يريدون ان يرون انفسهم الا من خلال سودان وادي النيل!؟ ارجو ان ينبري ابناء دارفور للرد على هذه الاسئلة بشجاعة .. اخيرا يا ابناء سودان وادي النيل لما تستحون من المطالبة بفك الارتباط مع دارفور بكل شجاعة؟

  4. شاهدنا فديوهات عديدة لجيف نتنة وفطائس متحللة بالمئات للرزيقات والمسيرية والمرتزقة بعد اقتحام القصر والمطار وهرب البقية عبر كبرى جبل اولياء. وتم تحرير ارض النيلين من الاحتلال بواسطة اولاد البحر كيزان وشيوعية واتحاديين وانصار سنة وهلال ومريخ وعرمان وجلال هاشم وعلى كرتى وعبدالله على ابراهيم فالمؤامرة تستهدفنا جميعا بالتساوى وانا واخويا وابن عمى على الغريب . اما الاتفاق فيكذبه خطاب حميدتى الذى صرح فيه فبل ساعات بأنه لن يخرج من الخرطوم وتم اخراجه عنوة بقوة السلاح . ودارفور بتاريخها النضالى والوطنى لن تخضع لحكم بعران الصحراء المقملين والمرتزقة الاجانب الذين يساندون الرزيقات فى احتلال الاقليم لاقامة دولة العطاوة العربية وتهجير سكانها . فدارفور بأهلها وشعبها القوى سيقاتلون مع شعب السودان لدحر الخونة والمأجورين العنصريين وابادتهم . وسؤال اخير غير برئ بطريقة ساخر سبيل … اخبار حكومة دولة العطاوة العظمى المزمع اعلانها شنووووووو ؟؟؟ وبرمه والحلو والتعايشى اخبارهم شنوووو ؟؟

  5. يا زول سيبك من المكابرة و محاولة تضليل الناس بوجود اتفاق بين الجيش و بين ( أهلك ) مرتزقة عربان الشتات الإفريقي و طلس مبادلة الوسط و الخرطوم بدارفور فما حدث في الخرطوم من فتك و جغم للمرتزقة يفند مزاعم و كذب وجود اتفاق بين الجيش و المرتزقة و الآن الجيش يقوم بالتجهيزات للزحف نحو دارفور و غرب كردفان و إن شاء الله قريباً سيعلن الجيش خلو السودان من اوباش مرتزقة عربان الشتات الإفريقي من ( أهلك )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..