أخبار السودان

المخدرات.. الموت يتسلل إلى الحرم الجامعي

تحقيق: هويدا المكي :

انتشرت فى السنوات الاخيرة ظاهرة المخدرات بصورة مخيفة، واثارت هذه الزيادة اهتمام المنظمات المدنية والجهات المهتمة بامرها، وكان البنقو المخدر الاكثر شيوعاً لكن بدأت تظهر على السطح انواع كثيرة من المخدرات التى لها آثار صحية واجتماعية واقتصادية، وارجع باحثون انتشار الظاهرة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية والفشل العاطفى والعطالة والإخفاق فى تحقيق الذات، وهي عوامل مهمة فى بروز الظاهرة جنباً الى جنب مع رفقاء السوء، اضافة الى فقدان الثقافة المجتمعية، بجانب المد الفضائى ومشاهد المخدرات فى الافلام، لكن الامر المخيف أن المخدرات أخذت طريقها الى الطلاب بالجامعات، حيث لم تنف بعض الجهات تناول المخدرات وترويجها داخل الحرم الجامعى، لكن لم تكن هنالك احصائية معينة، انما هى ظاهرة خطيرة من وراء الكواليس، وتحتاج الى تضافر الجهود من جميع الجهات المختصة لمحاربتها والحد منها.
وفي إحدى الجامعات الكبيرة ينتشر تعاطي المخدرات بين الطلاب عبر مروجين بعضهم طلاب والبعض الآخر يدعي أنه يدرس بالجامعة لكي يستطيع ترويج أكبر قدر ممكن من انواع المخدرات المختلفة، وتحدثت لـ «الصحافة» مجموعة من طلاب الجامعات الذين أكدوا انتشار المخدرات بصورة واسعة داخل الحرم الجامعى، وفضلوا حجب اسمائهم، وهذا ما ابتدرت به الطالبة «ن» حديثها بعد أن استفحل الأمر وبدأت مجموعات المتعاطين لها تتسع، وحينما كثفت الجامعة جهودها لمحاربة الظاهرة داخل الحرم الجامعي وبات تعاطي المخدرات بها أمراً صعباً لجأ الطلاب الى اساليب اخرى، حيث صاروا يستأجرون عربات أمجاد محددة اصحابها من كبار المروجين ليتناولوا جرعاتهم المخدرة، ولكن هذه الكيفية تكلفهم مبالغ طائلة، مما جعل الأمر ينصب في مصلحة المروجين، وضاق الخناق على الطلاب المدمنين بشكل كبير داخل أسوار الجامعة وخارجها يصبح الامر صعباً للغاية.
وقال الطالب «ع» انه شاهد مجموعة من الطلاب يتناولون سيجارة «بنقو» داخل الحرم الجامعى، واندهش مما يحدث، وعندما ذهب وحكى لزملائه قال انهم تقبلوا الموضوع بكل برود ولم يظهر عليهم أى اندهاش، وعندما سألهم عن عدم تفاعلهم مع الموضوع سخروا منه وقالوا إن الموضوع عادى بالنسبة لهم، وقالوا إنهم شاهدوا كثيراً من أنواع المخدرات بالجامعة، وان تناول المخدرات صار مثل السجائر والتمباك، مؤكدين أن المروجين طلاب من داخل الجامعة.
ومن جانبها قالت الطالبة «م» إن تعاطي المخدرات بات أمراً طبيعياً داخل الحرم الجامعى خاصة «البنقو»، وتساءلت باستغراب: هل من السهل الحصول عليه لانه متوفر كالسجائر العادى؟ وقالت انها شاهدت اكثر من مرة مجموعة من الطلاب يتعاطون سيجارة البنقو حتى أصبحت رائحتها مميزة ومعروفة بالنسبه لديها حتى اذا لم تر من يتعاطونها. واضافت انها كانت لا تصدق من يقول ان بالجامعات السودانية طلاباً يتعاطون المخدرات داخل الحرم الجامعى، لكنها فوجئت عندما ضبطت مجموعة من الطلاب يتعاطون المخدرات داخل الجامعة. واضاف «ح» ان تعاطى المخدرات ليس محصوراً فى حرم الجامعة فقط، ولكنه طال قاعات الكليات، فكثير من الطلاب يتعاطونها داخل القاعة.
اختصاصى السموم والمخدرات محمد عبد الرحيم جاه النبى، تحدث عن الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية للادمان في الورشة التى أقامتها جامعة افريقيا العالمية عن الادمان وسط الطلاب، مؤكداً زيادة انتشار المخدرات فى السنوات الاخيرة، وقد اثارت هذه الزيادة اهتمام المنظمات المدنية، وعن حجم انتشار تعاطى المخدرات داخل الجامعة قال: ليست هنالك احصائية معينة انما هى ظاهرة خطيرة من وراء الكواليس، حيث تؤكد مصادر صحية وجود ظاهرة تعاطى المخدرات ووجود مروجين لها، كما اكدت دراسة أن اكبر دولة منتج للبنقو فى افريقيا هي السودان، حيث ينتج 60%، ومعظم المتعاطين من الطلاب، مبيناً الآثار الصحية والاجتماعية للمخدرات، وقال إن لها آثاراً خطيرة تخلفها فى النفس والعقل والنسل والمجتمع.
ومن جانبها قالت اختصاصى الطب النفسى نور الهدى محمد، إن المخدرات ليست ضارة بالفرد فقط بل بالمجتمع، وتنتج عنها مجموعة من الاعراض الفسيولوجية، مبينة أعراض الادمان الاخيرة التى يصل اليها المدمن، وقالت إنه من الصعب معالجتها الا اذا اراد هو ان يقلع عنها نسبة لصعوبة السيطرة على النفس عندما تأتى مواعيد الجرعة، وظهور الاعراض الانسحابية كالاهمال والبعد عن المسؤوليات والاصرار على تناول المخدر، والمدمن يكون على علم بأنه ضار، اضافه الى تدهور عام فى الشخصية والسلوك.
وتحدث لـ «الصحافة» اختصاصى الطب النفسى الدكتور على بلدو وقال إن المخدرات بشقيها الطبيعى البنقو والحشيش والقات وشكلها التخليقى كالكوكايين والمورثين أصحبت هاجساً نفسياً وباتت تمثل عبئاً على النظام الصحى والعقلية النفسية فى المجتمع، واضاف أن من اهم الاسباب التى تؤدى الى تعاطى المخدرات بالنسبة للطلاب النزعة او التركيبة الوراثية لدى الشخص التى تجعله مهيأ دون غيره للتعاطى، حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود كروزومات معينة تزيد من تلك القابلية، اضافة الى دور الاسرة وعدم التناغم الزواجى والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والفشل العاطفى والعطالة والاخفاق فى تحقيق الذات، وهي عوامل مهمة فى بروز الظاهرة، ومن اكبر المهددات على الشباب خاصة شريحة الطلاب رفقاء السوء من كبار السن، الأمر الذى يؤثر سلباً على اليافعين والشباب.
وعلى صعيد آخر يضيف بلدو قائلاً: العطالة والجنوح والرغبة فى التمرد وعدم احترام التقاليد والاعراف اضافة الى الاكتئاب النفسى والروح المتمردة على المجتمع وبعض الامراض الاخرى المزمنة تحديداً، كلها عوامل تؤدى الى الولوج في عالم الادمان المظلم خاصة لدى الشباب والطلاب، موضحاً أن الظاهرة تتمرحل الى ان تصل إلى العنف وجرائم الاغتصاب والانحراف الجنسى والانتحار وغيرها من المشكلات النفسية، بجانب انهيار الاسرة والتدهور الاكاديمى والانخراط فى منظمات خارج القانون، وايضاً حدوث المضاعفات الطبية كالفشل القلبى والكلوى والضمور الدماغى والموت الفجائى.
وقال بلدو إن العلاج يتمثل فى لجوء المدمن إلى أحد المراكز العلاجية المتخصصة التى تضم العلاج الطبى والنفسى والتأهيلى والاجتماعى، ومن ثم اعادة دمجه بوصفه فرداً سليماً ومعافى، وهذا يتطلب تضافر الجهود لدى الأسرة والطبيب والجامعة، اضافة الى الدور المتعاظم لمكافحة المخدرات فى ايقاف تلك السوق الرائجة هذه الايام، ودعا بلدو كل المدمنين إلى الحضور اليه وعدم الخوف، مؤكداً أن التعامل يتم بسرية وشفافية كاملة واحترام كامل للخصوصية.

الصحافة

تعليق واحد

  1. حكومة الابالسة لا يهمهاانتشار المخدرات وسط الطلاب كما لا يهمها معاناة المواطنين بل كل همها منصب على الحفاظ على كراسى حكمها التي آ خرها الندامة ان شاء الله

  2. بالتأكيد لا يمكن ( إجتثاث) تعاطي المخدرات من المجتمع لكن هناك إجراءات كفيلة بتقليل أو تحجيم الظاهرة و بالإمكان تطبيقها ليس فقط في المدارس و الجامعات لكن في كل قطاعات الدولة ..

    الفكرة هي قيام حملات توعية و سن قوانين في (حق المتعاطي) للحد من هذه الظاهرة التي تضيع مليارات الجنيهات التي كان من الممكن توظيفها بشكل جيد و لأن المخدرات أيضا تنهك و تستنزق مقدرات الشباب و كل الشرائح المنتجة في الدولة من الجنسين ..

    لو قامت الجهات الرسمية و الطوعية بحملات مستمرة شعارها ( من أجل بيئة خالية من المخدرات) لتكتنف المدارس و الجامعات و المعاهد و مقار العمل العامة و الخاصة متبوعة بإجراءات ( قانونية) مثل إجراء تحليل المخدرات المرهون بعوقبات ( رادعة) أتصور أن الظاهرة ستخف حدتها لأن القوانين في حد ذاتها و بشكل طبيعي (تردع) أكثر من 60% و هم الاشخاص الطبيعيون(Norms)دون الوقوع تحت طائلة القانون والبقية ما بين متعظ بسبب تطبيق العقوبة عليه و مابين( مصر عليها) و هم النسبة الأقل التي سينتهي بهم المطاف في الدوران في الحلقة المفرغةللمخدرات :
    ( التعاطي – السجن – المصحة – الشارع – التعاطي السجن)و هكذا..

    يكفي في حالة السودان ( جهد المقل) بتولي إتحادات الطلاب و إدارات العمل العسكري و المدني العام و الخاص و أجهزة المرور عبر التنسيق مع الجهات المختصة أقامة حملات توعية و رقابة مستدامة معززة بالقوانين الرادعة .

    و كمثال في الجامعات مع وجود حملات التوعية تسن ضوابط و لوائح للسلوك تهدف لمحاربة تعاطي المخدرات داخل الحرم الجامعي و أن يفعل دور الحرس الجامعي في المراقبة و أن يخضع الطلاب المشتبه فيهم لتحليل ( المخدرات) على نفقة الجامعة و من يثبت وجود المخدرات في جسده بالنسبة المؤية الدالة على التعاطي ( و ليس التدخين الثانوي)يتم حرمانه من الدخول لقاعات المحاضرات و الإمتحانات إلى أن يخلو جسده من المخدرات و من يكرر الفعل ( يفصل) من الدراسة .

    نفس الشيء يمكن تطبقه في مقار العمل المختلفة .

    أما بالنسبة للمرور فلا يتم تجديد رخصة القيادة إلا بشرط خلو جسد السائق من المخدرات و يعمم ذات الشيء بالنسبة لسائقي المركبات العامة و خاصة ( البصات السفرية) و سائقي القطاع العام و أيضا أفراد القوات النظامية بحيث يتم تغطيتهم بأخذ عينات (عشوائية مفاجئة)و من يثبت تعاطيه المخدرات يمنح فرصة واحدة للعلاج و إن تكرر الأمر يفصل من العمل ..

    و القاعدة هنا واضحة و فعالة :( من أمن العقاب أساء الأدب ) …فلا يعقل أن نترك متعاطي المخدرات دون عقاب و نتوقع منه أن يتركها ؟؟؟

    قد يقول القائل من أين نمول هذا العمل نقول المعادلة بسيطة كم من المال ستنفقه الدولة في عمليات المكافحة و الإنفاق على المحاكم و الإعاشة في السجون و العلاج في المصحات ؟؟؟ !!!
    و كم من القضايا صدرت فيها أحكام بالسجن و مصادرة العربات و المزارع و المنقولات و الغرامات المالية الكبيرة التي تسدد للمحاكم دون أن توجه للوجهة الصحيحة؟؟.

    و حقيقة الأمر أن العملية لن تتكلف أكثر من عدة إجتماعات للمسئولين الذين يتقاضون أجورا و هم لا يفعلون شيئا يذكر إضافة لتوفير أجهزة الكشف عن المخدرات و هناك بعض الشركات التي تتكفل بتزويد الدولة بالأجهزة دون ثمن فقط مقابل شراء “الكواشف” ( reagents محاليل كشف المخدرات) و هذا النظام معمول به في الكثير من دول العالم بعد فشل التجارب الجادة في علاج المدمنين و الذي ثبت عدم فعاليتهجيث لا تتجاوز نسبته الـ 12 % في ظل الامكانيات المهولة لديهم و التي تفتقر إليها دولتنا …

  3. المخدرات في الجامعات ابتداءها الكيزان للسيطرة علي الطلاب و تجنيدهم و خرجت عن السيطرة بعد ذلك. تباً لهم اصل البلاء اينما حلو

  4. الرد على almo3lim]:
    صدق او لا تصدق …حاميها حراميها…
    إنتشار المخدرات يتم بعلم القائمين على الأمر …
    وإن كان هناك فحص وتفتيش دقيق أتمنى أن يكون من داخل قوات حفظ النظام (شرطة أمن المجتمع )و(ومباحث المخدرات)و(الشرطة)و(باقي القوات النظامية) فإذا تم تطهيرهم من هذه الآفة فأكيد سيفلحون في تطهير بقية المجتمع …
    ولكن حاميها حراميها …
    فكثيراً ما قرأنا في الأخبار عن القبض على نظامي بحوزته مخدرات ولاتتم محاسبته ….
    وإذا كان رب البيت بالدف لاعب فشيمة أهل البيت الرقص واللعب…

  5. لو في امكانية لنشر عنوان الدكتور بلدواو اي مركز لعلاج الادمان في الخرطوم ، لاني اعرف بعض منهم واريد ان اساعدهم للاقلاع عن المخدرات ، صدقوني انا فكرت اني ابلغ عنهم الشرطة حتي احميهم من نفسهم ، ولكن عدلت عن الفكرة لاني متأكدة انهم سوف يجلدونهم ويخرجونهم فيعودوا لما كانوا فيه مع حقد كامل علي كل المجتمع ،،، رجاءا دلوني علي اي مركز ولكم كل الشكر .

  6. آآآآه معادلة صعبة
    نبنى وتهدمناالمصائب انها لعنة وليس لعنة الفراعنة لعنة اناس ظلموا من هم
    الدين للديان وصحفنا توضح البيان والافتتان استشرى واتقدت النيران ونحن نتناسى
    وتأرجحنا موسيقى كل فنان والكيل والميزان …….. قد تحل بنا مصائب وسخط من
    الرحمن والويل الويل لمن يدعوا الى……..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..