أخبار السودان

غازي يحرك راكد الساحة .. تقليص الأحزاب .. الأطروحة الــ(جميلة ومستحيلة)

الخرطوم: الطيب محمد خير

رمى رئيس حركة (الإصلاح الآن) د. غازي صلاح الدين، حجراً في راكد الساحة السياسية، بدفعه مقترحاً لكل من الحكومة والمعارضة لإصلاح الحركة السياسية، يتضمن تقليص عدد الأحزاب السياسية إلى خمسة أو ستة للوصول لممارسة سياسية أفضل وثقافة موحدة وعلاقات تعاونية بين القوى السياسية من خلال تقوية البنية السياسية للأحزاب بدمجها وتوحيدها عن طريق سياسات تشجيعية وتحفيزية دون فرض وصاية.

وإن كان المقترح قال به أحد رموز الحركة الإسلامية، فقد جاء بطرق مغايرة على ألسنة ثانية في ذات الحركة، فرئيس الجمهورية، رئيس حزب المؤتمر الوطني، عمر البشير، كان نادى بدمج الأحزاب ذات الأطروحات المتشابهة بما في ذلك (المؤتمر الوطني- الاتحادي الديمقراطي “الأصل”، الأمة القومي)، بينما طرح عرّاب الإسلاميين، والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، الراحل د. حسن الترابي، قبيل وفاته، بأطروحة المنظومة الخالفة، لتقليص الأحزاب السياسية التي تعدت حاجز المائة.

ويتفق كثيرون على أن ثالوث (الوطني، الاتحادي، الأمة) أحزاب ذات مرجعية إسلامية، وسبق أن دخلت الانتخابات بشعارات إسلامية، بجانب ذلك يرفض الثلاثي النهج العلماني، وإن كان الإمام الصادق المهدي يدعو إلى الدولة المدنية.

ويذكر أن حزب الأمة القومي، أصدر بياناً أبان فيه عن خلافات جوهرية بينهم والمؤتمر الوطني.

فهم عميق

وصف القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، المنظومة الخالفة بأنها طرح متقدم، وتختلف عما طرحه رئيس حركة الإصلاح الآن د. غازي صلاح الدين، وما طرحه السيد الصادق المهدي قبل أيام. مبيناً أن المنظومة الخالفة فكرة تدعو لتوحيد المجتمع والأحزاب السياسية لأن تجميع الأحزاب غير كافٍ لاستقرار الديمقراطية في ظل الانقاسامات التي تشهدها البلاد، وتطال حتى المجتمع، وقال إن فكرة المنظومة الخالفة متقدمة عما يتحدث عنه غازي والمهدي لأن هذه الأحزاب إن توحدت بالمفهوم السائد الآن دون إصلاح جوهري في المنظومة الحزبية ستتكرر ذات المشكلة السابقة، وستصل إلى ذات النتيجة غير المرتجاة.

لكن هل نفهم من ذلك أن المؤتمر الشعبي الذي كان مع الوطني يكون أكبر تيار إسلامي سياسي في البلاد حتى العام 1999م معارضاً لفكرة وحدة وإدماج الأحزاب السياسية؟. يجيب كمال عمر عبد السلام بـأنهم موافقون على فكرة توحيد الأحزاب لكن وفقاً للمنظومة التي قالت ألا تتعدى الثلاثة أحزاب ورؤيتهم هي أن يظل حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والشيوعي وتكون المنظومة الخالفة بجانبهم حزباً أشمل.

ويفهم كثيرون أن المعني بالمنظومة الخالفة هي الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية، ولمزيد من التخصيص فالمعنيون بها هم رجالات الحركة الإسلامية الذين تواثقوا على حيازة السلطة عبر وسيلة الانقلاب في العام 1989م، وتوزعوا اليوم أيدي سبأ، حيث افترق حزبا المؤتمر الوطني والشعبي عقب مفاصلة الإسلاميين في العام 1999م، بينما من صلب الوطني خرج قادة كبار وكونوا كيانات مستقلة كحال د. غازي صلاح الدين، والمهندس الطيب مصطفى، وغيرهم، بجنب مجموعات شابة مؤثرة كالسائحون.

اعتراض

رغم قناعة كثيرين بسلامة منهاج دمج الأحزاب السياسية لما فيه من تقوية للأحزاب السياسية ذات الصوت الضعيف، أو التي تفقد المقدرة على منافسة الأحزاب الجماهيرية وتتكئ على رأسمال تمويلي كبير، بحسبان أن دخول الأحزاب الصغيرة في عباءة الأحزاب الكبرى ستكون خطوة فعالة وخادمة في عملية صنع القرار.

لكن هناك شخصيات حزبية خاصة أصحاب التوجهات والميول اليسارية ترى أن هذا المشروع مستحيل التطبيق، وظلت تقف ضد أي توجه أو مشروع لدمج الأحزاب.

يقول عضو الهيئة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني، المهندس صديق يوسف إنهم ليسوا مع فكرة الدمج التي تعني إلغاء الأحزب السياسية، مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) أن الوحدة ليست بالضرورة أن تندمج هذه الأحزاب، وإنما الأهم والأساسي في الأمر أن تتفق على برامج مشتركة تنفذها سوية كما هو الحال في نموذج قوى الإجماع الوطني حيث جرى الاتفاق على برنامج لتطبيقه في مرحلة ما بعد سقوط النظام، حيث جرى التوافق حول كيف يحكم السودان خلال الفترة الانتقالية، وقال داعياً الآخرين، من أراد أن يأتي معنا في هذا البرنامج فمرحباً به، وزاد، لكن أية مبادرة خلاف ذلك لا نقبلها، ونحن لا نتحدث عن اندماج أحزاب وإنما برنامج متفق عليه.

غرائبية

وصف صديق طرح توحيد الأحزاب بالأمر الغريب قائلاً إن توحيد الأحزاب يكون عبر رؤيتها وبرامجها لأن توحيد هذه الأحزاب ليس أمراً مطلقاً، معرباً عن تفهمه لإمكانية توحيد الأحزاب التي كانت في ذات يوم ضمن حزب واحد وحدث فيها انقسام مثل أحزاب الاتحادي والأمة يمكن أن تتوحد في كيان واحد مرة أخرى، مردفاً لكن هذا ليس الأهم وإنما يجب أن تتفق الأحزاب على برنامج.

بدوره يرى كمال أن تحقيق وحدة الأحزاب سواء برؤية غازي أو المنظومة الخالفة فإنه ما لم تكن هناك حريات كبيرة مؤمنة بالدستور، وتعديل في قانون الأحزاب لضمان حماية الأحزاب بعدها في أول انتخابات ستتوحد الأحزاب القريبة في الفكرة والبرنامج وسيحدث استقرار سياسي بجانب إجماع برلماني، وهذا مستحيل في ظل مصالح في إبقاء الأحزاب صغيرة ومتعددة.

نظرة للمستقبل

يقر القادة السياسيون أن القواسم المشتركة بين كثير من القوى السياسية موفور وحاضر، ولكنهم في ذات الوقت يقولون بصعوبات تعتري عملية اندماج الأحزاب ذات البرامج المشتركة، أولها إتاحة الدستور للناس، إمكانية التنظيم السياسي، ثم أن كثير من الخارجين عن أحزابهم صنع الدهر ما صنع بينهم وبين رفاقهم القدامى، ولنا أن نضيف المصالح الشخصية التي تحول دون قبول كثيرين لفكرة الاندماج.
الصيحة.

تعليق واحد

  1. اخونا غازي لو أصلا فيها ساسة أصحاب عقول ما المفروض يكون في السودان اكثر من 80 حزب ، دا دليل على جهل ساسة السودان انظروا للدول التي تحكمها العقول النيرة اهل أوروبا هل نحن افلح واشطر واعرف منهم ، كم عدد أحزاب كل دولة أوروبية ، وكم عدد وزراء حكوماتها ساسة السودان جهلاء جميعا الاحياء منهم والاموات للأسف الشديد .

    كثرة الأحزاب دليل على جهل أصحابها بإدارة البلد ، وكلما قلت أحزاب البلدان كان هناك تطور وتقدم في كل دولة ، ولكن هنا المصلحة الخاصة هي تسيطر على كل ساسة واحزابهم الجاهل افرادها .

    ومثل السودان يجب ان يكون فيه فقط 4 أحزاب رسمية تنطوي تنضم لها الوان الطيف السياسي في السودان وان لم تعملوا بذلك سوف يظل السودان تحت للفقر إلى ان يرحل كل السودان للعالم الاخر عالم الجد .

    فهل تصحى الأحزاب والحكومة لاصلاح الحال السياسي في البلد وتداول تلك الأحزاب الأربع الحكم فيما بينها والشاطر منهم يملا شبكته ويعمل لصلاح الوطن وجعل البلد دولة قوية بدل الوهن الحاصل في كل مفاصل الدولة والمواطن .
    فهل من عاقل يحقق ذلك ؟

    ويادوب يا غازي ما طرقتم الباب الصحيح وهو تقليل الأحزاب في السودان لاربع أحزاب فقط ،

  2. اخونا غازي لو أصلا فيها ساسة أصحاب عقول ما المفروض يكون في السودان اكثر من 80 حزب ، دا دليل على جهل ساسة السودان انظروا للدول التي تحكمها العقول النيرة اهل أوروبا هل نحن افلح واشطر واعرف منهم ، كم عدد أحزاب كل دولة أوروبية ، وكم عدد وزراء حكوماتها ساسة السودان جهلاء جميعا الاحياء منهم والاموات للأسف الشديد .

    كثرة الأحزاب دليل على جهل أصحابها بإدارة البلد ، وكلما قلت أحزاب البلدان كان هناك تطور وتقدم في كل دولة ، ولكن هنا المصلحة الخاصة هي تسيطر على كل ساسة واحزابهم الجاهل افرادها .

    ومثل السودان يجب ان يكون فيه فقط 4 أحزاب رسمية تنطوي تنضم لها الوان الطيف السياسي في السودان وان لم تعملوا بذلك سوف يظل السودان تحت للفقر إلى ان يرحل كل السودان للعالم الاخر عالم الجد .

    فهل تصحى الأحزاب والحكومة لاصلاح الحال السياسي في البلد وتداول تلك الأحزاب الأربع الحكم فيما بينها والشاطر منهم يملا شبكته ويعمل لصلاح الوطن وجعل البلد دولة قوية بدل الوهن الحاصل في كل مفاصل الدولة والمواطن .
    فهل من عاقل يحقق ذلك ؟

    ويادوب يا غازي ما طرقتم الباب الصحيح وهو تقليل الأحزاب في السودان لاربع أحزاب فقط ،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..