د.الطيب زين العابدين : د.غازي سيستمر في طريق الإصلاح وأتوقع أن يقود معارضة إسلامية ضد الوضع الموجود،

منذ زمن ونحن نسعى لإجراء حوار مع د.الطيب زين العابدين، وإن شأت الدقة منذ أن وقع الانقسام في صفوف الحركة الإسلامية وتجلى في مؤتمرها الثامن ،ومنذ أن حاول صلاح قوش وود إبراهيم الإنقلاب على النظام، ومنذ أن أبعد غازي صلاح الدين من مواقع إتخاذ القرار في الحكومة والمؤتمر الوطني، أي كل ما حدثة حادثة وسط الحركة الإسلامية والحزب الحاكم في الفترة الماضية سعينا إلى د.الطيب، ولسعينا هذا أسباب ودوافع فهو فضلا عن كونه مفكر إسلامي بارز باتت له آراء ناقدة وجريئة ، يعد من الطليعة في الحركة الإسلامية يعلم معظم أسرارها ومعادن رجالها.. بيد أن السبب الأهم أن د.الطيب أول من تنبأ بالذي يجري اليوم على مستوى الحركة والحزب على حد سواء، وأول الذين نادوا بالإصلاح ولم يكن الإصلاحيون وقتها عصبة ، فآثر أن يبتعد ولكنه إلتزم بالمناصحة وأن يقول رأيه مهما كلف…في هذا الحوار سألناه عن الحركة الإسلامية ومستقبلها في حكم السودان، وعن دعوة النائب الأول علي عثمان للحوار، وطلبنا منه تحليلا لخط الإصلاح الذي يقوده د.غازي صلاح الدين، وأكد أن تولي الحاج آدم راسة لجنة الدستور خطأ كبير، وحينما سألناه “من هو الشخص المناسب الذي يمكن أن يقود الإصلاح قال: الرئيس البشير..فألى هذا الحوار الذي قدم فيه د. الطيب تفسيراً لكثير مما يدور في دهاليز الإسلاميين.
حاوره في نيروبي : شوقي عبد العظيم
كيف تنظر إلى الحركة الإسلامية اليوم، وخاصة بعد مؤتمرها الثامن الذي عقد مؤخراً؟
لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحركة الإسلامية اليوم تيارات ووجوه متعددة، وهذا من ما رشح عن المؤتمر الثامن نفسه، والذي يمكن أن نخرج منه بدلالات محددة، أولها أن أعضاء الحركة الإسلامية من الحاكمين المتنفذين، إستطاعوا أن يفرضوا أجندتهم على الحركة، وفي المقابل فشل الإصلاحيون في إحداث إي أختراق على مستوى الأجندة أو المناصب القيادية ، وهنا تمظهر الإنقسام بوضوح، بين السلطة من جهة – لأن أولائك المتنفذين يمثلون السلطة – وبين الإصلاحيين أو المنادين بقدر من الإصلاح من جهة أخرى، وإن إشتملت هذه المجموعة الأخيرة على بعض من المحسوبين على الحكومة أمثال غازي صلاح الدين في ذلك الوقت وحسن عثمان رزق، والدلالة المهمة والمحبطة في الوقت نفسه أن الإصلاح و تداول المقاعد بين الإسلاميين بات أمراً عسيراً للغاية.
هل هنالك تيار إصلاح داخل الحركة الإسلامية بالمعنى المعروف وله رؤيه، أم مواقف إصلاحية لأشخاص؟
نعم، بدأ بأشخاص وتحول اليوم إلى تيار، ومن إبتدروه رموز معروفة وقديمة في الحركة الإسلامية، أمثال غازي وغيره، ولديهم رؤية إصلاحية حقيقة، تسعى في جوهرها لإتاحة الحريات وإنهاء هيمنة مجموعة محددة على مقاليد الأمور لفترة طويلة، والإنفتاح على العالم الخارجي، والأهم من ذلك لديهم رؤية توافقية مع الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى.
من ما سبق، من الممكن أن نقول أن الإصلاح داخل الحركة الإسلامية فشل؟
من خلال ما جرى في المؤتمر الثامن، نعم فشل، وكما ذكرت الذين بيدهم السلطة غير مستعدين لتداولها حتى على مستوى الحركة الإسلامية، وإستخدموا كل ما يملكون من سلطة ومال وقوة لفرض أجندتهم وأن يظلوا على قيادة الحركة أو ينصبوا من يشاؤون ويبعدوا من يشاؤون، وهذا دليل فشل
ما تأثيرات فشل الإصلاح على مستقبل الإسلاميين؟
خطير جداً، وهو يضعف خيارات الحل السلمي من داخل الحركة الإسلامية، وبقاء الحال على ماهو عليه، سواء إن كان باستخدام السلطة المخولة حالياً، أو المال أو خلافه، وكل ذلك سيواجه بناقمين إن لم نتعامل معهم كإصلاحيين، وإضاعف خيار الحل السلمي دون أن نضع إعتبار للإسلاميين مع د.الترابي، ومن هم داخل القوات المسلحة، والمجاهدين ومجموعات السائحون والإسلاميين الواقفين على الرصيف، أمر بالغ الخطورة.
هل للحركة الإسلامية مستقبل في حكم السودان إن حدث تغيير؟
من الصعب إن يكون لها دور، أن أستمرت في نهجها هذا، أي أن تهيمن بصورة كاملة على كل الأمور، والهيمنة تؤدي إلى إستبداد، والقواعد تصبح مطيعة ولن يعود هنالك رغيب على أداء الحزب والتنفذيين في السلطة، ويتعامل الجميع بفقه “ديل أخوانا الكبار وأفضل من غيرهم” ولكن إن تولى العقلاء والحكماء القيادة، وسمحوا بإصلاح وإشراك آخرين في الحكم والسلطة ممكن أن تحكم وتقود.
هل من الممكن أن تحدث دعوة نائب الرئيس علي عثمان للحوار الوطني التي أطلقها مؤخراً تحولاً في الوضع القائم؟
في تقديري دعوة علي عثمان للحوار الوطني غير كافية، كما أنها لا تحمل جديد لأنها تنحصر في دعوة الأحزاب السياسية والتظيمات للمشاركة في السلطة، وهي كما نعلم دعوة قديمة، ود.علي الحاج ذكر في خطابه بعد لقاء برلين ، أن علي عثمان توقف في مسألة الحريات، إذاً كيف يكون هنالك حوار دون حريات، والحرية في حد ذاتها مطلب رئيسي للمعارضة، وترى أنها حق ضروري للتفاهمات، وفي ذات الوقت الحكومة حريصة على قمط الناس هذا الحق، وبهذا تكون دعوة الحوار الوطني في مجملها غير مجدية والقصد بها ترتيبات أخرى، إلا لمن يقبل الحوار حول مناصب أو كتابة دستور.
ألا ترى أن الدعوة لكتابة الدستور والتوافق حوله، يمثل خطوة نحو تحول في نظام الحكم ويحقق مكاسب؟
صحيح، ولكن للحوار حول الدستور إشتراطات، أولها إطلاق الحريات، والرئيس البشير قال أن دعوة المشاركة في الدستور مطروحة حتى على الحركات المسلحة، إذاً هذا يتطلب أن نحقق سلام مع الجبهة الثورية ومع قطاع الشمال، ثم من بعد ذلك نتحاور معهما حول الدستور، ولا يشترط لأجل ذلك أن تكتمل عملية السلام وعلى أقل تقدير توقع معهما اتفاق على وقف العدائيات، وتعم أجواء سلام، وتطلق الحريات، وإن نجحنا في التوافق على الدستور تجاوزنا 90% من مشاكل السودان.
من الممكن أن يحقق الدستور الذي تمت الدعوة إليه وتعكف عليه الحكومة الآن هذه المعادلة؟
أولاً الحكومة أخطأت بأن ولت د.الحاج آدم رئاسة لجنة الدستور، فهو نائب الرئيس، ورئيس قطاع في المؤتمر الوطني، إذا من قال أن الدستور دستور الحكومة فقد صدق، وهذه سقطة من المبتدأ، وفي حد ذاتها بدعة، والمعلوم أن الدستور تقف عليه لجنة مستقلة، يترأسها شخص مستقل وعليه قدر من الإجماع، وحتى في زمن الإنقاذ لجنة الدستور الأولى كان رئيسها خلف الله الرشيدن واللجنة الثانية ترأسها أبيل لير، وقبلهم بابكر عوض الله، وهكذا، كتابة الدستور تحتاج لجنة مستقلة، ليخرج متفق عليه، ومن الأفضل أن يكون تحت حكومة إنتقالية، ويصادق عليه برلمان منتخب إنتخاب حقيقي، يمثل جميع توجهات أهل السودان، ومنظمات المجتمع المدني رأيها أن تكون حملة تسبق الدستور، تتحثث آراء الناس ، بسؤالهموإستشارتهم عبر لجان حوار متفق عليها،ويشمل ذلك المهمشين في الأقاليم، وبالمناسبة أهل الأقاليم لهم مطالب ويتهمون الحكومة بالمركزية الشديدة، وأنا أوافقهم هذا الرأي، ونجد ثلثي ميزانية السودان في الخرطوم، وحتى أن تقسيم البلاد إلى ولايات يحتاج إلى إعادة نظر، وخاصة هذه الولايات فشلت إقتصاديا وإداريا، وتعتمدعلى المركز في 80% من ميزانياتها وفي حل خلافاتها الإدارية، ولم يقبلها الناس ولا زلنا نقول دارفور رغم تقسيمها إلى خمس ولايات، وبإختصار الدستور يمثل نقطة هامة في التحول نحو الحريات والتراضي السياسي، ورفع التهميش وبالذات عندما يشارك أهل الأقاليم في القرار ويمثلوا تمثيل حقيقي في السلطة المركزية لا بالطريقة الحالية
ماذا تعني بتمثيل حقيقي ؟
حقيقي بمعنى أن يكون من يمثلهم بإختيارهم هم وليس بأختيار آخرين، و لا يمكن أن نعتبر د.الحاج آدم الذي يوجد في القصر اليوم ممثلاً لأهل دارفور بأي حال من الأحوال.
د.غازي صلاح الدين إلى أين ستنتهي تحركاته الأخيرة؟
د.غازي سيستمر في طريق الإصلاح وأتوقع أن يقود معارضة إسلامية ضد الوضع الموجود، وأنا أتلمس شيء من هذا، والملاحظ أنه بات أكثر جرأة على النظام، له موقع خاص وصفحة على الفيس بك، ينشر من خلالاها آراءه ويرد على المستفسرين، ويتعاطى مع الناس، إذاً سيتجمع حوله إصلاحيون أو تصححيون، وهو اليوم لم يعد لديه منصب يسبب له حرج، أن يكون جزء من النظام ومعارض له، رئيس لكتلة المؤتمر الوطني في البرلمان ويؤيد توجهات السائحون، تخلص من هذا الحرج، ولكن ما يمكن أن يؤخذعليه أنه يريد الأمر الذي يمضي فيه ينجح في حين أن السياسة ليست بها ضمانات نجاح، عليك أن تتقدم إن كنت تؤمن بما تفعله دون حسابات النجاح والفشل.
في هذه الحالة هل سيجد تأييد؟
غازي حريص على أن يقود الإصلاح من داخل الخط الإسلامي، و عبر القواعد الإسلامية، لأنه يرى أن الحكومة تعتمد على هذه القواعد، والتغيير لابد أن يكون عبر كوادر الإسلاميين أنفسهم، وهذا من ناحية يوضح أن القوى المعارضة ضعيفة، على الرغم من أن الحكومة تكبدت نكبات وخسائر ، وفشلت في كثير من المناحي ، إلا أن الآخرين لا قدرة لهم على تنظيم أنفسهم لصالح التغيير، والمفارقة أن الإسلاميين وهم الحكومة مؤهلين لأحداث تغيير جديد وتصحيح خطهم، وفي ذات الوقت يجب أن لا ننسى أن خطورة ما يتحدث عنه غازي في أنه يمثل أشواق لكثير من الإسلاميين، بعضهم ظهر في حركة ود إبراهيم في المحاولة الإنقلابية ولكن هنالك مجموعات أخرى في الجيش لم تكشف عن نفسها وكذلك شباب التنظيم، والخطورة أنك لا تستطيع أن تتنبأ بمن سيقود هذا الإصلاح، لذا من الأفضل أن تقوده القيادة العليا في الدولة أو الحزب، لضمان عدم إنحرافه إلى عمل عنيف وربما مسلح
بمن تقصد القيادة العليا التي تقود الإصلاح؟
أعني الرئيس عمر البشير، الرئيس هو الأنسب لقيادة الإصلاح، لأنه على الأقل يملك صفه دستورية والبقية موظفين، علي عثمان نفسه موظف ولم ينتخب ، وقد يجمع الناس على الرئيس للخروج من هذه المرحلة الحرجة، ويهيئ البلاد للإنتقال لمرحلة جديدة بعد التوافق على دستور، تجري على مرجعيته الانتخابات.
هل تتوقع أن يترشح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة؟
أعتقد ذلك، وكثير مما يتردد بعدم نيته الترشح غير صحيح، هنالك ظروف وأطراف كثيرة ستجبره على الترشح، ولكن إن تولى الرئيس الإصلاح بنفسه كما ذكرت، سيجد ترشحه القبول حتى من المواطن العادي وربما المعارضة، وقطعاً لن تكون صلاحياته في هذه الحالة مطلقة ?أعني إن جاء بعد إصلاحات- ومن الأفضل أن يكون غرض الفترة الرئاسية إزالة الإحتقان القائم، وخلق سلام قوي، ونظام سياسي حر وديمقراطي وسلمي، ومتى ما أنجز هذه المهمة تقام الانتخابات وإن لم تنتهي الفترة الرئاسية.
أن أستمر الحال على ما هو عليه، إلى أين تتجه البلاد؟
إلى الفوضى
ما هودور المعارضة في هذه المرحلة ؟
المعارضة المدنية السلمية ضعيفة
وماذا عن المسلحة؟
جهوية وعنصرية، وقد تحاول أن تظهر بغير ذلك ولكن هذه هي الحقيقة، ويخشى الآخرون منها، إن هي جأت بقوة السلاح قد لا تميز، وتخلص مرارتها وثاراتها مع الحكومة من المواطن البريء، رغم أنها متعقلة إلى حد ما تجاه المواطن في مناطق النزاع حتى الآن، لكن لا أحد يضمن المستقبل، وبالذات اليوم هي مليشيات منضبطة، ولكن إن حدث تغيير الكل سيقول أنه صاحب القضية والنصر، ويسعى لمكاسب.
هل يرى د.الطيب دور لمجموعة سائحون في المستقبل القريب؟
هذه المجموعة غير متفقة على فكرة الإصلاح في حد ذاتها، تجد جماعة ترى أن هذه الحكومة رغم كل شيء أفضل من غيرها، وفئة ثانية تختلف مع الأولى ورؤيتها أن الحكومة يجب أن تُغير، وهؤلاء يؤمنون بالتغيير السلمي دون اللجوء للحل العسكري، وهنالك مجموعة تؤمن حتى بالحل العسكري، لذلك يصعب أن يتفقوا على موقف واحد، والحكومة لا تقف مكتوفة الأيدي وتعمل على إستقطاب بعض منهم، ولها مناصرون وسط السائحون، والحذر من أن يغلب رأي المجموعة التي تؤمن بالحلول العسكرية أو العنيفة، وتحت كل الأحوال لن يكو لهم أثر إن لم يتعاونوا مع القوى السياسة الأخرى، الإسلامية أو غير الإسلامية.
تتوقع دور للمجتمع الدولي؟
الأوضاع لم تبلغ درجة تمنح المجتمع الدولي مبرر للتدخل عبر مجلس الأمن ، وتجربة ليبيا وسوريا حاضرة ولن تشجع على ذلك، ولكن قد تتدخل جهات مهتمة بالأوضاع في السودان ولها تأثيرها ، أمريكا مثلا أو الاتحاد الأروبي، ويكون ذلك عبر شخصياتهما الإعتبارية وعلاقتهما، وأصدقائهما، للضغط على الحكومة لتحدث إصلاح، وفي تقديري هذا هو السيناريو الأقل تكلفة، إن لم نجد الإصلاح السلمي الداخلي.
ماذا تعني بالإصلاح السلمي الداخلي؟
إصلاح سلمي داخلي، من داخل الحكومة، أو من داخل المؤتمر الوطني، أو حتى من داخل القوى السياسية والمجتمع المدني،لأن الإصلاح عملية إجماع وتراضي، وإن لم يحدث ذلك سيتم الأمر بالقوة، بالسلاح أو بالانقلاب العسكري، و العساكر بطبيعة الحال سيفرضوا أجندتهم ، ولن يتنحوا إلا بالقوة، فهم كما يرددوا في مثل هذه الحالات قد حملوا رؤسهم في أكفهم، لذا حال تدخل المجتمع الدولي عبر المهتمين بالأوضاع في السودان، وضغطوا على الحكومة وعلى الحركات المسلحة وعلى القوى السياسية، للإصلاح والتحول فهذا سيكون الأقل تكلفة ، وهذا وارد وخاصة أن إستمرار الوضع بات أمر صعب ومستحيل، في ظل صعوبات إقتصادية وإنهيار لعدد من مؤسسات الدولة.
هل هنالك أفق يسمح بنجاح مفاوضات الحكومة مع قطاع الشمال التي تراوح مكانها حالياً؟
الحكومة مجبره على إنجاح هذه المفاوضات وكذلك قطاع الشمال، وكلاهما يتعرض لضغوط إقليمية ودولية، ولكن هنالك سياريو محتمل وهو أن يستغل قطاع الشمال الوضع بإنتهازية، ويوقع اتفاق لصالحه، بعيداً عن القضايا الجوهرية التي تنادي بها المعارضة ويطالب بها هو نفسه، وأعني التحول الديمقراطي، والحريات والدستور وكيف يحكم السودان، بمعنى آخر اتفاق شبيه باتفاق الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الذي أنتهى إلى صراع حول التنفيذ، ثم تمخض عن وظائف ووزارات وإستحقاقات، ولم نرى شيء من مشروع السودان الجديد، الذي بشرتبه الحركة قبل مجيئها الخرطوم، ممكن لهذا الأمر أن يتكرر، ويتصور قطاع الشمال أنه حقق مكاسب وفي الحقيقة سيجد نفسه دون تأثير ، وفي هذه الحالة يصعب أن يتحول إلى حزب سياسي لأن كل مجموعة محاربة ستطالب بحقها في السلطة والثروة أبناء النوبة وقبائل النيل الأزرق، تدخل المنطقة في دوامة صراع جديد، وإن تمسكوا بالحلول الشاملة، أنفع لهم قبل الآخرين.
صحيفة الخرطوم
شرح وافي يا دكتور ونحنا منتظرين كيفية حكم السزدان
السيد الطيب زين العابدين ينادى بالاصلاح والتغيير بزعامة الجلاد نفسه .. الجلاد الدكتاتور الذى مزق السودان ونفذ الابادات العنصريه والدينيه والاجتماعيه ووضع السودان الفضل على ابواب جهنم .. يقترح السيد الطيب ان يكون الاصلاح على يديه وتحت قيادته .. عجبى .. ان كان هذا الكلام يصدر من رجل نعتبره من عقلاء السودان فانا على يقين بأننى احتاج لزيارة الطبيب النفسى ..
تحليل جيد للوضع الراهن و الخلاصة ان السودان فى مفترق طرق واذا لم يقوم البشير بعملية اصلاح حقيقى الان بالاتفاق على فترة انتقالية تبسط فيها الحريات و يشترك فيها الجميع بوضع دستور توافقى و محاربة الفساد المستشرى بالبلاد و توزيع الثروة و السلطة بطريقة عادلة فسينجرف السودان الى فوضى و خاصة اذا اتسعت دائرة المواجهة بين الجيش و الجبهة الثورية … نسال الله السلامة
متعك الله بالصحه والعافيه يا دكتور كفيت ونسال الله ان يولى بلادنا خيارها وليس الطامعين فى المال والمناصب
(المعارضة المسلحة جهوية و عنصرية) لماذا يا أيها الدكتور ود البلد؟ الأنهم سود البشرة و مهمشين؟ أم أنه قد حُكم على السودان أن لا يحكمه إلا المستعربين من أولاد البحر. أنا شخصيا ممن يحسبون من أولاد أم درمان ولكنني أكره هذه التسمية و ما توحي به من استعلاء زائف. السودان بلد السودانيين السود و لا بد أن تحكمة الأغلبية السوداء. ما حدث في جنوب افريقيا يجب أن يحدث في السودان. يجب أن يحكم اللاعرب السودان و من يريد العرب فليذهب إليهم في لبنان أو في الجزيرة العربية أو في مصر أو في الشام. العروبة و الاسلام دخلا إلى السودان بلد الزرقة ولم يذهب إليهما. فليعد العرب من حيث أتوا ولنا في الاسلام خير زاد و العرب بالجرب. (كلكم لآدم و آدم من تراب)
فاقد الشىء لايعطيه يادكتور
* أولا”: على المستوى الدولي يعلم د. زين العابدين ان الجرائم ضد الإنسانيه لا تسقط بالتقادم. و على المستوى المحلى, فإنه يعلم تمام العلم ان نظام الإسلام السياسي قد ارتكب من الجرائم السياسيه و الإقتصاديه والإجتماعيه, و على مدى 24 عاما” من الزمان, ما لا يمكن تجاوزه فى حالة حدوث اي تغيير, ايا” كانت وسيلة التغيير هذا, سلميه او عن طريق إستخدام القوه. و لا بد من دفع الإستحقاقات الكثيره الناتجه عن بقاء النظام المجرم عقدين و اكثر من الزمان. و د.زين العابدين كان , ولا يزال, يحمل ذات الفكر السياسي الإسلاموي الظلامى, و كان شريكا” اصيلا في النظام الموجود حتى الآن. و برغم ما يحاول ان يبديه د. الطيب مؤخرا من مرونه, إلا ان الجميع يعلم ان الفكر الآحادي الإنكفائى الذي يظل يسيطر على اصحابه منذ صباهم الباكر, لا يمكن تجاوزه او التخلى عنه نهائيا بهذه البساطه التى يحاول ان يتبناها د. الطيب بعد خراب مالطا, و هو نفسه مثالا” حيا” لما اقول: فهو ما زال يرى ان البشير يمكنه القيام بمهمة التغيير المنشوده, ولكن وفق رؤى و منهج الإسلامويين ذاته, و المتمثل فى الإصلاحيين, و امثال غازى و ود ابراهيم والسائحين..و هلمجرا.! فليس هناك حق و لا دور للشعب السودانى فى إحراء التغيير وفق رؤاه و اهدافه و بالطريقه التى يراهامناسبه لتنفيذه. د.الطيب المفكر المبرمج, آحادي التفكير يعرف هذه المعطيات و مآلاتها و ما ينتظرهم من محاسبه, داخليا” و دوليا”, و لذلك تجده يهذى بما يقول: فهو شريك اساسى فيما حدث للشعب السودانى, و هو لا زال يرى ان الإصلاح يتم من داخل حركتهم الإسلامويه, على المستوىين: الحكم و المعارضه على السواء, و لما لا, فالطائفيه جاهزه على الدوام لتنفيذ السيناريو , و لكنه يحاول عبثا” إقناعنا بخلاف ذلك.
* ثم لاحظوا نوعية تفكير هذا المثقف: هو لا يذكر, بخير او شر, ميثاق الفجر الجديد!! و لا يعيره إنتباها, و لا يعترف بالجبهه الثوريه المسلحه كخيار اوحد لتغيير النظام في ظل التعنت و الصلف البائنين فى سلوك النظام. و عليه, فإنه يتحدث عنها كحركات متمرده و مسلحه فقط لاغير, يمكن التوصل لإتفاق معها كما يفعلون بحكم العاده !! ثم يصفها بانها عنصريه و جهويه!! و يرى ان التغيير المنشود يتم بالإتصال بالأحزاب- لم يسمها- فهم يعرفونها!!. و بذلك, يجسد د. الطيب نفسه – عن وعى او غير وعي – الجهويه و العنصريه فى اقبح معانيها: يستولون على السلطه بليل و بالقوه, و يكونوا حكومتهم الجهويه, العنصريه و الإقصائيه, تقتل و تشرد و تظلم و تفسد على مدى 24 عاما, ثم ترفض اى حلول قوميه, إلآ ما يتفق و رؤيتهم الضيقه اصلا. و مع ذلك, فكل من يفكر فى التغيير الممنهج, او بذات الطريقه التى إتبعوها هم, فهو حركه متمرده و عنصريه و جهويه, لا غير!!
* ثانيا”: ما لا يدركه د. الطيب, لغربته مثلا”, ان الشعب السوداني بكل مكوناته ( عدا الإسلاميين طبعا”) الذى ذاق الأمرين, لأكثر من عقدين من الزمان, جراء حكم الإسلامويين الآحادى الفظ الغليظ لا يريد, لا حكم و لا معارضه إسلامويه و إلى ابد الأبدين!! من اراد ان يتقدم الصفوف مستقبلا”, فعليه ان يتقدم ببرنامج سياسي إقتصادي إجتماعي, بعيدا عن إستخدام او إسغلال العاطفه الدينيه الفطريه المغروسه فى الشعب السودانى منذ مئات السنين, و من ثم يحدد الشعب السودانى امر من يتولون حكمه, لا العكس. هذا هو المنهج الديمقراطى الصحيح, و هو ذات المنهج الذي يرفضه الإسلامويين إبتداء” و منذ الأزل, بإعتبار ان “الحاكميه لله”. اليس كذلك يا دكتور؟
* و على ذلك, فإن اراد د. الطيب ان يعيد النظر فى مواقفه السابقه, فعليه بالفعل الإيجابى, لا التنظير المناقض للحقائق و المعطيات. فمن منا لا يعرف محاذير و نواقص و سلبيات و اخطاء من يرى انهم اهل للتغيير اليوم, ومن منا لا يعرف حلفاءهم المنافقين؟ و ليعلم د. الطيب ان الثوره الشعبيه السودانيه المسلحه ماضيه فى طريق تحقيق اهدافها القوميه المعلنه, و هى تسلك فى ذلك طريق الكفاح المسلح لإسقاط نظام البطش و الظلم عنوة و إقتدارا, و إن كره المرجفون, و هى منتصره بإذن الله, و قد بدات بشائر النصر بائنه فى الأفق. فقد تباينت الصفوف, و جفت الأقلام و رفعت الصحف, و هذا ما يخشاه الإسلامويين و المتاسلمين و اشياعهم. اليس كذلك يا دكتور!!.
الطيب زين العابدين والأفندي ( اسلامويين ) لا يرون حلول مشاكل السودان خارج دائرة
حزبهم الماسوني فكل مقالاتهم ليس فيها اعتراف جرئ بفشل تجربة الحكم الاسلاموي
للسودان زهاء ربع قرن … حتى الطفل الرضيع لو نطق سيقول بفشل هذه التجربة
من حكم الاسلامويين ولكنها المكابرة والغرور وبطر حقوق الآخرين … ونسوا ان
الاسلام يأمر بالرجوع للحق ….
عيب يا دكتور ان تصف (المعارضة المسلحة جهوية و عنصرية) مع انهم لهم قضية عادلة * فى حين لا ينسحب ذلك على الذين قاموا بالانفلاب الاخير الذين اطلق سراحهم وسط الزغاريد والله عيب*** لا فرق لعربي علي عجمي الا بالتقوى *** نحن اخوان في هذا البلد العظيم ويجب ان نكون دون اقصا او تهميش*** والوطن يسع الجميع باذن الله
يادكتور الطيب بالرغم من تحليلاتك فى اللقاء الا اننى اعتقد جازما انها “”تقية باطنية “” أى ان تقول مالم تعمل به فى ماضيك ومستقبلك ان كان لك مستقبلا آتيا فى اى سلطة قادمة باسم الاصلاح فأنت وهم ( العصبة الحاكمة) فى سلة واحدة قد نعفنتم
الخلاصة
كل ماقيل كلام نظريوامنيات ساكت
ولكن المأمول ان يقود الرئيس البشير الاصلاح بنفسه
ان يطرح الحريات ويوقع اتفاقيات وقف عدائيات
ويجمع المؤتمر الوطني واحزابه المشاركة تحت مظلته الامة بفصائله الاتحادي بفصائله والمؤتمرالشعبي والشيوعي وحتى الاحزاب الصغيرة مثل البعث والمؤتمر السوداني وكل منظماتالمجتمع السوداني وذلك بغية كتابة دستور دائم للسودان وهذا لايكفي بل يجباستفتاء الشعب السوداني بندا بندا من هذا الدستور ويكون دستور ثابت لمدة 25 عام غيرقابل للتعديل او الاضافة او الالغاء بتاتا حتى يتعلم السودانيون النظام فبل كل شئ … ثم بعد 25 سنة يتم مراجعة مايستحق المراجعة .. في دول دستورها من 200 سنة هو دستورها ذاته الى اليوم .. كفى بنا من الدهماء والغوغاء
مخطئ من يظن ان الحركة الاسلامية السودانية لها القدرة علي اصلاح حال السودان بعد ان دمرته وخريته و عاثت فيه فسادا و نهبا و تقتيلا — انكشف امرها و ما هي الا شرزمة من اللصوص و الكذابيين و الافاكيين و العنصريين يتدثرون بالاسلام و العروبة — ورقة الدين و الشريعة لم تعد جازبة بل لم يعد يحترم من يجعلها شعارا و مطية للحكم في اي مكان في العالم — الخجل و الانكسار اصبح سمة المخدوعيين في الانظمة الاسلامية بعد افتضح امرها و يتمنون لو رجع الزمان بهم للوراء و ليسحبوا تايدهم الذي كان في يوم ما للحركة الاسلامية السودانية .
تغير قادم لا مفر له الفرصة التى كانت وجدتها فى زمن انقلاب طال بنا ولم نجد راحه حتى انفصلنا عنكم عشان ياتى اسلامين وتطرد اسلامين كل طين بلا السناريو واحد فهم واحد اخير ياتى وجوه جديدة غيركم لا اصلاح بتا صلاح ولا انقاذ نافع عساكر بس فى فترة انتقالية ويتم مناقشة الدستور ثم انتخابات حقيقية ومع سلامكم الحكمة ربنا شالوها منهم عشان كدة بتخبض الحل الثانىفجر الجديد والجبهة الثورية
ن تولى العقلاء والحكماء القيادة، وسمحوا بإصلاح وإشراك آخرين في الحكم والسلطة ممكن أن تحكم وتقود. والله اقول لكل ما خنزير اسلامي تشمها قدحة *** ومن قال بان البشير شخصية دستورية مقبولة من المواطن البسيط عار عليك والله انا شخصيا افضل ان يحكمنا نتنياهو الكلب ولا البشير انتم كرهتونا الاسلام والله لو لا خوفنا من الله لبدلنا ديننا انتو خليتو دين ما افسدتوة فلتسقط وتحرق زريبة خنازير الانقاذ
لا يعقل ان من قاد الفشل ربع قرن من الزمان ان يقود قافلة النجاح
دماء السودانيين ليست مجالا للمساومه