حقارة .. ولا .. شطارة !!؟

*في هذا الزمان .. وقبل (27) عاماً .. يأتي المسؤول .. أو قريبه .. أو صديقه .. أو حتى ولد (حلته) .. أو من عشيرته في شارع المطار .. كما رأيناهم وخبرناهم وبعضنا قرأ مع بعضهم .. أو جاورهم في العاصمة أو الولايات البعيدة .. وبعض القرى النائية .. و الدساكر البعيدة .. وشوارع المدن الخلفية ..!!
*(كانوا) رقيقي الحال .. (خماصاً) في الصباح الباكر .. وحتى فتة بوش المساء .. كانت مناسبات الحي .. فرح أو عزاء بالنسبة لبعضهم موسم (تغيير) وصحة وعافية .. بمناسبة الطعام .. والمشروبات الباردة .. وشاي وقهوة .. من له (صديق) أو أخ مغترب .. تكون عودته .. بالنسبة لبعضهم يوم (عيد) .. قطعة قماش .. صابونة لوكس من الحجم الكبير .. فتيل ريحة .. عراقي وسروال .. أو حتى شبشب ..
*وسنوات .. يكبروا .. ويدرسوا كل مراحل التعليم على حساب (الدولة) صاحبة الإقتصاد القوي في زمانها .. (مشروع الجزيرة) .. حتى دراستهم الجامعية .. والدراسات العليا .. ومن ثم الوظائف المرموقة .. وتمر السنوات .. وأصبحت البلاد تحت السيطرة ..
*و لا بد من (تعويض) سنوات الحرمان .. ومعيشة (الدساكر) البعيدة .. وضرورة الرحيل من منازل الطين والقش .. وتغيير (الراكوبة) .. بالهمر واللاندكروزر .. ويا حبزا لو كان (أوتوماتيك) .. (وليلى علوي) .. والمثنى والثلاث .. وأحياناً الرباع .. ما دام مساج جنوب شرق آسيا يسهل الوصول إليه .. ومنتجعات تركيا فركة كعب ..(والحبوب) من السهل الحصول عليها رغم الغلاء .. والمساكن والشركات تتناطح في سموات البلاد .. وسماوات الخارج .. (وأمريكا روسيا قد دنا عذابها) .. شعارات سريعاً حملتها الرياح .. إلى أضابير البنوك .. وملفات المخابرات العالمية .. وأصبح الشعار الأثير يا بخت من (نفع وأستنفع) .. وحبيبي أكتب لي .. وأنا أكتب ليك .. حتى لو كنت في أقصى بقاع الأرض لأن الهاتف الثريا بجيبك .. والحساب ولد ..!؟!
*بعد كل هذا .. وأنت تتجول في شوارع المدينة .. ناهيكم عن الولايات تجد .. (العمارات) .. الأربع .. المتجاورات أقصى جنوب المدينة .. وصاحبها دار حوله لغط كثير .. من أيام الضابط المرحوم .. وأراضي نمرة (2) .. ومزارع شرق النيل .. ومزارع غرب أم درمان .. و (القطار) المر .. ومر فيهو حبيبي .. من الصين حتى الخرطوم .. والدولارات (الهبطرش) .. التي خرجت ولم تعد حتى الآن ..!!
*والمدرسة التي (رهنها) أحد الولاة .. (وعمل نايم) .. والقطع المميزة التي نصبت (التماسيح) الشباك من حولها .. وهي موزعة في وسط وقلب المدينة .. ومركزها التجاري ..!!
*والمال العام الذي يتفنن الكبار في طرق الإستيلاء عليه .. (والتجارة) المحرمة .. والبضائع الفاسدة التي تدخل البلاد من تحت أنف الكثيرين .. والمشاريع الكبيرة التي أصبحت (مواسير) بعد أن تلاشت الميزانيات .. والسد الرد والرد السد .. وسكر سكر .. والنيل الأبيض .. (سكر) ..؟!! .. والحدائق والمتنزهات التي صارت (حكراً) على البعض .. وكل زول ماسك أقرب (شطر) .. ويرضع ويرتع .. ولا يحمد الله .. ولا حتى يتجشأ .. أو يتكرع ..!!
*يا سادة .. هي أموال شعب .. وأرض شعب .. ومستقبل أجيال ..تتطلع إلى غد أفضل لها .. ولبلادها .. بعيداً عن عبث أهل السياسة .. (وكهنوت) الأحزاب .. (وفتات) بعض الأحزاب والحركات المسلحة .. كلهم من الذين أوردوا بلادنا موارد الهلاك .. وبعضهم شارك (بفعالية) مع الشموليات في هذا المورد اللعين .. وبعد ذلك نجد من يتكلم (منهم) عن النضال .. والهامش وأهله .. والتداول السلمي (سلمي قال) للسلطة .. وهم يقصدون الثروة .. كحكاية دخلت نملة وأخذت (حبة) .. وخرجت ..!؟!
*والشعب جالس ينتظر (فتفوتة) من هذه الحبة .. ولا يجدها ..!!
*الله كريم عليهو .. وسيجد كل (الحبة) ..
*ذات يوم ..!؟!
الجريدة
______
مقال عنصرى حتى النخاع فالفساد هو الفساد بغض النظر عن من فعله لا يمكن تصنيف هذا المقال الا من هذه الزاويه
مقال عنصرى حتى النخاع فالفساد هو الفساد بغض النظر عن من فعله لا يمكن تصنيف هذا المقال الا من هذه الزاويه