
. – [ السودان ; من الطين إلى الزبالة ] —
واحِد حلفاوي – ورَدَّاً على واحِد خَشَّ معاهو في جدال – ، قال : خَلِّي بالَك يا غشيم .. نِحنَ عَنْدِنا محمد وردي ، أعظم فنان في أفريقيا . وعَنْدِنا وجدي ميرغني أكبر حرامي في أفريقيا .وعَنْدِنا الخطيب رئيس أكبر حزب شيوعي في أفريقيا . وعَنْدِنا ابراهيم مو أغنى غَنِي في أفريقيا .. وعَنْدِنا الشيخ أبوزيد محمد حمزة , نُص نَبِي :( .
ما سكتَ عنهُ عَمّنا ولم يَقُلْه هُوَ إنو برضو عَنْدِنا أسامة داؤود أكبر ماسوني في أفريقيا .
ذاتَ نهار ، في أعقاب توقيع الوثيقة الدستورية ،وبدايات وصول حمدوك وشروعه في المشاورات لتشكيل حكومته ، كانَ الخطيب في المركز العام يجلس على المنصة متحدِّثاً لمن حضرَه ، فوردت في حديثه العبارة التالية : ( إنَّ الأوضاع تمضي في اتجاه إنتاج دولة بوليسية . ).! . هكذا ، ونقطة سطر جديد .
ما سَكَتَ عنهُ الخطيب ولم يَقُله هُوَ أنَّ الناس يوماً سيستيقظون على أنَّ دولة الكيزان البوليسية الساقِطة رُبَّما كانت أكثر رحمة وأندى بطونَ راح من الدولة الجارِي إنتاجُها. لأنّ الكيزان كانوا شرذمة من اللصوص بنعرفم وبيعرفونا ، وكانوا ظاهرين للعيان ونقدر نحمِّلهم المسئولية .أما البواليس الجدد ما بنعرفهم ولا هم بيعرفونا ولا بيعرفوا أنفسهم لأنّهم باعوها وح يقبضوا ثمن البيع وبالتقسيط مقابل الوكالة عن الاستعمار الامبريالي المتوحِّش ، بمعنى إنو نِحنَ طلعنا من طين الكيزان ، ووقعنا في زبالة الامبريالية .
كانَ من الممكن أن يكون الخطيب قد أسْمَعَ لو أنَّهُ نادى حَيَّاً ، وكانَ ممكناً أيضاً لو نارٌ نفخَ بها أن تضئ .. ولكِنَّه كانَ ُ ينفُخُ في الرماد .وده بيحكي ويحاكي حكاية الزول ال قالوا ليهو : قامت حريقة في القرية الجنبنا ، فقال : طالما بعيدة مننا ما مشكلة. شوية ،وقالوا ليهو : الحريقة وصلت قريتنا .فقال : طالما بعيدة لسع من بيتنا ماف مشكلة .شوية وقالوا ليهو : الحريقة وصلت بيتكم .قال: طالما بعيدة من غرفتي فما في مشكلة .شوية كده وقالوا ليهو : الشِي ده وصل غرفتك .
إِذَنْ ، وقبل أن يلتهم الحريق غرفتنا ، وفي سلسلة مقالات قادِمة نُحَدِّث عن أسامة داؤود ولدنا ، وبالمَرَّة نُحَدِّث عن التشكيل الماسوني الذي يدير هذا البلد من وراء حجابٍ كبير.
” شُكْرِي ”
شكري عبد القيوم