مقالات وآراء

مليون سلام.. أيها الحبشي النبيل

علي العبيد

الحرب كريهة، هكذا يسميها العرب… لأن لا أحد يحبها،
و السلم رغيبة …. و في القرآن الكريم (و إن جنحوا للسلم فاجنح لها).
قال الشاعر الأموي عبد الله بن عمرو العرجي معاتباً أهله:
أضاعوني و أي فتىً أضاعوا … ليوم كريهةٍ و سداد ِثغرِ
كأني لم أكن فيهم وسيطاً … و لم تك نسبتي في آل عمرِو
و تأمل عزيزي القارئ البيت الثاني، ألا تجد فيه أخانا (أبي أحمد)؟؟
ذلك الفتى الأسمر  الألمعي المحب للسودان المحبوب من أهل السودان؟
ألم يكن فينا (وسيطاً)، حقيقةً و  مجازاً ؟ و أليست (نسبته) من نسبتنا حقيقة راسخةً؟
لقد أثلج صدري ما قاله قبل أيام في البرلمان الإثيوبي: أنا لا أريد حرباً مع السودان، و لا يمكن أن يكون السودان عدواً لإثيوبيا و لا إثيوبيا عدواً للسودان، و لا يمكن فصل مصالح الشعبين الشقيقين عن بعضهما…. وعظمة الكلام في قوله (لا يمكن أن يكون السودان عدواً لإثيوبيا)، أنه يتحدث لأهله بإسمنا!! يا الله ما أروعها من بلاغة تنبئ عن حكمة و فطنة عميقة، كأنه يقول لشعبه أنني أضمن أن (أهلي) السودانيين لا يمكن أن يعادوكم!!!
ذلك كلام الديبلوماسية الناتج عن التفكير السليم و الحس الوطني العميق و العصف الذهني الموجب، و يقابله كلام العضلات التي يصدر من رئيسنا: (كل الخيارات مفتوحة)، تلك العبارة المخيفة التي ترجّح إستعمال القوة على التفاوض، أو التي تجعل الطرف الآخر يتفاوض تحت التهديد، هذا ما يخاطب به رئيسنا (إبننا) أبي أحمد، و لك أن تقارنه بأدائه  التحية العسكرية لرئيس دولة تحتل علناً جزءاً من أرضه!
الفشقة سودانية، لا مشاحّة في ذلك… مثلها مثل حلايب، مثلها مثل شلاتين…
و حلايب محتلة إحتلالاً رسمياً، و المحتل ليس على إستعداد حتى للتفاوض حولها،
و الفشقة محتلة بوضع اليد، إحتلال بدأته عصابات متفلتة و أكمله مزارعون بسطاء قد لا يكونوا يعلمون أن هنالك شك في أنها أرضهم…. أو يعتبرونها أرض أشقاء (يتفضلون) عليهم بزراعتها ليسدوا رمقهم… وهم يشكرونهم مع حفظ حقوقهم… (و أعتقد دون اليقين) أن هذه هي نفس الفكرة التي طرحها وزير خارجيتنا الدكتور منصور خالد على الإثيوبيين عام 1972.
و مثلها مثل حلايب.. الفشقة تقع ضمن حدود سبق الإعتراف بها و ليست محل نزاع، و لكن رئيسنا يتنمر على أبي أحمد و يعطي تعظيم سلام للسيسي؟ و إن كان منطقياً فعليه ترتيب الأولويات: حلايب أولاً.
أنا شخصياً لا أتمنى أن نحارب الإثيوبيين و لا المصريين لأننا في وضع لا يحتمل ويلات الحروب، و لأن ما بيننا و بينهم لا يحتمل ذلك.
سأموت حسرةً إن حاربنا إثيوبيا، و سأستحي من نفسي و أنا أتذكر دموع ذلك الرجل الإثيوبي النبيل الذي بكى يوم توقيع الوثيقة الدستورية و هو يتكلم عن الشعب السوداني (العظيم)، و سأستحي من أبي أحمد الذي كان وسيطاً كفى السودانيين التناحر بين العسكر و المدنيين، هل نسينا ذلك كما نسي رهط عبد الله بن عمرو  العرجي فضله و مكانته؟
و هل يا ترى إن وقعت (الكريهة) سنتعامل مع إخواننا الإثيوبيين الذين بين ظهرانينا كأعداء، هل منكم من يحتمل ذلك؟ وهل سيجرؤ الإثيوبيون على التوقف عن بث أغاني سيد خليفة و أحمد المصطفى و محمد وردي في مقاهيهم و نواديهم و صالات فنادقهم؟
إن أخشى ما أخشاه من التلويح بالحرب من جانب رئيسنا أن يقودنا ذلك إلى العودة للعبارة البغيضة (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)، و تعلن حالة الطوارئ، و نندفع بحماسنا المعهود ونسلم الأمر للعساكر ليدخلونا حرباً ستكون مدمرة و طويلة…. و تضيع من بين أيدينا المدنية التي مهرها شبابنا بدمائهم الطاهرة الزكية.
فيا سيدي الرئيس، هذه فرصة لترد التحية بأحسن منها لحبيبنا أبي أحمد، و لا تفعل مثلما فعلت مع أبنائك المعتصمين كما قال بشرى البطانة:
مديتلو تمرة و زهرتين…. أداني مية طلقة ليش؟
ألف سلام عليك أيها الحبشي النبيل….
و مليون سلام عليك أيها الشعب الإثيوبي الشقيق
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى… فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
    أتمنى أن يستجيب الجميع و يجنحوا للسلم، فلا احد يريد الحرب

  2. قال: <>!!!!

    اقول: اما عقلك مغيب و لا تعرف الحقائيق! او موهوم فلاترى الاشياء كما يراها كل ذى بصيرة!
    اعلم انك لم تراى بعينك! لكن الم تقرأ تسمع على مدار السنيين اخبار قتل ” هولاء البسطاء” المزراعين السودانين و حرق القرى و تشريد اهلها؟
    يا هداك الله هولاء لم يكتفوا بزراعتها حسب الاتفاقيات بين السودان و اثيوبيا فقط! بل كان عملهم عمل منظم قتل حرق كنس سرقة ممتلكات و فوق ذلك تمدد مستمر اتجاه الداخل السودانى!!!

    لو كنت سودانى حقا ما كنت تهرا بمثل ساقط القول هذا بناءا على مصائب و جرائم عصابات الشفتة فى ارضنا و لا اظن هناك سودانى لم يسمع بها عوضا عن جرائمهم فى داخل المجتمع السودانى!.

    يعنى الا يقتلوا لك اقرب الاقربين او يسرقوا مالك شخصيا لتكون لديك قناعة بما يفعله هؤلاء السفلة.

    ابى احمد صاحب الابتسامة الجميلة لديك الم تسمع بما يفعله مع الاروموا فى التقراى من قتل و ابادة جماعية و تهجير سكان من مناطقهم و ضمها الى الاروموا؟

    شخص يفعل هذا فى ابناء وطنه و الاسوى من ذلك الاستعانة بقوات دولة خارجية (ارتريا) لقتال ابناء بلده و صانعى وحدتها و رائدى نهضتها (التقراى) تظنه يريد خيرا للسودان؟؟؟

    اذا كان ابى احمد و خلفه الاروموا يمارسوا الابادة الجماعية فى حق التقراى ( انت تعلم و العالم يعلم انهم اثيوبيون مثلهم ) و ضم مناطقهم للاروموا فهل لديك شك فى اعتقادهم ان اراضى الفشقة هى اراضى تتبع للاروموا؟؟؟

    رغم اختلافنا مع العكسر ! لكن نرفع لهم القبعات لعملهم هذا! عشرات السنين و عشرات الحكومات مرت ولم يتجرأ احد و يذهب الى الفشقة الا هؤلاء! فلهم الاف التحايا!!!!! فهم شجعان و اذكياء! فالحروب بين الدول مكلفة ولكن هناك استقلال لازمات الدول الداخلية! فهم استقلوا ازمة التقراى و حرروا الفشقة! و من غير هذا الظرف يصعب تحريرها!

    فكما طوع هولاء الظروف الانية و حرروا الفشقة و هذا لم يسبقهم عليه احد! ادوا ما عليهم وكفى! و حتما يوما ما سيأتى من بعدهم من يطوع ظرفا ما و يحرر حلايب! و ما غدا لناظره ببعيد!!.

    اما انتم ناس ابى احمد ضحك لينا اذهبوا له فى قصره ليعلمكم طريقة ابتسامته الجميلة عندكم هذه و شاركوه ضحكه على ما تفعله مليشيات الارموا فى التقراى من قتل و اغتصاب جامعى بعد حرق القرى فى التقراى!

    غير ذلك لتشاركوه البكاء على ما اتفعله به قوات التقراى فى الداخل و القوات السودانية فى الحدود لان بكاءه عندكم مقدس و دموعه اغلى عندكم من الدم السودانى المهدر على مدار السنين بواسطة الامهره (الشفتة) هذا غير جرائمهم الاخرى.

  3. من يسمى نفسهabu nana, مصري من الذين منحهم الملعون مصطفى عثمان إسماعيل الجنسيه السودانية، استوطنوا السودان وتقلدوا الوظائف في كل مرافق الدوله وقلوبهم على بلدهم مصر،،
    هولاء هم الطابور الخامس بحق وحقيقه..

    1. ههههههههههههههههههه انا فى اعلق فى هذا الموقع قبل سنين يا حبشى من ايام البشير فى عز عنفوانه و عليك مراجعة ادارة المقع! و ضد كل من يستهون بالدم السودان ان كان الملعون الحبشى او الفرعون المصرى! و انشاء الله قادرين عليكم كلكم! و بداية باحمد و تنابلته من الاروموا !!! و كما استقل القادة الحالين الظروف الانية المتمثلة فى الحرب التى يشنها ابو احمد و الاروموا ضد التقراى و حرروا الفشقة و هذا لم يسبقهم عليه احد! ادوا ما عليهم وكفى! و حتما يوما ما سيأتى من بعدهم من يطوع ظرفا ما و يحرر حلايب! و ما غدا لناظره ببعيد!!.

      و يا ريت البرهان و صحبه يكملوا و يقفوا مع التقراى و يسلحوا القبائل فى اقليم بنى شنقول و يدعموا انفصالهم عن اثيوبيا اهتداءا ببيت الشعر: اذا هبت رياحك فاغتنمها …… فعقب كل خافقة سكون.
      فرتقوهم هناك اولا و ارجوا نضفوا البلد منهم و اشياعهم!!! فالايجارات عندنا فى جخيس ارتفعت بسبب هولاء!!!.

      و اذكر هذا المقع اسمه الرااااااااااااااااكوبة كلمة سودانية خالصة فهى للسودانيين انت الجايبك هنا شنو؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..