مستقبل مشروع الجزيرة .. ولكن بعيون خبيرة ..!

نحن أبناء السودان ولا أقول أبناء المزارعين أوأبناء الجزيرة تحديداً الذين عشنا رغد الحياة التي كان ينسج مخملها للبلاد كلها قطن المشروع العملاق حتى جعل الأوربيين ينحنون للسودان إجلالاً رافعين له القبعات ومنتوجنا الأبيض يتسيد البورصات وجنيهنا يختال مزهواً كالطاووس بين الإسترليني والدولار و غيرهما من العملات التي تتراقص لها المصارف تودداً .!
ها نحن تسيل منا الدمعات كلما نكأ الزمن جراح ذكرياتنا التي باتت صوراً في الخيال الذي كبر معها ونحن نستنشق عبق الزهور التي تحيط بمكاتب التفاتيش التي كانت ممرحاً لكل الوان الطيور ونحن نركض بعيوننا الصغيرة معها وهي تتنقل بين الأشجار حينما كنا نرافق ابائنا في أيام صرف الأرباح التي تنوء بها جيوبهم فيتكرمون علينا بفائض الفكة لنشتري ما يحلو لنا من أسواق تلك المكاتب التي تنعقد في تلك المواسم المبهجة بحصاد النجاح و تنطلق معها زغاريد الأفراح !
لم يعد على أرض الواقع من تلك الصور إلا الجدب الذي بات أطلالاً في ثنايا الدواخل الحزينة ونحن نرى القنوات التي كانت مياهها تهدر كما الشلالات وقد باتت الأن نحيلة كسرسار الجداول بل أقل وكستها الأعشاب كلحية الخرف البائن من كل جانب وطمرت أعماقها أكوام طمي الإهمال!
ثارت كل تلك الشجون وأنا أرى ذلك الماضي التليد في شاشة الذاكرة وبعيون السيد الرشيد شداد أحد الإداريين الذين خبروا المشروع و سا هموا في نهضته التي كانت صمام امان البلاد والعباد غذاءاً وكساءاً وهناءاً!
فالرجل في لقاء تلفزويوني بقناة أم درمان بالأمس سمى الأشياء بأسمائها دون خوف او حتى تورية .. قال بالحرف الواحد هذا النظام بسياساته غير الحكيمة هو من خطط لتجزير المشروع أي تجزئته الى كتل معزولة عن بعضها لتسليمه الى شركات يتحول معها المزارع من شريك الى أجير بينما يكون نصيب الدولة هو فتات من قيمة الخلاص من المشروع الكبير لشيءفي نفس النظام . بحيث يتم دمج كل ثلاثة اقسام مثلاً في كتلة واحدة ليصبح المشروع عدة مشاريع يسهل التصرف فيها على هوى من لايعرفون قيمته ، بل زاد الرجل في جرأة بقوله .. أن كل اللجان التي شكلتها الإنقاذ لتقييم المشروع و وضع القوانين له ليس لها علاقة من قريب او بعيد بمعرفة العلة حتى يناط بها إيجاد العلاج !
ولخص الرجل الثمانيني الحل في أن يتم إستدعاء الأحياء القادرون على الحركة من الخبراء و المفتشين والإداريين ممن كانوا في خدمة المشروع وسبروا أغوار النجاح فيه وتكليفهم بوضع رؤى ودراسات قال أنه متأكد من أنها ستعيد سيرة المشروع الأولى بنسبة سبعين في المائة وفي مدة وجيزة إذا ما وضعت توصياتهم على طاولة الجدية !
فالمثل يقول أعطوا العيش لخبازه ولو ياكل نصفه وهو بالتاكيد خير لنا من الذي يحرق الخبز في فرن تجاربه غير موزون الحرارة .. هذا إذا سلمنا بتفهم صمت الرجل المهذب الذي لم يشر الى المسروق من ذلك الخبز قبل إحتراقه ، ليس خوفاً بالتأكيد ولكن من قبيل حياء وحكمة الكبار الذين ينصحون من منطلق خبرتهم ودرايتهم ببواطن الأمور .. ويتركون في ذات الوقت خبز المحاسبة ليستوى في فرن العدالة التي يدركون أنها لن تغفل من حرق القطن و جوًع أهل الأرض و أشبع بطنه هو بالسرقة والتحايل ببيع اصول المشروع الموؤد حتى انفجرت معدته من تلبك عفونة الفضائح التي ازكمت حتى حيوانات المشروع وهي تبكي ايامه الهنية الخوالي ,هذا إن هي كانت عائشة حتى اللحظة !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مشروع الجزيرة كان اكبر اهداف المشروع الصهيوني التدميري الذي تنفذه الانقاذ بالوكالة، ما فعلته الانقاذ بالسودان و مؤساته – و مشروع الجزيرة خاصة – هو مما يحير، الد اعداء السودان ما كان ليجرؤ على القيام بذلك الدمار الهائل. و استراتيجية الانقاذ في تدمير مشروع الجزيرة قامت على تحطيم البنيات التحتية للمشروع بحيث لا تقوم لها قائمة و لا يمكن اصلاحها الا بثمن فادح و مثالا لذلك بدأت بتحطيم و تشليع ادارة الري و التي كانت من اكفأ ادارات الري في العالم من حيث الكوادر و الخبرة و الاليات و تقوم بحفر الترع و القنوات و نظافتها قبل كل موسم و توفير المياه و مراقبة توزيعها، تم تدمير الادارة و التخلص من الاليات و تشريد الكوادر و جاء الشريف بدر بشركة خاصة سماها روينا فكانت وبالا على المشروع فعطش الزرع و الضرع و روي اللصوص من المال الحرام … قامت الانقاذ بتدمير سكة حديد الجزيرة و التي كانت قاطراتها تنقل القطن من اقصى اراضي المشروع الى المحالج بمدني و الحصاحيصا و الحاج عبد الله فدمرت الانقاذ ذلك بل قامت حتى باقتلاع خطوط السكة حديد من الارض و بيعها خردة و صهرها حتى لا تقوم لها قائمة ابدا .. فانظر درجة الفساد في الارض! ثم عرجت الانقاذ على المحالج فاقتلعت ماكيناتها و باعتها خردة … صاحب كل ذلك تشريد الاف الكفاءات التي كانت تعمل في المحالج و السكة حديد من مهندسين و فنيين و عمال مهرة و قضت على نقل و صناعة و زراعة القطن … ادى ذلك لافقار المزارع و بالتالي افقار المدن و القرى بالمشروع و انهيار الخدمات بها و توقف التجارة و الصناعة حيث توقفت معظم ان لم يكن كل المصانع التي كانت بمدن المشروع و تشرد الاف العمال و انهار الاقتصاد.الانقاذ بعلم او بجهل لا تدري ان زراعة القطن هي مشروع اقتصادي متكامل يدر 80% من دخل الدولة و يقتات منه ملايين الناس من مزراعين و عمال لقيط، حلج القطن تنتج منه بذور القطن و التي تتحول الى زيت عالي الجودة تعصره عشرات المصانع بها الاف العمال توقفت جميعها … ناتج عصر بذرة القطن ينتج مئات الاف الاطنان من الامباز و هو علف حيواني عالي الجودة و البروتين تتغذى عليه الانعام في كل انحاء السودان … الانقاذ جوعت حتى الحيوان …. كبير تنابلة السلطان المتعافي الطبيب الفاشل الذي تولى كبره و ولي امر الزراعة، حين احضر بذور القطن المحورة وراثيا و ارغم الناس على زراعته رغم اراء الخبراء جاهلا ان القطن ليس قطنا تنهبه شركة الاقطان فقط بل صناعة متكاملة منه تعصر زيوت الطعام للبشر و العلف للحيوان،

  2. حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
    الناس تتكلم عن مشروع الجزيرة بعد ان تلاشي واصبح لاشئ
    تكلفة اعادة تاهيل مشروع الجزيرة اكبر بكثيييييييييييييييييييييييييييييير من تكلفة اعادة تاهيل السودان بعد زوال حكم الطغاة ولعنة الله علي الطغاة تجار الدين
    دنستوا الدين يا وسخين

  3. بكل أسف اضاعت الانقاذ هذا المشروع العظيم واصبح الآن جثة هامده بسياساتها الرعناء وبدعوي التمكين فمنذ أن اصبح المدعو أحمد البدوي مديرا عاماً ونائبه عبدالله عبدالسلام بدأ خراب المشروع ساعدهم فئه ضآله من قيادات المزارعين والعاملين .
    الاصلاح يحتاج الي سنوات وسنوات في ظل ضعف امكانيات الدوله وهجرةالكوادر ولابد من ايجاد صيغه لمعالجه ملكية الارض حتي يسهل ايجاد مستثمرين اجانب والله المستعان

  4. قديما قال الحكماء عندما ينهار الكولوزيوم ستنهار روما وعندما تنهار روما سينهار العالم .
    وهذه المقولة تنطبق على مشروع الجزيرة وعندما انهار المشروع انهار السودان وتفتت واشتعل حروبا واقتتالا
    وعنما ترى مناظر الحشائش فى ابوعشرينات والطمي فى الترع وبيوت القناطر والمكاتب والتي ينعق فيها البوم وتعود القهقرى للايام الخوالى ينتابني احساس بالفشل والخيبة. واحيانا تذرف عيناي الدموع للحال التي وصلناها واتذكر ثنائى الحاجاب يرددون طربا حان الخريف واتراكم سحابو وقت المسور مرحب حبابو ويومها كنا طلابا بالمدارس الوسطى ونشارك ابائنا الزراع حصاد ثروة بلادنا نعيمو المولى زادنا كما يغني ابن الجزيرة المرحوم عوض الجاك ,وصرنا يابرقاوى كابي الطيب حين يقول
    بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها … وقوف شحيحٍ ضاع في الترب خاتمه
    اما نحن ابناء المشروع فنقول هل من عودة هل
    والتدمير كان عملية منظمة بدأت فى عهد النميرى وجاء اخوان الشيطان الاسلاميون فكانت رصاصة الرحمة فى 2005

  5. اتابع كتاباتك باهتمام بالغ متى نستطيع ان نرى مقالاتك مجموعة بين دفتي كتاب. أو على web-side خاص بك. لك كل الود.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..