الحرية ولا أقل..!

أخيراً، أطلقتْ السلطات سراح المعتقلين السياسيين، وهو أول قرار تحت إدارة قوش، وربما أراد جهاز الأمن وهو تحت إدارة جديدة أن يرسل رسالة إيجابية بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، الذين لم تكتمل عملية الإفراج عنهم بشكل كامل. ويبدو واضحاً من الطريقة التي تمت بها توجيه الدعوة لوسائل الإعلام، فهي ربما المرة الأولى التي يدعو فيها جهاز الأمن بإصرار وسائل الإعلام لحضور إطلاق سراح معتقلين، وهنا مضمون الرسالة.
الذي يدعونا نحن للأسى، أننا لا نستطيع إدانة الاعتقال كتابة في صحفنا الورقية، لكن لا بأس أن نكتب عن إطلاق سراح المعتقلين، ويا حبذا باستفاضة.!
صحيح أنَّ المعتقلين وأسرهم ناموا ليلة أمس الأول مطمئنين، بعد ما طال أمد اعتقالهم، الذي تفاوتت مدده، وهذا هو المطلوب ابتداءً أن تطمئن الأسر على الأبناء والأمهات والآباء المعتقلين وأن يتنسم المعتقلون الحرية كما ينبغي، وهي حق، لكن هل تتبع الخطوة خطوات أخرى، هذا مطلوب الآن وليس غداً.
تابعتُ باهتمام تعابير وجوه الناس أمام سجن كوبر، الصحفيون على وجه خاص بدت عليهم الدهشة من هذه الخطوة، خطوة أن يدعو جهاز الأمن الصحافة والإعلام لحضور لحظات إطلاق سراح المعتقلين، وهي اللحظات التي تحولت إلى تظاهرة سياسية يعلوها الشعور بالنصر، وبالمقابل أرسلت رسالة إعلامية مضبوطة الوجهة.
التساؤل الذي يسيطر على الناس، ما الذي استجد، لماذا يدعو الأمن لحضور إطلاق سراح معتقلين، قطعاً، هي رسالة إعلامية، خاصة وأنَّ أول قرار للمدير الجديد هو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، حتى وإن كان في باطنه ?كنس الآثار?.
لكن، إن أراد صلاح قوش وهو عائد إلى إدارة الجهاز بعد (9) سنوات، تجرع فيها مرارة الاعتقال الذي استمر لشهور، وتذوق فيها صنوف الإهانة على يد أبنائه وإخوانه ممن كانوا يعملون تحت إدارته، للدرجة التي تم فيه ذات مرة منعه من أداء صلاة (الجمعة) وبفتوى رسمية، إن أراد أن يوظف تجربته وهو خارج إدارة الجهاز، فليس أمامه إلا الحريات.
لا أعتقد أنَّ هناك منطقة وسطى تنتظر قوش، إما إطلاق الحريات أو أقصى درجات القمع.
لكن الوقت مبكر لقراءة ما إن كانت الفترة القادمة سوف تمضي باتجاه انفتاح، وهذا ما يستبعده الناس انطلاقاً من الواقع السياسي والاقتصادي الخانق، أو تمضي نحو المزيد من القمع.
التيار