عن سرقات الكاريكاتير للأهمية

أعلم أن المسؤولية التي تقع على عاتق بعض رؤساء التحرير والذين لا يتابعون ما يحيط بهم من أفكار جديدة تُنشرلأول مرة وأعمال مقتبسة – منسوخة – مكررة عدة مرات يقدمها لهم رسام الكاريكاتير فيمررها مدير التحرير دون أن يرجع بذاكرته للوراء – ويسأل نفسه هل هذا العمل نُشر من قبل أم لا ؟ وهي مسؤولية مهنية كبيرة – وهى على حساب سمعة الصحيفة ـ لذلك لابد من رئيس التحرير أن لا يورط نفسه بتمرير العمل الفني الضعيف وهذه مصيبة والمصيبة الأكبر أن يكون هذا العمل قد نُشر من قبل و تكرار لفكرة قديمة – مجترة إجترارا .
الكاريكاتيرست المبدع والمتابع لمن حوله ومن احداث هو رقيب نفسه ويطمح دائماً بتقديم مزيد من الابداع والأفكار القوية المدوية .
بعض روساء التحرير يملكون ذاكرة “فوتغرافية” تتعرف على الكاريكاتير الحقيقى والمزيف ولهم خبرة طويلة أكتسبوها من خلال معايشتهم الطويلة فى الحقل الصحفي وليس مثل البعض
( يكون محصوراً فقط فى التركير على المقالات السياسية ، فالأعلام بحر واسع ) وهنا تستحضرني لجنة مراقبة النصوص الأدبية والقصائد بالاذاعة السودانية في زمن مضى والتى كانت تجيز نصوص الأغانى والأناشيد بإنضباط شديد وهى مكونة من فطاحلة الشعراء الذين يعرفون الغث من السمين ويرفضون رفضا باتاً النصوص الهزيلة لانها تهبط بمستوى وذوق المستمع للدرك السحيق . وقد ساهمت الإذاعة كثيراً في الإرتقاء بذوق المتلقى ، فنياً ، وثقافياً .
يعجبني الفرنسيون فععند زيارتهم لمتحف اللوفر فى باريس تجدهم من مختلف الأعمار يعرفون ويدركون قيمة الفن والفنون لان المتلقى تعلم منذ – رياض الأطفال – الولوج إلى الجماليات وكيف يقرأ اللوحة ويدرك المعانى الجمالية فيها …. خلاصة الموضوع أن يكون العمل الذي ينُشر فى الصحيفة مؤرخ بالتاريخ واليوم وهو دليل دامغ للفنان لكى يحميه من الإدانة إذا وجهت لديه أصابع الأتهام .
قبل أيام اعددت كاريكاتيرا للنشر وقصدت تأجيله لمدة يومين ، ليس غروراً ولكن وفى بداية كل يوم تعودت على مطالعة جميع الكاريكاتيرات العربية ومقارنتها بأعمالى حتى لايحدث تشابه وتضارب فى الأفكار وفوجئت فعلاً بكاريكاتير يشبه الذى رسمته صدرمنذ يومين فألغيت عملي وسحبته فوراً حتى لا أتهم بتهمة ليس لي فيها ناقة ولاجمل مع إنى كنت قد سبقته للفكرة ، وقد شعرت براحة نفسية لذلك وبدأت من جديد للتخطيط لفكرة جديدة وهى مسئولية كبيرة اعانني وأعان الله الزملاء لتحملها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صحافتنا محكومة بالقبضة الأمنية ولا مجال فيها للتعبير الحر النزيه لأن أغلبية رؤساء التحرير لا يعرفون أبجديات الصحافة ونشر مادة الكاريكاتير في صحيفتهم يعتبر نوع من الترف إذ أن الكاريكاتير يساوي مقال رصين .ولا تستغنى عنه أي صحيفة كبرى .
    أن تكميم الاقلام الحرة في السودان جعل البعض يهاجر إلى دول تحترم حرية الرأي وقد جدوا كل تقدير مادي وأدبي عوضهم عن الوطن المنكوب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..