نفس الجرم

المؤتمر الوطني منذ أن اقتلع الحكم قبل أكثر من ربع قرن، ظل يتهم الأحزاب بالفشل والذاتية والبحث عن المصالح الشخصية والمتاجرة باسم السودان، وفعل الشيء نفسه مع الحركات المسلحة التي ظهرت لاحقا، وظلت الأحزاب والحركات كلها تتهم المؤتمر الوطني بنفس الاتهام مع إضافة اتهام التجارة بالدين واتهامات أخرى، وأصبح تبادل الاتهامات بين الكيانات السياسية والسعي لإضعاف بعضهم البعض إستراتيجية معتمدة أصبحت شغلهم الشاغل، ليس هناك كيان ينتبه إلى نفسه ليصلحها ويطورها ويقويها بل كل يتربص بالآخر ليدينه ويثبت عليه التهم، هذا هو مستوى كل الكيانات السياسية في السودان، ليس من بينها كيان يدل سلوكه على أنه حريص على مصلحة السودان وشعبه.
كل الكيانات السياسية السودانية حسب تكوينها غير قابلة للتطور وغير صالحة سياسيا ومضرة بالمجتمع، فهي مجرد اجسام كونتها الظروف أو الصدف ولا تتمتع بادنى مواصفات الكيانات السياسية القادرة على إدارة دولة مثل السودان، وكان يجب أن تفنى منذ زمن طويل، ولكن لأن البيئة السياسية تهيأت بما يتناسب معها ظلت تعيش خصما على صحة السودان وعافيته.
حزب الأمة والاتحادي تكونا في ظل ظروف ما بعد الاستعمار الذي هيأ لآل البيتين أن يمتلكا حزبين وطائفتين خدمتهما أكثر مما خدمت الشعب السوداني، بدليل تربعهما على كرسي الزعامات مع الضعف في خدمة القضايا القومية، حتى الأحزاب التي تلتهما لم تكن تتمتع بالسلامة التي تجعلها تعالج أخطاء الحزبين التقليديين وتغير المسار إلى أن ظهر المؤتمر الوطني واستثمر في تلك البيئة السياسية إلى أقصى حد لخدمة نفسه .
كل الأجسام السياسية التي ظهرت في عهد الإنقاذ سواء كانت أحزاب منشقة أو جديدة أو حركات مسلحة لم تعالج ضيق الأفق والرؤى عندها بل مضت في نفس المسار وزادت من مشاكل الساحة السياسية، الآن هناك أكثر من مائة حزب وعشرات الحركات ماذا تفعل؟
بعد انفصال الجنوب خرج عقار إلى الجبهة الثورية لم يتعظ الرجل من التجارب التي أمامه حتى يكون جسم سياسي معارض مختلف متمتع بقدر من السلامة وقادر على الحياة ليقاوم أمراض الساحة السياسية فالجبهة تواجه نفس المصير.
الآن ما يدور من فوضى في كل الكيانات السياسية، يعكس مدى المأساة السياسية التى يعيشها السودان والورطة التي وقع فيها بسبب الدوافع الذاتية الرؤى الضيقة والنظرة القاصرة، الاتهام الذي يدفعه كل منهم عن نفسه ليلصقه بالآخر، مع أن الحقيقة تثبت أنهم جميعا مدانون بذات الجرم.
هذا التشابه الكبير بين سلوك الكيانات السياسية الموجودة في السودان وإن اختلفت درجته يحملهم جميعا المسؤولية ولكن لا أحد يريد أن يتحملها ليمنح نفسه فرصة العودة إلى الصواب أو التوبة، مما يجعلهم جميعا مشتركون في نفس العجز والفشل بذات التفاصيل التي تجعلهم جميعا لا يشعرون بهول المصيبة.
حكومة المؤتمر الوطني هي الأكثر سعادة بما يدور في الجبهة الثورية والحركات المسلحة والأحزاب فذاك يمنحها الفرصة لتظل قادرة على الصمود زمنا أطول دون أن تخاف من مواجهة كيانات سياسة قوية تضعها في محك حقيقي، ويظل السودان هو الخاسر الأكبر من كيانات سياسية كلها مدانة بنفس الجرم.
التيار
لم تستطع الديمقراطية ان تستمر فى السودان ولم تمنح الفرصة لتعالج امراضها وامراض الكيانات الاخرى وخسر السودان صرح العدالة الحقيقى .وللان لم يكن هنالك دستور ولا قوانين عادلة وحتى القوانين التى تتلمس طريقها لتمنح العدل النسبى والامان للشعب تقوض فيصيب الشعب الاحباط لان القوانين تفصل لافراد دون افراد ثم يتم ايقافها ستعود البلاد الى حالة اشبه بالغابة…..نسال الله السلامة
You are right
والله انا لا ادين التجربة الديمقراطية او احزابها التى لو استمرت بدون تعطيلها بانقلاب عسكرى او عقائدى مع عسكر كانت الامور اختلفت وكانت الديمقراطية تطورت والاحزاب والقيادات اتغربلت الخ الخ الخ وفى النهاية ما بيستمر الا ما يقنع الناس من احزاب او قيادات مع دولة القانون والدستور وفصل السلطات ورقابة اجهزة الاعلام الحرة وعلى راسها الصحافة!!
كسرة:مافى حاجة اسمها الشعب ما نضج لممارسة الديمقراطية او ان الديمقراطية ما بتنفع هذا الكلام لا يصدر الا من غوغائى او جاهل اوغبى او دلاهة او فاقد تربوى او زول فاشل لا يسطع نجمه الا فى ظل نظام ديكتاتورى عاهر داعر قذر فاشل ما تشوفى دول مثل سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن الخ الخ الخ كيف هى الآن والهند التى كانت عالم ثالث مثلنا اقسم بالله مية سنة ديمقراطية بى سجم رمادها وطائفيتها (طبعا ح تطور نفسها ليس فى سنتين او تلاتة او اربعة وانما تحتاج لمدة اطول وممارسة اكبر) ولا يوم واحد تحت ظل حكم عسكرى او عقائدى قذر واطى عاهر داعر سياسيا ذو حلقوم كبير ووسخ!!!