أخبار متنوعة

العاملات في مجال اصحاح البيئة.. مناظر مؤلمة

الخرطوم: الميدان

هناك الكثير من المناظر المؤلمة التي لا نلتفت اليها ولا تستوقفنا ونحن في الهرولة اليومية بين مطبات وازقة المعيشة أو مستغرقين في اهتماماتنا الخاصة جداً والتي لا تبرح فضاءات التضجر والتبرم دون تقديم أي مساهمة أو حلول للتحديات التي نتجنب ملامستها.
قبل سنوات وضمن أسباب عديدة ومختلفة أحداث تراكم النفايات وانتشارها حراكاً جماهيرياً ضد النخب الحاكمة التي شفطت وجنبت أموال الخدمات التنموية.
في بلادنا اليوم نجد أن التلوث البيئي قد تجاوز أحاديث الجلسات الخاصة، ولقد كشف هذا التلوث قذارة النخب الحاكمة وجشعها في الحصول على الربح على حساب هذا الانحطاط البيئي الملحوظ.
ما يهم في الموضوع أن هناك في قطاع صحة البيئة عاملات وعمال مسنين وأطفال صغار، لا تتوفر لهم وسائل الحماية الخاصة بالأمن الصناعي، من الملابس والأحذية وكمامات والجيونتيات وحتى معدات العمل الجيدة، أما الجانب الآخر من الانتهاكات فهو أن هؤلاء النساء والأطفال يتقاضون أجور يومية بدون الحد الأدنى للأجور وأنهم خارج الخدمة الثابتة ولا يحصلون على حقوق الرعاية الصحية أو التأمين الاجتماعي، وهم مجرد عامل يوميات يتقاضون أحيانا أجر اليوم باليوم وقد يمتد بهم الحال إلى سنوات.
ويعتقد بعض المسئولين بأن هؤلاء العمال يحصلون على حوافز من بقايا النفايات البلاستيكية التي يتحصلون عليها من بعثرة القمامة، هذا استفزاز لشريحة اجتماعية كبيرة ومهمة في بلد تتسع فيه المفارقات في المرتبات والأجور وبين ومع الذين يحصلون على رواتبهم بالدولار.
هذا الاعتقاد الخاطئ لتحسين الأجر لهؤلاء العمال من خلال الفضلات التي يجدونها وقد لا يجدونها، قد دفع هؤلاء لترك النفايات وتفريغها في الشوارع وأخذ وسائل التعبئة وهذه ليست قضية هؤلاء العمال ولا يلامون على هذا السلوك.
إن ما يحزن حقاً على الرغم من كثرة المنظمات والاتحادات النسائية فإن هذه الشريحة من النساء والأطفال لا يجدون من يهتم بقضاياهم من انتهاكات لحقوق العمل واستغلال الأطفال.
إن على المنظمات والاتحادات النسائية بمختلف توجهاتها وجمعية حماية المستهلك والجمعية السودانية لحماية البيئة والقوى السياسية مساعدة هذه الشرائح في تثبيت الحقوق الأساسية أولاً مع المساعدة في توفير معينات العمل والسلامة المهنية مع ضمان توفير خدمة التأمين الصحي والاجتماعي واستيعاب اللاتي يستوفين شروط العمل في الخدمة الثابتة في القطاع المنظم ورفع مستوى الوعي الحقوقي. مع التوجه الجاد والحقيقي حول القضايا التي تمس قطاعات واسعة من بنات وأبناء الشعب في مواجهة أجندة المنظمات التي تعمل على تغبيش الوعي والتضليل لانسحاب الدولة من مجال الخدمات وترك المجال للقطاع الخاص الطفيلي.
الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..