من هيلاري إلى ترامب.. الفضائح الأمنية تلاحق الإدارات الأمريكية

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن فضيحة الخرق الأمني التي تورطت فيها إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي تتعلق بمحادثة سرية للغاية بين كبار المسؤولين في إدارته، تعيد إلى الأذهان قضية البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون، منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وأثارت تلك القضية انتقادات حادة وتساؤلات حول الثغرات الأمنية في إدارة كلينتون، ويكشف هذا التطور أن إدارة ترامب نفسها لم تكن بعيدة عن مثل هذه الفضائح الأمنية.
وسخرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون من إدارة ترامب، عقب فضيحة التسريب الأمني في “سيغنال”.
وسخرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون من إدارة ترامب، عقب فضيحة التسريب الأمني في “سيغنال”.
ونشرت كيلنتون عبر حسابها على منصة “إكس”: “لا بد أنك تمزح معي!”.
وتكشف صحيفة “واشنطن بوست” تفاصيل جديدة حول كيفية تعرض الإدارة الأمريكية لمخاطر أمنية خطيرة، تتراوح بين استخدام البريد الإلكتروني الخاص لمستشارين رئاسيين، وصولًا إلى تسريب معلومات حساسة قد تضر بالأمن القومي الأمريكي.
وبينما كانت قضية كلينتون تتصدر العناوين في حملات الانتخابات، يبدو أن فضيحة “سيغنال” قد تكون قد ألقت بظلالها على ما كان يُعتقد أنه أحد أبرز أوجه ضعف إدارة ترامب.
وهذه القضية شكلت جزءًا كبيرًا من الحملة الانتخابية، حيث سعى الجمهوريون إلى استغلالها للإيحاء بأن حادثة الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 كانت نتيجة لتقصيرها في التعامل مع معلومات حساسة وسرية أثناء فترة خدمتها في وزارة الخارجية.
وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن تساؤلات الأمن القومي التي أثيرت حول كلينتون قد لعبت دورًا محوريًا في تحول الرأي العام لصالح ترامب، وربما كان لها دور في فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وبالرغم من ذلك، تشير الصحيفة إلى أنه كان واضحًا أن انتقادات ترامب لخصمه لم تكن صادقة، لأن إدارة ترامب نفسها كانت عرضة لفضائح أمنية مشابهة.
عند توليه منصب الرئيس في 2017، بدأت تظهر تقارير عن استخدام فريق ترامب لأنظمة اتصالات غير رسمية. فقد تبين أن ابنته إيفانكا ترامب استخدمت بريدًا إلكترونيًا خاصًا في قضايا رسمية كأحد مستشاري الرئيس، كما فعل زوجها جاريد كوشنر.
كذلك، استخدم مسؤولون آخرون مثل نائب مستشار الأمن القومي كيه تي ماكفارلاند، والمستشارين ستيفن كيه بانون وستيفن ميلر، ورئيس الأركان السابق رينس بريبوس، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني السابق غاري كوهن، أنظمة اتصالات خارجية.
وفي قضية أخرى تثير الجدل، غادر ترامب منصبه في 2021 وهو يحمل صناديق تحتوي على سجلات رئاسية، بعضها يحمل تصنيفات سرية عالية، إلى منزله في مارالاغو بفلوريدا.
وبينما حاولت الحكومة استعادة هذه الوثائق، تمكنت من إقناعه بإعادة حوالي اثني عشر صندوقًا بعد استدعاء رسمي من الأرشيف الوطني، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى فتح تحقيق للحصول على أكثر من 100 وثيقة تحتوي على معلومات سرية.
أما الفضيحة الأخيرة، فتمثلت في انضمام مراسل صحفي إلى مجموعة دردشة سرية لفترة قصيرة، استمع خلالها إلى نقاشات حساسة حول تعيين الموظفين المسؤولين عن قضايا الأمن القومي، وتوصلت المجموعة إلى نقاش عن عملية عسكرية سرية للغاية استهدفت الحوثيين، مما رفع مستوى القلق بشكل أكبر.
ومن خلال عرض هذه المعلومات على منصة غير حكومية، عرضت الإدارة الأمريكية أمن عملية سرية وحياة القوات الأمريكية للخطر. كما أن الإجراءات الأمنية كانت ضعيفة للغاية، حيث لم يتم التحقق الكافي من المشاركين في المجموعة، ما سمح بدخول الصحفي إليها.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحادثة تتجاوز بمراحل النقاشات الإعلامية المبالغ فيها التي رافقت قضية رسائل هيلاري الإلكترونية. إذ إن فشل إدارة ترامب في ضمان أمن معلوماتها وغياب الحذر في التعامل مع البيانات الحساسة يعكس ضعفًا كبيرًا في الإجراءات الأمنية.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أنه بينما كانت قضية البريد الإلكتروني لكلينتون تشكل أداة سياسية حاسمة أفضت إلى فوز ترامب في انتخابات 2016، فإنه لا يُتوقع أن يتم محاسبة أي من المسؤولين في إدارة ترامب على هذا الخطأ الأمني الفادح.
ويبدو أن فضيحة “سيغنال” قد تكون المسمار الأخير في نعش قضية “رسائل هيلاري الإلكترونية فقط”، حيث تظهر أن الإدارة الأمريكية الحالية قد ارتكبت أخطاء مشابهة بل وأكبر في مجال الأمن القومي.
إرم نيوز