ما توقعتها من مجلس المريخ الجديد

تأمُلات

استبشرنا خيراً بالتغيير الذي حدث في المريخ بإنتهاء مرحلة لجان التسيير التي طالت كثيراً.
وعلى الصعيد الشخصي دعمت في بعض كتاباتي المجلس المنتخب، رغم التحفظات على رئيسه المستقيل.
وكان رأيي أن جماهير المريخ يفترض أن تعي دروس الماضي وتدعم هذا المجلس في وجه بعض الحملات الإعلامية ممن تضررت مصالحهم كثيراً بترجل لجان التسيير التي يرأسها جمال الوالي.
لكن المجلس خذلني بالأمس ببيانه المعيب حول قرار لجنة الانضباط بإتحاد الكرة القاضي بإيقاف اللاعب بكري المدينة لفترة ستة أشهر.
فقد كنت أتوقع العكس تماماً، أي أن يؤيد مجلس المريخ – الذي تعشمنا فيه خيراً كثيراً ? القرار الانضباطي.
بكري المدينة دون سائر لاعبي المريخ أفرط في الاستهتار والغطرسة غير المبررة وسوء السلوك.
وفي زمن مضى كان كلما أساء السلوك والأدب وجد من تلك الفئة الداعمة للجان تسيير الوالي المتعاقبة سنداً غير موضوعي، انطلاقاً من فكرة التعصب للونين ومحاولات تخدير جماهير الناديين، كل بزعم الحرص الشديد على النادي الذي يناصره.
وكان كل ذلك يتم على حساب الموضوعية والقوانين والنظم.
وبما أن اتحاد الكرة وقتها كان ضعيفاً وخائباً في كل شيء، لم نتوقع منه أن يتخذ قرارات حازمة في وجه أي لاعب يسيء السلوك أو يستهتر ويتكبر على الجميع دون داعِ.
أما الآن وقد تغيرت الأمور في اتحاد الكرة كان طبيعياً، بل لزاماً على المجموعة الجديدة أن تدشن عهدها الجديد بمثل هذا القرارات الجادة.
العجيب أن مجلس المريخ بدلاً من أن يسأل ويجادل حول ما إذا كان لاعبه قد أخطأ بخروجه من معسكر المنتخب في آخر يوم قبل التوجه سفره للمشاركة في بطولة الشان، راح يكرر نفس اللغة الإنشائية التي تستهدف عواطف جماهير النادي الأحمر.
نوعية العقوبة ومدتها شأن يخص اتحاد الكرة ولجانه المعنية.
أما ما يلي مجلس المريخ فهو السؤال، عما إذا كان هناك خطأ يستحق العقوبة أم لا.
فهل يرى المجلس أن مثل هذا السلوك طبيعي ومقبول من اللاعب بكري المدينة؟!
بالطبع لا يمكن لعاقل أن يقول شيئاً من هذا.
ولذلك حاول المجلس توظيف اللغة الإنشائية لكي (يحوم) حول المشكلة ويقدم بعضاً من الحجج الواهية التي قد تعجب بعض جماهير الكرة، لكنها لا تخاطب العقول ولا علاقة لها بالموضوعية إطلاقاً.
فعبارة مثل ” ما في قبل كده في لاعبين رفضوا المشاركة مع المنتخب ولم يُعاقبوا ” ، أراها طفولية جداً وتذكرني أيام دراستنا الإبتدائية.
لا يجوز اطلاقاً أن يخطيء فلان من الناس، ليأتي البعض ويدافعون عنه من زاوية أن هناك من ارتكب خطأً شبيهاً ولم يُعاقب.
هذا كلام لا يليق بأي فرد عادي، دع عنك مجالس الإدارات المحترمة.
كما أن السوابق التي يتحدث عنها مجلس المريخ كانت في زمن تلك المجموعة المعروفة بفسادها وضعفها وموازناتها، وهي مجموعة لم نعهد منها قرارات جادة وحازمة أو تطبيقاً للقوانين واللوائح.
فكيف تُلام مجموعة شداد على أخطاء وقصور وضعف غيرها!
أي منطق هذا بالله عليكم!
وحتى إن أخطأت المجموعة الحالية نفسها في مرة سابقة، وأرادت أن تعدل وتصحح خطئها، فلا يجوز أن نحاسبهم بما مضى.
مثل هذه الحجج الضعيفة تحرج مجلس المريخ كثيراً وتضعه في خانة من يرغب في استمرار العبث والفوضى والاستهتار متى ما كانت مصالح ناديهم في خطر.
ثم أن الحديث عن احترافية بكري وعدم اعتراف الفيفا ببطولة الشان كلام مخجل أيضاً ومحاولة يائسة للوقوف مع الباطل وتصويره وكأنه الحق.
فحتى إن أراد شداد ومجموعته من بكري أن يشارك ضمن تشكيلة تمثل المنتخب في مباراة تُلعب في فسحة مجاورة لمنزل رئيس الاتحاد، لا يفترض أن يرفض اللاعب المشاركة.
وإن حدث فمن حق الاتحاد أن يعاقبه على تقصيره.
أعلم أن مجلس المريخ لن يتوجه بمثل هذه المسألة لأي جهات خارجية أو، لأنه بلا قضية أصلاً.
ومثل هذه التصريحات والبيانات كلام جرائد المقصود منه دغدغة عواطف مشجعي النادي.
وهذا تحديداً ما لم أتوقعه من المجلس الجديد.
فهذا المجلس الذي عانى كثيراً من بعض إعلاميي المريخ الذين أرادوا فشله بأسرع ما يمكن حتى يمهدوا لعودة الوالي، كان من المفترض أن يكون نصيراً للنظام والانضباط وفرض اللوائح والنظم لا العكس.
توقعت أن نسمع منهم تأييداً للعقوبة باعتبار أن اللاعب قد قصر في شأن يخص منتخب البلد.
من يحترفون الكرة احترافاً حقيقياً في أكبر الأندية الأوروبية لا يتأخر الواحد منهم عندما يأتيه الاستدعاء لتمثيل منتخبات بلاده، فمن يكون بكري، حتى يتحدث البعض عن احترافيته ويقولون أنه ليس من حق الاتحاد أن يوقفه لكون الشان بطولة غير معترف بها.
خجلت أكثر لبعض الأقلام، خاصة الزرقاء منها التي التي تزعم أنها كبيرة ومناصرة للنظام، لكنها سُنت سريعاً ودافعت عن قضية بكري الخاسرة نكاية في شداد لا أكثر.
الموضوعية تقتضي على الكاتب أن يتجاوز مراراته الشخصية وكرهه لهذا أو حبه لذاك ليحدث الناس عن آراء ومواقف جادة ومؤسسة بصورة صحيحة.
الكتابات الانطباعية وتلك المنطلقة من ولاء لهذا النادي أو ذاك قد أوردتنا المهالك دائماً.
ما ارتكبه بكري يعتبر جرماً حسب لوائح ونظم اتحادات الكرة في كل العالم.
ولايجوز أن يتحمس اللاعب للمشاركة مع ناديه، فيما يتهرب من المشاركة مع منتخب البلد دون أسباب مقنعة.
أما المفردات العاطفية الكبيرة مثل ( استهداف) وخلافها فيفترض أن زمانها قد ولى وشبعت منها جماهير الناديين.
فليس معقولاً أن يكون المريخ هو المستهدف دوماً دون سائر أندية البلد.
ففي زمن تلك الشلة الفاسدة كان هناك أيضاً من يحدثون جماهير المريخ عن استهداف لناديهم رغم مريخية معتصم وسيد الاتحاد وقتذاك ( أسامة) المعروفة للكل.
واليوم بعد مجيء شداد المعروف بعناده وإصراراه على تطبيق القانون، هناك أيضاً من يتحدثون عن استهداف المريخ والسعي لتعطيل مسيرته.
المريخ يا سادة انهزم في مباراته الأولى بثلاثة أهداف نظيفة.
وإن سلمنا وقبلنا بتسويق الوهم بيننا وقلنا ( لو كان بكري مشاركاً لسجل المريخ)، فماذا سنقول عن الثلاثة أهداف التي ولجت شباك الأحمر!
بدلاً من الجري وراء السراب ومحاولات بيع الوهم على مجلس المريخ أن يجتهد أكثر في تجهيز فريقه معنوياً وبدنياً وفنياً لمباراة الرد، حتى يقدم لاعبوه مباراة جيدة يحاولون من خلالها تعويض ما فات.
ولتعلم جماهير المريخ أن هذا النادي العريق لم يحاربه أو يستهدفه اتحاد كرة أو غيره، بل حاربه بعض أنصاره.
من سعوا دائماً لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب هذا الكيان الكبير، هم من يستهدفون المريخ حقيقة.
فدعكم من هذا الوهم وركزوا مع أصل المشكلة، بدلاً من هذه المساعي المستميتة لإيجاد شماعة لتعليق الأخطاء.
ولتعلم جماهير الأحمر أن هناك من بين الأنصار من يترصدون مجلس النادي الأحمر الحالي ويتأبطون به شراً، حتى وإن بدا منهم غير ذلك لزوم خلط الأوراق والتغبيش.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا عزيزي الحبيب انت تكتب عن زمن وناس ولسي عهدهم في السودان فمجالس الادارة عندنا ليس لها مبادئ وانما تنصر لاعبها ظالم او مظلوم بعنتريات اوردتنا موارد الهلاك المبين كما تري غي كل مناحي الحياة فالطبيعة جبل كما يقولون !!!لو اننا نمارس الادارة بهذا الفهم الراقي لما تدحرجنا الي ما نحن فيه الان في كل الحياة هذه واحدة من افاتنا فالكتابة اكل عيش ردئ في ظل الظروف الحالية واكبر دليل علي ما قاله شداد نفسه (ان تنتظروا انسانا من المقابر ليعيد النظام والقانون ) وهذا تاكيد ما ظللنا نذهب اليه دائما ان بلادنا كانها عقمت من الكفاءات والنزاهه وتنتظر المقابر لتعيدنا للحياة !!!وهو علي رد علي السطحيين الذين يقولون لو ذهبت الانقاذ البلد تضيع ولا احد يستطيع ان يحكم هكذا سلم الناس ارادتهم للياس ونسوا ان البلاد باهلها !!!

  2. اولاً قد لا نختلف في الاجراءات التأديبية لكل لاعب يخطيء وان كان بكري اخطأ فلا نلتمس له العذر ففي كل الدنيا من يخطي يعاقب.. والمجلس لم يكن موفقاً في بيانه..

    المريخ مستهدف بدون شك والا فما سر تأخير البت في الطعون المقدمة ضد الرئيس الحالي الغائب؟؟ والتي لا اعتقد انك تناولتها في كتاباتك او اني لم اطلع عليها..

    عانى ويعاني المريخ منذ ذهاب لجنة التسيير بعض النظر عن سلبياتها ولكن غيابها تحديداً ترك فراغاً كبيراً وتأثر بالتأكيد المريخ في اختيار المدرب ولا اقول التسجيلات حيث انه لم يستفد اي فريق سوداني من تسجيل لاعبين اجانب وفي كثير من الاحيان نجد اللاعب المحلي افضل من الاجنبي .. [اصلاً اللاعبين تنقصهم المواهب والهمة ولا اقول الغيرة لانها اصبحت معدومة تماما كما ان الادارات ضعيفة ومجاملة] تأتي الجهات الاخرى وتكمل الناقصة.. وقد ظهر التأثير في مستوى لاعبي المريخ التي هي في الاصل لا تطمئن ..

    استبشرنا بإتحاد شداد كثيراً ونقف بقوة مع الانضباط.

    تحياتي وودي

  3. قيل ان كلمة نفاق مأخوذة من نفق .. النور والظلام .. اظهار الشىء و إضمار ما هو ضده .. (استبشرنا خيرا ), بشارة خير مكتوبة بمداد ازرق معروف بكراهيته لللون الأحمر هى نفاق صريح .. الهندى عزالدين ليس وحده من يمارس النفاق والمداهنة وإدعاء المعرفة .. ما أكثر المتفذلكون والمتفذلكات … احسن بكرى عدم المشاركة مع المنتخب .. قمة الوطنية والشفافية ان ترفض أداء واجب انت لست اهلا له .. بكرى مصاب وغير قادر على تنفيذ المهام التى ستوكل اليه فى الملعب فبادر بالأعتذار .. لو فعل كل مسئول اوكلت اليه مهام ومسئوليات هو غير قادر على تنفيذها لما وصل بنا الحال الى ما هو عليه الحال .. كاتب المقال من دعاة الإصلاح والشفافية والديمقراطية ولكن بعيون زرقاء فقط .. اضحك كثيرا عندما اقرأ ان شداد هو السيف المسلول لتطبيق القانون .. كيف ونحن لا ننسى له انه طبق القانون على الهلال عندما رفض الهلال وتحداه رئيسه على الملا بأن يطبق عليهم القانون عندما رفض الفريق اداء مباراة دورية مجدولة فى الحصاحيصا .. كان القانون واضحا وصريحا انذاك ولكن شداد طبق العرف والجودية وخسر القانون وانتصر الخارج على القانون .. هكذا هم الأهلة لا يرون فى القانون خيرا الا اذا طبق على المريخ .. عيونهم الزرقاء ومدادهم الأزرق لا يقر ويعترف بأن القانون يجب ان يطبق على المريخ وعلى الهلال ايضا !!!

  4. يا عزيزي الحبيب انت تكتب عن زمن وناس ولسي عهدهم في السودان فمجالس الادارة عندنا ليس لها مبادئ وانما تنصر لاعبها ظالم او مظلوم بعنتريات اوردتنا موارد الهلاك المبين كما تري غي كل مناحي الحياة فالطبيعة جبل كما يقولون !!!لو اننا نمارس الادارة بهذا الفهم الراقي لما تدحرجنا الي ما نحن فيه الان في كل الحياة هذه واحدة من افاتنا فالكتابة اكل عيش ردئ في ظل الظروف الحالية واكبر دليل علي ما قاله شداد نفسه (ان تنتظروا انسانا من المقابر ليعيد النظام والقانون ) وهذا تاكيد ما ظللنا نذهب اليه دائما ان بلادنا كانها عقمت من الكفاءات والنزاهه وتنتظر المقابر لتعيدنا للحياة !!!وهو علي رد علي السطحيين الذين يقولون لو ذهبت الانقاذ البلد تضيع ولا احد يستطيع ان يحكم هكذا سلم الناس ارادتهم للياس ونسوا ان البلاد باهلها !!!

  5. اولاً قد لا نختلف في الاجراءات التأديبية لكل لاعب يخطيء وان كان بكري اخطأ فلا نلتمس له العذر ففي كل الدنيا من يخطي يعاقب.. والمجلس لم يكن موفقاً في بيانه..

    المريخ مستهدف بدون شك والا فما سر تأخير البت في الطعون المقدمة ضد الرئيس الحالي الغائب؟؟ والتي لا اعتقد انك تناولتها في كتاباتك او اني لم اطلع عليها..

    عانى ويعاني المريخ منذ ذهاب لجنة التسيير بعض النظر عن سلبياتها ولكن غيابها تحديداً ترك فراغاً كبيراً وتأثر بالتأكيد المريخ في اختيار المدرب ولا اقول التسجيلات حيث انه لم يستفد اي فريق سوداني من تسجيل لاعبين اجانب وفي كثير من الاحيان نجد اللاعب المحلي افضل من الاجنبي .. [اصلاً اللاعبين تنقصهم المواهب والهمة ولا اقول الغيرة لانها اصبحت معدومة تماما كما ان الادارات ضعيفة ومجاملة] تأتي الجهات الاخرى وتكمل الناقصة.. وقد ظهر التأثير في مستوى لاعبي المريخ التي هي في الاصل لا تطمئن ..

    استبشرنا بإتحاد شداد كثيراً ونقف بقوة مع الانضباط.

    تحياتي وودي

  6. قيل ان كلمة نفاق مأخوذة من نفق .. النور والظلام .. اظهار الشىء و إضمار ما هو ضده .. (استبشرنا خيرا ), بشارة خير مكتوبة بمداد ازرق معروف بكراهيته لللون الأحمر هى نفاق صريح .. الهندى عزالدين ليس وحده من يمارس النفاق والمداهنة وإدعاء المعرفة .. ما أكثر المتفذلكون والمتفذلكات … احسن بكرى عدم المشاركة مع المنتخب .. قمة الوطنية والشفافية ان ترفض أداء واجب انت لست اهلا له .. بكرى مصاب وغير قادر على تنفيذ المهام التى ستوكل اليه فى الملعب فبادر بالأعتذار .. لو فعل كل مسئول اوكلت اليه مهام ومسئوليات هو غير قادر على تنفيذها لما وصل بنا الحال الى ما هو عليه الحال .. كاتب المقال من دعاة الإصلاح والشفافية والديمقراطية ولكن بعيون زرقاء فقط .. اضحك كثيرا عندما اقرأ ان شداد هو السيف المسلول لتطبيق القانون .. كيف ونحن لا ننسى له انه طبق القانون على الهلال عندما رفض الهلال وتحداه رئيسه على الملا بأن يطبق عليهم القانون عندما رفض الفريق اداء مباراة دورية مجدولة فى الحصاحيصا .. كان القانون واضحا وصريحا انذاك ولكن شداد طبق العرف والجودية وخسر القانون وانتصر الخارج على القانون .. هكذا هم الأهلة لا يرون فى القانون خيرا الا اذا طبق على المريخ .. عيونهم الزرقاء ومدادهم الأزرق لا يقر ويعترف بأن القانون يجب ان يطبق على المريخ وعلى الهلال ايضا !!!

  7. من يدافع عن شاهد الزور بالتاكيد هو ليس مؤاهل اخلاقيآ بان ينتقد الاخرين ويتحدث عن الجرم والعقاب

  8. من يدافع عن شاهد الزور بالتاكيد هو ليس مؤاهل اخلاقيآ بان ينتقد الاخرين ويتحدث عن الجرم والعقاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..