وادي حلفا : المدينة التي تأبى الانكسار

✍️ د. أحمد التيجاني سيد أحمد
المدينة التي بُعثت من الرماد
رغم المحاولة المتعمدة لطمس الذاكرة، نهض الحلفاويون من تحت ركام الماء والخذلان، وقاموا بإعادة بناء مدينتهم بأيديهم، في ملحمة نادرة من المقاومة المدنية والتخطيط الشعبي. لم ينتظروا منّة من المركز، بل شقوا طريقهم بأنفسهم، مؤسسين مشروع متحف وادي حلفا ومكتبتها العامة، كقلعتين ثقافيتين تحفظان التاريخ من الاندثار، وتُعيدان للمدينة مكانتها الرمزية كواحدة من أقدم الحواضر في وادي النيل.
ومن رموز النهوض المدني، جاء مشروع طريق المطار، الذي أنجزه أبناء المرحوم داود عبد اللطيف كهدية رمزية، بتمويل من شركة دال، واستكمله رجل الخير عمر عثمان بإضافة حيوية للشارع الحيوي.
كما احتفلت المدينة، في لفتة وفاء نادرة، بمهرجان ثقافي جماهيري لتكريم سيرة الراحلة فتحية العمدة، إحدى أيقونات النضال المجتمعي والنقاء المدني، في تظاهرة أعادت للذاكرة الجماعية وهجها وكرامتها.
معركة الذاكرة والدين : مسجد محمد علي عباس
في مواجهة محاولات التغلغل الأيديولوجي، سجّلت المدينة موقفًا مشرّفًا حين رفضت أسرة الراحل محمد علي عباس أن يتحول مسجده المعروف إلى بؤرة تنظيمية تنشر أفكار الإخوان المسلمين. صمدت العائلة في وجه الترهيب السياسي، وأصرت على أن يبقى المسجد مكانًا للتعبد المجتمعي وليس منصة للدعاية والفرز العقائدي.
الصمود في وجه الحرب والوصاية
لم يكتفِ الحلفاويون بالبناء، بل استقبلوا مئات النازحين من ولايات السودان المختلفة اثناء هذه الحرب الشريرة، وقدموا نموذجًا حيًا للتضامن السوداني الأصيل، في وقت انشغلت فيه الحكومة المركزية بصراعاتها
عندما رفضت حلفا عسكرة أراضيها
في موقف مشرّف، رفض أهالي وادي حلفا في اجتماع ضم اعضاء المجلس الاعلي مع عدد كبير من ممثلي الشباب بالمدينة إقامة مقر لـ”كتيبة البراء” الارهابية ذات الخلفية الوهابية-السلفية. وكان الرد من حكومة بورسودان قاسيًا: قطع الكهرباء عن المدينة عقوبة جماعية صامتة.
حلفا تطالب بإزالة بؤر السلطة المركزية
لم يكتفِ الأهالي بالرفض، بل طالبوا علنًا بتفكيك الأجهزة الأمنية المركزية التي لا تخدم السكان بل تراقبهم وتخضعهم.و طالبت بالتحديد إرجاع القوة الامنية التي وصلت للمدينة حديثا ونقل مدير الكهرباء لأنه سبب الفتنة التي حدثت مؤخرا بعد الاحتجاجات الاخيرة ورفض البرمجة جملة وتفصيلا حتي تحل مشكلة مياه الشرب في المنازل في اكثر من عشرة احياء .
صراع الفكرة الحرة مع الإدارة المؤدلجة: مشروع الكنداكة أماني ريناس السياحي
من أبرز تجليات الصراع بين الفكر المنتج والإدارة السياسية المؤدلجة، تبرز قصة مشروع الكنداكة أماني ريناس السياحي، بوصفه فكرةً مقاومة ولدت من رحم الإقصاء، وسعت لاستنهاض الإمكانيات السياحية والثقافية الكامنة في وادي حلفا.
الفكرة التي بلورها الباحث والمستشار د. أحمد التيجاني سيد أحمد، ووجهت بعرقلةٍ ممنهجة من إدارات محلية تابعة للنظام البائد طوال قرابة الخمسة عشر عاما، ثم لاحقًا بمحاولات اقتطاع الأرض المصدقة من خلال الحكومة الانتقالية، لصالح مشروع تديره جهات ذات ولاء أيديولوجي للحركة الإسلامية.
ورغم كل العراقيل، ظلت الفكرة قائمةً كـبارقة أمل وموقف رمزي، يجسد إصرار أهل المدينة على أن تظل التنمية نابعة من إرادتهم الحرة
قصة مك-ناصر وصمود أحمد خيري (اوندي)
تُجسّد قصة مك-ناصر وأحمد خيري (وندي) المعنى الحرفي للبعث من تحت الرماد، حيث أعاد هذا الرجل الصامت الصامد الحياة إلى القرية المنسية. وقد نشرت تفاصيلها عام ٢٠١٠ برفقة ابنه الشاعر محمود أحمد خيري، الذي جسّد الاستمرارية النوبية، وجعل من كلماته جسورًا بين الذاكرة والانتماء.هذه القرية المنتجة في الحدود الجنوبية لمحلية وادي حلفا بها عدد مرموق من الشباب من خريجي الجامعات و المعاهد الزراعية الذين قرروا البقاء .
تمازج من النوبيون رواد الاثار، والتعليم والإعلام والدبلوماسية والفن
• د. نجم الدين محمد شريف: خبير آثار ومؤسس مشارك لمتحف السودان القومي، قدم الكثير من الدراسات الميدانية المهمة في وادي حلفا والمناطق النوبية، وساهم في حفظ التراث النوبي من الضياع.
• المعماري أبو بكر سيد أحمد: أول من رقمن الواجهة النوبية وقدّم الحضارة النوبية على المنصات الرقمية، مما أعاد لها الحضور البصري والتاريخي على المستوى العالمي.
• الأستاذ دهب عبد الجابر: من أوائل رواد التعليم النظامي في وادي النيل النوبي، تتلمذت على يديه أجيال من القيادات المجتمعية والسياسية.
• الاستاذ علي أحمد: أحد رموز التعليم الأولي، غرس في طلابه قيم الانضباط وحب اللغة العربية، وكان قدوة للمعلمين في الأرياف.
• الشيخ خليل محمد خليل والاستاذ محمد صالح سعيد و الاستاذ صالح محمد طه من أعلام التعليم الأصغر و الأولي من قبل و بعد الهجرة القسريةً .
• جمال محمد أحمد: عميد الدبلوماسية السودانية، مثّل السودان في الأمم المتحدة وعدة عواصم كبرى، وكان أديبا فذا وصوتًا نوبياً شامخًا في المحافل الدولية.
• إبراهيم طه أيوب: دبلوماسي قدير ووزير خارجية سابق، جمع بين التواضع والصلابة في الدفاع عن قضايا السودان المصيرية و تعرض للأذي الجسماني في مناهضة دكتاتورية الحركة الإسلامية البغيضة.
•البرفسور الدكتور تيسير محمد أحمد علي: قامة فكرية سودانية، تعرض لتنكيل و الفصل من جامعة الخرطوم ، يمثل التجذر النقي في الأرض والذاكرة، برز في ميادين الفكر والفلسفة والتربية، وجمع بين الوطنية الصادقة والرؤية التحليلية.
• الإعلامي محمد الفاتح: من ضحايا النضال ضد مشروع السد العالي، سُجن وحُرم من التعليم، لكنه ظل وفيًا لقضية النوبيين، وواصل كفاحه في توطيد اسس الأعلام النزيه الغير مسيس. و ظل إعلاميا فذا تربت علي أيديه اجيال .
• نوبين تود: باحث لغوي وأكاديمي مرموق، عمل على توثيق اللغة النوبية وتحليل بنيتها وتاريخها في الجامعات العالمية.
• الدكتور عبد الحليم صبار:طبيب ولغوي ومترجم وكاتب، ساهم في حفظ اللغة النوبية من خلال النصوص التعليمية والترجمة الأدبية، ونقل الذاكرة الشفاهية إلى نصوص مكتوبة.
• تانوت امون جريس: أستاذ لغة نوبية في الولايات المتحدة، مثل هوية نوبية متجددة في مواجهة التغريب، ومدافع شرس عن أصالة الثقافة النوبية.
• خليل فرح: شاعر وفنان ومجدد موسيقي، مزج التراث النوبي بالغناء الوطني، وكان من أوائل من غنوا للوطن والشعب.
• محمد وردي: فنان أفريقيا الأول، حمل الرسالة النوبية في أغانيه، وربط بين الهوية الثقافية والنضال الوطني في السودان وأفريقيا.
نمازح من فاعلي الخير
• داوود عبد اللطيف: بالرغم من فصله من الخدمة بسبب رفضه لإغراق وادي حلفا، أقام إمبراطورية اقتصادية أساسها قيم النزاهة والعلاقات الرفيعة مع رجال الأعمال البريطانيين والأمريكيين والسعوديين.
• إبراهيم أحمد: مصرفي وزراعي عريق، اشتهر بانضباطه ونزاهته، وكان قدوة في السلوك المهني والالتزام الأخلاقي في المعاملات.
• أسامة داود (رئيس مجموعة دال): رمز من رموز الجيل الحديث، جمع بين الحداثة والوفاء للجذور، وكان لأسهامه في التنمية الاقتصادية أثر بالغ على قطاع الأعمال في السودان.
• العمدة أحمد شريف (عمدة دبروسة): شخصية نوبية قومية، كان صديقًا لحاكم سكسونيا السفلى بألمانيا وساعد وادي حلفا كثيرًا في مشاريع حيوية أثناء فترات العزلة التي تلت الإغراق
ختامًا: حلفا ليست وحدها
ما جرى ويجري في وادي حلفا يُعيد إلى الأذهان ما حدث في مليط، عندما نُزعت امتيازاتها الجمركية لصالح دنقلا.
الرسالة التي ترسلها وادي حلفا واضحة:
“نحن جزء من هذا الوطن، لا نقبل بالتهميش، ولا نسمح بتمرير مشاريع الخراب باسم الدين أو الأمن أو الوحدة الزائفة.”
وادي حلفا ليست مجرد مدينة… إنها بوابة السودان الشمالية، وحصن للمقاومة المدنية الصلبة.
كلام فاارغ
وكل يشهد ان من كان وراء الاحتجاجات الاخيرة هم القحاطة الانجاس وبقايا شرزمة شيوعة
الحلفاويين لو كانوا رجال كما ذكرت لرفضوا فكرة تهجيرهم من وطنهم الخالد وادي حلفا ولظلوا في بلدهم
ولكن الفريق عبود خماهم زي الفئران ورمى بهم في سهل البطانة
اخر من يتكلم البطولية هم الحلفويين
وهؤلاء القلة القليلة يمكن اغراق بلدهم للمرة الثانية باتفاق بسيط مع مصر
فعلى عقلاء حلفا – ان كان فيهم عقلاء – ان ينصحوا هؤلاء السذج المؤتمرين بقحط والحزب الشيوعي
محمد حسن فرح الكوز الملعون، والله انت انجس انسان قرات له كلمة في حياتي، انت لا تشبه اي سوداني ولا حتى مصري مطرطش كلامك دا لا يكتبه عن الحلفاويين غير انسان فاسق وفاسد ومدمن مخدرات،، الحلفاويين قاومو سلطة عبود العسكرية الذي باع حلفا للمصريين كما باع مشيرك الكذوب وسيدك الترابي باعك انت وكل الاسلاميين امثالك باعهم الوهم والخرافات والخزعبلات،، الحلفاويين لو تعرف يا لقيط تم اجبارهم على الرحيل بعد ان بدات المياه تغمر بيوتهم، ومن تراهم من سكان حلفا القديمة هم من تشبسو بقوة وحفرو باظافرهم وانيابهم على الارض وكلما كانت المياه تعلو وتغرق بيوتهم ارتحلوا اميالا الى الجبال والصحاري،، قطعو منهم المواصلات واوقفو السيارات والقطارات ولكنهم لم يتركو ارضهم، سكبو دماءهم ودموعهم على ارضهم الطاهرة، بعد المقاومة الشرسة اعادت حكومة اكتوبر المواصلات والثطارات وبعدها تحولت حلفا الى مدينة كاملة بابنائها ونسائها وشبابها، انهم فعلا قحاتة كلهم قوى الحرية والتغيير لا يوجد بينهم كوز واطي زي امثالك كلهم يمثلون السودان وانت احقر وارذل من حذاء طفل من حلفا، الحمد لله ان بين لنا هذه الحرب اللعينة سواقط واراذل مجتمعنا من الكيزان وانصار الارهاب الاسلامي اللعين
١/-
اقتباس:
(…- الحلفاويين لو كانوا رجال كما ذكرت لرفضوا فكرة تهجيرهم من وطنهم الخالد وادي حلفا ولظلوا في بلدهم!!.).
٢/-
تعليق:
يفهمهوها كيف يا حبيب، سبق ان كتبت من قبل تعليق في “الراكوبة” وقلت فيه انك تعيش في الامارات!!، فلماذا هاجرت اذا الي بلد ا العمل تحت وصاية كفيل (حياة الماعز!!)، ولم تبقي في وادي حلفا؟!!
ههههههه ووواب علينا منك يابكري الصائغ نحن نمشي منك وين عاااد واش عليك شايل شغل “رقيب” و “عتيد”. كلوا مابتخلي صغيرة او كبيرة تمر بدون علمك مسجل كلوا في الكتب والدفاتر يعني هسع الواحد مابيقدر يكذب او يهظر لالالا كلوا مسجل هههههه الله يجازي محنك يا بكري خفف علينا شوية نلقاه من “رقيب” و “عتيد”.ولي منك ومابعيد “رقيب” و “عتيد”. مرات بيسهو ولكن انت ماشاءالله عليك مابيفوتك شئ عيني باردة عليك مايصيبك شر انشاءالله
كنت اتوقع ان يقوم الحلفاوي المقيم في الامارات يقولمحمد حسن فرح بالاعتذار الشديد للحلفاويين الذين قهرتهم كل الانظمة المدنية والعسكرية والحكومات الانتقالية التي حكمت البلاد من سنة الاستقلال الي يومنا هذا!!، ولكن يبدو ان “حياة المعيز والبهم” في زرائب الغربة قد انسته ثقافة الاعتذار!!
يعطيك العافية ، ونترحم على الشهيدمجدي الذي اعدمه الكيزان بسبب دولاراته الملك ، ومن ثم فطوا الدولار في السوق .