أخبار السودان

(نمرة) في مواجهة الكهرباء

الكهرباء سلعة شعبية كان عنوان المنتدي الدوري لطيبة برس والذي انعقد الأحد الماضي،فذهبت وآخرين لا لنسمع كلام الوزير،عن الدعم (المفتري عليه)وعن إنجازات النظام في مجال السدود والتوليد الكهربائي،فهي أسطوانة مشروخة تدور منذ ربع قرن من الزمان،فنسمع جعجعة ولا نري طحيناً،ولكنني كنت مهتماً بسماع الرأي الآخر من مهندسين وخبراء في هذه المجالات يعرفون حقائق الكهرباء وأسرارها،فلم يخيبوا ظني،ولم تخيب ظني الإعلامية نسرين النمر التي كانت نمرة شرسة في مواجهة الوزير .
وبالرغم من المحسنات اللفظية،والكلام المنمق عن إنجازات وزارته،وبعض المصطلحات الإنجليزية،فإن وزير الكهرباء لم يستطع إقناع الحضور بأن حكومته تدعم الكهرباء بالرغم من الأرقام التي وردت علي لسانه عن تكلفة الكيلوواط/ساعة من التوليد المائي والبالغة 74 قرشاً،ومن التوليد الحراري والبالغة للكيلوواط الواحد ما بين 3-5 جنيهات بحسب سعر الوقود والموقع الجغرافي لكل محطة حرارية .
لقد أبان المهندس جون جندي،وهو الذي أفني حياته في الهيئة القومية للكهرباء قبل أن تفصله (الإنقاذ) أن الكيلوواط من سد مروي لا يكلف أكثر من 9 مليمات (أقل من قرش واحد) بحسب معلومات الوزارة نفسها،مشيراً لنظام الحصص في التوليد،والذي يهدر الطاقة الكهربائية الكامنة والتي كان يمكن أن تغطي مناطق لا تنعم بالكهرباء حالياً .
الوزير كعادة الوزراء،وكأنه من كوكب آخر دافع عن عقود الإذعان الكهربائية،والرسوم التي تؤخذ عن كل عداد كهربائي،بينما العداد نفسه يدفع ثمنه المواطن،موضحاً أن هذه الرسوم أقل من تكاليف حركة عربات الطوارئ،متجنباً الحديث عن أين تذهب أموال الدفع المقدم للكهرباء،المقطوعة علي مدار اليوم،قاطعاً بأن الدولة تدفع للكهرباء بأكثر مما يدفع المواطن،ناسياً أن جيب الحكومة هو نفسه جيب المواطن والذي ينوء كاهله بالضرائب والرسوم والجبايات،وتحدث عن ارتفاع أسعار قطع الغيار نظراً لارتفاع الدولار،ولم يقل لنا ان سياسة حكومته الاقتصادية هي السبب وراء الفشل الاقتصادي.
مشكلة الإنقاذيين أنهم يظنون أن ذاكرة الشعب(ممسوحة) وأن تاريخ السودان بما فيه الكهرباء بدأ بعد قيام سد مروي،وتهجير ناس أمري،بينما الكهرباء موجودة منذ عهد الإستعمار ولم يكن الدفع مقدماً ولم يكن المواطن يتحمل ثمن العداد ولا العمود ولا الأسلاك .
الآن الكهرباء سلعة رائجة يربح منها النظام،ولا تستلم الخزينة العامة جنيهاً واحداً من إيرادات الكهرباء، ومكاتب الكهرباء وأماكن تحصيلها كالفنادق خمس نجوم من حيث المباني والأثاثات،ولكن الكهرباء تقطع معظم الأوقات فيصيح الصغار (الكهرباء جات أملوا الباقات) وتعود الكهرباء بعد لأي فتحرق التلاجات، وتطرشق اللمبات،ولا زال الوزير يتحدث عن الإنجازات وأمور في طرفها (بلكّات).
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انهم يتحثون ويكذبون والنتيجة صفر

    وكما يقول المثل جعجعة ولا اري طجنا

    شعب انهكته الحروب والفقر والمرض

    شعب يعاني في كل شئ

    ومع ذلك فانهم يتحدثون ولا يختشون

    كانهم خشب مسندة

  2. الوطن ينزلق نحو هاوية الصوملة.العصابة تنهار.
    الحل : على كل من له ذرة وطنية المساهمة في حرب عصابات المدن للتخلص من عصابة الكيزان.
    على الشباب تكوين خلايا المقاومة المسلحة بالاحياء للذود عن اماتهم واخواتهم من التعرض لاغتصابات الجنجويد.
    علي الحركات المسلحة تسريب عناصرها لداخل العاصمة.
    على المغتربين دعم ابطال الداخل.
    يكون اول عمل الانتقاضة حرق بيوت الكيزان و كلاب الامن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..