غوتيريش يقول إن هناك نفياً ممنهجاً لصفة الإنسانية عن شعب بأكمله، والبنتاغون يبدي استعداده لدراسة جميع الخيارات بشأن غزة

ملخص
- الرئيس ترامب يجدد اقتراحه لسيطرة بلاده على قطاع غزة، ويقول إن “الجميع يحب الاقتراح”
- البيت الأبيض يقول إن الرئيس “لم يلتزم بنشر قوات أميركية في غزة”
- أدانت ومصر والسعودية ودول أخرى خطط الرئيس دونالد ترامب لـ”استيلاء” الولايات المتحدة على قطاع غزة
- رفض الفلسطينيون خطط ترامب ووصفتها حماس بأنها “سخيفة”، وتقول إنها “كفيلة بإشعال المنطقة”
- الفلسطينيون لـ بي بي سي: أهالي غزة “هذه أرضنا”، وأهالي الضفة “الوطن ليس حقيبة، والفلسطيني لن يغادر”
- أوضح ترامب أنه يريد للولايات المتحدة أن تسيطر على القطاع لمدة “طويلة الأمد”، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”
- يزعم ترامب أن الفلسطينيين يمكن إعادة توطينهم بعيداً عن غزة، “في الدول التي يقول قادتها حالياً لا” في إشارة إلى مصر والأردن
تغطية مباشرة
طبيب فلسطيني: “مازلنا نعيد الحياة إلى شمال غزة”, أليس كودي – بي بي سي نيوز – القدس
تلقيت اليوم في وقتٍ سابق رسالة صوتية من الدكتور محمد صلاح، الذي يشغل منصب المدير المؤقت لمستشفى العودة في شمال غزة، قال فيها “لا أحد في العالم، حتى ترامب، مرحب به للحديث عن غزة أو لإخبارنا بالانتقال من غزة إلى مصر أو الأردن. سنبقى على أرضنا”.
وأخبرني أن تصريحات الرئيس الأمريكي قد “زادت الضغط” على الشعب الفلسطيني الذي يواجه الموت والدمار.
وقال صلاح إن ترامب “لا يعرف كيف يواصل الشعب الفلسطيني حياته، وكيف أن شمال قطاع غزة دُمر بالكامل، ومع ذلك نحن ما زلنا نعيد الحياة إلى الشمال. ما زلنا نعمل ونقدم الخدمات”.
وأضاف أن من بين مَن يرتادون المستشفى هذا الأسبوع نساء في حالة ولادة، عدن إلى الشمال بعد أشهر من النزوح في جنوب غزة، في إشارة إلى أن الشمال يستقبل حياة جديدة كانت تنبض في أرحام تلك الأمهات.
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة، مستشفى العودة في جباليا شمال غزة تعرّض للقصف خلال حرب غزة كاتبة فلسطينية أمريكية تنقل لبي بي سي رفض أقاربها في غزة مقترح ترامب, براندون درينون – بي بي سي نيوز – واشنطن
استخدمت الكاتبة والناشطة الفلسطينية الأمريكية ليلى الحداد، كلمات مثل “مذهولة”، “مرعوبة”، و”متألمة” لوصف رد فعلها على تعليقات ترامب الأخيرة بشأن غزة.
وقالت الحداد لبي بي سي، إن تصريحات ترامب الأخيرة أظهرت “ازدراءً كاملاً وقسوةً تجاه حياة الفلسطينيين وإنسانيتهم وكرامتهم، وكأنهم مجرد قطع شطرنج يُتلاعَب بها”.
وأضافت أن ترامب كان يتحدث عن الفلسطينيين وكأنهم “يعيشون في الخلاء، وكأنهم مجرد ضحايا كارثة طبيعية مؤسفة”.
قضت الحداد معظم طفولتها بين غزة والسعودية، وعاشت في القطاع مرة أخرى لعدة سنوات بعد المرحلة المدرسية، مشيرة إلى أنها “كانت دائماً” تصبو إلى العودة.
غادرت الحداد غزة بعد زواجها من فلسطيني، كان على عكسها، لا يمتلك تصريحاً يسمح له بدخول غزة من إسرائيل.
“على الرغم من الحصار والدمار والاحتلال وغيره، إلا أن غزة تبقى الوطن”.
وأوضحت الحداد أن “هذا الموضوع يُناقش يومياً، بأنه في اللحظة التي يُفتح فيها المعبر، نريد العودة”.
على هاتف ليلى، هناك بعض مجموعات المحادثة الخاصة التي تجمع أقارب لها في غزة، وتتابع من خلالها “إن كان أحدهم قُتل أم لا”.
قالت ليلى الحداد إنها تحدثت إلى عائلتها في غزة صباح اليوم، وإنهم “يرفضون بشكل قاطع” مقترح ترامب.
وتساءل أحد أفراد عائلتها في استنكار: “هل تعتقدين أننا بعد كل ما عانيناه، سنخضع لهذا، أو سنقبل، ربما رغماً عنا، أن نُرحّل من منازلنا؟!”.
وأكد قريبها أن غزة هي “وطنهم، عامرة كانت أم ركاماً”.
صدر الصورة، Laila El-Haddad
التعليق على الصورة، الحداد: ترامب يتحدث عن الفلسطينيين وكأنهم “ضحايا لحادثة طبيعية مؤسفة” مجموعة عربية أميركية مؤيدة لترامب تغير اسمها بعد تصريحاته حول غزة
قررت مجموعة كانت تُعرف سابقاً باسم “عرب أميركيون من أجل ترامب” تغيير اسمها إلى “عرب أميركيون من أجل السلام”، في ضوء تصريحاته حول السيطرة على غزة.
وأعربت المجموعة لوكالة أسوشيتد برس عن “تقديرهم عرض الرئيس لتطهير غزة وإعادة بنائها”، لكنهم “يعترضون أيضاً على اقتراح الرئيس بالسيطرة على غزة وترحيل سكانها الفلسطينيين”.
وقال بشارة بحبح، رئيس المجموعة، “من الواضح أننا نعارض تماماً فكرة نقل الفلسطينيين من أي مكان في فلسطين التاريخية”.
وأضاف: “لم نكن نريد أن نتخلف عن الركب فيما يتعلق بالدفع نحو السلام، لأن هذا كان هدفنا منذ البداية”.
كندا: ملتزمون بتحقيق حل الدولتين
أكدت وزيرة خارجية كندا أن موقف البلاد الراسخ بشأن غزة لم يتغير.
وقالت ميلاني جولي في منشور على إكس: “نحن ملتزمون بتحقيق حل الدولتين، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمان داخل حدود معترف بها دوليا”.
وأضافت: “لا يوجد دور لحماس في حكم غزة. نحن ندعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير، بما يشمل مقاومة النزوح القسري من غزة”.
صدر الصورة، Reuters
مقترحات ترامب تعد بمثابة “عقاب جماعي” للفلسطينيين, توم بيتمان – مراسل وزارة الخارجية الأميركية
تُشكل خطة دونالد ترامب أكبر تحول جذري في الموقف الأمريكي تجاه غزة، وهو التحول الأكثر تطرفاً منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 وحرب 1967 التي شهدت بداية الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأراضٍ تشمل قطاع غزة.
ويُعد قطاع غزة مأوى للفلسطينيين الذين فروا أو تم تهجيرهم من مدنهم وقراهم خلال حروب تأسيس دولة إسرائيل. والآن يشكلون هم وأحفادهم الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة.
وستؤدي مقترحات ترامب، إذا ما تم تنفيذها، إلى إجبار سكان غزة، الذين يتجاوز عددهم حالياً المليونين، على الانتقال إلى أماكن أخرى في إطار العالم العربي أو حتى خارجه، بهدف “إعادة توطينهم بشكل دائم”.
وتسعى المقترحات إلى القضاء على إمكان تحقيق حل الدولتين المتعارف عليه، وسيواجه رفضاً قاطعاً من قبل الفلسطينيين والعالم العربي باعتبارها خطة للترحيل.
كما سيشهد مقترح ترامب تأييد قطاع كبير من القاعدة السياسية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وكذلك من الحركة الاستيطانية القومية المتطرفة في إسرائيل؛ حيث سيرون فيها تحقيقاً لأحد أهداف إسرائيل في الحرب، ألا وهو “عدم السماح لغزة بأن تُشكل تهديداً لإسرائيل”.
أما بالنسبة للفلسطينيين العاديين، سيعد ذلك بمثابة عقاب جماعي واسع النطاق.
غوتيريش: هناك نفي ممنهج لصفة الإنسانية عن شعب بأكمله, ندى توفيق – بي بي سي نيوز نيويورك
علق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على خطة دونالد ترامب للسيطرة على غزة، قائلاً إن “من الضروري الإبقاء على التزامنا بأسس القانون الدولي وتجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي”.
وقال غوتيريش في خطابٍ ألقاه في جلسة الافتتاح لهذا العام للجنة ممارسة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني: “عندما نسعى لإيجاد حلول، ينبغي ألّا نجعل المشكلة أسوأ”.
وأضاف أن غزة جزء لا يتجزأ من إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وأن أي سلام دائم يتطلب تقدماً ملموساً دائماً لا رجعة فيه نحو حل الدولتين وإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما أكدت محكمة العدل الدولية.
كما أكد على الحاجة إلى الاستمرار في الضغط من أجل وقف دائم لإطلاق نار وإطلاق سراح جميع الرهائن دون تأخير، خاصة وأن الوصول إلى حق الفلسطينيين “في العيش ببساطة كبشر في أرضهم” أصبح بعيد المنال.
وقال أمام الوفود المشاركة في اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك: “لقد شهدنا عملية مرعبة وممنهجة لنفي صفة الإنسانية عن شعب بأكمله وشيطنته”.
صدر الصورة، EPA
التعليق على الصورة، غوتيريش: “عندما نسعى لإيجاد حلول، يجب ألّا نجعل المشكلة تزداد سوءاً” ماكرون والسيسي يؤكدان رفضهما أي “نزوح قسري” للفلسطينيين في غزة والضفة
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي رفضهما أي “نزوح قسري” للسكان الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية.
وقالا عقب محادثة هاتفية، الأربعاء، إن ذلك سيكون “غير مقبول”.
وأضاف الزعيمان، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، “سيكون ذلك انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وعقَبة أمام حل الدولتين وقوة كبيرة لزعزعة استقرار مصر والأردن”.
وقال بيان صادر عن الرئاسة المصرية إن السيسي أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على “ضرورة التخطيط للبدء بشكل عاجل في جهود إعادة إعمار قطاع غزة بما يسهم في استعادة الاستقرار لأهالي القطاع وجعله قابلاً للحياة”.
جاء البيان بعد أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “سيطرة طويلة الأمد” على غزة من قبل الولايات المتحدة، ما أثار ضجة دولية.
وقال ماكرون والسيسي إنهما يريدان العمل من أجل “حل موثوق به” يمهد الطريق لحل الدولتين في المنطقة.
صدر الصورة، Getty Images
وزير الدفاع الأمريكي: البنتاغون مستعد لدراسة جميع الخيارات بشأن غزة
قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث يوم الأربعاء إن البنتاغون مستعد للنظر في جميع الخيارات عندما يتعلق الأمر بغزة، وذلك بعد يوم من تصريح الرئيس دونالد ترمب بأنه يرغب في أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد تطويره.
وقال هيغسيث قبل بدء اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البنتاغون: “أود أن أقول، فيما يتعلق بمسألة غزة، إن تعريف الجنون هو محاولة القيام بالشيء نفسه مراراً وتكراراً”.
وأضاف هيجسيث أن الرئيس ترامب “مستعد للتفكير خارج الصندوق، والبحث عن طرق جديدة وفريدة وديناميكية لحل المشكلات التي بدت مستعصية على الحل. نحن مستعدون للنظر في جميع الخيارات”.
وعندما سُئل على وجه التحديد عما إذا كانت ثمة خطط لإرسال قوات إلى غزة، أشار هيغسيث إلى أن ترامب يجري “مفاوضات معقدة للغاية ورفيعة المستوى”.
وأكد أنه لن “يسبق” الرئيس في الكشف عن أي تفاصيل حول ما قد تفعله الولايات المتحدة أو لا تفعله.
صدر الصورة، US Pool
التعليق على الصورة، هيجسيث: ترامب “مستعد للتفكير خارج الصندوق” المسلمون في ميشيغان فزعون من تصريحات ترامب
أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين، قلق الكثير من الأمريكيين العرب والمسلمين، وبينهم قادة الجالية في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، التي تضم أكبر أغلبية عربية أمريكية في الولايات المتحدة.
وقد حصل ترامب في ديربورن، معقل الديمقراطيين السابق، على 42% من الأصوات في انتخابات 2024، حيث أدلى الكثيرون بأصواتهم، احتجاجاً على طريقة تعامل الرئيس السابق جو بايدن مع الحرب في غزة.
ويقول عباس علوية، الذي أسس حركة “غير ملتزمين”، وهي مجموعة تحتج على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل: “إن الذين استمعوا إلى تعهد ترامب بـ “السلام في الشرق الأوسط” خلال حملته الانتخابية، قد يشعرون بالخيانة بسبب تصريحاته الأخيرة”.
وأضاف علوية، الذي صوت لصالح كامالا هاريس، أن خطة ترامب متهورة وواهمة وإجرامية.
وقال لبي بي سي: “إن الخطة ستؤدي إلى معاناة إنسانية هائلة”.
ويرى ريكسينالدو نازاركو، المدير التنفيذي لشبكة إشراك المسلمين الأمريكيين وتمكينهم في ديربورن، أن تصريحات ترامب ذريعة للتطهير العرقي.
وقال إن إجبار شعب بأكمله على الخروج من وطنه يعد جريمة حرب وكارثة أخلاقية وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي.
وأضاف:”إذا كان الرئيس ترامب جاداً بشأن السلام في الشرق الأوسط، فعليه أن يوضح الآن أنه لا يدعم التهجير القسري للفلسطينيين”.
فكرة ترامب بشأن التهجير “خط أحمر” بالنسبة للدول المجاورة, واير ديفيز – تقرير من القدس
كانت معظم ردود الفعل الإسرائيلية على الخطة غير المألوفة التي طرحها دونالد ترامب بشأن غزة، تعكس شعوراً بالدهشة وعدم التصديق.
قليلون هم من يعتقدون بجدية أنه عندما تنتهي الحرب في غزة، ستتطور المرحلة التالية بشكل يشبه ما اقترحه الرئيس الأمريكي.
ما يشغل بال العديد من الإسرائيليين الذين تفاءلوا برؤية الرهائن يُطلق سراحهم بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار، هو أن تدخّل ترامب قد يعرقل تقدم اتفاق وقف إطلاق النار نحو مرحلة ثانية.
هذا بخلاف أقلية صاخبة من السياسيين في أقصى اليمين الإسرائيلي.
فإيتمار بن غفير، الذي استقال من حكومة بنيامين نتنياهو احتجاجاً على وقف إطلاق النار في غزة، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “دونالد، يبدو هذا كبداية صداقة جميلة”.
وكان الوزير السابق، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ، قد اقترح سابقاً “تشجيع” الفلسطينيين على مغادرة غزة، ودعا نتنياهو إلى اعتماد مقترحات ترامب كسياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية.
صدر الصورة، Reuters
وبعد التطرق إلى ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات ترامب أمس بشأن غزة، التي رفضها القادة الفلسطينيون والدول العربية المجاورة على الفور.
وعلى الرغم من أن هذه الدول غالباً ما تُتهم – وبعض هذه الاتهامات مبرر – بعدم الدفاع دائماً عن الحقوق الوطنية للفلسطينيين، إلا أن فكرة ترامب بنقل مئات الآلاف قسراً أو تشجيعهم على مغادرة غزة تعد خطاً أحمر.
فلا يزال حلم الدولة الفلسطينية المستقبلية مهماً للكثيرين في الشرق الأوسط، خاصة الشباب الذي أثارته صور الدمار والقتل القادمة من غزة.
كما يدرك قادة الأردن ومصر ودول أخرى أن وصول مئات الآلاف من العرب السنّة إلى حدودهم قد يخل بالتوازن الديموغرافي في منطقة تعاني من عدم الاستقرار والاضطرابات.
هذا لا يعني أن ترامب مخطئ بالكامل؛ فغزة تشبه بالفعل “موقع هدمٍ” مع تدمير أكثر من 60% من مبانيها أو تضررها بشكل كبير بسبب واحدة من أكبر حملات القصف في التاريخ العسكري.
كما يؤكد المراقبون والمراسلون الذين شهدوا عدة صراعات هناك في العقود الأخيرة، أن عدم التوصل إلى حل طويل الأمد لـ”قضية غزة”، يعني أن من شبه المؤكد أننا سنعود إلى السيناريو ذاته بعد أربع أو خمس سنوات.
خطة ترامب بشأن غزة لن تتحقق، لكن سيكون لها عواقب, جيريمي بوين- محرر الشؤون الدولية
الخطة التي طرحها دونالد ترامب لن ترى النور، فهي تتطلب تعاون دول عربية رفضتها بالفعل. وتشمل هذه الدول الأردن ومصر، اللتين يرغب ترامب في أن تستقبلَا فلسطينيي غزة، بالإضافة إلى السعودية التي يُتوقع أن تتحمل التكلفة.
حتى حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل الغربيون يعارضون الفكرة. وقد يغري بعض الفلسطينيين في غزة – وربما كثيرون منهم – مغادرة القطاع إذا أتيحت لهم الفرصة. لكن حتى لو غادر مليون شخص، سيظل هناك نحو 1.2 مليون آخرين.
ويفترض أن الولايات المتحدة – المالكة الجديدة لـ”ريفييرا الشرق الأوسط” بحسب ترامب – ستضطر لاستخدام القوة لإخراجهم. وبعد التدخل الأمريكي الكارثي في العراق عام 2003، سيكون هذا الإجراء غير مرحب به على الإطلاق في الولايات المتحدة.
وزير الخارجية الأمريكي: ترامب قدم عرضاً سخياً لإعمار غزة
وصف وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن غزة بأنه عرضاً سخياً، “لتتولى الولايات المتحدة مسؤولية إعادة إعمار غزة”، ما يجعله يبدو اختيارياً.
وأضاف أن إعلان ترامب، لم يكن المقصود منه خطوة عدائية. وقال روبيو: “ما أعلنه الرئيس ترامب أمس هو العرض، والاستعداد، من جانب الولايات المتحدة، لتحمل المسؤولية عن إعادة إعمار تلك المنطقة”.
وأضاف أن إعلان ترامب، أقرّ بأن غزة متضررة بشدة، وأن بعض المناطق أصبحت غير صالحة للعيش.
صدر الصورة، Reuters
الاتحاد الأوروبي يؤكد أن غزة “جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية”
رد الاتحاد الأوروبي أيضاً، على خطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤكداً موقفه الثابت بأن الكتلة “ملتزمة بقوة” بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي بيان صادر عن متحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أُكد أن غزة يجب أن تكون “جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.
وأضاف المتحدث: “لقد لاحظنا تعليقات الرئيس ترامب. الاتحاد الأوروبي يظل ملتزماً بحل الدولتين، الذي نؤمن بأنه الطريق الوحيد لتحقيق سلام طويل الأمد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.
صدر الصورة، Getty Images
جمهوريون يشككون في تصريحات ترامب
انتقد عدد من المشرعين الجمهوريين، تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن غزة، بينما أعرب آخرون عن تأييدهم.
وقال السيناتور الجمهوري راند بول في منشور له على موقع إكس: “إن السعي لتحقيق السلام يجب أن يكون من أجل الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وأضاف: “اعتقدت أننا صوتنا لصالح أمريكا أولاً”. وقال: “ليس من حقنا أن نفكر في احتلال آخر يهلك ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا”.
وشكك السيناتور الجمهوري جوش هاولي في تصريحات ترامب، وقال لموقع بوليتيكو: “لا أستطيع أن أدرك أن يكون الاستخدام الأمثل لموارد الولايات المتحدة من خلال إنفاق الأموال في غزة. دعنا نرى ما الذي سيحدث”.
غوتيريش: “علينا ألّا نجعل المشكلة أسوأ”, ندى توفيق – مراسلة بي بي سي في الأمم المتحدة – نيويورك
استعرض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك تصريحات يُتوقع أن يُلقيها الأمين العام، أنتونيو غوتيريش، خلال الساعات المقبلة، ردّاً على خطة الرئيس دونالد ترامب الصادمة بشأن سيطرة الولايات المتحدة على غزة.
فيما يتعلق بغزة، سيقول غوتيريش إنه “من الضروري الالتزام بأسس القانون الدولي” و “من الضروري تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي”.
وسيحذّر غوتيريش من “جعل المشكلة أسوأ، خلال البحث عن حلول”، وسيعيد التأكيد كذلك على حل الدولتين.
وسُئل دوجاريك مباشرةً عمّا إذا كان الأمين العام يعتقد أن خطة الرئيس ترامب لتولي الولايات المتحدة السيطرة على غزة هي تطهير عرقي، أجاب بأن “أي نزوح قسري يعادل التطهير العرقي”.
وأضاف أن الأمين العام تحدث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بشأن الأوضاع.
كان لدى البيت الأبيض فرصة لاستبعاد النقل القسري للفلسطينيين، لكنه لم يفعل, توم باتمان – بي بي سي نيوز، من البيت الأبيض
في غرفة الإحاطات الصحفية بالبيت الأبيض، وجهت سؤالاً للمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، للتوضيح عما إذا كان الفلسطينيون الراغبون في البقاء على أرضهم في غزة سيتمكنون من ذلك بموجب خطة الرئيس المقترحة.
لم تؤكد ليفيت ذلك وتجنبت الإجابة المباشرة، قائلة بدلاً من ذلك إن ترامب ملتزم بـ”إعادة إعمار غزة وإعادة توطين من فيها بشكل مؤقت”.
وأعادت التأكيد على أن غزة “موقع مدمر” يفتقر إلى المياه والكهرباء، وأن ترامب “يريد أن يعيش هؤلاء الأفراد في سلام”.
كان بإمكان السؤال أن يتيح للبيت الأبيض استبعاد فكرة التهجير القسري للفلسطينيين، ولكن الإجابة لم تفعل ذلك.
أعضاء الكنيست العرب: الصوت الوحيد المعارض للتهجير, مهند توتنجي – مراسل بي بي سي نيوز في القدس
قابلنا داخل الكنيست، الدكتور أحمد الطيبي عضو عربي في الكنيست، ولم تخف ملامح وجهه الغضب من هذه المواقف التي اعتبرها مفاجِئة من حيث تغيّر السياسة الأمريكية بشكل واضح.
“تصريحات عبثية ولكنها خطيرة للرئيس الأمريكي، تصريحات متطرفة أكثر مما كان يطلب الوزراء المتشددون سموترتش وبن غفير”، هكذا كان تعليق الطيبي على هذه التصريحات التي يجمع الإسرائيليون على الترحيب بها ما عدا المجتمع العربي في إسرائيل.
التعليق على الصورة، الدكتور أحمد الطيبي عضو عربي في الكنيست ويعتبر الطيبي بأن تبني ترامب لهذا المشروع اليميني هو سخرية قدر، خصوصاً وأنه ذكر هذه التصريحات حول غزة المدمرة والخراب الموجود فيها وبجانبه رئيس وزراء إسرائيل المسؤول عن هذا الدمار والذي كان يبتسم طوال الوقت دون أي مسؤولية.
وحول سؤالنا له على الترحيب الكبير من كل فئات الأحزاب السياسية الإسرائيلية، أجاب الطيبي بأن خطة التهجير “هي جريمة أخلاقية وتعيد إلى الوراء أفكار مؤسسي إسرائيل مثل دافيد بن غوريون”.
يعتقد الطيبي بأن هذه الأفكار موجودة في أدمغة ما وصفه “اليمين الفاشي” وعند كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية.
عاجل, “الرئيس ترامب لم يلتزم بنشر قوات أميركية في غزة”
سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، كيف تتوافق مقترحات ترامب بشأن غزة مع سياسة أمريكا أولاً، التي تركز على التركيز على السياسة الداخلية، وتعارض التورط في الحروب الخارجية.
أجابت أن الرئيس ترامب “لم يلتزم بإرسال قوات برية”، مضيفة أن هذا “لا يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين سيموّلون الجنود”.
عندما ضغط عليها الصحفيون، لم تستبعد إرسال قوات برية أمريكية لكنها كررت أن ترامب لم “يلتزم”.
وأكدت ليفيت أن ترامب يتوقع من شركائنا خاصة مصر والأردن قبول الفلسطينيين “مؤقتاً” حتى نعيد بناء وطنهم.
وبينّت خلال إحاطة قدمته للصحفيين أن ترامب “مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين مع جميع شعوب المنطقة المحبة للسلام”.
دونالد ترامب يفكر خارج الصندوق – البيت الأبيض
بدأت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الإحاطة الصحفية بالتأكيد على التزام الرئيس دونالد ترامب، بحل الصراع في الشرق الأوسط. وأوضحت ليفيت أن ترامب يعمل على إطلاق سراح جميع الرهائن، والقضاء على حركة حماس، وإعادة السلام إلى المنطقة.
وصفت ليفيت ترامب بأنه “مفكر خارج الصندوق”، معتبرة اقتراحه لوضع غزة تحت السيطرة الأمريكية “تاريخياً”. ثم انتقلت إلى مناقشة موضوعات أخرى في السياسة الأمريكية، مع التركيز على تصريحات ترامب بشأن “الاستيلاء” على غزة.
صدر الصورة، EPA
التعليق على الصورة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي وغلبت على ليفيت نبرة انتصارية، مشيرة إلى تصريحات ترامب الأخيرة حول “امتلاك” غزة. وقالت: “الجنون هو تكرار نفس الشيء وتوقع نتائج مختلفة.” وأضافت: “الرئيس ترامب هو مفكر خارج الصندوق وقائد رؤيوي يحل مشاكل يزعم الكثيرون، خاصة في واشنطن، أنها مستحيلة الحل”.
من الواضح أن البيت الأبيض يعتبر هذا الأسبوع ناجحاً، حيث وصفت ليفيت سلسلة من “الانتصارات”، بما في ذلك الاتفاقيات مع المكسيك وكندا حول التعريفات الجمركية، ولقاء نتنياهو، واستئناف الرحلات الجوية إلى غوانتانامو.
ترامب تجنب الأسئلة بشأن التفاصيل, توم باتمان – مراسل بي بي سي في وزارة الخارجية الأمريكية
تجنب الرئيس الأمريكي – حتى الآن – الأسئلة بشأن التفاصيل، وهذا يعني ببساطة أن أجزاء كبيرة من مقترحه لم يتم توضيحها.
من بين الأسئلة التي لم يجب عليها بوضوح، كان عن السبب الذي يجعل الفلسطينيين في غزة – معظمهم لاجئون من موطنهم التاريخي داخل ما أصبح الآن إسرائيل، والذي لم يُسمح لهم بالعودة إليه – يختارون مغادرة منازلهم والذهاب إلى مصر أو بلدان أخرى.
ولم يذكر كذلك كيف يمكن لسيطرة الولايات المتحدة على غزة أن تجبر الناس على الرحيل.
لهذا السبب، يبدو أن الاقتراح، بقدر ما هو واضح، غير قابل للتنفيذ تماماً، ويشكل انتهاكاً واضحاً لاتفاقية جنيف الرابعة (التي تعد الولايات المتحدة أحد الموقعين عليها)، والتي تحظر بشدة النقل القسري للسكان “بغض النظر عن الدوافع”.
وفي خضم الإدانات من الدول العربية والغربية، يرى البعض المقترح على أنه غير واقعي البتة، بل وغير جدّي حتى.
صدر الصورة، Getty Images
لكن، يمكن أن يكون للخطة عواقب آنية أكثر، وذلك لكونها تستبدل المقترح الهش الذي كانت تصوغه إدارة جو بايدن، حول نوع من السيطرة العربية أو الفلسطينية على غزة في اليوم التالي للحرب – أو بعد انتهاء المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار الحالي ضمن اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
ورغم عدم وجود اتفاق واضح على ذلك، إلا أن المفاوضات كانت مستمرة، بوساطة أمريكية، لصياغة ما تراه واشنطن والدول العربية على أنه مستقبل غزة على المدى المتوسط – أو نقطة نهاية لاتفاق وقف إطلاق النار.
أما الآن، فهذا الهدف النهائي ذهب مع الريح.
فبدلاً من الحكم والأمن الفلسطيني أو العربي في غزة، ستُحتل المنطقة، أو تُضم حتى للولايات المتحدة، وستُبنى على مدى 15 عاماً من أجل “شعوب العالم”، بينما “ستتم إعادة توطين معظم الفلسطينيين بشكل دائم” في أماكن أخرى.
وهذا اقتراح أمريكي مختلف تماماً فيما يتعلق بمستقبل غزة، في حين تتوقف مفاوضات وقف إطلاق النار، فيها، بين إسرائيل وحماس، حالياً، عند منعطف حرج بين المرحلتين الأولى والثانية.