أنواع سودانية جديدة من أمراض الضغط والسكري وغيرها..

النكتة السياسية هي نوع من الرسم الكاريكاتيري التهكمي باسلوب ساخر ولكنه يأتي عبر لسان حال الوضع المعين الذي يشغل الناس فيعبر أذكياء المجتمع عنه بابتداع الطرائف التي تنم عن دهاء وفطنة وحنكة عالية في التعاطي مع الأحداث من قبيل التنفيس أو إيصال رسالة بصورة غير مباشرة !
فالكثير من الحكام كانوا يطلبون من مخبري امنهم في الأماكن العامة ان يجمعوا لهم أحدث النكات السياسية وغيرها وذلك لتحليلها في ورش مجالسهم الرسمية تلمساً لواقع الحال في الشارع و تجنب إتساع رقعة النقمة عليهم ولعل أبرزهم الرئيس جمال عبد الناصر وكان خلفه الرئيس السادات ايضا ًيتعاطى النكتة ويتفاعل معها عليهما رحمة الله !
في بداية الأزمة السورية الحالية أطلق إخوتنا السوريون الكثير من النكات على الطريقة الباردة التي يتعاطى بها وزير الخارجية السوري مع الصحافة رغم سخونة الحدث المأسوي على الأرض، فقالوا في إحداها أن منظمة الصحة العالمية أطلقت على إحدى أعراض الذبحة الصدرية إسم الوزير السوري !
الزميل الظريف الأستاذ الفاتح جبرا كثيراً ما يردد في مقالاته الساخرة ..عبارة..
( يا ولد ناولني حبوب الضغط)
حينما يشاهد مسئولاً حكومياً أو من الحزب الحاكم من صنف الذين يبدأون حديثهم بكلمة أحسب أن ..وهو يهدف عكس الهواء!
أو يقرأ خبراً من ذلك النوع الذي يفقع المرارة من شدة الغيظ !
أنا قدري ككاتب تضطرني الضرورة لمتابعة أخبار الوطن عبر تلفزيوناتنا الفضائية و الصبر على ملل النشرة الإخبارية التي تبدأ بتكرار التكبير عند إفتتاح بالوعة جديدة أو كما شاهدنا صورة أحد المعتمدين في واحدة من ولايات الإقليم الشمالي وهو يضع يده على لافتة قف المرورية إيذاناً بافتتاحها وهو أمر لا ينبغي نشر غسيله في أصغر الصحف ، ناهيك عن محطة فضائية يشاهدها العالم ..كما شاهدنا سابقة إفتتاح رئيس الجهورية لماكينة صراف آلى ..وهو حدث لا يرقي في البلدان التي يحترم فيها المسئؤلين ذواتهم ويقدرون قيمة الوقت أن يخرج مدير البنك لذلك الإنجاز البسيط !
ومن خلال تلك المتابعة القسرية لجولا ت القياديين في الولايات المختلفة عبر الأخبار التي تمتد ربما لساعة كاملة تأتي مخاطبة مؤتمرات فروع الحزب الحاكم هذه الأيام تميهداً لمسرحية اللغف وبعزقة المال العام على متعهدي المسرحية المسماة بالمؤتمر العام في أكتوبر القادم ،فلا يقف مستوى أصابة المرء بالسكر والضغط على ذات التصنيفات المعروفة عالميا.. وذلك بالطبع إنجاز جديد يضاف الى المؤتمر الوطني وحكومته وهو يحقق شعاره
المطروح أرضاً..
( حزب رائد لبلد واعد )
فيتحدث أحدهم عن ديمقراطية هذا الحزب التي ينبغي أن تدرس في سائر انحاء العالم أو يقول آخر
إننا اصبحنا نموذجاً فريداً في اسلوب الحكم الراشد وعلى الآخرين الإحتذاء بنا لتعميم فائدته على بقية الشعوب المضطهدة من حكامها..!
لذا فقد حق لنا أن ندعو بكل الفخر منظمة الصحة العالمية ان تتفرغ لنا قليلاً وتترك وباء إيبولا الأقل فتكاً من مصيبتنا في غرب أفريقيا جانباً لتدرس إمكانية إطلاق اسماء بعض مسئؤلي الحزب الحاكم والحكومة على الأنواع الجديدة من امراض الضغط والسكر والسرطان والفشل الكلوي وذلك تخليداً لعبقريتهم في نشر تلك الأنواع في بلادنا من خلال عنت الأبحاث التي كان فيرانها وارانبها أفراد شعبنا في مختبر تجاربهم الذي أنفقوا فيه جهداً إستمر ربع قرن من الزمان..وهو أمر يستحقون عليه جائزة نوبل للفشل التي ينبغي إستحداثها خصيصاً لهم!
ولكنهم لتواضعهم رفضوا الترشح لذلك الشرف الرفيع بدعوى أنهم لا يستحقونه إلا بعد الإحتفال باليبوبيل الذهبي وهو ليس ببعيد ..فسيحل بعد ربع قرن من الآن فلننتظره على نار !
ويا ولد لا تأتي لي بالحبوب مثل عمك جبرة .. فإنها لن تفيد .. هات مسمار عمنا ود مختار عليه الرحمة بعد وضعه في جمر الغضى لنكوي به علتنا عساها تنطفي مع حرارة شوقنا لذلك اليوم التاريخي !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ده كله كوم والإحتفال بالجامعة القربت تجى فى الطيشة الأواخر كوم ..غايتو الطشاش فى بلد العمى شوف لا نملك إلا أن نقول زى مابسميها الأستاذ شوقى بدرى محن سودانية .. يا ما شفنا محن فى عهد الأبالسة ديل وإنشاء الله اكثر مما شفنا تانى مانشوف ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..