السودان والنفق المظلم

عدلي خميس
إنني لست بشاعر ولا سياسي ولا فيلسوف فان فقط مواطن أحب بلدي وأتمنى أن أراها مثل غيرها من البلاد .
لا ادري كيف أبداء مقالي لأنني اشعر بأسى وحزن وضميري يانبني ومثقل بالكثير حتى قلمي لا يطاوعني ويتعثر في تجميع الأحرف حتى تكمل كلمة مفهومة لمن يريد قراءة مقالي .
تكالبت علينا الأمم كالقصعة وكثر المهرجون السياسيون والذين يعيشون في عالمهم الخاص الملئ بالعهر السياسي بدون أدنى مراعاة لمن هم يدعون زورا وبهتانا يدافعون عنهم ويتحدثون بلسنتهم ونجدهم في أرقى الفنادق قهقهون وفي طغيانهم يعمهون وخلف غرف الاجتماعات المغلقة ويملكون الفارهات من العربات ويتزوجون مثني وثلاث ورباع من الزيجات باسم البلد والسياسية وهم في فهمهم فارق للسياسة ما بين المشرق والمغرب وآلاف من السنين الضوئية لأنهم تكلست أفكارهم فهم قد تجاوزا السبعون خريفا من السنين بل يزيد وعلا الشيب روؤسهم وأنحنت ظهورهم ولا يزالون يحلمون بتحقيق الركوب على جماجم الشعب الاشعث الاغبر وأما الأحزاب الجهوية والعقائدية فهي في مستنقع سحيق من نتن لا قرار له في عالمهم الخاص وقد وصل بهم الرأي للتخابر والتشاور مع دول الجوار والاحتماء والتنادي لها لحمايتهم ومساعدتهم في التخلص في كيفية تمزيق الوطن الى دويلات وحكم ذاتي صدح بها الكثيرون من الارزقيه ويسعون الي تكمليكها أسرارنا بحجة أنهم يتشاورون معهم وقد غرتهم تلك الكلمات والعبارات الرنانة التي استخدمها استخبارات لتلك البلدان وأصبحوا رهينة في أيديهم كأي لعبه بين يدي أطفال يحركونها متى ما شاؤا وكيفما شاؤا والطرق التي يريدونها كالذي يدس السم في الحلوى للأطفال بدون أدنى تفكير في المنظور الاستراتيجي العبيد المدى والمستقبلي لمصلحة البلاد والعباد من المواطنين اهلي الغبش والارتهان لمواعيد وصفقات زائفة تنقشع وترسب عند أقرب امتحان حقيقي كما ذكر بعض تظهر الخيول عند اخر منحي فهم واهمون وربما لا ابالغ معتوهون . بالمقابل الثوار والشباب المواطنون الخلص يموتون في الشوارع بسلاح دفع قيمتها الشعب المغول على أمره من رصاص مطاطي أو بمبان أو مسيل للدموع تم استيراده خصيصا لتلك المظاهرات السليمة والتي هي من ايدلوجيات وثوابت ثورتنا المجيده السليمة عرفها لعالم منذ انفجارها وأشادوا بها ولكن هم غيروها بمفهومهم الاستعلائي الشمولي الأمني بعقيدة أمنية هي أن الشعب العدو الدود للحكومة والجهاز الامني باكمله وقد تم ادلجة قوات الشرطة وتتعامل مع الشعب بعكس المبداء للشرطة في خدمة الشعب بل تمادوا أن كافوا من يقمون بتلك الفظائع بالانجم والنياشين بمخالفة صريحة لأبسط حقوق الانسان في بلدي يبحث عن الحرية التي كفلها له القانون في كافة أنحاء العالم . هنا تشتم رائحة الخيانة العضمى للبلد ولكن عندما تقول الحقيقة يتكالبون عليك بحجج ما أنزل الله بها من سلطان . ونجد خلفهم ومن يؤاز رهم من الفلول اللذين هم يسرحون ويمرحون وبغطاء سياسي من العهد البائد ( الفلول) الكيزانية في كافة مفاصل الدولة حتى لا تنجح الثورة المجيدة ولا تحقق مطالبها والتي غيرت مفاهيم الشعب حتى ينال حريته من تلك الحقب العسكرية والحكم الشمولي من (الحرية والسلام / والعدالة) والذي قضى على الأخضر واليابس بل استبدل القيم الاجتماعية بمشاريع أيدلوجية أثرت على كافة نواحي الحياة الاقتصادي والتنموي والسياسي والاجتماعي وخرق وتمزيق ممنهج للنسيج المجتمعي من تشكيلات أمنية بأسماء متنوعة منها النشط ومنها النائم وتدار بتنظيمات لها قرون استشعار تتلون كما الحرباء حسب الموجه وما دار بالقاهرة خير دليل على تلك الخروقات السياسية الغير مسبوقة في تاريخ السودان على المدى المعاصر وأنها لعمري عار في جبين السودان البلد الشامخ . وسؤالي كيف لبلد محكومة بالحديد والنار والعسكرية منذ عام 1952م لم تجرب الديمقراطية والآن تتصدر المشهد السياسي لتصدير الديمقراطية وتضع الحلول وترسم الخطط الإستراتيجية وخريطة طريق لإنقاذ السودان مما هو فيه من تشظي سياسي مفتعل فيه فهي احد أسباب تلك الحالة المزرية التي نحن نعيشها في السودان ولولا احترام المكان لقلت الكثير وهنالك مثل سوداني معروف لمثل هذه الحالة (فاقد الشي لا يعطيه) .
نحن بحاجة ماسة وملحة وضروية لصحوة ضمير وطني يكون هدف الاعلى والاسمى هو نصرة الوطن باخلاص متجرد بدون انتماء لحزب أو جهة أو قبيله أو تنظيم او كيان ننقذ وطننا الغالي من الهاوية التي نحن ذاهبون اليها وقد عميت أعيننا . حتى نخرج السودان وأهله من ذلك النفق المظلم والذي يصعب توقع ما خلفة من مآسي ومحن وأحن لا ترحم لا أخضر ولا يابس نتيجة ذلك الانسداد في الأفق السياسي . وما لازمة من تدهور مريع معيشي وما خلفه من تدهور امني مروع لا يخفي على كل ذي عقل أو ضمير .
والله من وراء القصد وهو السمتعان ،،،