نازحو جنوب السودان يرفضون العودة.. خشية الموت

الخرطوم ــ علوية مختار
أكثر من ستة أشهر مرّت على اندلاع الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان، التي خلفت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح 1.5 مليون شخص، 1.1 مليون منهم في الداخل، بحسب إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في العاصمة جوبا، “أوشا”.
ومع عودة الهدوء نسبياً إلى بعض المناطق، دعت منظمات المجتمع المدني النازحين إلى العودة إلى منازلهم، وخصوصاً في جوبا. ولفت رئيس اللجنة الشعبية لبناء السلام في العاصمة جيمس اقوير اليج إلى “مساعٍ تقودها منظمته لإقناع الأهالي بالعودة”، علماً أن “الأسباب التي قادتهم للنزوح قد زالت”. وأكد بأن “عشرة آلاف نازح قد عادوا بالفعل، فيما أبدى ثلاثون ألفاً استعدادهم لذلك في حال توفرت ضمانات الحفاظ على حياتهم”.
لا ضمانات
لكن يبدو أن هذه الضمانات لا تزال غير متوفرة، إذ رفض عدد كبير من النازحين العودة، وخصوصاً أنهم يخشون عمليات انتقامية عرقية. وفي السياق ذاته، قال ملوال، الذي لجأ وأسرته إلى أحد المعسكرات الجنوبية إبان اندلاع الحرب، لـ”العربي الجديد”، إن “صور الموت والدمار والقتل على أساس عرقي لا تزال حاضرة في ذهنه”، مضيفاً أنه “يخشى على نفسه وأهله من القتل كما حدث لبعض أقاربه الذين ماتوا من دون ذنب”. وتابع “لن نخاطر ونعود قبل انتهاء الحرب. لا نريد أن نجلس في بيوتنا وننتظر أن نموت برصاص طائش”.
بدورها، أكدت “أوشا” لـ”العربي الجديد” بأن “العودة مرهونة بمدى إحساس النازحين بالأمان”. أما الصحافي الجنوبي أتيم سايمون، فأشار بدوره إلى “وجود مخاوف لدى النازحين في المعسكرات تتصل بأمنهم الشخصي وحمايتهم”، علماً أن “العديد من النازحين عادوا إلى منازلهم من دون أن يتعرضوا لأذى”. وأوضح أن “هناك مشكلة تتمثل في احتلال منازل بعض النازحين، ما يعني أنه لم يعد لديهم مأوى”، مشدداً على “أهمية الدور الكبير الذي يفترض أن تلعبه الحكومة لناحية طمأنة النازحين وتوفير إجراءات حمايتهم”.
السلام قبل العودة
إلى ذلك، ربط نائب رئيس المجلس الوطني والقيادي في الحركة الشعبية، أتيم قرنق، عودة النازحين بوقف الحرب وتحقيق السلام والمصالحة. ولفت إلى أن “انتماء النازحين إلى مجموعات إثنية مختلفة جعلهم يفضلون البقاء في المعسكرات، وخصوصاً أن الحرب لا تزال مستمرة”.
وكانت تقارير صحافية أشارت إلى معاناة النازحين في المعسكرات المنتشرة في الدولة الوليدة، وقالت: إن بعضاً لجأوا إلى تناول الأعشاب والنباتات لسد جوعهم. كذلك، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في تقريره الصادر في يونيو/حزيران الماضي، إن “7.3 مليون جنوبي يواجهون خطر سوء التغذية، إلى جانب 50 ألف طفل معرض للموت نهاية العام للسبب عينه”. وقدرت حجم الاحتياجات “بـ 1.8 مليار دولار، بينما وصلها حتى الآن 739 مليون دولار فقط”.
العربي الجديد
الله يكون في عونكم إخوتنا.