MAXIMUS….THE GLADIATOR

فى كل مرة تسنح لى الفرصة لا استطيع ان اقاوم مشاهدة فيلم المخرج القدير ريلى سكوت (Gladiator) ، القصة صورت فيلمآ سينمائيآ بنسخ مختلفة وبابطال وشخصيات تعددت ، الفيلم نال العديد من الجوائز منها اربعة ( أوسكار ) و حقق ايرادات قياسية ، المميز الذى جمع بين كل النسخ هو تعظيم قيم الحكمة والشجاعة والصبر، و عدم الاستسلام ، و عد الامتثال لليأس حتى و ان كانت كل المؤشرات ترجح كفة الخسارة، رغم تحول الأحوال لبطل القصة الاسبانى ماكسموس قائد اللواء الشمالي للامبراطوريه الرومانية ، حيث انه وبعد الانجازات العسكرية التي حققها ماكسموس للامبراطورية , قرر الامبراطورالاب ماركوس اوريليوس وهو احد اهم قدماء الفلاسفة الرومان و تعتبر تأملاته احد اهم المؤلفات الادبية فى الحكم و الادارة ،وهومن وضع مواصفات القائد الناجح حتى يومنا هذا ( الشجاعة و العدالة و الحكمة ) ، و كان يعتزم الغاء النظام الامبراطورى و اعادة الجمهورية ، وعهد بهذه المهمه للجنرال ماكسموس وتعيينه خليفة له من بعده ومفضلا اياه على ولده الوحيد ، وهو بعد أن استشار ” الالهة” قبل بتكليف القيصر بأن يكون خليفته و ينفذ رغبته فى اعادة الجمهورية ، وبعد ان علم كومودوس بالقصة ، قتل اباه خلسة وتولى مقاليد الحكم ،القائد ماكسموس يرفض ذلك , فأمر الامبراطور الابن ( كومودوس ) بقتل ماكسموس وحرق زوجه وولده ، لكن الحراس لم يستطيعوا قتله ، اذا انه تمكن من قتلهم جميعآ ، وفر ماكسموس شمالآ الى بلدته ولكن كان الوقت قد فات , فقد قُتلت زوجته وولده ، فقررفى لحظة حزن عظيم الانتحار ….مرت قافلة بماكسيموس وجدته ملقيا على الارض وهو قد اشرف على الموت , ” ليباع ” عبدا ” ويصبح تحت رحمة قانون البقاء للأقوى مجالدا “يقتل حتى لايقتل” ، صعد نجم ماكسموس كمجالد يصرع الأبطال ، كان يقتل من اجل البقاء ،بدأ نجم ماكسموس يصعد تسبقه شهرته من مكان الى آخر ، وقد استرجع امله فى الحياه وقد قرر ماكسموس( الانتقام ) لأسرته و للقيصر القتيل ، تنقل من حلبة مصارعة الى اخرى حتى وصل ماكسموس الى روما حيث اعاد الامبراطور الابن لروما حلبات القتال بعد عشر سنوات من قرار والده الغاءها ، كومودوس كان يظن بان ماكسموس قد مات ، فقرر التخلص منه فامره بالنزال مع اقوى المصارعين قاطبة بهدف القضاء عليه امام الجمهور الذى احبه و هتف باسمه ، فطعن غدرآ بسهم مسموم قبل بداية المبارزة ، ماكسموس قاوم و احتمل جراحه وقاتل ببسالة حتى صرع الامبراطورالذى جحظت عيناه و احس بدنو بنهايته و هزيمته منذ بداية المبارزة اثر تصاعد الهتاف يهز الميدان ( ماكسموس …ماكسموس ) ، ويرى نورآ ابيض تتخلله اطياف زوجنه و ابنه و امبراطوره ( المغدور ) كما صور ذلك المخرج و سقط ماكسموس مغشيآ عليه وتوفى متاثرآ بجراحه ، الجماهير و النبلاء مجدوه باعتباره بطلآ قوميآ ، و اقيمت له جنازة ملكية و نحتت له التماثيل ، قد تكون القصة خيالية اودعت بيئة حقيقية ، و ربما كانت ذات اسقاطات على الشمال الافريقى ذى السحنات العربية ، حيث اظهر الفلم جفرافية و سكان المنطقة بما فيها الزى العربى ( الجلباب و العمامة ) ، وقد تكون القصة اقرب الى الحقيقة ، لا سيما ان الاسماء و الوقائع سردها التاريخ المدون و بالذات ( تأملات ) الامبراطور الفيلسوف ماركوس اوريليوس و بالرغم من وجود تناقضات سردية او غير منطقية ، الا ان الرواية حافلة بالمآثر و المواقف المحفزة لادارة الصراع بين جمهور المحكومين وطبقة الحاكمين ، وابرزت سمو المبادئ على العواطف ، و كيف تسحق العواطف بعضها و جنسها عندما تكون السلطة هى هدف الصراع ، وكيف ان محاولات الاصلاح اما ان تكون فى وقتها او لن تكون ذات فائدة وعلى الارجح ستكون ضارة ومدمرة ، الفيلسوف الامبراطور ماركوس اوريليوس حكم من ( 161م الى 180م ) واهتدى خلال تأملاته الفلسفية الى استقرار رايه على اعادة الجمهورية بعد 19 عامآ من حكمه وهو فى ارذل العمر و لم يقوى على مقاومه ابنه و هو يسدد له الطعنات القاتلة ، و لعله لم يتوقع ان يقتل على يد ابنه وهو يخبره بأن ماكسموس سيكون خليفته ، معددآ له صفات القائد المطلوب لمرحلة اعادة الجمهورية و هى لاتتوفر فيه ، كان على ماكسموس الاخذ فى الاعتبار بأن التاريخ لا يعيد نفسه و لا يمكن تكرار نسخة المصارع الرومانى اسبارتكوس الذى سبقه بنحو ثلثمائة عام و نجح فى قيادة التمرد على الامبراطورية ، و قال لا فى وجه من قالوا نعم ،،
كتب الشاعر امل دنقل قصيدة على لسان اسبارتكوس فقال ( معلق انا على مشانق الصباح …. و جبهتى بالموت محنية …. لأننى لم احنها حية )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..